[بداية لا بد لي من أن اسجل اعتذارا لسمراء الليل الحزين على ما ورد في قصيدتي من ألفاظ لا يقصد بها الإساءة إلى صاحبة النص الجميل ، وإنما هي قصيدة كتبتها منذ زمن ردا على موقف تعرضت له من إحدى الجميلات ، لذلك اقتضى التنويه
الخروجُ على طَوْقِ الحمامة ...
قوانينُكِ
شرائعُكِ ..
قوالبُكِ المحكمةْ ..
دعيني أخرقُ سرابَكِ ..
أنشرُ خارجَ مدائنِك ِ ...
تماثيلي ...
لتستظلّ بأفيائِها ...
جموعُ السُّكارى ...
أنظِّفُ سَراديبَ قلبي ...
من بقاياكِ ..
ألملمُ هداياكِ ..
نفائسَكِ ..
قيودَكِ المطعمةَ بالذّهبْ ..
مهرجاناتِكِ ، حلباتِكِ ..
مرجانَ عُقدتكِ الكاملة ..
مقاصلَكِ ...
حينَ تجُزُّ براعمي ..
مكاحلَكِ التي أعمتْني ..!
رماحَكِ التي أورثتْني ...
مصانعَ الجراحْ ..
أحشوها في فمي ..
عطاياكِ الكثارْ ..
وأبصقها .....
في وجهِ الأزمنة ..
غباراً ...
تذروهُ أنواؤكِ ..
دعيني ...
لا أرغبُ أنْ أراقصَكِ ...
أيتها النوتةُ الممزقة ..!
لا وقتَ عندي لأغازلكِ ..
لأنزّلَ على صَمَمِكِ ...
وَحْيَ كلماتي ...
أسعى - الليلة -
إلى تجنُّبِ أكاذيبكِ ...
تلك التي تشبهُ بلّوراتِ اليشْبِ ...
فلترقصي معكِ ..
محطّمةَ القلبِ ..
بأقدامٍ ملتويةٍ ..
تملؤها المساميرُ اللحميّةُ ..
ولتتشابكْ أصابعُكِ ..
بأصابعِكِ المعقوفةِ ..
أيّتها الجهنميّةُ الحمراءْ ...
وقبلَ أنْ يتناثرَ الثلجُ الأسودُ ..
منْ مِحْجَريْكِ المفوّهينْ ...
مشكّلاً ..
مراياهُ المقعّرة ..
ارسمي على شفتيكِ الحجريتينْ ...
لوحةً خرقاءَ ..
لابتسامةٍ معدنية ..
في انتظارِ..
سقوطِ الجنينِ الميْتْ ..!
لا تُجرجريني إلى جحيمكِ ..
أريدُ أن أمارسَ ..
منفرداً..!
كديكٍ مذبوحٍ ..
رقصةَ النهايةِ المؤلمة ..!
أنْ أسقطَ من أعلايَ ..
بعيــــــداً ...
عن حبائلَ تُحيكينَها ..
أنْ أموتَ واقفاً ...
كالشجرْ ..
أنْ أدخلَ بوّابةَ السماءْ ...
مُنكسِراً ..
كما يصعدُ المطرْ ..
أنْ أتهدّمَ حجراً ..
بعدَ حجرْ ..
أنْ أرميَ أعضائيَ الباردة ..
في العرَاءْ ..!
تتناهبُها الكواسرُ الشاردة ..
حُرٌّ أنا ..
فيما أهيّئهُ ..
لروحيَ الماردة ..!
أسيّحُها كالشمسِ ...
على الجسدِ الذي أشاءْ ..
تاركاً ظلّيَ المديدْ ..
يغطّي اللحظةَ التي أريدْ ..
دعيني وشأني العظيمْ ..!
أجاذبُ أطرافَ الفناءْ ..
دونَ رنينِ الصوتْ ..
يتقطّرُ من أجراسِكِ ...
لأنعمَ في عالمي السّفْليِّ ...
ببعضِ ماتشتهينْ ..
أقطّعُ رؤوسَ أحلامي ..
حُلُماً ..
حُلُُماً ..!
أفرُمُ باقاتِ أعصابي ...
حُزمةً ..
حُزمة ..!
أكثّفُ محيطاتِ أحزاني ...
أصنعُ من أبخرتِها ...
صرخةً ...
تتناهبُها أكفُّ الريحِ ..
منْ أفواهِ الصامتينْ ..!
ماذا يضيرُكِ ..
في أنْ أنتقي شكلَ موتيَ ..
أنْ أُسقِطَ أقماري ..
أنْ أولمَ لليلِ جسدي..
أُترعَ أنخابَهُ بدمي ..؟!
وهل تظمئينَ ..
لو شربَ الحزنُ ..
من عينيَّ ..
أضواءَهاَ الخضراءْ ..
لوجفَّ في فمي ريقُ المطرْ ..
لو انفرطتْ حُبَيْباتي ..
وساحَ ماءُ مرجاني ..
لو ضاعَ فيروزُ عظاميَ ..
في سُهولِ الجنوبْ ..
تتزيّنُ بلآلئهِ ..
عَذارى الشمالْ.. ؟!
ماذا يُضيرُكِ ..
وأنتِ الفتّانةُ ..
الفتّاكةُ ..
التي أغلقتْ ...
- بِطَمْيِها -
فمَ الأنهارْ.. !
وألقتْ عتْمتَها ..
في أعيُنِ النهارْ ..!
ليتوقفَ عن الرؤيا ..
قلبُ الفتى ..؟!
أتعجّبُ ..!!!!!!
كيفَ استطعْتِ ..
أنْ تُلصقي القرَادَ ..
بأجنحةِ الفَراشْ ..؟!!
وكيف أفرغْتِ سِلالَ البابونجْ ..
ليملأها الجَرادْ ..؟!!
هيّئي لي براثنَ الأقدارِ ..
انخُلي خلايايَ ..
حفنةً
حفنة
افرِدي عجينةَ روحيَ اللّدنةْ ..
على نجيلِكِ الممتدّْ ..
حتى اتماسَكَ ..
ثم احشيني في ثقوبِ قامتِكِ..
ساخنَ القهْرِ ..
برفقة كراتٍ محمّرةٍ ..
من جليدِ ثلجِكِ الراكدْ ..
رشّي على الدروبِ التي أطرقُها..
أكياسَ ذرورِكِ ..
توابلَكِ المخبَّأةْ ..
أنيابَ عجائزِ الهندْ ..
عيونَ أرملةِ الخُلدْ ..
بيضةَ الديكِ الروميِّ ..
قرونَ الكلبِ النادرْ ..
عظامَ ديدانِ الأرضْ ..
أظافرَ بعوضةٍ ..
تزوجتْ ابنَ خالتها ..
فأُصيبَ نسلُهما بحمّى الملاريا ..
علّقي على أبوابِيَ المُوصَدةْ ..
كلَّ تمائمِكِ ..
الكفَّ ذا العينِ الزرقاءْ ..
حذوةَ حصانٍ أعرجْ ..
أصدافَكِ غريبةَ الأشكالْ ..
ودْعَكِ الذي تحملينْ ..
رنِّمي عندما تذكرينني ..
تعويذَتِكِ المقدَّسة ..
إنْ لم تنفعْ تدابيرُكِ المُحكَمَة ..
استدرجيني كي أهوي في شَرَكٍ ..
مصنوعٍ من قشرِ الموزْ ..
تباركْتِ ..
فرادةً ..!
تعرفينَ كيف تعدّينَ ...
لسفرتِكِ العامرة ...
أطباقاً ..
من آلامِ الغِبْطةِ ..!
وتعمّرينَ كؤوسَكِ المُثلَّمة ..
بفِضَّةِ الظلامْ ..!
كفّاكِ المعروقتانْ ..
تعرفانِ كيفَ تهيّئانِ ...
للبازِّ ..
موتاً ..!
وللغزالاتِ ..
قطعانَ الفهودْ ..!
وكيفَ تنصبانِ المصائدَ ..
لاقتناصِ البراري ..
في مواسمِ التكاثرِ ..!!
وتعرفانْ ..
كيف تنزعانِ ..
من سُرَرِ القصائدِ ..
عزائمَ الطلْقِ ..!
بوركتْ قدرتُكِ العظيمةُ ..
على النموِّ ..
كأشجارِ الدّردارْ ..
ظلالُكِ تقشَعُ الشموسَ ..
وتقذفُ الأقمارَ ..
في غياهبِ الخسوفْ ..!
اليومَ رأيتُ نهاراً آخرَ ..
يلفظُ انفاسَهُ ...
من وطأةِ عينيكِ ..!
عيناكِ المسكونتانِ ..
ببرودةِ الاستغناءْ ..
المكحّلتانِ بمجازِ الشكّْ ..
تشهدانِ حصادَ القطا ..!
فتنقلانِ خرائبَ الرؤى ..
لأعشاشِ اللّقالقْ ..!
وأيُّ فَمٍ ..
هذا الذي تفتحينْ .. !
يا لقدرتِهِ ..!
يصوغُ المراثي ..
لانقلابِ الجنادبِ ..!
ليباسِ اليعاسيبِ ..!
ويُفتَحُ على مصراعيهِ ..
مقهقهاً ..
عندما تثكلُ القبّراتْ ..!
وتتكسّرُ سيقانُ الحَجَلْ ..!
دعيني وشأني ..
فجرارُكِ كانتْ ملأى ..
واليومَ تبدو خاويةً ..
تعوي في أعناقِها الريحُ ..
ومزاميرُكِ تصفُرُ ..
لتجتمعَ في صالونكِ ...
قبائلُ السّحالي ..
أسرابُ الخفافيشِ ..!
تتقافزُ ...
على أنغامِكِ ..
ضفادعُ المستنقعاتْ ..
تدخلُ في ماءِ حالِكِ..
حرباواتُ الصَّحارى ..
فصغارُها ...
تحتاجُ لموسيقى نموّكِ ..
كي تجهُزَ ...
قرابينَ مكتنزةً ..
تُقدِّمينَها ..
لشيخِكِ الأعلى ..
دعيني ...
فلا أرغبُ أن أشمّ رائحةً ...
لاحْتراقِ الحدائقِ ..
بينَ فُخذيّ هذا اليوم ْ..
أوأنْ أشهدَ ..
وجهَ العالمِ ...
المزيَّنَ بقوسِ قُزحي ...
تخرمشُهُ أظافرُ امرأةْ ..
امرأةٌ ...
كثمرةِ الحُبِّ المرّة ..
يغلّفها الذّهبُ ..
تداعِبُ شِعريَ ..
وتقذفُ من بين أسنانِها ..
بقايا قشوري ...
[demozi]