(غاب عني طويلاً..ثم عاد..فرحل..كي يعود..هذا هو القمر)
- صاحبي .. يا أيها القمر..لأن كل الحكايا لا يسمعها سواك
فلا تخبرهم اني كلما حكيت لك أجهشت بالبكاء.. لا تنسى عهد الوفاء..
- كل الحكايا تنتهي إلا حكايتك..يا طريقاً بلا عنوان..
- لا تسألوا عن القمر كثيراً..يموت لو سألتم..ويذبل..
- يا أيها البعيد.. يا أيها القمر..
أدري أنك ترى ذاك الوحيد الجائع .. أبلغه السلام .. وقبلةً على الجبين..
- خبرني..أفي الأرض رجل كابن الخطاب؟؟
- لو خبرتك صديقتي عني.. فخبرني.. كم دمعة تهديها لك مقابل أن تكتم
السر العظيم..؟
- يا أبعد الأصحاب..
خبّر أحبتي..
إذا أبكتهم الدنيا يوماً..فليخبروني..
أعدهم..
اني لن أستطيع رد الإساءة لها..لكني أجيد احتضانهم .. وذرف الدموع..
وإذا عذبتهم..أحزانهم
أعدهم..
اني لن أستطيع كشف الكربة والحزن اعميق..لكني أجيد مسح دمعهم بيدي..
أجيد الدعاء لهم..أجيد الاستماع لأنينهم والانصات بصمت..
وإذا ما طال الانتظار لذاك الراحل عنهم..وأرقهم السهاد.. وتقرحت العيون..
أعدهم ..
اني لا استطيع رد الراحل.. ولا تخفيف القلق..لكنني أجيد السهر معهم انتظاراً
لامرئ لا اعرف عنه..إلا انه يعني لهم الكثير..
وإذا مات لهم عزيز..وفارقهم حبيب..
أعدهم ..
اني لا استطيع رده لهم..لكني اجيد الترحم له..
اجيد مشاركتهم الحزن..
والصمت..
والسهاد..