عواصف
قصة مؤلمة بحق عانيت الألم وأنا اقرأها , تعايشت معها بواقعية , وأحسست معها بألم مرير .
رأيي في القصة : قصة قمة في الحزن تنبض بالقلب الطاهر الصدوق , يا الله إنه الحب الخالص في ذات الله , الحب الذي لا تشوبه شائبة , وأعظم الحب هو الحب المقرون بالتضحية , وهكذا كان حب عمار لسمية , ضحى لأجلها في حياته , وأراد أن يكمل تضحيته بعد مماته , إنه القدر أن يعود عمار بشهادة غير التي خرج من أجلها , خرج وأغترب من أجل أن يعود بشهادة عليا تبلغه أعلى مراتب الدنيا , فعاد بشهادة أخرى أكثر علواً من الأولى ( شهادة أن لا إله إلا الله , محمداً رسول الله ) هذه الشهادة التي بلغت به أعلى مراتب الآخرة , فهنيئاً لعمار المؤمن , الصبور , المقرئ تلك النهاية العظيمة , وذلك الاختيار الكريم , وحسبه دخول الطبيب إلى الإسلام إذا ما أسم , فأكرم بها من خاتمة .
رأيي في الكتابة القصصية : الحقيقة كتبت هذه القصة بأسلوب شيق , وسرد منطقي أحترم فيه الحس الزمني والمكاني , وتصارعت الأحداث وتصاعدت الصراعات في القصة إلى أن وصلت الذروة ( وهو قرار عمار بالتخلي عن حلمه وقلبه " محبوبته وخطيبته سمية " ) ثم أتى الحل وبشكل منطقي جميل وحكاية صندوق الرسائل الذي وقع في يد سمية لتعرف حقيقة أمر عمار وأنه لم يخنها .
وللأمانة هذه القصة تأثرت بها كثيراً , وهي واحدة من أجمل ما قرأت .
وبقي عليها ملاحظات تكاد لا تذكر أضعها هنا من باب الأمانة فقط :
1- في السطر الأول من الفقرة الثانية : كُتبت عبارة ( حدث نفسه عمار ) , والمفروض : حدث عمار نفسه , أو : عمار حدث نفسه .
2- في الفقرة الخامسة السطر الثالث : قول الأم لعمار : ( أنت بالأول الطريق ) والصحيح : أنت بأول الطريق .
3- في الفقرة السابعة السطر قبل الأخير : في كلام سمية لعمار عمن تحلم به منذ الصغر , وردت العبارة على النحو التالي : ( لا يكاد يسمع أو يرى شيئاً بعالم آخر ) والصواب : " لا يكاد يسمع ولا يرى شيئاً وكأنه بعالم آخر .
4- في الفقرة العاشرة السطر الثالث : وردت عبارة : ( أم هما جسدان بقلب واحد ) والصواب : " أم إنهما جسدان بقلب واحد " .
5- الفقرة الخامسة عشر السطر الثاني : وردت هذه العبارة : ( وسمية هناك تنتظر رسائل حبيبها بشوق قلقت لانقطاعه المفاجأ ) هنا حدث تداخل في جملتين بين كلمة " بشوق " – وكلمة : " قلقت " , وكان ينبغي أن تكون كالتالي : ( وسمية هناك تنتظر رسائل حبيبها بشوق فقلقت لانقطاعه المفاجئ ) .
6- في الفقرة عشرين السطر الأول : كتبت العبارة التالية : ( عودة لعمار وهو وهو يقاسي الالام هزل جسمه وشحب …. ) هنا حدث قطع للسرد القصصي , فهذه العبارة أخرجتنا قليلاً من أجواء القصة , فهذه العودة أحدثت نقلة مع الأحداث من ردة فعل الأهل , إلى حالة عمار ومعاناته , فأتخذت الطابع الخبري لا السرد القصصي .
7- الملاحظة الأخيرة هي على الشكل العام للقصة ( الجانب الفني ) وهو استخدام خاصية التوسيط , وهذه الخاصية لا تتناسب مع القصص , والتي يُفضل بها أن نستخدم خاصية محاذاة إلى اليمين , لسهولة المتابعة , وجماليات الاخراج القصصي , والمنظر العام .
وبقي أن أشيد باللغة الجميلة التي كتبت بها هذه القصة , والحس الكبير والذي أحسست من خلاله إنني أعايش قصة واقعية , هذا بالإضافة أن هذه القصة تظهر تمكن كاتبتها من الكتابة القصصية .
أسأل الله له التوفيق .
وأتمنى لك مزيداً من التقدم والتطور
تحياتي
رسام الغرام