النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام (8)

  1. #1
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913

    في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام (8)

    [ALIGN=CENTER]
    الصداقة و المحبة :
    هل يتصور أن تنتقل العلاقة الزوجية إلى علاقة صداقة ومحبة؟!
    أم أن الزوجين لا يمكنهما أن يكونا صديقين؟!
    لقد أوقفتني حادثة للحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، عندما رأيته يتعامل مع زوجته عائشة رضي الله عنها وكأنها صديقته، وذلك فيما يرويه الإمام مسلم عن أنس بن مالك (خادم رسول الله) عليه الصلاة والسلام قال: دعا رجل فارسي النبي عليه الصلاة والسلام إلى طعام، فقال النبي: أنا وعائشة فقال: لا. فقال: فلا، ثم أجابه بعد، فذهب هو وعائشة يتساوقان، فقرب اليهما اهالة (اللحم السمين).
    إن هذا الموقف يعرفنا بمدى العلاقة الحميمة للزوجين ودرجة الحب بينهما، حتى أنهما لا يريدان الاستغناء عن بعضهما البعض، وان كانت الدعوة للزوج إلا أنه اشترط مجيء زوجته معه، ولم يهمه رضى الداعي من عدمه، وإنما يهمه مرافقة زوجته له، إن هذا المعنى من معاني الصداقة في العلاقة، وإذا توفرت هذه المعاني في العلاقات الزوجية أصبحت العلاقة راقية ومتميزة، وليس كل زوجين تتوفر فيما بينهما الصداقة، فأحيانا يتعامل الزوج مع زوجته على اعتبار أنها زوجته وأم أولاده، فلها من الحقوق مالها وما عليها، ولكن مفهوم الصداقة هو التفاني في المحبة والرقة في المعاملة
    فهذه من علامات الصداقة وإشاراتها فلو أن العلاقة الزوجية تضمنت علاقة صداقة لا يستغنى كل واحد منهما بالآخر عن الآخرين، فيكون كل طرف هو مركز اهتمامه وصندوق أسراره، يعتمد عليه في المهمات الصعبة، فان سقط رفعه، وان مرض وقف على رأسه، وان احتاج أعطاه، وان طلب لباه، فهذه من علامات الصداقة، فالصداقة قرب قلبي أكثر من كونها قرباً جسدياً.

    تقدير الذات
    وتقدير الذات حاجة أساسية ولهذا ركزت عليها كبرى الشركات والمؤسسات الربحية وغير الربحية، عندما رفعت شعار: ((تقدير العميل أهم شئ))، أو شعار ((العملاء دائما على حق))، وكذلك يركز عليها الطفل الصغير، فانه يعمل الحركات الغريبة من أجل لفت النظر، ففي ذلك تقدير له وإعطاؤه الاهتمام بوجوده، وهذا ما نريده من الزوجين، ولهذا عندما دعا الرجل الفارسي الحبيب محمدا عليه الصلاة والسلام، اشترط عليه الرسول الكريم أن ترافقه زوجته، فهذا من كمال التقدير للطرف الآخر، وهذا من التصرفات التي ترفع العلاقة بين الطرفين من علاقة زوجية إلى علاقة صداقة، فتنشأ بعدها كل الأخلاق التي يتمناها الإنسان من الطرف الآخر بسبب وجود علاقة صداقة بينهما، فإذا طلب لا يرد طلبه، وإذا سأل أعطى، وإذا مرض وقف عند رأسه، وإذا احتاج لبى حاجته، وإذا مات كان وفيا له.
    ولا يعني ذلك أن الصداقة أعلى مرتبة من العلاقة الزوجية، ولكن عندما يرتبط الطرفان بالعلاقة الزوجية، ثم تكون العلاقة بينهما علاقة صداقة لأصبحا نور على نور.

    تعالوا ننتقل إلى قول آخر من أقوال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه و سلم), حين قال عن السيدة خديجة رضى الله عنها: ( إني رزقت حبها ),,فالحب رزق مثل الطعام والشراب والمال , فكل ذلك رزق من الله عزوجل , فالله يرزق الأرض لتحيا , والجسد الطعام والشراب ليحيا . ويرزق القلوب الحب لتحيا

    و عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قضي أحدكم حجة فليعجل الرجوع إلى أهله , فإن أعظم لأجره ) .
    لقد قرأت هذا الحديث , وما كنت أتصور أن رجوع الحجاج إلى أهلهم أكثر أجراً من صلاتهم وتسبيحهم في بيت الحرام , والحسنة فيه تعدل مائه ألف حسنة , ومع ذلك يوجه النبي صلى الله عليه وسلم الرجال إلى سرعة الرجوع إلى أهليهم
    و هناك حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : لما تغيب " عثمان " رضي الله عنه – عن " بدر " فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - , وكانت مريضة , فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه ) .
    إن أفضل الصحابة هم الذين شهدوا بدراً ومع ذلك يعدل أجرهم أجر رجل جلس مع زوجته عند مرضها ليؤنسها ويسليها , ويخفف عنها آلامها

    و هناك حديث آخر يرويه ابن عباس – رضي الله عنه – قال : ( قال رجل : يا رسول الله , إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج , فقال أخرج معها )
    لقد فضل النبي صلى الله عليه وسلم مرافقة الرجل لزوجته على الخروج للجهاد – إن للرحلة العائلية أثراًَ في تغير الجو المنزلي وتجديد الحياة

    أختى : فلتتقى الله
    عن جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه ( القطعة من الجيش ) , فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة , يجئ أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا , فيقول ما صنعت شيئاً , ثم يجئ أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته , فيدينه منه ويقول : نعم أنت ) وقال عليه الصلاة والسلام
    ( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غيرها بأس فحرام عليها رائحة الجنة ) .

    نتيجة عملية لواقعنا المعاصر:
    يقول الأستاذ الدكتور : جاسم المطوع :
    كنت أقدم دورة تدريبية في إحدى الدول الخليجية وكان عنوان الدورة * فن حل المشاكل الزوجية * وكنت أقدم هذه الدورة للرجال وأحياناً للنساء، وكنا من خلال الدورة نناقش بعض المشاكل الزوجية، ونضع الحلول لها مستخدمين في ذلك النظام (شبكة المخ) في التفكير، وإذا كانت المشكلة الزوجية معقدة نستخدم نظام خيوط العنكبوت في التفكير.

    شبكة المخ

    وأذكر انه في إحدى الدورات النسائية، تم تقسيم الحضور إلى خمس مجموعات، وكل مجموعه فيها خمس عضوات، وطلبت من الحاضرات اختيار مشكلة (الزوج الصامت ( والمجموعة الثانية (الزوج الدكتاتوري المتسلط) والثالثة (الزوج الذي لا يصلي) وهكذا.. ثم بدأت أشرح لهن طريقة (شبكة المخ) في علاج المشاكل وأعطيتهن فرصة نصف ساعة لمعالجة المشاكل التي اخترنها، ثم تابعنا الدورة في باقي مواضيعها ونقاطها، وكانت الدورة تركز على أسلوب تفكير الإنسان في تضخيم الحدث وجعله مشكلة كبيرة جداً، أو يمكنه التعامل مع الحدث بروح معنوية عالية ، فلا يوجد شيء اسمه (مستحيل) في علاج المشاكل الزوجية، وان الإنسان يستطيع بما أتاه الله من علم وإرادة أن يذلل الصعوبات ويعالج المشكلات وإذا لم يستطيع أن يعالج المشكلة من جذورها، فليحاول احتواء المشكلة واستيعابها فان ذلك يخفف عليه وطء المشكلة.

    وبعد مرور شهر على انتهاء الدورة التدريبية، اتصلت إحدى المشاركات وطلبت الحديث معي لتخبرني عن نتائج إحدى الدورات التي حضرتها في العلاقات الزوجية، وبدأت تتحدث معي عن كيفية استفادتها من الدورة، وأنها وظفت المعلومات التي تلقتها في علاج مشكلتها الزوجية، والتي تنحصر في عدم أداء زوجها للصلوات المفروضة وبعده عن الله تعالى، وانشغاله الدائم في كسب الرزق والسهر مع أصحابه، وإنها استخرجت لهذه المشكلة أكثر من عشرة حلول، وكان أحد الحلول أنها استخدمت أسلوب الرسالة والهدية والمفاجأة في وقت واحد، عندما كان زوجها في إحدى سهراته اليومية المعتادة، فقد أحضرت له هدية عبارة عن علبة كبيرة وبداخلها زجاجة "دهن عود" من النوع الغالي، وطيباً اسمه "أنت عمري" ومعهما سجادة صلاة طيبتها بدهن العود، ووضعت بداخل الهدية رسالة فيها من العواطف والمشاعر الكثير، تجاه الزوج وربه وزوجته وأبنائه، وتقول إنها اختارت دهن العود هذا لأنه يفضله على باقي الأطياب والروائح، ثم تزينت له وجلست في فراشها تنتظر مجيئه، فدخل عليها بعد منتصف الليل كعادته، وقد أغمضت عينيها تمثيلاً، ثم فوجئ بالهدية الكبيرة ففتحها، وفجأة سمعت بكاءه ثم شعرت بقربه منها فقامت واحتضنته وبدأت تبكي معه، وكان في هذه الليلة أول مرة يصلي صلاة الفجر في المسجد واستمر بعد ذلك ولم تكد تصدق عينيها ولله الفضل والمنة.
    مفاتيح النفس
    أقول: إن للنفس مفاتيح ينبغي أن يتعلمها الإنسان حتى يعرف كيفية التعامل معها، ولهذا فان في كل زوج وزوجة خيراً كبيراً، لو عرف الزوجان كيف يستثمرانه لشعرا بالسعادة والاستقرار، وأذكر في مثل هذه الدورة، ولكن كانت للرجال أن إحدى المجموعات اختارت مشكلة "الزوجة الثرثارة والحنانة" وتم طرح كثير من الحلول لمثل هذه المشكلة، وبعد أسبوع من الدورة قال لي رجل حضر الدورة: كنت أتمنى لو حضرتها من أول في زواجي، لقد ارتحت من ثرثرة زوجتي . ولله الفضل والمنة
    منقووول
    [/ALIGN]

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    الرد على : في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام (8)

    مسااااااااااء جميل ...
    وأين نحن الان منك يارسول .. اين نحن منك !!
    فديتك يا رسول الله .......!!

  3. #3
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913

    الرد على : في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام (8)

    بارك الله فيك اخي عاشق السمراء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML