ذواتنا وحروفنا .. تمازج بين ذاتين .. حسا ومعنى
نكتب ونخاطب الآخر في رسائل من الوعي ومن اللاوعي
أغرقنا في مناجاة المجهول
سبكنا له أجود عبارة
وطرزنا له أجمل كلمة
...
أما آن لنا أن نسيح مع ذواتنا
لنحادثها
لنقف معها وقفات
...
هنا
أريد أن أسطر لذاتي منها وإليها
أخوض في اعماقها
أخرجها من صمتها
سأقدم لها رسائلي
لعلها تبوح بما تكتنفه
والآن
هنا سأبوح إلى ذاتي
في رسائل كثيرة
===== * * * =====
الرسالة الأولى
===== * * * =====
سيدتي ... ذاتي
أكتب لك أولى رسائلي
مللت من مناجاة الآخر
أريدك أنت فقط - أن تستمعي إليّ - وأرجو أن تتلطفي
بالرد علي ... فكم عهدتك وفية .. لم تخذليني يوما
سيدتي .. ذاتي
بين يديك
( اعتذار )
علّك تقبلينه
فيامن حويت همومي
وحمّلتك كل غمومي
وتنفّست كل شحوبي
يا بحري المديد
يا فجري السعيد
يا قلبي القريب
عذرا إليك
على هذا الجفاء
عذرا إليك
في هذا المساء
عذرا إليك
تلحنها طيور السماء
عذرا إليك
امتداد الفضاء
سافرت عنك واصبحت البعيد
وتناسيت لقياك القريب
أتدرين ؟
كم كنت غارقا في ساحة الكون
أبحث عن صفحة فيها السكون
ولكن
كنت حقا في سراب
وضائعا في متاهات التراب
لم أجد لحظة روعة المبيت
بل كنت في سبات
وأيّ سبات ؟
سبات هم بلا نوم يمدّني بمنحة الثبات
أبحرت خارج أسوارك
فذقت مرارة فراقك
ذاتي
ها أنا أعود
بعد رحلة
وهمت فيها أني أنا السعيد
ولبست زورا ثوبها الجديد
وتخيلت عيش يوم كعيش يوم عيد
وها أنا أعود
بعد رحلة من العمر
أطلب ودك كي تطلقيني من الأسر
ذاتي
هل تقبليني ؟
وهل تقبلين اعتذاري ؟
واعذري لغتي إليك
فلم تفسّر كل ما اريد