لقاء مع مرض الزهايمر فى الطريق

يوما ما كنت امشى فى الشارع و فجأة وجدت انسان يجلس على ناصية الطريق و لكن كان يجلس بطريقة مختلفة لفتت نظرى , فتوجهت اليه و سألته : هل كل شيئ على ما يرام ؟
فنظر الى نظرة غريبة جدا لم أرى مثلها فى حياتى العيون تتحرك بشكل مختلف تماما و سألته مرة اخرى رفقا بما اراه , هل لديك مشكلة ؟
فوجدت انه ينظر الى اكثر فأكثر باستمعان , فقلت له : هل تسمعنى ؟
فلم يرد , فاشرت اليه هل تستطيع الكلام ؟ فلم يرد .
فذهلت فهو لو كان اصم لم يفعل ذلك و لكننى فى حيرة ماذا افعل مع هذا الشخص لكى اساعده , اريد ان اعرف اين يسكن ؟ من هو ؟ هل هو جائع ؟ هل يريد ان يشرب ؟ فملابسة خفيفة جدا و الجو بارد جدا . اه يا الهى ماذا افعل الان فوجدته يمسك بيدى النحيفة البارده بقوة و شعرت انه يريد ان يقول : ساعدنى .
و هنا بدا الحزن بقلبى يا ربى ان شخص يريد المساعده و لكننى لا استطيع ان اساعده و جأتنى الفكرة ان اخذه الى مطعم و اجلب اليه ملابس و لكننى تخوفت ان نذهب من هنا و بعد ذلك لا يعلم شيئ مطلقا فممكن ان يكون هذا الانسان عليه تأثير و بعد ذلك ممكن ان يرجع الى طبيعتة فبدات ابحث فى جيوبه و لكننى لم اجد ما يثبت شخصيتة .
و عندما انظر الى وجهة اجد انه يلتفت الى و ينظر الى كأنه طفل فبدات اعطية اشارات بيدى هل انت جائع هل تريد اى شيئ فلم يرد على و جأتنى الفكرة ان اوقف تاكسى و اعطية نقود لكى يشترى لنا طعاما و شرابا و ملابس لحماية هذا الشخص من البرد .
ووقفت اتعجب كيف يكون انسان بهذا الشكل و لا احد يستطيع ان يساعده و بعد مرور بعض الوقت رجع الى سائق التاكسى بالطلبات و عندما راى هذا الانسان الطعام و الشراب تحول الى انسان جائع من وقت بعيد لم يأكل و لم يشرب و عندما اعطيتة الملابس بدا يضحك الى مثل طفل صغيرا فرحا .
و فجأة و جدت شخصين او شابين يأتون و يقولون اليه : بابا اين انت يا والدى نحن نبحث عنك منذ اكثر من 12 ساعة فسالت الشابين لماذا والدهم بهذه الحاله فقالوا لى ان والدنا يعانى من مرض الزهايمر منذ 4 سنوات و هو الان لا يعلم شيئ يعيش فى حياة غير حياتنا و انه فى المرحلة الاخيرة من المرض له الجنة فتركتهم و نصحتهم انهم يجب ان يضعوا له قلادة برقبته مثل الجيش تماما تكون عليها جميع بياناته لكى يستطيعوا العثور عليه او مساعدته و هنا شكرونى على ما فعلته معه و ذهبوا .
و نظرت الى السماء و قلت سبحانك يا الهى انك تعلم كل شيئ .
الهى ساعدنا و ابعد عنا شر المرض لنا جميعا .
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى