[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة

((نحن العراق))



بدأت هذه الأيام تتكشف بعض حقائق الوضع الذي يعيشه العراق والورطة التي يعاني منها الغزاة الصليبيون فيه، هذه الورطة التي ستقودهم إلى حتفهم إن شاء الله وتعلن هزيمة الكفر الصليبي بزعامة طاغوت العصر أمريكا، ولئن تمكنت قوات الصليب من القضاء على النظام السابق في العراق بسرعة مذهلة، فإن هذا الانهيار المريع والمدوي لكل دعاة الضلالة والفساد والردة في بلاد المسلمين، وأثبتت الأحداث التي تلت سقوط بغداد على يد هولاكو العصر وقواته التي استندت كما استندت قوات هولاكو التتار إلى ابن العلقمي وأحفاده المعاصرين، أثبتت عددا من الحقائق التي كانت ثابتة للمجاهدين في سبيل الله الذين يعتبرون ضمير الأمة وقلبها النابض، ومن هذه الحقائق أن الجهاد وحده هو السبيل لكف أذى الكافرين عن المسلمين، وافتضاح أمر الرافضة وانهيار وسقوط كافة الرايات الأخرى غير راية الجهاد في سبيل الله بالدم والنار.

كما أثبتت أحداث العراق خاصة معركة الفلوجة العظيمة أن أمريكا إلى زوال ليس فقط من العراق وإنما من هيمنتها على الدنيا وأحداثها، ووالله إني لأقرأ بيانات الهزيمة الأمريكية منذ سقوط بغداد، وأكاد أجزم القول إن عدوان الصليبيين على العراق وغزوهم لأرضه يكاد أن يكون آخر غزواتهم لبلاد المسلمين، وأننا بتنا نحن الذين نطاردهم ليس فقط في أرضنا وبلادنا، وإنما حتى في بلادهم وفي كل ركن يلجأون إليه.

هذه القصيدة (إن كان لكم أن تسموها كذلك) كتبتها بعد جولة نقاش مع بعض الناس المهتمين بما يجري في العراق واستغرابهم مما حدث من سقوط مدوي لحاضرة الخلافة وبسرعة قياسية، واستغرابهم فيما بعد ((وفي ظل الهيمنة الأمريكية على الدول تحت ما يسمى بالتحالف الدولي على الإرهاب)) استمرار المقاومة خاصة في الفلوجة وعدم قدرة الغزاة على دخول مدينة المساجد.

فإلى أرواح شهدائنا في العراق وفلسطين وأفغانستان وكل بلاد المسلمين، وأخص منهم طيب الذكر محمد عاطف أبي حفص المصري عليه من الله الرحمة والرضوان، إليهم جميعا وقد قدموا أرواحهم في سبيل الله دفاعا عنا أقدم هذه القصيدة لعل الله يلحقنا بهم في جنات النعيم. عبد الله العابد


--------------------------------------------------------------------------------



نحن العراق



مهد الحضارة للأمم



هذي بلاد الأنبياء



وصفوة الناس العظام



هذي بلاد المعتصم

نحن الذين بدينهم يتمسكون

نحن الذين تحاصرون وتقتلون

نحن الذين تجمعت لقتالهم كل الأمم

لكنهم وهبوا الإله نفوسهم

ولدينهم قالوا نعم

نمشي على جرح تسربل بالدماء

فالنصر من رب السماء

والغاصبون ندوسهم تحت القدم

ونلحن البارود من رشاشنا أحلى نغم

نحن العراق

***

نحن العراق

بلد المقابر للعلوج

بالنار نشويهم

وبالساطور نقطع رأسهم مثل النعاج

هوذا مصير الغاصبين

من دمروا أرض الفرات

وشردوا شعبي من القدس الشريف

يا قاتلي شعبي دفاعا عن بني صهيون

هذا عراق المجد ساحة موتكم، فأين ستهربون؟؟

أحفاد سعد والمثنى في العراق

أنى تحرك ركبكم، يتربصون

وسيضربوا هاماتكم بالسيف أو حتى النعال.

بغداد، حاضرة الخلافة،

مجد آبائي العظام

ستعود قاعدة الجهاد فأين (نكفور) اللئيم

نحن العراق

***

نحن العراق

هذي بلاد المعتصم

قسما بمن رفع السماء ستنتقم

دمع الثكالى والإماء،

صرخة الطفل الرضيع

ضجت بها الآفاق تشكو قهركم

وتخاذل الأمم التي من ظلمكم

سكتت عن الظلم المريع

مليون طفل قتلوا لحصاركم

عن أي إنسانية بعد ذا بين الورى تتحدثون؟؟!!!!

أو أي تحرير لشعبي باسمه تتفاخرون؟؟!!!

نحن العراق
***

نحن العراق

سنعيد مجد الخالدين،

ونزيل رجس الغاصبين،

ونحرر الأقصى وساحات البراق

ثاراتكم من أسر بابل

قصف صاروخ الحسين

قادت خطاكم نحو موت في العراق

الغدر صنعتكم

وليس سواه فنا تتقنون

والقتل بعض نتاجكم

واللؤم فخر طباعكم

ماذا سوى غير الردى والخزي في أرض العراق تواجهون؟؟؟

ستقود أنات الثكالى جندنا في الزحف لاستئصالكم

فالسيف أنجع ما يداوي رأسكم

ويعود جحفلكم نعوش

وتظل رايتنا ترفرف وسطها الله أكبر فوق هامات الجيوش

نحن العراق

***

نحن العراق

دمنا لبغداد الرشيد

عروس أرض الرافدين

قامت لتنهي حزنها

وتزف أحفاد الحسين

الناقمين على المذلة والهوان

نهضت عروس الشرق من كبواتها

داست على جرح وصارخة تقول

أنا ذا أقاتل ههنا زمر الخيانة

أحفاد ابن العلقمي وصحبهم

من أتقنوا قرع الطبول

لكل محتل يصول

طابورهم قد بان وانقشع الغمام

لؤم المجوس وغدر أولاد الأفاعي من يهود

قادت خطاهم للتآمر

ثأرهم من قادسية سعدنا

نهاوند أو فتح الفتوح

جعلتهمو مثل البغال لجند أمريكا فجاسوا في الديار

سحلوا أئمتنا وقادهم الغرور

ليدمروا بلد الرشيد

لكنما انكشف القناع

وضاع حلم الطامعين

قالوا لنا جئناكم كمحررين!!!

لكن ما فعلوه في المستضعفين

يأبى بأن يفعله أعتى المجرمين

يا أيها الوطن الحزين

تبت يد المتآمرين

من جللوا أنحاء أرضي بالسواد

من أتقنوا فن التآمر والفساد

لك يا عراق المجد عزم لا يلين

لك يا عراق العز عهد المخلصين

سنقاوم المحتل نسحق جنده كأبي رغال

بحجارة سجيل من نيراننا

حتما سيقتل أو يزول

نحن العراق

***

نحن العراق

هو ذا كمين

يلقي على المحتل ألوانا من النيران

تحرق جنده في أرضنا

فغدا العراق جهنما للغاصبين

من كل منعطف سنخرج زاحفين

في كل زاوية لهم متربصون

ثأر الشعوب جميعها اليوم يأخذه العراق

من كل محتل لعين

في كل حي من بلادي ألف جندي لعين

زرعوا لنا في كل ناحية مقابر أو سجون

قد جاء هولاكو المدجج بالحديد

بل هم صليبيون عادوا من جديد

عادوا وعادت جذوة الأحقاد تدفع جمعهم

لإعاقة المد المبارك في بلاد المسلمين

لكنما فلوجة المجد التليد

رفعت لواء العز في زمن المذلة والعبيد

(رامبو) تراجع في انكسار

حتما سينهزم التتار

من أتقنوا حرب الإبادة للشعوب

شذاذ آفاق تجمع شملهم كي يسرقوا أمجادنا

حرب الصليب تقودهم لبلادنا

لكننا قدر من الله العزيز

كنا ملاك الموت أنى ينظرون

قصفوا المآذن والمساكن في جنون

هي ذي أفاعيل الغزاة

قتل وتشريد وإرهاب لأبناء الأباة

هذا هو التحرير يصنعه الطغاة

حشدوا لنا حمما من النيران تقصفنا وترجو الانتقام

لكننا سنظل آساد العرين

نحمي الحمى

ونرد كيد الطامعين

بدمائنا نفدي العراق

لأننا نحن العراق

***

نحن العراق

فلوجة الفجر الجديد

يا ساحة الفجر المؤذن بالشروق

هو ذا عراق المجد

يا بلد المقاومة الأبية في مواجهة الغزاة

قد قمت رغم الجرح تنهض من جديد

رغم التخاذل والمذلة والهوان

رغم الخيانات التي باعت بلاد الرافدين

سنعيد يا وطني الموشح بالسواد

رايات مجدك يا عراق

نحن العراق

***


عبد الله العابد

الخامس من أيار مايو 2004م
[/align]