النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

  1. #1

    وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

    وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

    ها هو شهر رمضان قد اصفرت شمسه، وآذنت بالغروب فلم يبق إلا ثلثه الأخير، فماذا عساك قدمت فيما مضي منه، وهل أحسنت فيه أو أسأت ، فيا أيها المحسن المجاهد فيه هل تحس الآن بتعب ما بذلته من الطاعة ؟! ويا أيها المفرط الكسول المنغمس في الشهوات هل تجد راحة الكسل والإضاعة وهل بقي لك طعم الشهوة إلي هذه الساعة .


    تفني اللذات ممن نال صفوتها

    من الحرام ويبقي الإثم والعار

    تبقي عواقب سوء في مغبتها

    لا خير في لذة من بعدها النار


    فلتستدرك ما مضي بما تبقي، وما تبقي من ليال أفضل مما مضي ، ولهذا كان الرسول e (( إذا دخل العشر شد مئزرة وأحيا ليلة ، وأيقظ أهله)) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها. وفي رواية مسلم: (( كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في العشر الأواخر في غيره )) وهذا يدل علي أهمية وفضل هذه العشر من وجوه أحدهما :إنهe كان إذا دخلت العشر شد المئزر، وهذا قيل إنه كناية عن الجد والتشمير في العبادة ، وقيل: كناية عن ترك النساء والاشتغال بهن. وثانيها: أنه e يحيي فيها الليل بالذكر والصلاة وقراءة القرآن وسائر القربات . وثالثها : انه يوقظ أهله فيها للصلاة والذكر حرصا علي اغتنام هذه الأوقات الفاضلة. ورابعها: أنه كان يجتهد فيها بالعبادة والطاعة أكثر مما يجتهد فيما سواها من ليالي الشهر. وعليه فاغتنم بقية شهرك فيما يقربك إلي ربك، وبالتزود لآخرتك من خلال قيامك بما يلي:


    الحرص علي إحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والقراءة وسائر القربات والطاعات ، وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كما كان النبي e يفعل . قال الثوري : أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلي الصلاة أن أطاقوا ذلك . وليحرص علي أن يصلي القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له قيام ليلة، يقول النبي e (( إنه من صلي مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)) رواه أهل السنن وقال الترمذي: حسن صحيح.

    2-اجتهد في تحري ليلة القدر في هذا العشر فقد قال الله تعالي ) ليلة القدر خير من ألف شهر ( [القدر:3].

    ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر. وقال النخعي : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر. وقالe (( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه وقوله e : (( إيمانا )) أي إيمانا بالله وتصديقا بما رتب علي قيامها من الثواب . و(( احتسابا )) للأجر والثواب وهذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان)) متفق عليه. وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع ، لقول النبي e : (( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان )) رواه البخاري.

    وهي في السبع الأواخر أقرب، لقوله e : (( التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن علي السبع البواقي)) رواه مسلم . وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين لحديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: (( والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله e بقيامها هي ليلة سبع وعشرين)) رواه مسلم .

    وهذه الليلة لا تخص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي تبعا لمشيئة الله وحكمته . قال ابن حجر عقب حكايته الأقوال في ليلة القدر : وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأخير وأنها تنتقل (أ.هـ)

    قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها ، بخلاف مالو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ..ا.هـ .... وعليه فاجتهد في قيام هذه العشر جميعا وكثرة الأعمال الصالحة فيها وستظفر بها يقينا بإذن الله عز وجل .

    والأجر المرتب على قيامها حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم، لأن النبي e لم يشترط العلم بها فى حصول هذا الأجر .

    3 – احرص على الاعتكاف في هذه العشر . والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله تعالى . وهو من الأمور المشروعة . وقد فعله النبي e وفعله أزواجه من بعده ، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان النبي e يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل – ثم اعتكف أزواجه من بعده )) ولما ترك الاعتكاف مرة في رمضان اعتكف في العشر الأول من شوال، كما في حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين.

    قال الإمام أحمد- رحمه الله – لا أعلم عن أحد من العلماء خلافا أن الاعتكاف مسنون والأفضل اعتكاف العشر جميعا كما كان النبي e يفعل لكن لو أعتكف يوما أو أقل أو أكثر جاز . قال في الإنصاف : أقله إذا كان تطوعا أو نذرا مطلقا ما يسمي به معتكفا لابثا. وقال سماحة الشيخ أبن باز رحمة الله . وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم.

    وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والاستغفار والقراءة والصلاة والعبادة ، وأن يحاسب نفسه ، وينظر فيما قدم لآخرتة ، وأن يجتنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا ، ويقلل من الخلطة بالخلق . قال ابن رجب : ذهب الإمام أحمد إلي أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس ، حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن، بل الأفضل له الانفراد بنفسه والتحلي بمناجاة ربه وذكره ودعائه ، وهذا الاعتكاف هو الخلوة الشرعية

    منقول

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    Re: وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

    جزيت خيرا اخي عمااااااار .. !!


    اللهم نسألك صوم شهر رمضان كاملا .. !!


    االلهم امين ..........!!

  3. #3

    Re: وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

    وجزاك الله كل خير اخي الطيب عاشق اللهم امين

  4. #4

    Re: وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

    نحن في شهر كثيرٌ خيره، عظيم بره، جزيلة ُ بركته، تعددت مدائحه في كتاب الله تعالى وفي أحاديث رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم، والشهر شهر القران والخير وشهر عودة الناس إلى ربهم في مظهر إيماني فريد، لا نظير له ولا مثيل.
    وقد خص هذا الشهر العظيم بمزية ليست لغيره من الشهور وهي أيام عشرة مباركة هن العشر الأواخر التي يمن الله تعالى بها على عباده بالعتق من النار، وها نحن الآن في هذه الأيام المباركات فحق لنا أن نستغلها أحسن استغلال، وهذا عن طريق مايلي:

    • الاعتكاف في أحد الحرمين أو في أي مسجد من المساجد إن لم يتيسر الاعتكاف في الحرمين، فالاعتكاف له أهمية كبرى في انجماع المرء على ربه والكف عن كثير من المشاغل التي لا تكاد تنتهي، فمتى اعتكف المرء انكف عن كثير من مشاغله، وهذا مشاهد معروف، فإن لم يتيسر للمرء الاعتكاف الكامل، فالمجاورة في أحد الحرمين أو المكث ساعات طويلة فيهما أو في أحد المساجد.

    • أحياء الليل كله أو أكثره بالصلاة والذكر، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أيقظ أهله وأحيا ليله وشد المئزر، كناية عن عدم قربانه النساء صلى الله عليه وسلم وإحياء الليل فرصة كبيرة لمن كان مشغولاً في شئون حياته –وأكثر الناس كذلك- ولا يتمكن من قيام الليل، ولا يستطيعه، فلا أقل من يكثر الناس في العشر الأواخر القيام وأحياء الليل، والعجيب أن بعض الصالحين يكون في أحد الحرمين ثم لا يصلي مع الناس إلا ثماني ركعات مستنداً على بعض الأدلة وقد نسى أن الصحابة والسلف صلوا صلاة طويلة كثير عدد ركعاتها، وهم الصدر الأول الذين عرفوا الإسلام وطبقوا تعاليمه أحسن التطبيق فما كان ليخفى عليهم حال النبي صلى الله عليه وسلم ولا تأويل أحاديثه الشريفة وحملها على أقرب المحامل وأحسن التأويلات.

    • ولا ينسى أن في العشر الأواخر ليلة هي أعظم ليالي العام على الإطلاق وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، بمعنى أن لو عبد المرء ربه 84 سنة مجداً مواصلاً فإصابة ليلة القدر خير من عبادة تلك السنوات الطوال، فما أعظم هذا الفضل الإلهي الذي من حرمه حُرم خيراً كثيراً، والمفرط فيه فد فرط في شيءٍ عظيم، وقد اتفقت كلمة أكثر علماء المسلمين أن هذه الليلة في الوتر من العشر الأواخر، وبعض العلماء يذهب إلى أنها في ليلة السابع والعشرين، وقد كان أبي بن كعب رضي الله عنه يقسم أنها ليلة السابع والعشرين كما في صحيح مسلم.

    • الأكثار من قراءة القران وتدبره وتفهمه، والإكثار من ذكر الله تبارك وتعالى، فهذه الإيام محل ذلك ولا شك.

    • والعجب أنه مع هذا الفضل العظيم والأجر الكريم يعمد لناس إلى قضاء إجازتهم التي توافق العشر الأواخر في الخارج فيُحرمون من خير كثير، وليت شعري ما الذي سيصنعونه في الخارج إلا قضاء الأوقات في النزه والترويح في وقت ليس للترويح فيه نصيب بل هو خالص للعبادة والنسك فلله كم يفوتهم بسبب سوء تصرفهم وضعف رأيهم في صنيعهم، فالعاقل من وجه قدراته و أوقاته للاستفادة القصوى من أيام السعد هذه.

    • ولا ينبغي أن ننسى في هذه العشر أن لنا إخواناً في خنادق الجهاد والعدو قد أحاط بهم وتربص، ونزلت بهم نوازل عظيمة، فلا ينبغي أن ننساهم ولو بدعاء خالص صادر من قلب مقبل على الله تعالى، وصدقة نكون نحن أول من يغنم أجرها، ولا ننسى كذلك الفقراء والمساكين خاصة وأن العيد مقبل عليهم.

    أسأل الله تعالى التوفيق في هذه العشر، وحسن استغلال الأوقات، والتجاوز عن السيئات، وإقالة العثرات، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

  5. #5

    Re: وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

    س: هل يجوز الاعتكاف في أي وقت دون العشر الأواخر من رمضان؟
    ج: نعم يجوز الاعتكاف في أي وقت، وأفضله ما كان في العشر الأواخر من رمضان؛ اقتداءً برسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضي الله عنهم، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف في شوال في بعض السنوات.

    س: ماهي شروط الاعتكاف، وهل الصيام منها، وهل يجوز للمعتكف أن يزور مريضاً، أو يجيب الدعوة، أو يقضي حوائج أهله، أو يتبع جنازة، أو يذهب إلى العمل؟
    ج: يشرع الاعتكاف في مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، وإن كان المعتكف ممن يجب عليهم الجمعة ويتخلل مدة اعتكافه جمعة ففي مسجد تقام فيه الجمعة أفضل، ولا يلزم له الصوم، والسنة ألا يزور المعتكف مريضاً أثناء اعتكافه، ولا يجيب الدعوة، ولا يقضي حوائج أهله، ولا يشهد جنازة، ولا يذهب إلى عمله خارج المسجد؛ لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (السنة على المعتكف ألا يعود مريضاً، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة، ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه) .

    س: إذا أراد شخص أن يعتكف في العشر الأواخر من رمضان كلها في المسجد؛ فمتى يكون بدء دخوله المسجد، ومتى يكون انتهاء اعتكافه؟
    ج: روى البخاري ومسلم رحمهما الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه)، وينتهي مدة اعتكاف عشر رمضان بغروب شمس آخر يوم منه.

    س: هل تعتبر غرفة الحارس وغرفة لجنة الزكاة في المسجد صالحة للاعتكاف فيها؟ علماً بأن أبواب هذه الغرف في داخل المسجد.
    ج: الغرف التي داخل المسجد وأبوابها مشرعة على المسجد لها حكم المسجد، أما إن كانت خارج المسجد فليست من المسجد، وإن كانت أبوابها داخل المسجد.

    س: من روى حديث: «من اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله باعد الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق كما بين الخافقين»، وما درجة هذا الحديث، وإذا أراد شخص أن يعتكف يوماً واحداً متى يكون بدء اعتكافه، ومتى يكون انتهاؤه، وكذلك إذا أراد أن يعتكف يومين فمتى يكون ابتداؤهما، ومتى يكون انتهاؤهما؟
    ج: الحديث ضعيف، وبدء اعتكاف يوم يكون بعد صلاة الفجر ونهايته غروب الشمس، وهكذا اليومان.

    س: هل يجوز لمن يريد الاعتكاف أن يخصص يوماً بعينه للاعتكاف؟
    ج: ليس له أن يخص يوماً بعينه يعتاد الاعتكاف فيه، لكن يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان؛ اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

  6. #6
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    Re: وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

    مشكور اخي عمار على هالمعلومات القيمه

    نعم فما افضل العمل في العشر الأواخر ,,,

    لأن فيها ليلة القدر وهي خير من الف شهر

    عمل العمل والتعبد في هذه الليله يعادل عمل وتعبد 83 سنة
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  7. #7

    Re: وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

    الله يخليك اخويه الحبيب ضيف اللهم يجلعنا من عتقاء هذا الشهر يارب

  8. #8

    Re: وظائف العشرة الأواخر من رمضان والعيد وما بعده

    الاعتكاف سنة ثابتة


    الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً ، يثبت بمنه وفضله على القليل كثيراً ، والصلاة والسلام على من بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
    فإن موسم رمضان موسم عظيم لمن أراد النجاة وسعى إلى فكاك رقبته من النار ، ففي هذا الشهر تتنوع العبادات ، وتتضاعف الحسنات ، وتتنزل الرحمات ، ومن خصائص هذا الشهر العشر الأواخر منه التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها ، فعن عائشة رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهدُ في غيره )) . [ رواه مسلم ] . وفي الصحيحين عنها قالت : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرُ شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله )) . وفي مسند أحمد عنها قال : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم ، فإذا كان العشر شمَّر المئزر )) .
    ومن الأعمال التي يعملها في العشر الأواخر : الاعتكاف ..
    والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل ، وهو من السُنن الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : (( وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ )) وعن عائشة رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ، ثم اعتكف أزواجه من بعده )) [ متفق عليه ].
    والاعتكاف من السُنن المهجورة التي قلَّ العمل بها وغفل عنها كثير من الناس ، قال الإمام الزهري رحمه الله : (( عجباً للمسلمين ! تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل )) . فبادر أخي المسلم إلى إحياء هذه السنة العظيمة وحث الناس عليها والترغيب فيها . وأبدأ بنفسك فإن الدنيا مراحل قليلة وأيام يسيرة ، فتخلص من عوائق الدنيا وزخرفها ولا يفوتك هذا الخير العظيم ، واجعل لك أياماً يسيرة تتفرغ فيها من المشاغل والأعمال وتتجه بقلبك وجوارحك إلى الله عز وجل في ذل وخضوع وانكسار ودموع لتلحق بركب المقبولين الفائزين .

    أخي المسلم : الاعتكاف يكون في كل مسجد تقام فيه الجماعة ، ومن تخلل اعتكافه جمعة استحب له أن يعتكف في مسجد جُمعةٍ ، فإن اعتكف في مسجد جماعة خرج إلى الجمعة ثم رجع إلى معتكفه . واحرص أخي المعتكف على أن يكون اعتكافك في مسجدٍ بعيدٍ عن كثرة الناس والإزعاج ، واختر أحد المساجد التي لا تعرف فيها أحداً ، و لا يعرفك فيها أحد ، فإن هدا أخرى للإخلاص وَأَفْزَغُ لقلبك وذهنك من محادثة الناس وكثرة مجالستهم ومخالطتهم ، وإن كنت ممن يعتكف في الحرمين الشريفين فتجنب التضييق على إخوانك المصلين وافسح لهم المجال لأداء الصلوات ولا تكن ممن يرغب أن يُظهر للمصلين اعتكافه حتى يسلموا عليه أو يفسحوا له ! . وبعض المعتكفين لا يصلي أحياناً التراويح أو القيام مع المصلين ويشوش عليهم برفع الصوت في أحاديث لا طائل من ورائها .

    والاعتكاف مسنون في أي وقت ، فللمسلم أن يبتديء الاعتكاف متى شاء وينهيه متى شاء ، إلا أن الأفضل أن يعتكف في رمضان خاصة العشر الأواخر منه ، فإذا صلى فجر يوم الحادي والعشرين من رمضان داخل المعتكف ويمكث في المسجد حتى خروجه إلى صلاة العيد وهذا وقت انتهائه المستحب .

    وهي فرصة عظيمة وساعات قليلة ؛ ليستفيد المسلم من هذا الانقطاع والبعد عن الناس ، ليتفرغ لطاعة الله في مسجد من مساجده ؛ طلباً لفضله وثوابه ، وإدراك ليلة القدر .. من قبل أن تطوي الصحف وتوضع الموازين ..

    أخي المعتكف : احرص على الذكر والقراءة والصلاة والعبادة ، وتجنب ما لا يعينك من حديث الدنيا ، ولا بأس أن تتحدث بحديث مباح مع أهلك أو غيرهم لمصلحة ، لحديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً فأتيتُه أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت لأنقلب ( أي لأنصرف إلى بيتي ) فقام النبي صلى الله عليه وسلم معي ... )) [ متفق عليه ] .

    ويباح لك أن تخرج من المسجد لحاجاتك الضرورية كقضاء الحاجة من بولٍ أو غائط ، أو للإتيان بطعام وشراب إن لم يكن هناك من يحضره لك ، ومثله التداوي إن إصابك المرض وأنت معتكف ، وكذلك إسعاف مريض من أهلك تجب عليك رعايته ولا تجد من يتولى أمره غيرك .

    ومن محظورات الاعتكاف : الخروج لأمرٍ ينافي الاعتكاف ، كالخروج للبيع والشراء ، وجماع أهله ، ومباشرتهم ، ونحو ذلك .

    أخي المعتكف : إن كان معك رفقه ، فاختر الرفقة التي تعينك على الطاعة وتشد أزرك وتحرص على الخير واستغلال الأوقات وعمارتها بالعبادة ، وتجنب الذين تضيع أوقاتهم في حديث وكلام . وبعض المعتكفين إذا كانوا جماعة يظهر عليهم الجد في أول الأيام ، ثم يتراخون ويتكاسلون ، وتراهم كثيراً ما تضيع أوقاتهم في أحاديث لا فائدة من ورائها ، وقد ينجرُّ الحديث إلى أمور محرمة من غيبة أو غيرها .

    أخي المسلم : الاعتكاف سنة ، والمحافظة على بيتك وأبنائك من الواجبات ، فاحذر أن تضيع الأهم وتفرط في أمر الرعاية ، بل اجمع بين الأمرين ، واحرص على ابتعادهم عن مواطن الفتن ، ولا يكن اعتكافك فيه ضياع لحقوق واجبة . وإن تيسر أن يصحبك أبناؤك في الاعتكاف ؛ فإن في ذلك طريق تربية ، وراحة نفسية لك ، وأُلفة بينكم ، وتعويد لهم على العبادة ؛ وإن صعب الأمر عليهم فلا أقل من ليلة يعتكفون فيها معك ، وأجزل لهم العطية وشجعهم على ذلك .

    أخي المسلم : مواسم الطاعات محطات يتزود فيها المسافر إلى جنة عرضها السموات والأرض ، فكن من العقلاء الفطناء الذين لا تفوتهم هذه الفرص وهذه المحطات إلا وقد نالوا من نفحات الرب وجزيل الأجر وعظيم المثوبة .
    فاحرص على الاعتكاف بنية صادقة ، وابتعد عن المباهاة والرياء ، وحب المدح والثناء ، وإياك والعجب بأعمالك ، واحرص علي أن تكون أعمالك خالصة لله عز وجل قال تعالى : ((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) وفي الحديث المشهور : (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .. )) [ متفق عليه ] . ومما يُعينك على ذلك اختيار المسجد الذي لا تعرف فيه أحداً ولا يعرفك أحد ، ولا حاجة لك أن تعلن اعتكافك على الملأ في يوم العيد أو بعده !

    أقر الله عينك بالعبادة وجعلك من الفائزين المقبولين ، وغفر لنا ولوالدينا ولجمع المسلمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    لعبدالملك القاسم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML