[align=center]أنف طويــل !! ........:: قصة قصيرة ::
أتعمق لأرى ما إذا كنت أشبه أحدا هنا .... كالعادة ... لا أفهم .. لماذا أفعل ذلك !!
أنفي الطويل يتقدمني بنزق .... دخلت المتجر ... و مضيت أتجول فيه ... القائمة التي أعطتني إياها أمي طويلة جدا ... سأستغرق وقتا طويلا حتى أتم عملية الشراء المملة ...
.......
.......
.........
زيتون أسود
مربى بالمشمش
مرتديلا
قصدير !!
زبادي
........
........
.......
تقريبا سأنتهي الآن .. وصلت إلى المحاسب .. و بدأت أتململ .. كان بطيئا جدا ... فجأة أحسست برائحة تعفن تخترق أنفي ... نظرت إلى سلة المشتريات .. بقيت المرتديلا .. و بحركة لا إرادية رفعت الطبق إلى أنفي ... يا إلهي هالتني الرائحة .. كانت حوافها غامقة بشكل مريب و الرائحة تخترقني بعنف ... المحاسب ينظر إلي باستفهام ... بقيت المرتديلا فقط ...
مددت الطبق إليه .. ( عفوا .. تبدو فاسدة .. لا أريدها )
نظر إلي بتعجب و ردد ( لا يمكن .. لا يمكن ذلك ) ..
( عفوا لقد شممت رائحتها و لا أريدها الآن ) .... نظر إلى أنفي .. لمحت محاولة كتم ضحكة .. هز كتفيه بلامبالاة ( كما تريد )...
لا أحب نظرات التعجب التي تطالني ... هل أبدو شاذ المنظر إلى هذه الدرجة .. أطرق بحزن و أحمل المشتريات و أخرج .. لا تزال فيّ رغبة لصفع ذلك المحاسب ...
هل كل الناس أنوفهم قصيرة ؟؟
أنوف البشر كلها مثل أنفي .... لكنه هو أطول منها قليلا ....... في محاولة مني لإبعاد ذلك الشعور .. أستذكر دوما مقولة أبي ( يا بني ... الأذكياء فقط هم ذوي الأنوف الطويلة !! .. نابليون كان كذلك !!) لم أتأكد إلى الآن من صحة هذه المعلومة لكن يلذ لي كثيرا أن أراها دائما أمامي حينما أتعرض لنظرات غريبة ... ربما الناس تنظر إلي بشكل طبيعي و بحساسيتي الزائدة أعتبر كل شيء - بالتأكيد – هو انتقاد لي ...
ذات يوم قال لي صديقي ( ثقتك بنفسك مهزوزة يا سالم ) ... أحسست بها أهانة كبيرة .. أعترضت ... يتمتم صديقي ( لا تغضب لا تغضب و لكنني دائما أشعر بذلك ) ..
هل يبدو صديقي محقا ؟؟
حينما أرى أشخاصا لأول مرة ...أول ما أصافح فيهم أنوفهم !! .. أتأملها .. أقيس طولها ...
حينما يكون أنف الشخص أمامي قصيرا أحس بنفور منه و أتحاشى الحديث معه .. و حينما يكون طويلا أرتاح للحديث معه .....
في أي مجلس أحضره حتى لوكان بين أصدقائي ... ثم بدأوا بالحديث عن الأنوف و أشكالها ... أشعر باضطراب شديد .. و أبقى طوال الوقت متوترا .. الآن سيهزؤون بي .. الآن سيضربون بأنفي مثالا للقبح و سينظرون إلي برثاء ... و الخبثاء سيضحكون ... ليتني لم أحضر و لم آتي للمجلس .. أشعر برغبة جامحة لطمس أنفي من الوجود في تلك اللحظة !!!
بحت لأحد أصدقائي المخلصين بما أعانيه .. أقترح علي أن أجري عملية تجميل لأنفي و ردد في النهاية ( أنفك ليس طويلا بالدرجة التي تتخيلها .. لا شيء مثير في أنفك .. هل سبق لأحد أن سخر من أنفك ؟؟ لا أحد )..
لم أقتنع بقول صديقي ... و لم أقتنع بالعملية ... هل يبدو أنفي معقولا كما يقول صديقي ؟؟ أم أنه أراد طمأنتي مجاملة لي ...
حسنا .. عندما أفكر .. لم يسبق لأحد أن سخر من أنفي !!! .. إلا طفل بغيض أكرهه إلى الآن ... كنا مجموعة نتسامر ... قال لي هذا الطفل ( أنفك مثل أفلام الكرتون !! ) .. أذكر أنني تلفت حولي بسرعة لأرى ما إذا أحد قد سمعه أم لا ... ثم ألتفت و نظرت إليه شزرا و عضضت على شفتي السفلى كناية عن غضبي لقوله المشين ... دائما أحمد الله أن هذا الطفل لم يكن من النوع المشاكس !! ماذا سيكون موقفي لو أنه بدأ بالقفز و الإشارة لأنفي .. ( أنفه مثل أفلام الكرتون ... هههههه ... مثل العجوز السحرية .. هههههه ) ...... أظن أنني سأختفي من الوجود لو فعل ذلك !!!
ذات يوم عاتبتني أمي لقلة شهيتي للطعام ... نحافتي تقلقها ... ( لقد نقص وزنك كثيرا يا بني ... أنظر إلى وجهك الذي لم يبق فيه إلا أنفك ) !!!!!!... آآه إنها أمي .. لو كان شخصا آخر لحطمته .. إلتزمت الصمت و أنا أنظر ببلاهة نحو وجهها ...
صديقي المخلص واجهني ذات يوم ( اسمع ... لماذا أنت تدمر مستقبلك من أجل أنف !!؟ ) ..
لم أغضب ... سقطت على ظهري من الضحك .. كان تعبيره مثيرا للضحك حقا ... أكمل كلامه ( أنا أكلمك جادا يا سالم و يجب أن تفهمني جيدا )...
( نعم .. أنا اسمعك )
(هل تبدد الكثير من الوقت في التفكير عما سيقوله الناس عن أنفك ؟!! )
(آه .. في الحقيقة .. نعم )
( أسمح لي بأن أقول لك أنك أحمق )
(أحمق جدا كذلك )
(الحمدلله .. بدأت تفهمني .. هذا أنفك أنت ... يجب أن تشعر به كجزء من جسمك حقا ... و .. تحبه ...)
( هههههههههههههههه .. أرجوك .. ههههه .. لا تمزقني من الضحك ههههههه )
( أنا لا أقوم بعرض النكت هنا ... أنا أحاول تبيين الحقيقة لك ... أنت لا تحب نفسك ... أنت تهتم بما يقوله الناس عنك أكثر من إهتمامك برؤيتك أنت لنفسك ... إنه جسمك أنت فلماذا تكرهه .. عندما يرى أحدهم أنفك غريبا .. فاعلم أن هذه مشكلته هو .. و ليست مشكلتك ... عش بسلام و توافق مع نفسك .. إن لم تحب نفسك أنت و لم تقدرها فلا يحق لك أن تطالب الناس بأن يحبو ما تكرهه أنت .......)
.
.
.
فكرت بما قاله لي صديقي ... لقد فتح أمامي أفقا مملوئا بأشكال الأنوف !! .. ما علي هو أن أقفز و أختار لوجهي أنفا .... و أتخيله أنفي طوال الوقت ...
المشكلة
أنني بدأت أتخيل أنفي كأنف قطة !!!!!!!!!!!
((( بعد عنــــــــــاء كتابة ،، وتمزيق آلاف الأوراق
أتيت بأولى محاولاتي مع القصة !!!!!!!))
لا أدري أيطلق عليها قصة أم لا ؟؟!!!!
فقط هي محاولة
وعدت ُ بها فأتيت !!!!
عذرا فالف عذر
إن لم ترق لكم
فما هي إلا خربشات هاوية !!!!!
أنغام الكلام[/align]