النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الصيام والدعاء

  1. #1
    الصورة الرمزية أريام
    Title
    عضو شرف
    تاريخ التسجيل
    09- 2002
    المشاركات
    401

    الصيام والدعاء

    أ.د. سعاد صالح *
    يقول الحق سبحانه وتعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” (البقرة 186) بعد انتهاء قوله تعالى في فرضية الصوم: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (الآية: 183 من سورة البقرة)، ثم نزل قوله تعالى: “أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم” (الآية: 187) من سورة البقرة. فما الحكمة الإلهية من توسط آية الدعاء ضمن آيات الصيام وما أوجه الملازمة بين العبارتين، الدعاء، والصوم؟الآيات الأولى: فيها إعداد الصوم للتقوى: وهذا يحدث من جوانب عديدة:1 يربي في النفس الخشية من الله تعالى في السر والعلن إذا لا رقيب على الصائم الا ربه، ولذا اختصه الله سبحانه وتعالى دون سائر العبادات الأخرى، كما جاء في الحديث القدسي الذي يخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: يقول الله تبارك وتعالى: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” وتخصيص الصوم بأنه له -مع أن العبادات كلها له- لأمرين ذكرهما القرطبي: احدهما: ان الصوم يمنع ملاذ النفس وشهواتها، ما لا تمنع منه سائر العبادات، الثاني: ان الصوم سر بين العبد وبين ربه، لا يظهر الا له، فصار مختصا به، وما سواه من العبادات ظاهر قد يدخله الرياء.2 الصوم يعد النفس للتقوى لقوله تعالى: “لعلكم تتقون” لأنه يميت الشهوات فإذا شعر الصائم بشهوة الجوع، أو العطش، أو الفرج واحجم عنها بدافع ايمانه، وخشية ربه، حقق معنى الخوف من الله، واذا زينت الشهوات له، وترفع عنها، خوفا من انتهاك حرمة الصوم، فقد استحيا من الله، وراقب ربه، واذا استبدت الأهواء بالنفس، كان سريع التذكر قريب الرجوع بالتوبة الصحيحة، كما قال تعالى: “إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون” (الأعراف 201).وفي قوله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” تذكير للعباد وتعليم للمؤمنين ما يراعونه في عبادة الصيام وغيرها من الطاعة والإخلاص والآداب والأحكام والتوجه إلى الله تعالى بالدعاء الذي يقودهم للهدى والرشاد. وقال البيضاوي في وجه الربط بين الآيات: “واعلم انه تعالى لما امرهم بصوم الشهر ومراعاة العدة، وحثهم على القيام بوظائف التكبير والشكر، عقبه بهذه الآية الدالة على انه خبير بأحوالهم سميع لأقوالهم مجيب لدعائهم مجاز على أعمالهم، تأكيدا له وحثا عليه”.وقد روي أن سبب نزول الآية: ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع المسلمين يدعون الله بصوت مرتفع في غزوة خيبر، فقال لهم: أيها الناس اربقوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، انتم تدعون سميعا قريبا وهو معكم.والدعاء هو رمز الخوف والرجاء حيث قال سبحانه وتعالى: “نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم” (الحجر 50) وقال سبحانه “وادعوه خوفا وطمعا” (الأعراف 56) وبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بكرم الله تعالى: “وقال ربكم ادعوني استجب لكم” (غافر 60) وحذرها صلى الله عليه وسلم من إعراضها عن الدعاء لقوله تعالى: “قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم” (الفرقان 77) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم بالدعاء عباد الله” (رواه احمد والطبراني)، وقال ابن كثير: وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام، ارشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند اكمال العدة، بل وعند كل فطر، كما رواه الإمام ابو داود في مسنده عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة” فكان عبد الله بن عمرو إذا افطر دعا أهله وولده ودعا وكان يقول: “اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي”.وتتطلب إجابة الدعاء الاستجابة لأوامر الله بالإيمان الصحيح، والطاعة وإقامة العبادات النافعة للعباد من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها، وحينئذ يجازيهم الله على عملهم احسن الجزاء، وإذا صدرت الأعمال الخالصة لله مقترنة بالإيمان، كانت سبيلا للرشاد والاهتداء إلى الخير الشامل للدنيا والآخرة لأنهم ان اجابوا ما دعاهم اليه الله، اجابهم الى ما يطلبون، والاستجابة هنا: الاستسلام، والانقياد، والإيمان، والإذعان القلبي.لكن اجابة الدعاء مقيدة بقيود بالنسبة للعبد منها: عدم الاعتداء بتجاوز حدود الله، وقد اخبر الله تعالى انه لا يحب المعتدين فقال: “ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين” (الأعراف: 55) وقال صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له، وإما أن يكف عنه من السوء بمثلها” وفي رواية لمسلم عن ابي هريرة: “لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، وما لم يستعجل” قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: “يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عن ذلك، ويدع الدعاء”. عدم أكل الحرام، لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: “الرجل يطيل السفر اشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذّي بالحرام فأنى يستجاب له”. * أستاذ ورئيس قسم الفقه في جامعة الأزهر

  2. #2

    Re: الصيام والدعاء

    فعلا اريام

    إن الصوم يربي النفوس على خشية الله
    والابتعاد عن كل ما من شانه ان يفسد صيامه
    يربي النفس على طاعة الله وتقواه
    الابتعاد عن المعاصي والشهوات
    التفكير دوما بان هناك عباد لله لا يجدون ما يسد قوت يومهم
    ومنافع لا تحصى وهي من فضل الله علينا
    فاي نعمة فيها نحن بفضل الله تعالى
    وكذلك فيه منافع صحيه بخلاف قوة التحمل والصبر .

    شكرا اريام على الموضوع

  3. #3

    Re: الصيام والدعاء

    شكرا اريام على الموضوع الجميل

    اوله رحمة لنبحث عن الرحمة نتوسل اليه ان يرحمنا هذه فرصة لنا

    يا مسلمين شهر الخير والرحمة وعتق من النار والمغفرة

    تحياتي لكم

  4. #4
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    Re: الصيام والدعاء

    نتمنى هذا التواصل ارياااااااااااام ..!!


    نبض المعاني تشتاق لهذه المواضيع الجميلة .........!!

  5. #5
    الصورة الرمزية * البـــــاشـــق *
    Title
    نبض متألـق
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    8,524

    Re: الصيام والدعاء

    اثلجتي صدورنا بهذا الموضوع

    جزيتي خير الجزاء

    تحيـــ(الباشق)ـــاتي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML