النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: سورة المزمل

  1. #1
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913

    سورة المزمل

    [align=center]
    يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمْ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)
    نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ و رَتِّلْ
    الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)
    إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ و طْئًا و أَقْوَمُ قِيلًا (6)
    إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) و اذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ
    و تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ و الْمَغْرِبِ لَا
    إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ و كِيلًا (9) و اصْبِرْ عَلَى مَا
    يَقُولُونَ و اهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) و ذَرْنِي و
    الْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ و مَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ
    لَدَيْنَا أَنكَالًا و جَحِيمًا (12) و طَعَامًا ذَا غُصَّةٍ و عَذَابًا
    أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ و الْجِبَالُ و كَانَتْ
    الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا
    شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15)
    فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وبِيلًا (16)
    فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا
    (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ
    هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)
    إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ و
    نِصْفَهُ و ثُلُثَهُ و طَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ و اللَّهُ
    يُقَدِّرُ اللَّيْلَ و النَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ
    عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ
    سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى و آخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ
    يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ و آخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ
    اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ و أَقِيمُوا الصَّلَاةَ و آتُوا
    الزَّكَاةَ و أَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا و مَا تُقَدِّمُوا
    لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا و
    أَعْظَمَ أَجْرًا و اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
    (20)
    [/align]

  2. #2
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913

    رد : سورة المزمل

    [align=center] تفسير بعض الكلمات الصعبة:

    المزمل: المتلفف بثيابه
    ناشئة الليل: القيام بالليل و التعبد فيه
    وطئا: ثبات القدم و الرسوخ في العبادة
    سبحا: تصرفا و انشغالا في مهامك
    تبتل: تفرغ للعبادة
    أولي النَعمة: أرباب التنعم و السعة
    أنكالا: قيودا
    ذا غصة: ذا نشوب في الحلق فلا يستساغ
    كثيبا: رملا متجمعا
    مهيلا: متناثرا
    [/align]

  3. #3
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913

    رد : سورة المزمل

    [align=center]
    تفسير بعض الآيات من صفوة التفاسير و ابن كثير:

    (ياأيها المزمل) خاطب الله النبي صلى الله عليه و سلم بالمزمل، و هذه كانت
    حالته عندما رجع الى السيدة خديجة بعد نزول الوحي عليه لأولا مرة، فخاف و
    ارتجف و قال لها: زملوني زملوني، لقد خشيت على نفسي.
    و المقصود بالمخاطبة بحالته التأنيس و الملاطفة، كعادة العرب عندما يلاطفون
    أحدهم ينادونه بحالته لتي هو عليها وقتها.
    فناداه الله ملاطفا، يا من تلفف بقطيفته و اضطجع في زاوية بيته كمن يشبه من
    يؤثر الراحة و يحاول التخلص مما كلف به.
    (قم الليل إلا قليلا) أي انهض إلى القيام لربك عز و جل
    و كذلك كان صلى الله عليه و سلم ممتثلا ما أمره الله تعالى به من قيام
    الليل و قد كان واجبا عليه وحده وقتها دونا عن المسلمين
    (نصفه أو انقص منه قليلا) أي قم نصف الليل أو أقل قليلا من نصف لا حرج عليك
    (أو زد عليه و رتل القرآن ترتيلا) أو زد عن نصف الليل و اقرأ القرآن على
    تمهل فإنه يكون عونا على فهم القرآن و تدبره
    و كذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه: قالت عائشه رضي الله عنها: كان
    يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها.
    (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) قيل أي العمل به ثقيل.
    و قيل أي كلامه عظيم و أوامره و نواهيه و تكاليفه شاقة صعبة
    و قيل ثقيل وقت نزوله من عظمته
    و قال الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم
    فقلت يا رسول الله هل تحس بالوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسمع
    صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلى إلا ظننت أن نفسي تقبض"
    و قالت عائشة و لقد رأيته ينزل عليه الوحي صلى الله عليه و سلم في اليوم
    الشديد البرد فيفصم عنه و جبينه ليتفصد عرقا.
    و العلاقة بين أمر الله للنبي صلى الله عليه و سلم بقيام الليل و تكليفه
    بالمهمة الصعبة التي تنتظره من دعوة الناس الى دين الله، هي أن الله يريد
    أن يهيء رسوله صلى الله عليه و سلم لتحمل هذه المسئولية و يدرب نفسه على
    تحمل الصعاب و على القوة الصلة بالله و ذلك بقيام الليل. لما في قيام الليل
    من مجاهدة النفس و التغلب على الأهواء و الصبر و المثابرة.
    و المقصود أيضا هو دعوة النبي صلى الله عليه و سلم بأن يترك الراحة و النوم
    و يستعد لعمل شاق دأوب لا راحة فيه.
    و قد التزم صلى الله عليه و سلم بقيام الليل من بعدها حتى أنه كان يقوم
    الليل حتى تتشقق قدماه.
    (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا و أقوم قيلا) و المقصود أن قيام الليل هو أشد
    مواطأة بين القلب و اللسان و أجمع على التلاوة
    و قيل أجمع للخاطر في أداء القراءة و تفهمها من قيام النهار لأنه وقت
    انتشار الناس و لغط الأصوات و أوقات المعاش.
    و قيل أشد وطأً، أي أصعب و أثقل على المصلي حيث أن الليل وقت النوم. و لذلك
    فان قيام الليل يقوي النفوس و يشد العزائم
    (إن لك في النهار سبحا طويلا) أي لك في النهار تصرفا و تقلبا و انشغالا في
    شؤونك، فاجعل الليل لعبادتك لله و لتهجدك و تلاوتك للقرآن
    (و اذكر اسم ربك و تبتل إليه تبتيلا) أي أكثر من ذكره و انقطع إليه و تفرغ
    لعبادته إذا فرغت من أشغالك و ما تحتاج إليه من أمور دنياك كما قال تعالى
    "فإذا فرغت فانصب" أي إذا فرغت من أشغالك فانصب في طاعته و عبادته لتكون
    فارغ البال
    و قال ابن عباس "و تبتل إليه تبتيلا" أي أخلص له العبادة.
    (رب المشرق و المغرب لا إله إلا هو فاتخذه و كيلا) أي هو المالك المتصرف في
    المشارق و المغارب لا إله إلا هو و كما أفردته بالعبادة فأفرده بالتوكل
    فاتخذه وكيلا كما قال تعالى في الآية الأخرى "فاعبده و توكل عليه" و كقوله
    "إياك نعبد و إياك نستعين" و آيات كثيرة في هذا المعنى فيها الأمر بإفراد
    العبادة و الطاعة لله و تخصيصه بالتوكل عليه.
    (و اصبر على ما يقولون و اهجرهم هجرا جميلا) يقول تعالى آمرا رسوله صلى
    الله عليه وسلم بالصبر على ما يقوله من كذبه من سفهاء قومه و أن يهجرهم
    هجرا جميلا و هو الذي لا عتاب معه.
    (و ذرني و المكذبين أولي النعمة و مهلهم قليلا) ثم قال له متهددا لكفار
    قومه و متوعدا و هو العظيم الذي لا يقوم لغضبه شيء. "وذرني والمكذبين أولي
    النعمة" أي دعني و المكذبين المترفين أصحاب الأموال فإنهم على الطاعة أقدر
    من غيرهم و هم يطالبون من الحقوق بما ليس عند غيرهم "ومهلهم قليلا" أي
    رويدا كما قال تعالى "نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ.
    (إن لدينا أنكالا و جحيما) و هي القيود "و جحيما" و هي السعير المضطرمة.
    (و طعاما ذا غصة و عذابا أليما) قال ابن عباس طعام ينشب في الحلق فلا يدخل
    و لا يخرج.
    (يوم ترجف الأرض و الجبال و كانت الجبال كثيبا مهيلا) "يوم ترجف الأرض و
    الجبال" أي تزلزل "وكانت الجبال كثيبا مهيلا" أي تصير ككثبان الرمل بعد ما
    كانت حجارة صماء ثم إنها تنسف نسفا فلا يبقى منها شيء إلا ذهب حتى تصير
    الأرض قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا أي واديا و لا أمتا أي رابية و معناه لا
    شيء ينخفض و لا شيء يرتفع.
    (إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا) ثم قال
    تعالى مخاطبا لكفار قريش والمراد سائر الناس "إنا ارسلنا إليكم رسولا شاهدا
    عليكم" أي بأعمالكم "كما أرسلنا إلى فرعون رسولا".
    (فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا) قال ابن عباس "أخذا وبيلا" أي
    شديدا أي فاحذروا أنتم أن تكذبوا هذا الرسول فيصيبكم ما أصاب فرعون حيث
    أخذه الله أخذ
    عزيز مقتدر ، و أنتم أولى بالهلاك و الدمار إن كذبتم رسولكم لأن رسولكم
    أشرف و أعظم من موسى بن عمران
    (فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا) أي كيف لا تحذرون و تخافون
    يا معشر قريش عذاب يوم عظيم يشيب له الولدان صغيري السن.
    (السماء منفطر به كان و عده مفعولا) أي بسببه من شدته و هوله و منهم من
    يعيد الضمير على الله تعالى
    "كان وعده مفعولا" أي كان وعد هذا اليوم مفعولا أي واقعا لا محاله وكائنا
    لا محيد عنه.
    (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) أي ان هذه الآيات المخوفة فيها
    عظة و عبرة للناس، فمن شاء من كان غافلا أن يستفيد من هذه التذكرة فيتخذ
    طريقا و سبيلا موصلا الى الرحمن بالايمان و الطاعة، فالاسباب ميسرة و
    الطرق معبدة.
    (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه و طائفة من الذين
    معك) أي تارة هكذا و تارة هكذا و ذلك كله من غير قصد منكم و لكن لا تقدرون
    على المواظبة على ما أمركم به من قيام الليل لأنه يشق عليكم
    (و الله يقدر الليل و النهار) أي تارة يعتدلان و تارة يأخذ هذا من هذا و
    هذا من هذا
    (علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن) "علم أن لن تحصوه
    أي الفرض الذي أوجبه عليكم "فاقرءوا ما تيسر من القرآن" أى من غير تحديد
    بوقت أي و لكن قوموا من الليل ما تيسر و عبر عن الصلاة بالقراءة
    و قد استدل أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله بهذه الآية وهي قوله "فاقرءوا
    ما تيسر من القرآن" على أنه لا يجب تعين قراءة الفاتحة في الصلاة بل لو قرأ
    بها أو بغيرها من القرآن و لو بآية أجزأه و اعتضدوا بحديث المسيء صلاته
    الذي في الصحيحين "ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن"
    و قد أجابهم الجمهور بحديث عبادة بن الصامت و هو فى الصحيحين أيضا ان رسول
    الله قال "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" و في صحيح مسلم عن أبي هريرة
    أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن
    فهي خداج فهى خداج فهي خداج غير تمام" وفي صحيح ابن خزيمة عن أبي هريرة
    مرفوعا "لا تجزئ صلاة من لما يقرأ بأم القرآن"
    (علم أن سيكون منكم مرضى و آخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله و
    آخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه) أي علم أن سيكون من هذه
    الأمة ذوو أعذار في ترك قيام الليل من مرضى لا يستطيعون ذلك و مسافرين في
    الأرض يبتغون من فضل الله في المكاسب و المتاجر و آخرين مشغولين بما هو
    الأهم في حقهم من الغزو فى سبيل الله و هذه الآية بل السورة كلها مكية و لم
    يكن القتال شرع بعد فهي من أكبر دلائل النبوة لأنه من باب الإخبار
    بالمغيبات المستقبلة و لهذا قال تعالى "فاقرءوا ما تيسر منه" أي قوموا بما
    تيسر عليكم منه
    و عن الحسن البصري أنه كان يرى حقا واجبا على حملة القرآن أن يقوموا و لو
    بشيء منه في الليل
    (و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة) أي أقيموا صلاتكم الواجبة عليكم و آتوا
    الزكاة المفروضة و هذا يدل لمن قال إن فرض الزكاة نزل بمكة لكن مقادير
    النصب و المخرج لم تبين إلا بالمدينة و الله أعلم
    و قد قال ابن عباس إن هذه الآية نسخت الذي كان الله قد أوجبه على المسلمين
    أولا من قيام الليل
    و قد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لذلك الرجل
    "خمس صلوات في اليوم والليلة" قال هل علي غيرها؟ قال "لا إلا أن تطوع"
    (و أقرضوا الله قرضا حسنا) يعني من الصدقات فإن الله يجازي على ذلك أحسن
    الجزاء و أوفره كما قال تعالى "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له
    أضعافا كثيرة"

    (و ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا و أعظم أجرا و
    استغفروا الله إن الله غفور رحيم ) أي جميع ما تقدموه بين أيديكم فهو لكم
    حاصل و هو خير مما أبقيتموه لأنفسكم في الدنيا
    ثم قال تعالى "واستغفروا الله إن الله غفور رحيم" أى أكثروا من ذكره و
    استغفاره في أموركم كلها فإنه غفور رحيم لمن استغفره.

    _____[/align]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML