النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: إنظروا كيف كان السلف الصالح يستقبلوا رمضان

  1. #1

    إنظروا كيف كان السلف الصالح يستقبلوا رمضان

    إن الذي يرجع البصر في بلاد المسلمين وهي تستقبل شهر رمضان في هذه الأيام، يجد بوناً شاسعاً بين ما نفعله في زماننا من مظاهر استقبال شهر رمضان، وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.

    وإن القلب ليملي على البنان عبارات اللوعة والأسى، فيكتب البنان بمداد المدامع، وينفطر الجنان من الفتن الجوامع!

    فالسلف رحمهم الله كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر حتى يبلغهم رمضان ، فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه، ودعوا الله سبحانه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم.

    أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا؛ فإن معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بحشد كل (فِلم) خليع، وكل (مسلسل) وضيع، وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان؛ لأن (رمضان كريم) كما يعلنون!

    ولسان حالهم يقول: شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والمسلسلات!!

    ولأن مردة شياطين الجن تصفد وتغل في شهر رمضان، عز على إخوانهم من شياطين الإنس الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ! عز عليهم ذلك فناوؤا دين الله تعالى وناصبوه العداء، وأعلنوا الحرب ضده في رمضان بما يبثونه ليل نهار على مدار الساعة على كثير من الشبكات الأرضية والفضائية!

    وقبل دخول شهر رمضان بأيام .. إذا ذهبت إلى الأسواق والمتاجر والجمعيات ستجد الناس يجمعون أصنافاً وألواناً من الطعام والشراب بكميات كبيرة وكأنهم مقبلون على حرب ومجاعة، وليس على شهر التقوى والصيام!

    فأين هم مما يحدث لإخوانهم المسلمين المشردين في هذه الأيام؟!

    وما إن تغمر نفحات الشهر الكريم أرجاء الدنيا، حتى تنقلب حياة كثير من المسلمين رأساً على عقب، فيتحولون إلى (خفافيش) فيجلسون طيلة الليل يجلسون أمام الشاشات، أو يجوبون الأسواق والملاهي والخيام الرمضانية والسهرات الدورية .. ثم ينامون قبل الفجر! وفي النهار نيام كجيف خبيثة!!

    وعلى الرغم من أن معظم حكومات الدول الإسلامية تقلل ساعات العمل الرسمي في رمضان وتؤخر بداية الحضور، إلا أن السواد الأعظم من الموظفين والعاملين ينتابهم كسل وخمول وبلادة ذهن، ويعطلون مصالح البلاد والعباد، وإذا سألتهم قالوا: إننا صائمون! وكأن الصيام يدعوهم للكسل وترك العمل، وهي فرية يبرأ منها الصيام براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام! فما عرف سلفنا الكرام الجِد والنشاط والعزيمة والقوة إلا في رمضان، وما وقعت غزوة بدر، وفتح مكة، وعين جالوت، وفتح الأندلس، وغيرها إلا في رمضان. والدراسات العلمية الحديثة أثبتت فوائد جمة للصيام .. فلماذا –أيها الموظفون – تتهمون الصيام بأنه سبب كسلكم وخمولكم؟!

    آهٍ من لوعة ضيف عزيز كريم بين قوم من الساهين الغافلين!

    أوَّاه لو كانوا لحق قدره يقدرون، أو يعرفون!

    وإذا أردت أن تبكي، فاذرف الدمع مدراراً، وأجر الحزن أنهاراً على الإعلانات التي تدعوك عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى الاستمتاع بتناول السحور والتلذذ بمذاق الشيشة –النارجيلة- على أنغام المطرب .. ورقصات الفنانة .. وفرقة .. في الخيمة الرمضانية بـ ..

    وإذا سرت بعد منتصف الليل في رمضان في أي مدينة إسلامية سترى عجباً عجاباً لو ترى عيناك! سترى المحلات والأسواق مفتحة الأبواب، وسترى العارية وذات الحجاب، وأصوات اللهو والأغاني تأبى أن ترتفع فوق السحاب ، والمعاصي عياناً جهاراً، وانقلب الليل نهاراً!

    فأين أين أرباب القيام؟! أين المحافظون على آداب الصيام؟! أين المجتهدون في الصيام والقيام؟! أين المجتهدون في جنح الظلام؟! فشهر رمضان مضمار السابقين، وغنيمة الصادقين، وقرة عيون المؤمنين .. وأيام وليالي رمضان كالتاج على رأس الزمان، وهي مغنم الخيرات لذوي الإيمان ..

    فطوبى لعبد تنبه من رقاده، وبالغ في حذاره، وأخذ من زمانه بأيدي بداره.. فيا غافلاً عن شهر رمضان اعرف زمانك .. يا كثير الحديث فيما يؤذي احفظ لسانك .. يا متلوثاً بأوحال الفضائيات والجلسات اغسل بالتوبة ما شَانَك!

    إن إدراك رمضان من أجل النعم، فكم غيب الموت من صاحب، ووارى من حميم ساحب .. وكم اكتظت الأسِرة بالمرضى الذين تتفطر قلوبهم وأكبادهم، ويبكون دماً لا دموعاً حتى يصوموا يوماً واحداً من أيام رمضان، أو يقوموا ليلة واحدة من لياليه، ولكن .. حيل بينهم وبين ما يشتهون!

    إن كثيراً من المسلمين في هذا الزمان لم يفهموا حقيقة الصيام، وظنوا أن المقصود منه هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح فقط! أمسكوا عما أحل الله لهم، لكنهم أفطروا على ما حرم الله عليهم! فأي معنى لصيام هذا الذي يقول عند أذان المغرب: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)، ثم يشعل سيجارته!

    وأي تقوى لهذا الذي يجمع الحسنات في النهار؛ من صيام وصلاة وصدقة وقراءة للقرآن ..، ثم في الليل يصير عبداً لشهوته ويعكف على القنوات الفضائية، أو الشبكات العنكبوتية، أو زبوناً في الملاهي الليلية، والتجمعات الغوغائية، والخيام –المسماة زوراً- بالرمضانية؟! وإذا دعي إلى صلاة التراويح والقيام تعلل بالحمى والأسقام، والبرد والزكام، وغواية اللئام!

    ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش! ورب قائم حظه من قيامه السهر!

    يروى أن الحسن بن صالح – وهو من الزهاد الورعين –كانت له جارية – فاشتراها منه بعضهم، فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت تصيح في الدار: يا قوم الصلاة .. الصلاة، فقاموا فزعين، وسألوها: هل طلع الفجر؟!

    فقالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟! فلما أصبحت رجعت إلى الحسن بن صالح؛ وقالت له: لقد بعتني إلى قوم سوء لا يصلون إلا الفريضة، ولا يصومون إلا الفريضة فردَّني فردَّها!

    وقلت: قلبي يعتصرني خجلاً، ويتوارى قلمي حياءً وأنا أخط هذا الكلام؛ لأن من المسلمين اليوم من ضيع الفروض في رمضان بل و التراويح والقيام!

    فيا مضيع الزمان فيما ينقص الإيمان .. يا معرضاً عن الأرباح متعرضاً للخسران .. أما لك من توبة؟! أما لك من أوبة؟! أما لك من حوبة؟! { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق } فقلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن، ومن ألم فراقه تئن .. فإلى متى الغفلة؟!


    فيا عباد الشهوات والشبهات

    يا عباد الملاهي والمنتديات

    يا عباد الشاشات والفضائيات

    ما لكم لا ترجون لله وقاراً؟!

    ولا تعرفون لشهر رمضان حلالاً أو حراماً؟!

    فيا من أدركت رمضان .. وأنت ضارب عنه صفحاً بالنسيان .. هل ضمنت لنفسك الفوز والغفران؟! أتراك اليوم تفيق من هذا الهوان؟!

    قبل أن يرحل شهر القرآن والعتق من النيران؟! لعله يكون –بالنسبة إليك- آخر رمضان!

    يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب

    لقد أظلك شهر الصوم بعدهما


    حتى عصى ربه في شهر شعبان

    فلا تصيره أيضاً شهر عصيان

    فيا باغي الخير أقبل أقبل .. ويا باغي الشر أقصر .. أقصر!

    واحر قلباه! من لم يخرج من رمضان إلا بالجوع والعطش .. رغم أنفه في الطين والتراب من كان رصيده في رمضان من (الأفلام) و(المسلسلات)، وبرامج المسابقات!

    فيا من أسرف على نفسه وأتبعها الهوى، وجانب الجادة في أيامه وغوى .. هاك رمضان قد أقبل فجدد فيه إيمانك، وامح به عصيانك ..

    فهو – والله – نعمة كبيرة، ومنة كريمة، وفرصة وغنيمة..

    فإن أبيت إلا العصيان .. وملازمة المعاصي في رمضان .. فتوضأ وكبر أربع تكبيرات، وصل على نفسك صلاة الجنازة ..، فإنك حينئذ ميت!

    اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة، واجعلنا فيه من عتقائك من النار

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    Re: إنظروا كيف كان السلف الصالح يستقبلوا رمضان

    كم نتمنى ان يكون لنداءك صدا .........!!


    قلتها بنفسك ..

    ما كان ........... وماذا الان .......!!



    اخي اليعقوبي .. شكرا لهذه المشاعر !!

  3. #3

    Re: إنظروا كيف كان السلف الصالح يستقبلوا رمضان

    عاشق شكرا ا خي على مرورك الكريم هنا

    واتمنى ان تجد هذه الرساله صداها

    والف تحيه وكل عام وانت بالف خير

  4. #4
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    Re: إنظروا كيف كان السلف الصالح يستقبلوا رمضان

    مرحبا اخي اليعقوبي ,,,,

    الشياطين في رمضان تصفد ,,,,

    لكن تخرج شياطين اعتى منها وهي شياطين الانس ,,,,,,

    نسأل الله العفو والعافية ,,,,, واعتانتنا على صيام رمضان بما يرضيه
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  5. #5
    الصورة الرمزية {$~prince~$}
    Title
    نبض متألـق
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    4,287

    Re: إنظروا كيف كان السلف الصالح يستقبلوا رمضان

    اعذو بالله من شر الشياطين إحم

    اشكرك اخي اليعقوبي على سردك هذا القويم إحم والنافع حقا

    اعاننا الله على صيام رمضان وقيامه وبلغنا ليلة القدر

    حقاً انها مئساه كبرى للاسف ...........!!!!

  6. #6

    Re: إنظروا كيف كان السلف الصالح يستقبلوا رمضان

    السلام عليكم ورحمته الله وبركاته

    رمضان مبارك لكم يارب بكل خير واجر وثواب

    تحياتي لك اخي الحبيب اليعقوبي والله مشتاق لك عساك بخير يارب

    موضوع جميل يحزن القلب ويدمع العين ويقطع الروح هذه الروح الذي اكرمنا الله به

    واودعه لنا امانة نفسدها ونعذبها بعدم ذكرنا الله ومعصيتنا

    كلامك كله عين الصواب لماذا وصلنا ليومنا هذا وحورنا كل شي وغيرنا

    كل شي


    اتمنى الاستمارا بهذا الموضوع لنبدا نقاشا جميلا بيننا اعضاء ومشرفين النبض

    ماهو الاسباب لما نصل له لا نقول ان الحكومة او البلد او الدولة لاننا ان اردنا

    شي لا يستطيع احد اجبارنا عليه

    هل السبب نحن البشر تغيرنا تمردنا على انفسنا

    ام الدينا كما يقول الكل الدنيا تغيرت تطورت مو مثل ايام زمان ما بها ايام زمان

    هل التطور هو ترك كل شي جميل وان كان قديم لماذا التحف كلما كانت قديمة زاد ثمنها

    اما مبادئنا كلما كانت قديمة نكون متخلفين ولسنا متطورين ما يحصل

    اتمنى مشاركتي النقاش هل العيب فينا ولماذا ام العيب بالدنيا والتطور الي يحصل

    ولماذا

    تحياتي لكم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML