مقتطفات من يوميات سماحة الشيخ. احمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
* يقول الشيخ سليمان ابن سماحة الشيخ الخليلي :*إن والدي ﻻ يفوته قيام الليل ففي كل الليالي التي كنت معه فيها سفرا وحضرا ما نهضت للفجر إﻻ وجدته يصلي وعندما أرافقه إلى العمرة ونقوم نحن للسحور ﻻ نجده في البيت وبعد سحورنا نذهب إلى الحرم فنجده هناك قائما يصلي وهو يطيل في قيامه حتى أني في إحدى المرات بدأت مع الشيخ في صﻼته فصليت عشرين ركعة والشيخ في الركعة اﻷولى وما يزال واقفا .
*
* ويروي أفلح ابن الشيخ الخليلي عن عمه حمود قال :*لما كنا في الحرم مع الشيخ كان يصلي ذات مرة وأنا صليت بجانبه حتى فرغت من الصﻼة التي قدرت عليها فانصرفت إلى البيت كي أنام والشيخ يصلي في الحرم .. وهو بﻼ شك*أحرص ما يكون على القيام في رمضان وقد أكرمه الله مرات عديدة بمشاهدة اﻷنوار التي تصحب المﻼئكة في نزولهم إلى اﻷرض في ليلة القدر*، يقول أفلح : " إن والدي يخبرنا بمشاهدته تلك في صباح اليوم التالي " .
*
*إن الشيخ حريص كل الحرص على اﻹكثار من القربات إلى الله من الصﻼة والصيام والصدقة والحج وعون اﻵخرين مع حرصه على إخفاء ذلك عن علم الناس ليكون أنقى من كل الشوائب: فهو يصوم ستا من شوال وعشر ذي الحجة دون أن يعلم ذلك إﻻ خواص أهله ، مع كثرة تعلق الناس به وترددهم عليه ، فمثﻼ يخرج للناس في الصيام وقد أمر محمد الرشيدي أن يناشد الضيوف ويقدم لهم القهوة حتى إذا انتهوا من طعامهم جاءهم الشيخ ، وسألهم إن كان أحد منهم لم تقدم إليه القهوة سهوا أو نسيانا مثﻼ ، أو جاء متأخرا فإذا بهم جميعا قد أنهوا مهمتهم ، فيقضي لهم حاجاتهم اﻷخرى ، ويعرف الشيخ حال صيامه بكثرة صمته فﻼ يتكلم إﻻ بثمن مع أنه ﻻ يقول إﻻ حقا فأكثر شغله التسبيح والتحميد إﻻ إذا سأله سائل .
*
* وذات مرة :*صادف صيام الشيخ يوم الثﻼثاء وهو موعد درس التفسير الذي يلقيه الشيخ عقب صﻼة المغرب مباشرة فلم يتأخر الشيخ وإنما قام بإلقاء الدرس بين الصﻼتين وبعد صﻼة العشاء حبسه الناس في المسجد كل له مطلبه من استفتاء أو طلب قضاء حاجة وازدحموا عليه فجلس لهم كعادته دون تضجر أو أدنى درجة من التبرم أو الضيف ، ومحمد الرشيدي يدور في المسجد جيئة وذهابا فأنكر الشيخ خالد الخوالدي عليه هذه الحالة فسأله : ما بالك تجوب المسجد ؟ ما الذي دهاك ؟ فقال الرشيدي : الشيخ صائم هذا اليوم ، وإلى اﻵن لم يجد وقتا يفطر فيه ؟ وهؤﻻء الناس قد حبسوه دون مراعاة لشيء والوقت متأخر جدا . قلت له : ﻻ شك عندما يعود إلى البيت سيجد مجموعة أخرى تنتظره في المجلس ولن يغادرهم أيضا . لله أنت أيها الشيخ ! ما أكرم معدنك ! وما أنبل صفاتك !
*
بشيء من التلخيص من كتاب (معالم الفكر التربوي عند سماحة الشيخ الخليلي، لمؤلفه د. زايد الجهضمي).
*
هذه قطرة من بحر عبادة الشيخ وتسبيحه وذكره الله، ولو تتبعناها ما أحصيناها، وإنها لحق هي في جنب الله قليلة، ولكن من منا يقوم ببعض عبادته، فرحمك الله حياً وميتاً.