النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: اللحظه الراهنه

  1. #1
    الصورة الرمزية لين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2003
    المشاركات
    240

    اللحظه الراهنه




    [ALIGN=CENTER]

    اللحظة الراهنة هي فقط حياتك، أما اللحظة التي مضت فقد انتهت، واللحظة التي ستأتي لا يمكن التأكيد بمجيئها، لأن الانسان مرشح للموت في أية لحظة.
    إذن: ماذا نملك؟
    اللحظة الراهنة فقط!
    من هنا كان على الانسان أن يعمل في حدود اللحظة الراهنة، لا اللحظة التي ستأتي لأنها قد لا تأتي أبداً.. ولا اللحظة الماضية لأنها قد مضت إلى غير رجعة.
    ولكي يعيش الانسان في حدود اللحظة الراهنة فإن عليه أن ينقطع فوراً عن التفكير في الماضي والمستقبل يجب أن يفكر في هذه اللحظة التي بين يديه ويغلق جميع الأبواب بوجه ما فاته وما سيأتيه، لأن كلا من الماضي والمستقبل ليس إلا عدماً محضاً.
    وهذا بالضبط ما كان يقصده الإمام أمير المؤمنين عندما قال:
    ما مضى فات وما يأتي فأين؟ قم واغتنم الفرصة بين العدمين
    إن النجاح في الحياة ينحصر في نقطتين: حصر التفكير في الحاضر والعمل ضمن حدود اللحظة الراهنة. كما إن الفشل في الحياة يتعلق بأمرين:
    التفكير في الماضي أو المستقبل.. وإرجاء العمل إلى الآتي.
    وهذا بالضبط ـ سر نجاح الناجحين وفشل الفاشلين، ولكي تتأكد من ذلك لاحظوا الناجحين في المجتمع إنهم دائماً رجال العمل في الحاضر لا الماضي ولا المستقبل، إنهم لا يؤمنون بغير الحاضر وإذا قلنا لهم يمكن القيام بهذا العمل في اليوم القادم لأجابوا فوراً: إذن دع التفكير فيه وابدأ بالتفكير في العمل الذي يمكننا القيام به في الوقت الحاضر.
    والفاشلون هم على العكس تماماً.. إنهم يقولون لك: سوف أعمل بعد ما تتهييء الفرص.. وسوف أنفق في سبيل الله بعد أن أصبح غنياً وسوف أعمل للاسلام بعد أن أتفرغ من المشاكل.
    ولكن متى؟
    في المستقبل.. وهذا المستقبل متى يأتي؟ إنه لا يأتي أبداً.. لأنه ليس إلا طريقة للتهرب من المسؤوليات. إنهم يؤجلون موعد العمل بهذه التبريرات يوماً بعد يوم، وكل يوم جديد ليس صالحاً للعمل عندهم.. بل الصالح هو المستقبل.
    والمستقبل الصالح لا يأتي أبداً.
    إنهم يعيشون للمستقبل.. يتركون الحاضر بكل ما فيه من فرص صالحة على أمل الذي لا يعرفون عنه أي شيء.
    وليس هناك ما يبرر اعتمادهم على المستقبل إلا التهرب من الحاضر.. ومن المسؤوليات على أكتافهم.
    إن العيش في حدود اللحظة الراهنة هو من أبرز سمات المؤمنين بالله، إنهم لا يثقون بالحياة أبداً ولذلك فهم يعملون للآخرة على أساس إنهم يموتون غداً، وفي نفس الوقت يعملون للدنيا كأنهم يعيشون أبداً فهم بذلك يطبقون وصية الإمام (علي كرم الله وجهه): ((اعمل لدنياك كأنك أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)).
    ولكي تحصي في الحياة، لا تثق بالحياة أبداً ولا تقولي: سوف أعمل ليل نهار في المستقبل وأحقق أهدافي وآمالي.
    لأنك لا تملكين هذا المستقبل الذي تتحدثين عنه، وهذا الكلام ليس سوى تبريز العاجزين.
    ليكن شعارك دائماً: ((اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً)).
    إن كل يوم في هذه الحياة هو يوم جديد فإذا خسرت هذا اليوم.. فقد خسرته إلى الأبد ولن ينفعك أن تربح اليوم القادم لأن اليوم القادم هو يوم جديد.. وعليك أن تقومي فيه بمسؤوليات جديدة وأعمال جديدة!
    في الحديث: ما من يوم يمر على ابن آدم إلا قال له ذلك اليوم: يابن آدم أنا يوم جديد، وغداً عليك شهيد فافعل فيّ خيراً وقل فيّ خيراً، أشهد لك به يوم القيامة فإنك لن تراني بعده أبداً!
    وقد يعترض البعض قائلاً: أليس التخطيط للمستقبل ضرورياً مثل العمل في الحاضر؟
    والجواب: صحيح إن التخطيط للمستقبل أمر ضروري، ولكن تحمل الهم من أجل المستقبل هو الذي يبعث الشقاء في حياة الانسان.
    هذا بالنسبة إلى المستقبل، أما بالنسبة إلى الماضي فإن التحسر عليه هو الآخر سبب من أسباب التأخر.
    يقول الإمام أمير المؤمنين (علي بن ابي طالب): ((لا تشعر قلبك الهم على ما فات فيشغلك عن الاستعداد بما هو آت))!
    إن التحسر على الماضي يسبب للانسان نوعاً من الركود القاتل، إنه يجعل المرء في حالة من الحزن والتألم والضجر وكل هذه الصفات تؤدي إلى الفشل في الحياة.
    إن النجاح يحتاج إلى الانطلاقة والعمل والتفائل، ولكي نحصل هذه الصفات لا بد أن نقلع عن الجزع عما فاتنا في الماضي.
    إن حصر اهتمامك باللحظة الراهنة ليس فقط يضاعف إنتاجك ويوفر عليك الوقت الكثير، ولكنه بالإضافة إلى ذلك يخلصك من الكثير من أنواع القلق والاضطراب، لأن الكثير من الاضطرابات النفسية تنشأ من تذكر الماضي والتحسر عليه، فالذي خسر صفقة تجارية.. والذي مات أحد أعزاءه والذي مرت عليه فرصة ذهبية ولم يستغلها.. كل هؤلاء معرضون لأنواع مختلفة من القلق والاضطراب لأنهم يفكرون في الماضي ويتحسرون عليه، ولا يمكن أن يخلصهم شيء سوى غلق أبواب التفكير على الماضي والمستقبل والعيش ضمن حدود اليوم الحاضر.
    إننا نستطيع أن نتخلص من 90% من قلقنا إذا استطعنا أن نشعر بن كل يوم يمر علينا هو يوم جديد وإن كل لحظة في هذا اليوم إنما هي لحظة جديدة منقطعة عن الماضي والمستقبل.
    وإذا كان رأسمالنا في الحياة هو هذه اللحظة الراهنة فقط فعلينا أن نقوم باستغلاله فوراً، ودون أي أبطاء، ويعطينا الرسول الأكرم نموذجاً للكيفية استغلال اللحظة الراهنة في كلمة جميلة يقول فيها: ((لو كانت بيد أحدكم فسيلة وأراد أن يغرسها فقامت القيامة فليغرسها)).
    هكذا يجب أن نستغل اللحظة الراهنة.. لا نقول سوف تقوم القيامة بعد لحظة وما فائدة أن أغرس هذه الفسيلة؟ إن مثل هذه التفكير هو الذي يقود الانسان إلى الفشل.
    إن الانسان قد يستفيد من لحظات الفراغ القصيرة ما لا يمكن أن يستفيده في أيام طويلة، فقد يكتشف حقيقة هامة في خلال لحظة تفكير قصيرة، وقد يحصل على فكرة جيدة.. أو حكمة ثمينة في خلال لحظة قصيرة ثم ترتبط سعادته في الحياة بهذه الحكمة!
    كما إن معظم الناس لهم تجارب خاصة في هذا المجال.. فهاك الكثير من الناس يكتشفون بعض الحقائق ليس في المختبرات والجامعات.. ولكن في الشارع.. في السيارة.. في السوق المزدحم بالناس لماذا؟ لأنهم يستغلون اللحظات القصيرة ويحصلون على نتائج كبيرة، وإذا أردت أن تكون من هؤلاء الناس عليك أن تتبع الوصية التالية:
    أعزل الماضي عن الحاضر.
    والحاضر عن المستقبل.
    وعيش في حدود اللحظة الراهنة

    /
    /
    /
    اتمنى ان ينال على اعجابكم

    [/ALIGN]

  2. #2
    الصورة الرمزية الإمبراطور
    Title
    عضو شرف
    تاريخ التسجيل
    06- 2002
    المشاركات
    2,395
    لقد اعجبني موضوعك

    أعزل الماضي عن الحاضر.
    والحاضر عن المستقبل.
    وعيش في حدود اللحظة الراهنة

    تحياتي لك

  3. #3
    الصورة الرمزية لين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2003
    المشاركات
    240
    اشكر مرورك الكريم اخي
    واطراءك الرائع على موضوعي

  4. #4
    الصورة الرمزية الأمل
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    831
    صدقتي أخيتي ولو فكرنا في اللحظة الراهنة للأنجزنا الكثير من الأعمال ولما تخاذلنا ...........


    تحياتي

  5. #5
    الصورة الرمزية لين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2003
    المشاركات
    240
    اشكر مرورك اختي الرائعه

  6. #6
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428
    شكرا اختي لين

    على هالموضوع

    تحياتي
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  7. #7
    الصورة الرمزية سأظل أحبك
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    1,723
    موضوع .. جدير به ان يعطى جل اهتمامنا ..

    شكرا لين !

  8. #8
    الصورة الرمزية جـــــوري
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    03- 2005
    العمر
    43
    المشاركات
    55
    هلا والله بالغاليه لين ...

    مصدقه نفسها صارت من اهل البيت
    ...
    يسلموا على الطرح الرائع

    وتقبلي اضافتي هذه .. من كتاب ( أفكار من ذهب ) د .. كفاح فياض

    ( كن سيد ظروفكـ لاعبداً لها .. ولكي تكون سيد ظروفكـ ينبغي أولاً أن تتم لكـ السيادة على نفسكـ )

    تحياتي

    جــــــــــوري



  9. #9
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مسااااااااااااااء جميل ...


    لا زلنا نفتقدك .. لين

  10. #10

    Thumbs up

    كلامك في محله يا لين

    وبالأمل يحيا الإنسان
    وقد تكون اللحظة الراهنه في معظم الأحيان
    فيصلا في حياة الإنسان فينتقل خلالها من
    مرحلة إلى أخرى نتيجة قرار سليم إتخذه في
    لحظة ما بناء على تجربة مرت به , جعلته يعيد
    حساباته فيما يتعلق بمشوار حياته , وكم من
    أناس تغيرت طبائعهم وسلوكياتهم نتيجة مرورهم
    بتجربة معينه , أخذ الإنسان يعيد سيرة حياته من خلالها .
    ولكن من الناس من يتخذ قرارا ما في لحظة ما وتكون حساباته
    صحيحة ولكن ليست مبنيه على قناعة تامه , إذ أن تلك اللحظة
    الوليدة لا تلبث أن تموت ثمارها وتذبل بمجرد أن يتحكم الشيطان
    وهوى النفس فيها , إذ لم تتخذ تلك اللحظه بناء على قناع متخذها
    وإنما هول الصدمه قد سيطر عليه فنقول إن فلانا قد أفاق من عبثه
    ولهوه وقد إستقام فنفاجأ بعد فتره قصيره بعودته إلى ما كان عليه .
    ولكن نقول إن بذرة تلك اللحظة الحاسمه لا تموت , ولكن تنتظر الماء
    النقي الذي يخرج من قلب صادق بالعوده إلى ما كان عليه .

    إذا اللحظة الحاسمة يجب أن تكون قراراتها مبنية على القناعه التي تأتي
    في نفس وقوع الحدث , ومنهم من تأتيه حال إقتراب أجله فتكون له حسن خاتمه .


    كل الشكر والتقدير للغائبه لــــــين ونتمنى رجوعها لنا بسلامة الله , وكذلك الشكر
    الجزيل لك يا جـــــوري على رفع الموضوع وبالتالي نيل الفائده .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML