الموضوع: الشوق إلى الله

الشوق إلى الله عز وجل
تعالى أُشوقك ...
قال الملك جل جلاله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: " أَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الكريم وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ"
كان سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه، شديد الشوق لله عز وجل، فكان كثيرا ما يدعو: "اللهم إني أحب لقاءك، فأحب لقائي".
بعد ما اشتقت للشوق، هل بدأت تشتاق لربك ؟
أقول إن الشوق لله شيء ممتع في حد ذاته، لذة الشوق، الشوق لله تعالى، لماذا؟ لأنك وأنت واقف تصلي الشرع يقول لك: "إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته"، وأنت ساجد، الشرع يقول لك: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، في جوف الثلث من الليل الأخير، الشرع يقول لك: " إن الله ينزل إلى ال سماء الدنيا كل ليلة، فيقول: هل من مستغفر، هل من تائب، هل من سائل.."
الشرع هو الذي يقرب لك أو يحسسك أن ربنا قريب منك.
{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }
{ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ}
{ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ }، الآيات..
الشرع الذي يقول لك إن الله قريب منك، ويدفعك إلى الإحساس بذلك، يمنعك من التصور، يأمر عقلك أن يكف.. ألا يتصور هذا القرب وأن لا يتصور هذا الرب، فهذا الذي يشعل الأشواق، يشعل الشوق أن ترى ربك الذي تعبده بالغيب وتؤمن به بالغيب، وتحبه بالغيب، وترضى عنه بالغيب، فتشتاق له بالغيب، لذلك قالوا: " أطفأ الله لهيب المشتاقين بقوله:
{ مَن كَـانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }
هو سميع عليم، ويعلم أنك مشتاق، ويقول لك: كل آت قريب:
{ مَن كَـانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ }
فكأن الله عز وجل يطمئن المشتاقين، أنه لا بد أنك ستصل إلى محبوبك، فتقر به عينك.

:: الواجب ::

استمع لــ: التأهب للقاء الله و سلسلة فهم الصلاة

:::الواجب العملي:::

يا أيها المشتاق.. متى يطمئن قلبك بذكر الله؟
إذا اضطرب قلبك، ووضعت يدك، وذكرت الله، سكن القلب لذكر المحبوب.
يا أيها المشتاق.. متى تهرع إلى الصلاة؟
شرع الأذان لتنبيه الغافلين.. أما المشتاقون فما أذن المؤذن ثلاثين سنة إلا وسعيد بن المسيب في المسجد،
عن ربيعة بن يزيد رحمه الله قال: " ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد، إلا أن أكون مريضا أو مسافرا "
فواجبك من اليوم أن تثبت صدق شوقك.. فلا تفرط في تكبيرة الإحرام في المسجد.

سيدنا موسى لما اشتاق، قال:
{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبَِّي لِتَرْضَى }
استعجل، لذلك، لو كنت مشتاقا حقا، ليس مجرد كلام ولا ادعاء، فقبل الأذان ينبغي أن تكون في المسجد.