النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قصة هبة سليم الحقيقية (( الجاسوسه ))

  1. #1
    الصورة الرمزية العميل السري
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    08- 2004
    المشاركات
    232

    قصة هبة سليم الحقيقية (( الجاسوسه ))

    القصة طويلة بعض الشيء لذلك أنصحكم بحفظها في جهازكم وقراءتها بعد خروجكم من المنتدى .. لكم شكري (( العميل السري ))



    هبة سليم . .ملكة الجاسوسية المتوجة


    منذ أن كتب صالح مرسي قصة "عبلة كامل" في فيلم "الصعود الى الهاوية" وصورة هذه الخائنة مرتسمةبخيالنا. . وحفظنا تفاصيل تجنيدها وخيانتها حتى سقطت في قبضة المخابرات المصرية هيوخطيبها.
    والجديد هنا في قصة عبلة كامل. . أو "هبة سليم" الحقيقية. . معلوماتجديدة تماماً أعلن عنها مؤخراً .. وكانت خافية حتى بضع سنوات خلت . . كشفت النقابعن شريكها الضابط العسكري المقدم فاروق الفقي.
    إنها قصة مثيرة وعجيبة. . قصة أولجاسوسة عربية استُغلت أديولوجياً. . وعملت لصالح الموساد ليس لأجل المال أو الجاهأو أي شيء سوى الوهم. . الوهم فقط. .
    فكانت بذلك اول حالة شاذة لم تماثلها حالةأخرى من قبل . . أو بعد. . !!
    حقائق ثابتة
    لم تدخر المخابرات الاسرائيليةوسيلة عند تجنيدها للجواسيس إلا وجربتها. وأيضاً – لم تعتمد على فئة معينة منالخونة . . بل جندت كل من صادفها منهم واستسهل بيع الوطن بثمن بخس وبأموال .. حرام،وأشهر هؤلاء على الإطلاق – هبة عبد الرحمن سليم عامر – وخطيبها المقدم فاروقعبدالحميد الفقي.
    لقد بكت جولدامائير حزناً على مصير هبة التي وصفتها بأنها "قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماءإسرائيل" وعندما جاء هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي ليرجو السادات تخفيف الحكمعليها. . كانت هبة تقبع في زنزانة انفرادية لا تعلم أن نهايتها قد حانت بزيارةالوزير الامريكي.
    لقد تنبه السادات فجأة الى أنها قد تصبح عقبة كبيرة في طريقالسلام، فأمر بإعدامها فوراً، ليسدل الستار على قصة الجاسوسة التي باعت مصر ليس منأجل المال أو الجنس أو العقيدة. . إنما لأج الوهم الذي سيطر على عقلها وصور لها بأنإسرائيل دولة عظمى لن يقهرها العرب. وجيشها من المستحيل زحزحته عن شبر واحد منسيناء، وذلك لأن العرب أمة متكاسلة أدمنت الذل والفشل، فتفرقت صفوفهم ووهنت قوتهم . .الى الأبد.
    آمنت هبة بكل هذه الخرافات، ولم يستطع والدها – وكيل الوزارةبالتربية والتعليم – أن يمحو أوهامها أو يصحح لها خطأ هذه المفاهيم.
    ولأنها تعيشفي حي المهندسين الراقي وتحمل كارنيه عضوية في نادي "الجزيرة" – أشهر نوادي القاهرةفقد اندمجت في وسط شبابي لا تثقل عقله سوى أحاديث الموضة والمغامرات، وبرغم هزيمة 1967 الفادحة والمؤلمة للجميع. . إلا أن هبة انخرطت في "جروب" من شلة أولاد الذواتتسعى خلف أخبار الهيبز، وملابس الكاوبوي وأغاني ألفيس بريسلي.
    وعندما حصلت علىالثانوية العامة ألحت على والدها للسفر الى باريس لإكمال تعليمها الجامعي،فالغالبية العظمى من شباب النادي أبناء الهاي لايف، لا يدخلون الجامعات المصريةويفضلون جامعات أوروبا المتحضرة .
    وأمام ضغوط الفتاة الجميلة وحبات لؤلؤ مترقرقةسقطت على خديها، وافق الأب وهو يلعن هذا الوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه ولا بد منمسايرة عاداته وتقاليده.
    وفي باريس لم تنبهر الفتاة كثيراً، فالحرية المطلقةالتي اعتادتها في مصر كانت مقدمة ممتازة للحياة والتحرر في عاصمة النور.
    ولأنهادرست الفرنسية منذ طفولتها فقد كان من السهل عليها أيضاً أن تتأقلم بسرعة مع هذاالخليط العجيب من البشر. ففي الجامعة كانت تختلف كل الصور عما ترسب بمخيلتها. .إنها الحرية بمعناها الحقيقي، الحرية في القول والتعبير . . وفي اختيار الموادالدراسية. . بل وفي مواعيد الامتحان أيضاً، فضلاً عن حرية العلاقة بين الجنسين التيعادة لا تقتصر على الحياة الجامعية فحسب. . بل تمتد خارجها في شمولية ممتزجةباندفاع الشباب والاحتفاء بالحياة.
    جمعتها مدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصولبولندية دعتها ذات يوم لسهرة بمنزلها، وهناك التقت بلفيف من الشباب اليهود الذيتعجب لكونها مصرية جريئة لا تلتفت الى الخلف، وتنطلق في شراهة تمتص رحيق الحرية. .ولا تهتم بحالة الحرب التي تخيم على بلدها، وتهيمن على الحياة بها.
    لقد أعلنتصراحة في شقة البولندية أنها تكره الحرب، وتتمنى لو أن السلام عم المنطقة. وفيزيارة أخرى أطلعتها زميلتها على فيلم يصور الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وأسلوبالحياة في "الكيبوتز" وأخذت تصف لها كيف أنهم ليسوا وحوشاً آدمية كما يصورهمالإعلام العربي، بل هم أناس على درجة عالية من التحضر والديموقراطية.
    وعلى مدارلقاءات طويلة مع الشباب اليهودي والامتزاج بهم بدعوى الحرية التي تشمل الفكروالسلوك. . استطاعت هبة أن تستخلص عدة نتائج تشكلت لديها كحقائق ثابتة لا تقبلالسخرية. أهم هذه النتائج أن إسرائيل قوية جداً وأقوى من كل العرب. وأن أمريكا لنتسمح بهزيمة إسرائيل في يوم من الأيام بالسلاح الشرقي.. ففي ذلك هزيمة لها.
    آمنتهبة أيضاً بأن العرب يتكلمون أكثر مما يعملون. وقادتها هذه النتائج الى حقد دفينعلى العرب الذين لا يريدون استغلال فرصة وجود إسرائيل بينهم ليتعلموا كيفية اختزالالشعارات الى فعل حقيقي. وأول ما يبدأون به نبذ نظم الحكم التي تقوم على ديموقراطيةكاذبة وعبادة للحاكم.
    وثقت هبة أيضاً في أحاديث ضابط الموساد الذي التقت به فيشقة صديقتها. . وأوهمها باستحالة أن ينتصر العرب على إسرائيل وهم على خلاف دائموتمزق خطير، في حين تلقى إسرائيل الدعم اللازم في جميع المجالات من أوروباوأمريكا.
    هكذا تجمعت لديها رؤية أيديولوجية باهتة، تشكلت بمقتضاها اعتقاداتهاالخاطئة، التي قذفت بها الى الهاوية.
    الشك المجنون
    كانت هذه الأفكاروالمعتقدات التي اقتنعت بها الفتاة سبباً رئيسياً لتجنيدها للعمل لصالح الموساد ..دون إغراءات مادية أو عاطفية أثرت فيها، مع ثقة أكيدة في قدرة إسرائيل على حماية "أصدقائها" وإنقاذهم من أي خطر يتعرضون له في أي مكان في العالم.
    هكذا عاشتالفتاة أحلام الوهم والبطولة، وأرادت أن تقدم خدماتها لإسرائيل طواعية ولكن.. كيف؟الحياة في أوروبا أنستها هواء الوطن. .وأغاني عبد الحليم حافظ الوطنية. .وبرجالقاهرة الذي بناه عبد الناصر من أموال المخابرات الأمريكية التي سخرتهالاغتياله.
    فقط تذكرت فجأة المقدم فاروق الفقي الذي كان يطاردها في نادي الجزيرة،ولا يكف عن تحين الفرصة للانفراد بها. .وإظهار إعجابه الشديد ورغبته الملحة فيالارتباط بها. لقد ملت كثيراً مطارداته لها من قبل في النادي وخارج النادي، وكادتيوماً ما أن تنفجر فيه غيظاً في التليفون. . وذلك عندما تلاحقت أنفاسه اضطراباً وهويرجوها أن تحس به. مئات المرات قال لها: "أعبدك .. أحبك .. أهواك يا صغيرتي".ولكنها كانت قاسية عنيفة في صده.
    تذكرت هبة هذا الضابط الولهان، وتذكرت وظيفتهالهامة في مكان حساس في القوات المسلحة المصرية، وعندما أخبرت ضابط الموساد عنه. .كاد أن يطير بها فرحاً، ورسم لها خطة اصطياده.
    وفي أول أجازة لها بمصر. . كانتمهمتها الأساسية تنحصر في تجنيده.. وبأي ثمن، وكان الثمن خطبتها له. وفرح الضابطالعاشق بعروسه الرائعة التي فاز بها أخيراً، وبدأت تدريجياً تسأله عن بعض المعلوماتوالأسرار الحربية. . وبالذات مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا. . فكانيتباهى أمامها بأهميته ويتكلم في أدق الأسرار العسكرية، ويجيء بها بالخرائط زيادةفي شرح التفاصيل.
    أرسلت هبة سليم على الفور بعدة خطابات الى باريس بما لديها منمعلومات ولما تبينت إسرائيل خطورة وصحة ما تبلغه هذه الفتاة لهم.. اهتموا بهااهتماماً فوق الوصف. وبدأوا في توجيهها الى الأهم في تسليح ومواقع القوات المسلحة. . وبالذات قواعد الصواريخ والخطط المستقبلية لإقامتها، والمواقع التبادليةالمقترحة.
    وسافرت هبة الى باريس مرة ثانية تحمل بحقيبتها عدة صفحات. . دونت بهامعلومات غاية في السرية والأهمية للدرجة التي حيرت المخابرات الاسرائيلية. فماذاسيقدمون مكافأة للفتاة الصديقة؟
    سؤال كانت إجابته عشرة آلاف فرنك فرنسي حملهاضابط الموساد الى الفتاة .. مع وعد بمبالغ أكبر وهدايا ثمينة وحياة رغدة في باريس.رفضت هبة النقود بشدة وقبلت فقط السفر الى القاهرة على نفقة الموساد بعد ثلاثة أشهرمن إقامتها بباريس. كانت الوعود الراقة تنتظرها في حالة ما إذا جندت خطيبها ليمدهمبالأسرار العسكرية التي تمكنهم من اكتشاف نوايا المصريين تجاههم.
    لم يكن المقدمفاروق الفقي بحاجة الى التفكير في التراجع، إذ أن الحبيبة الرائعة هبة كانت تعششبقلبه وتستحوذ على عقله.. ولم يعد يملك عقلاً ليفكر، بل يملك طاعة عمياء سخرهالخدمة إرادة حبيبته. وعندما أخذها في سيارته الفيات 124 الى صحراء الهرم.. كانخجولاً لفرط جرأتها معه، وأدعت بين ذراعيه أنها لم تصادف رجلاً قبله أبداً. وأبدترغبتها في قضاء يوم كامل معه في شقته. ولم يصدق أذنيه. فهو قد ألح عليها كثيراً منقبل لكنها كانت ترفض بشدة. الآن تعرض عليه ذلك بحجة سفرها، وفي شقته بالدقي تركتلعابه يسيل، وجعلته يلهث ضعفاً وتذللاً..
    ولما ضمها الى صدره في نهم ورغبةواقتربت شفتاه منها.. صدته في تمنع كاذب. . فاندفع اليها بشوق أكثر، ولملم جرأتهكلها وأطبق على شفتيها يروي ظمأ ملهوفاً تلسعه موجات من صهد أنوثتها. فأذاقته قبلةطويلة غمست بلذائذ من النشوة، وحمم من الرغبات، فطار عقله وبدا كطفل نشبث بأمه فيلحظة الجوع، لكنها.. هيهات أن تمنحه كل ما يريد. فقد حجبت عنه رعشة الوطر وأحكمتقيدها حول رقبته فمشى يتبعها أينما سارت. . وسقط ضابط الجيش المصري في بئر الشهوةووقّع وثيقة خيانته عارياً على صدرها، ليصير في النهاية عميلاً للموساد تمكن منتسريب وثائق وخرائط عسكرية.. موضحاً عليها منصات الصواريخ "سام 6" المضادةللطائرات. . التي كانت القوات المسلحة تسعى ليلى نهار لنصبها لحماية مصر من غاراتالعمق الاسرائيلية.
    لقد تلاحظ للقيادة العامة للقوات المسلحة ولجهازي المخابراتالعامة والحربية، أن مواقع الصواريخ الجديد تدمر أولاً بأول بواسطة الطيرانالإسرائيلي. حتى قبل أن يجف الأسمنت المسلح بها، وحودث خسائر جسيمة في الأرواح،وتعطيل في تقدم العمل وإنجاز الخطة التي وضعت لإقامة حائط الصواريخ المضادةللطائرات.
    تزامنت الأحداث مع وصول معلومات لرجال المخابرات المصرية. . بوجودعميل "عسكري" قام بتسريب معلومات سرية جداً الى إسرائيل. وبدأ شك مجنون في كل شخصذي أهمية في القوات المسلحة، وفي مثل هذه الحالات لا يستثنى أحد بالمرة بدءاً منوزير الدفاع.
    يقول السفير عيسى سراج الدين سفير مصر في كوبنهاجي، ووكيل وزارةالخارجية بعد ذلك:
    "
    اتسعت دائرة الرقابة التليفزيونية والبريدية لتشمل دولاًكثيرة أخرى، مع رفع نسبة المراجعة والرقابة الى مائة في المائة من الخطابات وغيرها،كل ذلك لمحاولة كشف الكليفية التي تصل بها هذه المعلومات الى الخارج. كما بدأترقابة قوية وصارمة على حياة وتصرفات كل من تتداول أيديهم هذه المعلومات من القادة،وكانت رقابة لصيقة وكاملة. وقد تبينت طهارتهم ونقاءهم.
    ثم أدخل موظفو مكاتبهم فيدائرة الرقابة. . ومساعدوهم ومديرو مكاتبهم .. وكل من يحيط بهم مهما صغرت أو كبرترتبته".
    وفي تلك الأثناء كانت هبة سليم تعيش حياتها بالطول وبالعرض في باريس.وعرفت الخمر والتدخين وعاشت الحياة الاوروبية بكل تفاصيلها. وكانت تشعر في قرارةنفسها بأنها خلقت لتعيش في أوروبا، وتكره مجرد مرور خاطرة سريعة تذكرهابمصريتها.
    لقد نزفت عروبتها نزفاً من شرايين حياتها، وتهللت بشراً عندما عرضعليها ضابط الموساد زيارة إسرائيل، فلم تكن لتصدق أبداً أنها مهمة الى هذه الدرجة،ووصفت هي بنفسها تلك الرحلة قائلة: "طائرتان حربيتان رافقتا طائرتي كحارس شرف وتحيةلي. وهذه إجراءات تكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول الزائرين، حيث تقومالطائرات المقاتلة بمرافقة طائرة الضيف حتى مطار الوصول.
    وفي مطار تل أبيب كانينتظرني عدد من الضباط اصطفوا بجوار سيارة ليموزين سوداء تقف أسفل جناح الطائرة،وعندما أدوا التحية العسكرية لي تملكني شعور قوي بالزهو. واستقبلني بمكتبه مائيرعاميت رئيس جهاز الموساد ، وأقام لي حفل استقبال ضخماً ضم نخبة من كبار ضباطالموساد على رأسهم مايك هراري الأسطورة (2)، وعندما عرضوا تلبية كل "أوامري". .طلبت مقابلة جولدا مائير رئيسة الوزراء التي هزمت العرب ومرغت كرامتهم، ووجدت علىمدخل مكتبها صفاً من عشرة جنرالات إسرائيليين أدوا لي التحية العسكرية. . وقابلتنيمسز مائير ببشاشة ورقة وقدمتني اليهم قائلة: "إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدماتأكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين".
    وبعد عدة أيام عدت الى باريس. . وكنت لاأصدق أن هذه الجنة "إسرائيل" يتربص بها العرب ليدمروها!!
    سفر بلا عودة
    وفيالقاهرة . . كان البحث لا يزال جارياً على أوسع نطاق، والشكوك تحوم حول الجميع، الىأن اكتشف أحد مراقبي الخطابات الأذكياء "من المخابرات المصرية" خطاباً عادياًمرسلاً الى فتاة مصرية في باريس سطوره تفيض بالعواطف من حبيبها. لكن الذي لفتانتباه المراقب الذكي عبارة كتبها مرسل الخطاب تقولن أنه قام بتركيب إيريال الراديوالذي عنده، ذلك أن عصر إيريال الراديو قد انتهى. إذن .. فالإيريال يخص جهازاًلاسلكياً للإرسال والاستقبال.
    وانقلبت الدنيا في جهازي المخابرات الحربيةوالمخابرات العامة وعند ضباط البوليس الحربي، وتشكلت عدة لجان من أمهر رجالالمخابرات، ومع كل لجنة وكيل نيابة ليصدر الأمر القانوني بفتح أي مسكن وتفتيشه.وكانت الأعصاب مشدودة حتى أعلى المستويات في انتظار نتائج اللجان، حتى عثروا علىجهاز الإيريال فوق إحدى العمارات.. واتصل الضباط في الحال باللواء فؤاد نصار مديرالمخابرات الحربية وأبلغوه باسم صاحب الشقة. . فقام بإبلاغ الفريق أول أحمد اسماعيلوزير الدفاع "قبل أن يصبح مشيراً" الذي قام بدوره بإبلاغ الرئيس السادات.
    حيثتبين أن الشقة تخص المقدم فاروق الفقي، وكان يعمل وقتها مديراً لمكتب أحد القياداتالهامة في الجيش، وكان بحكم موقعه مطلعاً على أدق الأسرار العسكرية، فضلاً عن دورهالحيوي في منظمة سيناء
    وكان الضابط الجاسوس أثناء ذلك في مهمة عسكرية بعيداً عنالقاهرة.
    وعندما اجتمع اللواء فؤاد نصار بقائدالضابط الخائن. . "قيل بعد ذلك أنهضابط كبير له دور معروف في حرب أكتوبر واشتهر بخلافه مع الرئيس السادات حولالثغرة". . رفض القائد أن يتصور حدوث خيانة بين أحد ضباط مكتبه. خاصة وأن المقدمفاروق يعمل معه منذ تسع سنوات، بل وقرر أن يستقيل من منصبه إذا ما ظهر أن رئيسمكتبه جاسوس للموساد.
    وعندما دخل الخائن الى مكتبه.. كان اللواء حسن عبد الغنينائب مدير المخابرات الحربية ينتظره جالساً خلف مكتبه بوجه صارم وعينين قاسيتينفارتجف رعباً وقد جحظت عيناه وقال في الحال "هو أنت عرفتوا؟؟".
    وعندما ألقىالقبض عليه استقال قائده على الفور، ولزم بيته حزيناً على خيانة فاروق والمعلوماتالثمينة التي قدمها للعدو.
    وفي التحقيق اعترف الضابط الخائن تفصيلياً بأن خطيبتهجندته بعد قضاء ليلة حمراء معها .. وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنهلم يكن يعلم أنها ستفيد العدو.
    وعند تفتيش شقته أمكن العثور على جهاز اللاسلكيالمتطور الذي يبث من خلاله رسائله، وكذا جهاز الراديو ونوتة الشفرة، والحبر السريالذي كان بزجاجة دواء للسعال. ضبطت أيضاً عدة صفحات تشكل مسودة بمعلومات هامة جداًمعدة للبث، ووجدت خرائط عسكرية بالغة السرية لأحشاء الجيش المصري وشرايينه، تضممواقع القواعد الجوية والممرات والرادارات والصواريخ ومرابص الدفاعاتالهامة.
    وفي سرية تامة . . قدم سريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدامرمياً بالرصاص.. واستولى عليه ندم شديد عندما أخبروه بأنه تسبب في مقتل العديد منالعسكريين من زملائه من جراء الغارات الاسرائيلية. وأخذوه في جولة ليرى بعينه نتائجتجسسه. فأبدى استعداده مرات عديدة لأن يقوم بأي عمل يأمرونه به.
    ووجدوا – بعددراسة الأمر بعناية – أن يستفيدوا من المركز الكبير والثقة الكاملة التي يضعهاالاسرائيليون في هذا الثنائي. وذلك بأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة والفتاة لمتعلم بعد بأمر القبض عليه والحكم بإعدامه.
    وفي خطة بارعة من مخابراتنا الحربية،أخذوه الى فيلا محاطة بحراسة مشددة، وبداخلها نخبة من أذكى وألمع رجال المخابراتالمصرية تتولى "إدارة" الجاسوس وتوجيهه، وإرسال الرسائل بواسطة جهاز اللاسلكي الذيأحضرته له الفتاة ودربته عليه. وكانت المعلومات التي ترسل هي بالطبع من صنعالمخابرات الحربية، وتم توظيفها بدقة متناهية في تحقيق المخطط للخداع، حيث كانت حربأكتوبر قد اقتربت، وهذه هي إحدى العمليات الرئيسية للخداع التي ستترتب عليها أموراستراتيجية مهمة بعد ذلك.
    لقد كان من الضروري الإبقاء على هبة في باريس والتعاملمعها بواسطة الضابط العاشق، واستمر الاتصال معها بعد القبض عليه لمدة شهرين، ولمااستشعرت القيادة العامة أن الأمر أخذ كفايته.. وأن القيادة الإسرائيلية قد وثقتبخطة الخداع المصرية وابتلعت الطعم، تقرر استدراج الفتاة الى القاهرة بهدوء.. لكيلا تهرب الى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبها المعتقل.
    وفي اجتماع موسع.. وضعتخطة القبض على هبة. . وعهد الى اللواء حسن عبد الغني ومعه ضابط آخر بالتوجه الىليبيا لمقابلة والدها في طرابلس حيث كان يشغل وظيفة كبيرة هناك. وعرفاه علىشخصيتهما وشرحا له أن ابنته هبة التي تدرس في باريس تورطت في عملية اختطاف طائرة معمنظمة فلسطينية، وأن الشرطة الفرنسية على وشك القبض عليها . . وما يهم هو ضرورةهروبها من فرنسا لعدم توريطها، ولمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الارهابية.وطلبا منه أن يساعدهما بأن يطلبها للحضور لرؤيته حيث أنه مصاب بذبحة صدرية.
    أرسلالوالد برقية عاجلة لابنته. . فجاء ردها سريعاً ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلسالى باريس. . حيث إنها حجزت له في أكبر المستشفيات هناك وأنها ستنتظره بسيارة إسعاففي المطار. . وأن جميع الترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها.
    ولكي لا تتركالمخابرات المصرية ثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها. . فقد تم إبلاغ السلطاتالليبية بالقصة الحقيقية، فتعاونت بإخلاص مع الضابطين من أجل اعتقال الجاسوسةالمصرية. وتم حجز غرفة في مستشفى طرابلس وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وماسيقومون به بالضبط.
    وبعدما أرسل والدها رداً بعدم استطاعته السفر الى باريسلصعوبة حالته. . صح ما توقعه الضابطان، إذ حضر شخصان من باريس للتأكد من صحةالبرقية وخطورة المرض، وسارت الخطة كما هو مرسوم لها، وذهب الاسرائيليان الىالمستشفى وتأكدا من الخبر، فاتصلا في الحال بالفتاة التي ركبت الطائرة الليبية فياليوم التالي الى طرابلس. وعلى سلم الطائرة عندما نزلت هبة عدة درجات كان الضابطانالمصريان في انتظارها، وصحباها الى حيث تقف الطائرة المصرية على بعد عدة أمتار منالطائرة الليبية. . فسألتهما:
    إحنا رايحين فين؟
    فرد أحدهما:
    المقدم فاروقعايز يشوفك.
    فقالت:
    هو فين؟.
    فقال لها:
    في القاهرة.
    صمتت برهة ثمسألت:
    أمال إنتم مين؟
    فقال اللواء حسن عبد الغني:
    إحنا المخابراتالمصرية.
    وعندما أوشكت أن تسقط على الأرض.. أمسكا بها وحملاها حملاً الى الطائرةالتي أقلعت في الحال، بعد أن تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمةمن باريس بالهدية الغالية.
    لقد تعاونت شرطة المطار الليببي في تأمين انتقالالفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية. .وذلك تحسباً من وجود مراقب أو أكثرصاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس.. قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشفأسرار علاقتها بالموساد.
    وبلا شك. . فاعتقال الفتاة بهذا الأسلوب الماهر جعلهاتتساءل عن القيمة الحقيقية للوهم الذي عاشته مع الإسرائيليين. فقد تأكدت أنهم غيرقادرين على حمايتها أو إنقاذها من حبل المشنقة. وهذا ما جعلها تعترف بكل شيء بسهولةبالتفصيل. . منذ أن بدأ التحقيق معها في الطائرة بعد إقلاعها مباشرة. وبعد أيامقليلة من اعتقالها تبين لها وللجميع عجز الإسرائيليين عن حماية إسرائيل نفسها وعدمقدرتهم على إنقاذها.
    فقد جاءت حرب أكتوبر وتدمير خط بارليف بمثابة الصدمة التيأذهلت أمريكا قبل إسرائيل. فالخداع المصري كان على أعلى مستوى من الدقة والذكاء.وكانت الضربة صائبة غذ أربكت العدو أشلته. . لولا المدد العسكري الأمريكي..والأسلحة المتطورة.. والصواريخ السرية. . والمعونات. . وإرسال الطيارين والفنيينالأمريكان كمتطوعين .
    لقد خسرت إسرائيل في ذلك الوقت من المعركة حوالي مائتيطائرة حربية. ولم تكن تلك الخسارة تهم القيادة الاسرائيلية بقدر ما خسرته من طيارينذوي كفاءة عالية قتلوا في طائراتهم، أو انهارت أعصاب بعضهم ولم يعودوا صالحينللقتال. ولقد سبب سقوط الطائرات الاسرائيلية بالعشرات حالة من الرعب بعد عدة أياممن بدء المعركة. . الى أن وصلت المعونات الامريكية لإسرائيل في شكل طيارين وفنيينووسائل إعاقة وتشويش حديثة.
    لا أحد يعرف
    تبخرت أوهام الجاسوسة هبة سليم. .وأيقنت أنها كانت ضحية الوهم الذي سيطر على فكرها وسرى بشرايينها لمدة طويلة للدرجةالتي ظنت أنها تعيش الواقع من خلاله. . لكن.. ها هي الحقائق تتضح بلا رتوش أوأكاذيب.
    لقد حكم عليها بالإعدام شنقاً بعد محاكمة منصفة اعترفت صراحة أمامهابجريمتها.. وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها. وتقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيفالعقوبة ولكن التماسها رفض.
    وكانت تعيش أحلك أيامها بالسجن تنتظر تنفيذ الحكم. .عندما وصل هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي – اليهودي الديانة – لمقابلة الرئيسالسادات في أسوان في أول زيارة له الى مصر بعد حرب أكتوبر.. وحملته جولدا مائيررسالة الى السادات ترجوه تخفيف الحكم على الفتاة. ومن المؤكد أن كيسنجر كان علىاستعداد لوضع ثقله كله وثقل دولته خلف هذا الطلب. وتنبه الرئيس السادات الذي يعلمبتفاصيل التحقيقات مع الفتاة وصدور الحكم بإعدامها.. الى أنها ستصبح مشكلة كبيرة فيطريق السلام. فنظر الى كيسنجر قائلاً: "تخفيف حكم؟ .. ولكنها أعدمت.. !!".
    دهش كيسنجر وسأل الرئيس: "متى.. ؟"
    ودون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية قالالسادات كلمة واحدة: "النهاردة".
    وفعلاً .. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبةسليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة.
    أما الضابط العاشق – المقدم فاروق عبدالحميد الفقي – فقد استقال قائده من منصبه لأنه اعتبر نفسه مسؤولاً عنه بالكامل.
    وعندما طلبت منه القيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرارالقيادة على ضرورة سحب استقالته.. خاصة والحرب وشيكة. .اشترط القائد للموافقة علىذلك أن يقوم هو بتنفيذ حكم الإعدام في الضابط الخائن. ولما كان هذا الشرط لا يتفقوالتقاليد العسكرية. .وما يتبع في مثل هذه الأحوال. . فقد رفع طلبه الى وزير الدفاع "الحربية" الذي عرض الأمر على الرئيس السادات "القائد الأعلى للقوات المسلحة" فوافقفوراً ودون تردد.
    وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابطالخائن. . لا أحد يعرف ماذا كان شعور قائده وهو يتقدم ببطء. . يسترجع في شريط سريعتسع سنوات مرت عليهما في مكتب واحد. . تسع سنوات كان بعضها في سواد الليل. . وبعضهاتتلألأ خلاله ومضات الأمل قادمة من بعيد. . الأمل في الانتصار على اليهود الخنازيرالقتلة السفاحين.. وبينما كان يخطط لحرب أكتوبر كان بمكتبه هذا الخائن الذي باعالوطن والأمن وقتل بخيانته أبرياء..
    لا أحد يعرف ماذا قال القائد له. . وماذاكان رد الضابط عليه. . لا أحد يعرف.
    هل طلب منه أن ينطق بالشهادتين، وأن يطلبالمغفرة من الله؟. . . لا أحد يعرف.
    لكن المؤكد أنه أخرج مسدسه من جرابه. .وصوبه على رأس الضابط وأطلق طلقتين عليه كما تقضي التعليمات العسكرية في حالة إعدام



    لمعلوماتكم القصة منقولة ..



    شكري وتقديري ... (( العميل السري ))

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    رد : قصة هبة سليم الحقيقية (( الجاسوسه ))

    مسااااااااااء جميل ...


    شكرا لك اخي العميل ..

    قمت بنسخ القصة .. لقرائتها بتمعن .............. !!

    تحية لك !!

  3. #3
    الصورة الرمزية العميل السري
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    08- 2004
    المشاركات
    232

    رد : قصة هبة سليم الحقيقية (( الجاسوسه ))

    أهلا أخي عاشق السمراء ...
    شكراً لهذا التواصل
    وبأمانة القصه رائعه لما تحتويه من تاريخ قيم وهي في نفس الوقت اضافه لمعلوماتك الثقافيه

    شكري وتقديري لقلمك أخي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML