[align=center]ثانياً : متى تتقدم العاطفة على الواجب :
يحكى أن يتم من أنصار المسلمين أراد أن يقيم جدار لمزرعته , ولكن نخلة اعترضت الجدار , وكانت هذه النخلة ملكاً لأحد الأنصار , فعرض اليتيم على جاره أن يعطيه النخلة ليدخلها في مزرعته فيستقيم الجدار , ولكن الرجل رفض , فعرض عليه أن يبتاعها منه فرفض , فشكاه عند النبي صلى الله عليه والسلم , فغلبت العاطفة على قلب النبي الكريم الرحيم فقال للرجل : النخلة من حقت هلاً أعطيتهُ إياها , فرفض الرجل وقال : لا لا أعطيه إياها أبداً , فقال صلى الله عليه وسلم : هلاّ أعطيته النخلة , ولك مثلها في الجنة ؟ فقال الرجل : لا , فقام أبو الدحداح رضي الله عنه من فوره فقال يا رسول الله لو أني اشتريت النخلة من الرجل وأعطيتها الغلام فهل لي نخلة في الجنة , فقال عليه الصلاة والسلام : أجل , فقال أبو الدحداح للأنصاري : بعني النخلة مقابل بستاني ( وكان لأبي الدحداح بستان كبير به الأشجار والخير الكثير ) , فقال الأنصاري : النخلة ببستانك كله , قال أبو الدحداح : نعم النخلة ببستاني كله , فقال الرجل : نعم أبيعك إياها فلا خير في نخلة شكوت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقال أبو الدحداح : إذاً البستان لك , ثم التفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده يبتسم له وقال : النخلة يا رسول الله أهبها لله , فقال النبي عليه الصلاة والسلام , إذا خذ النخلة أيها الغلام ,أكمل جدارك , فخرج أبو الدحداح إلى بستانه ليخرج أهله منه , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كم من عذقٍ رداح لأبي الدحداح في الجنة " .
ومن هذه القصة يتبين أن في المعاملات يجوز أن تقدم العاطفة على الواجب بل تكون هي الأولى , لذلك جدَّ النبي في طلبها لمساعدة الغلام اليتيم .
هذا والله أجل وأكرم وأعلم
تقبلوا تحياتي
رسام الغرام[/align]