[align=center]إليكم هذه الصفحة .. من مذكرات عاشق:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
عندما أطبق الظلام أمام عيني .. واسودت في وجهي معالم الدنيا .. وبعد أن ارتحل الحب من
عالمي .. ورحل الشوق من خيالي ..
صرت أعيش في ظلام دامس .. الدنيا كئيبة .. زرقاء قاتمة .. كأنها قطعة من الثلج .. الأسود!
وأصبحت حياتي كأنها غابة موحشة .. يخيم عليها الظلام .. وترتادها الذئاب والهوام ..
ليل طويل وما من مدام ..!
أصبحت أرى الدنيا قفارا .. والناس .. أتوجس منهم خيفة..!
أصبحت لا أميز بين الألوان .. فكلها غامق .. وكلها يميل للسواد ..
الورود .. أخالها صبارا .. والعصافير .. أراها نسورا ..
الحدائق مغلقة في وجهي .. والاخضرار يضمحل من عالمي ..
تراني منطويا على نفسي .. متكورا في زاوية صغيرة .. صغيرة جدا .. وسط هذا العالم الداكن ..
تراني أكلم نفسي .. لأني لم أعد أثق بغيرها ..
ولا أجلس الا مع من أثق بهم .. ولا أحد أثق به .. ! فأجلس مع نفسي ...!!!
الجو بارد .. صقيع قارص .. وجليد موحش ..
لادفئ .. ولا حنان ولا تحنان ..
لقد نسيت لون الشمس .. حيث انها لم تشرق علي منذ زمن بعييييييد ..
لم أر النور .. ولاحتى في منامي ..!
.
.
.
ظننت أني سأموت وسط هذا الظلام .. وسط هذه القفار ..
.
.
.ولكن .. حصل شيء غير مجرى حياتي
.
.
.
كيف؟ .. لا أعلم كيف حصل .. ولكنه حصل ..!
في ذات يوم .. وبينما أنا جالس .. مع نفسي .. لوحدنا ..
في نفس الزاوية الصغيرة .. في نفس الغابة الموحشة .. تحت جنح الظلام الحالك ..
وإذ بي أرى نورا يلوح من بعيييييييييييد .. يظهر كأنه نقطة مضيئة
مقبلة علي!
إنه نور .. إنني لا احلم .. انظري يانفسي .. هناك ..
تلك النقطة .. نعم انه نور..!!
كيف جاء .. ومن أين جاء؟؟
إنه مقبل علينا .. هل تسمعين يانفسي .. إنه قادم إلينا
.
.
.
انه يقترب .. ويقترب
وكلما اقترب .. اضاء المكان الذي يصل إليه
أوووووه .. ماهذا؟؟
هل أحلم ..؟
كأنه خيال إنسان .. نعم .. إنني أتبينه ..
إنه .. لا .. إنها فتاة
هه؟
ماذا أرى ؟ هل أحلم .. يانفسي..هلا قرصتيني لأتبين أني في يقظة؟؟
ماهذا ..؟ إنني أرى ورودا ..
ورود !؟
نعم إنها ورود .. عن يمينها ورود .. وعن شمالها أزهار
ومن خلفها حدائق غناء وبحار..
إنها تعيد لي حياتي
كلما مرت على مكان مظلم .. أعادت إليه الألوان
اصبح الكون يتلون أمامي مرة أخرى
أصبحت أرى اللون الأحمر .. والأخضر
إنه اللون الأزرق .. لوني المفضل .. إنني أراه من جديد
.
.
.
انها تقترب .. بثقة كبيرة .. وبسرعة معتدلة
لقد وصلت إلى مشارف..زاويتي الصغيرة .. المظلمة
..
..
أما أنا .. فرحت أتأمل فيها متعجبا ..
اقتربت مني .. وابتسامة كبيرة تعلو محياها ..
أضاءت زاويتي الصغيرة من ابتسامتها الواسعة ..
وأوصلت النور إلى عيني
.
.
مدت إلي يدها .. أن قم .. وتعال إلي
اخرج من هذه الزاوية المقفرة
تعال إلى الحياة
.
.
.
قمت .. خرجت من زاويتي .. لأول مرة منذ فترة طويلة
امسكت يدها .. ما أنعمها من يد ..
سحبتني .. ثم بدأت تسير .. ويدي في يدها ..
دون ان تنطق .. بكلمة ..
الى أين نسير؟؟
تكمل السير ولا تجيبني..!
هل لي أن أعرف من أنت ؟
تبتسم! ولاتجيب..!!
توقفت .. وتوقفنا عن السير ..
ثم جعلت عيني في عينيها .. ورحت أرنو إلى ذلك الطرف .. الذي سلبني كل ما أملك
إنها حوراء ..
قلت لها : هلا شرحتي لي مالذي يجري هنا ..؟؟
فأجابت بنبرة هادئة .. ولهجة واثقة .. وصوت عذب : اسمي ليلى!
فوقفت فاغرا فمي .. متعجبا من مزاياها وخصالها ..
فقلت: وبعد؟
قالت: لقد كنت أراقبك منذ مدة .. وانت منطو على نفسك .. معتزل عالمك .. بعيد عن نفسك
كل البعد .. وانت تظن انك معها!!
فرقيت لحالك .. وتتبعت أمرك .. وسألت عنك .. وتحريت عن قصتك..
فعلمت أنك مظلوم .. كسير الجناح .. فأعجبت بك .. وأعجبت بشهامتك ..
قلت : شهامتي؟؟ .. أنا شهم ؟؟
قالت : نعم .. شهامتك .. التي يتحدث الناس عنها .. وعن وفائك لمن أحببت ..
إنني معجبة بك .. وبقلبك .. إنني .. أحبك . وتضرج خدها بحمرة .. زادتها جمالا إلى جمالها
هنا .. دخل الدفئ إلى قلبي ..
في هذه اللحظة .. أحسست أنني ولدت من جديد ..
أحسست بطعم الحياة الضائع ..
هنا بدأت اشتم رائحة الهواء العليل .. وبدأت أميز لون السماء من لون الأرض!
بدأت أرى البحر الذي أشقه .. بدأت أسمع صوت الطيور .. وتغاريد العصافير .. وتكسر الأمواج
على الشواطئ..
قبضت على يدها بقوة .. لأتدفئ .. لأذيب الثلج الذي على كاهلي ..
لأنفض غبار الوحدة من حياتي ..
قلت لها : وأنا أيضا أحبك .. لقد أعدتي لي ما فقدته ..
وأعدتيني إلى من فقدني ..
لقد جمعتني مع نفسي من جديد .. وعاد قلبي ينبض .. ينبض بالحب ..
يستعيد طعم الوفاء الضائع ..
هنا .. بدأت ليلى تسير .. ويدي في يدها .. وبدأت أسير معها .. جنبا إلى جنب ..
لنخوض معترك الحياة من جديد .. و بقوة .. !
لنكسر باب الوحدة .. ونحطم هيمنة الظلم والجحود ..
لنرسم أحلى رسمة .. تعبر عن الحب والوفاء .. ونكتب أروع ملحمة .. قيلت في الحب..
حقا إنها مثال الفتاة المتميزة .. وقلبها .. أبيض ناصع البياض .. حساس وحنون ..
يسعني .. ويسع الأرض كلها ..
هنا .. انطوت آخر صفحة من صفحات البؤس والشقاء .. وانتهي الحبر الذي كان يكتبها ..
ووضعت هنا نقطة النهاية .. لقصة مأساوية ..
وأخذنا كتابا جديدا .. لنكتب قصة حبنا .. بمداد أحمر .. تحيط بها الألوان ..
وتقبع بين جنباتها المعاني الجميلة .. والأخلاق الرفيعة .
انتهت.
من مذكرات عاشق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الخاطرة .. حاولت صبغها بلونين .. لون التعاسة والاكتئاب .. ولون السعادة والأمل والإشراق
أتمنى أن أن أكون قد وفقت لذلك
وأن تنال على رضاكم واستحسانكم
تقبلوا أعذب وأرق التحايا
محبكم
نبـ ـ ـ ـض،،[/align]