والقول قسمان:
1- قول القلب، وهو الاعتقاد و التصديق الجازم بما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم
2 - وقول اللسان وهوالإقرار بما جاء من عندالله،والشهادة له بالوحدانية ،ولرسوله بالرسالة ،ولجميع انبيائه ورسله ،ثم التسبيحوالتكبير والتحميد والتهليل ،والثناء على الله ،والصلاة على رسوله ،والدعاء ،وسائرالذكر
فــ عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية فقال أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله عز وجل فقال له أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى كان آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فنزلت ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) ونزلت في ( إنك لا تهدي من أحببت)
تحقيق الألباني صحيح الأحكام ( 95 )
فالقول ركن من أركان الإيمان: فرغم أن ابا طالب كان مصدقاً أن ابن أخيه كان على الحق، وأن دينه هو الدين الحق، ولكن سبب عدم إيمانه به والنطق بكلمة التوحيد هو مخافة المهانة بين الناس فلن يك ينفعه تصديقه يوم القيامة
.
والعمل قسمان:
3 - عمل القلب وهو الانقياد لشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويدخل فيه الحب والخشية والرجاء والتوكل والإنابة والرهبة والخشوع وغير ذلك من الأعمال القلبية
ففرعون مثلا كان مصدقا بموسى عليه السلام بدليل قوله تعالى : {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل14
و قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام :{قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً }
الإسراء102،
لكن الذي منعه من الإتيان بعمل القب هو العلو والظلم ، لذلك كان مبغضاً لموسى معادياً لرسالته
4 - وعمل الجوارح و هو كل اعمال البر و الطاعات و الخير
يقول الإمام ابن القيم: الإيمان أصل له شعب متعددة، وكل شعبة تسمى إيماناً، فالصلاة من الإيمان، وكذلك الزكاة، والحج، والصوم، والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل...إلخ. كتاب الصلاة لابن القيم
فإذا زالت هذه الأربعة او احداها زال الإيمان بكماله، لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)
[البقرة:143].
أي: صلاتكم ،
والدليل على أن هذا هو الإيمان قوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
(البينة 5).
فجعل الإخلاص، والصلاة، والزكاة من الدين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله" وأصله في الصحيحين. والحديث دليل على دخول الطاعات في الإيمان سواء كانت قولية، أو قلبية، أو عملية
والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية؛ لقوله تعالى:
(فَزَادَهُمْ إِيمَاناً)
(ال عمران 173).
(لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِم)
(الفتح 4).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال برة، أو خردلة، أو ذرة من إيمان" رواه البخاري بنحوه.
فجعله النبي صلى الله عليه وسلم متفاضلاً، وإذا ثبتت زيادته ثبت نقصه ؛ لأن من لازم الزيادة أن يكون المزيد عليه ناقصاً عن الزائد
اذا فـالايمان يزيد بالطاعات و ينقص بالمعاصي
و قد ينقص حتى لا يبقى منه شئ .........
فيطش عقل العبد و تغلبه شهوته فلا يجد من الايمان ما يحجزه عن المعصية فيفقد صلته بالله عز و جل فيحرم من الركن الركين الذي ارتكن اليه نبى الله يوسف حين أتته الفتنه فقال معاذ الله فاعاذه الله عز و جل
فهذه سنة الله ماضية في كل من استعاذ به
في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يقتل حين يقتل وهو مؤمن.
فيرفع عنه الايمان فيخلى بينه و بين نفسه فيقع فى المعصية
قال رسول الله :إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظلة فإذا أقلع رجع ..... تحقيق الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 586 في صحيح الجامع
قال الله تعالى : ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ-
التوبة 118
فمن رحمته سبحانه انه لم يترك الله العباد هملا فقد شرع لهم التوبة ووفقههم اليها و اعانهم عليها رغم المعصية و لكن بشرطين
1-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،: ( إن الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه أحمد و الترمذيحسن عند الالباني
ما لم يغرغر أى ما لم يعاين رسل الموت عند الاحتضار
2 - وقال عليه الصلاة والسلام: - من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه - رواه مسلم
وقال عليه الصــــلاة والسلام : إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها - رواه مسلم.
و قد ورد ذكر الجهالة في اكثر من اية
قال الله تعالى : وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ -
الأنعام54
قال الله تعالى : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ-
النحل 119
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ..
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ.
لكم قلبى وروحى
عجمى
حبيبها انا