الموضوع: لطائف من مهبط الوحي

المكان دبي ,,,
المناسبة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم
الدورة السابعة 1424 هجرية

اسمحوا لي ان انقل لكم من هناك هذه المقتطفات الجميلة من محاضرة الداعية الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني ,,

اسلوب جميل بديع في الإلقاء والبيان والخطب والمحاضرات ,,,, بحثت كثيرا عن محاضراته ,,, واخيرا قلت ليس لي الإ الانترنت لماذا لا ابحث فيه ,,,, فوجدت شيئا من محاضرات السمعية ,,,,
وأنزلتها في جهازي فكم رائعة محاضراته وطريقة إلقائه البديعة ,,,,

فأحببت ان انقل لكم مقتطفات من محاضرته الرائعة لطائف من مهبط الوحي التي ألقاها في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم الدورة السابعة 1424 هجرية

قال ان مهبط الوحي هي مكة المكرمة التي على رمالها مزق الشرك وتحطم الكفر والالحاد ووقع عليها نور السماء فأشرقت روعة الاسلام بالعدل والاداب، وفي مكة نزل الروح الأمين على سيد المرسلين بأول اية «إقرأ» وفيها انشق القمر ليكون آية على صدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «اقتربت الساعة وانشق القمر».

وعلى ارضها تم دحر جيش ابرهة وجعلهم الله كعصف مأكول وفيها عرفة ومنى والصفا والمروة والقصة الكبرى والحدث الاهم والابرز نزول الوحي، فالقرآن نور حياتنا وميلاد عزتنا ورقينا، ومن مكة كانت الرحلة المباركة الى السماء والتقاء السماء بالارض في الاسراء والمعراج «سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله».

وقال ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولد فيها وهو ابر مولود بأمته وتساءل الزهراني بقوله: من نحن قبله لقد اكتوينا بالظلم وتهاوت نفوسنا، وفي مكة المكرمة فجر الاسلام ومهبط الوحي وماء زمزم هذا الماء الذي جرى باسم الله تعالى.

ومكة هي التي استجاب فيها الله دعوة ابراهيم «ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة» وفيها الصلاة بمئة ألف صلاة وورد ذكرها في القرآن «ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً» و«لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد» فيها قبلة المسلمين والحجر الاسود الذي هو من الجنة وفيها غار حراء ومنه رفعنا الله الى العزة وانتشلنا من القاع.

وقال ان غار حراء كان يذهب اليه الرسول صلى الله عليه وسلم صاعداً هذا الجبل المرهق يتعبد الليالي ذوات العدد ليحس بالطمأنينة بعيداً عن الشرك كأنما هو على موعد مع حبيب وجاءه الحبيب الروح الأمين بـ «اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان مالم يعلم».

فغار حراء انبعث منه النور وبزغ الفجر وجاء التاريخ فسجل قلم التوحيد وبدأت رحلة العدالة وتهدمت ممالك الشرك وتفاعل المسلم مع كل شيء حوله حتى الجماد، فجرى نهر العظمة ومن الغار انطلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من بوابته، انطلق منه اعظم الناس خلقاً وازكاهم نفساً وارقهم قلباً واشدهم خشية واجودهم يداً.

ومكة المكرمة يعود اليها بعد اقل من 13 سنة بأمة تسبح وتكبر وتوحد الله جاء بمئة ألف صحابي كل منهم يتمنى ان يقدم رقبته فداءً لهذا الدين، وجاءه الكفار فقال لهم ما تظنون اني فاعل بكم، قالوا أخ كريم وابن أخ كريم، فيقول لهم ما اقول الا كما قال يوسف لاخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، اذهبوا فأنتم الطلقاء.

الله يا أعذب الألفاظ في لغتي
ويا أجل حروف في معانيها
الله يا أمتع الأسماء كم سعدت
نفسي وفاض سروري حين أرويها

اذا حل الهم، وخيّم الغم، واشتد الكرب، وعظم الخطب، وضاقت السبل، وبارت الحيل، نادى المنادي: يا الله.. يا الله (لا اله الا الله العظيم الحليم، لا اله الا الله رب العرش العظيم، لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم)، فيفرج الهم وينفس الكرب، ويذلل الصعب.

اذا اجدبت الارض، ومات الزرع، وجف الضرع، وذبلت الازهار وذوت الاشجار، وغار الماء، وقل الغذاء، واشتد البلاء، خرج المستغيثون بالشيوخ الركع، والاطفال الرضع، والبهائم الرتّع، فنادوا: يا الله، واستغاثوا: يا الله، فينزل المطر، وينهمر الغيث، ويذهب الظمأ، وترتوي الارض، «وترى الارض هامدة فإذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج»، واذا بالماء يروي من العطش، وينقي من الدنس.

اذا اشتد المرض بالمريض، وضعف جسمه، وسحب لونه، وقلت حيلته، وضعفت وسيلته، وعجز الطبيب، وحار المداوي، وجزعت النفس ورجفت اليد، ووجف القلب. انطرح المريض، واتجه العليل الى العلي الجليل، ونادى: يا الله.. يا الله، فزال الداء، ودب الشفاء وسمع الدعاء.
كل يوم هو في شأن

الله.. «كل يوم هو في شأن»، يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين، ويحيي ميتاً، ويميت حياً، ويجيب داعياً، ويشفي سقيماً، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويجبر كسيراً، ويغني فقيراً، ويعلم جاهلاً، ويهدي ضالاً، ويرشد حيراناً، ويغيث لهفاناً، ويفك عانياً ويشبع جائعاً، ويكسو عارياً، ويشفي مريضاً، ويعافي مبتلياً، ويقبل تائباً، ويجزي محسناً، وينصر مظلوماً، ويقصم جباراً، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويؤمن روعة.

الله.. الواحد الاحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً احد.

خلق فسوى، وقدر فهدى، واخرج المرعى، فجعله غثاء احوى. السماء بناها، والجبال ارساها، والارض دحاها، اخرج ماءها ومرعاها. يبسط الرزق، ويغدق العطاء، ويرسل النعم.

رب السماوات والارض، ورب العرش العظيم. فالق الحب والنوى، منزل التوراة والانجيل والفرقان. هو الاول فليس قبله شيء، وهو الآخر. فليس بعده شيء، وهو الظاهر فليس فوقه شيء، وهو الباطن فليس دونه شيء.. ينفس الكرب، ويفرج الهم، ويذهب الغم، ويقضي الدين، ويغني من الفقر.

حبيب الطائعين، وملاذ الهاربين، وملجأ الملتجئين، وامان الخائفين. يحب التوابين ويحب المتطهرين.

سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته. سبحان الله ما تعاقبت الليالي والأيام، والحمد لله عدد الشهور والأعوام، ولا اله الا الله الذي لا تتصور عظمته الأوهام، والله اكبر ذو الجلال والاكرام والعزة التي لا ترام، مدهر الدهر، مدبر الامر، ومقدر اليوم، والليلة، والسنة، والنهار.

سبحانه ما اعظم شأنه. سبحانه ما أدوم سلطانه. سبحانه ما أوضح برهانه. سبحانه ما أقدم سلطانه. سبحانه ما أوسع غفرانه.

سبحت له السماوات واملاكها، والنجوم وافلاكها، والارض وسكانها والبحور وحيتانها، والسادات وعبيدها، والامطار ورعودها والملوك ومماليكها، والاشجار وثمارها والديار واطلالها، والاسود واشبالها، «الم تر ان الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون».

سبحان من بهرت عظمته عقول العارفين. سبحان من بهرت انواره بصائر السالكين سبحان من ظهرت بدائعه لنواظر المتأملين. سبحان مقيل عثرات المذنبين. سبحان غافر خطايا المستغفرين. سبحان ذي الجبروت، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح الا له.

سبحان من بسط الارض ومهد، سبحان من رفع السماء بلا عمد، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، سبحان من خلق الخلق فأبدعه، وسن الدين وشرعه، وقدر الرزق ووسعه، ونور النور وشعشعه، واجرى الماء فأنبعه، سبحانه من لا شريك له ولا اله معه.. وسبحان الله.. ما اشرقت انوار ذكره على وجوه العابدين، وما امتدت الى عطائه اكف السائلين.

سبحان من يشكر المحسنين على احسانهم، وانما احسانهم من احسانه. سبحان من تعامله العباد بعصيانهم، ويعاملهم بغفرانه. سبحان من لولا حلمه لعاج العاصي بالعقوبة قبل توبته من عصيانه. سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الارض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق..

انتهى


بعض من محاضرات الدكتور السمعية
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...scholar_id=411

http://audio.islamweb.net/islamweb/i...rID=146&type=2

تحياتي