صفحة 1 من 6 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 51

الموضوع: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله

  1. #1
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله



    للإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي

    نسَبُه ومَوْلده :
    *********
    هو الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزَام، النووي نسبة إلى نوى، وهي قرية من قرى حَوْران في سورية، ثم الدمشقي الشافعي، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه.


    ولد النووي رحمه اللّه تعالى في المحرم 631 هـ في قرية نوى من أبوين صالحين، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك، وصادف أن مرَّ بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى الصبيانَ يُكرِهونه على اللعب وهو يهربُ منهم ويبكي لإِكراههم ويقرأ القرآن، فذهب إلى والده ونصحَه أن يفرّغه لطلب العلم، فاستجاب له.


    وفي سنة 649 هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكنَ المدرسة الرواحية، وهي ملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق.


    وفي عام 651 هـ حجَّ مع أبيه ثم رجع إلى دمشق.
    وأصل هذه الأحاديث في اختيارها على أنها جوامع كلم تدور عليها أمور الدين فمنها ما يتصل بالإخلاص ، ومنها ما هو في الإسلام وأركانه، ومنها ما هو في الإيمان وأركانه، ومنها ما هو في بيان الحلال والحرام ،

    ومنها هو في بيان الآداب العامة، ومنها ما هو في بيان بعض صفات الله جل وعلا وهكذا في موضوع الشريعة جميعاً، فهذه الأحاديث الأربعين وما زيد عليها فيها علم الدين كله، فما من مسألة من مسائل الدين إلا وهي موجودة في هذه الأحاديث من العقيدة أو من الفقه .


    فالعناية بها مهمة ..لأن في فهمها تفهم أصول الشريعة بعامة وقواعد الدين فإن منها الأحاديث التي تدور عليها الأحكام





  2. #2
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    رد: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله

    الحــــــديث الأول


    عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله

    صلى الله عليه وسلم ..يقـول:


    {إنـما الأعـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ ما نـوى، فمن كـانت هجرته إلى الله ورسولـه فهجرتـه إلى الله ورسـوله، ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه }.






    شـرح الحـــديث


    هذا الحديث أصل عظيم في أعمال القلوب؛ لأن النيات من أعمال القلوب،

    قال العلماء: ( وهذا الحديث نصف العبادات )؛ لأنه ميزان الأعمال الباطنة ..

    وحديث عائشة رضي الله عنها: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } ..

    يعتبر نصف الدين؛ لأنه ميزان الأعمال الظاهرة ..



    "هجرته إلى الله ورسولـه " : اي هاجر ابتغاء مرضاة الله .. وليس للرياء والسمعة ..او لاغراض دنيوية


    "فهجرته إلى الله ورسوله": قبولاً وجزاءً.


    "لدنيا يصيبها": لغرض دنيوي يريد تحصيله.


    فيستفاد من قول النبي : { إنما الأعمال بالنيات } أنه ما من عمل إلا وله نية؛ لأن كل إنسان عاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملاً بلا نية، حتى قال بعض العلماء:

    ( لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق )






    ومن فوائد هذا الحديث


    1- أن الإنسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي : { فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله }.


    2- أن من نوى عملاً صالحاً، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر قاهر، من مرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه.


    3- الأعمال لا تصح بلا نية صـالحة ، لأن النية بلا عمل.. يُثاب عليها، والعمل بلا نية.. هباء،


    ومثال النية في العمل كالروح في الجسد.

    فإن صلُحـت النـية.. صـلح العــمل.. والعـكـس صحـيح ..


    قال احد التابعين .." رُب عمــل صغــير كـبرته النـية "


    النــية محــلهـا القــلب .. ولا يُـشترط التلفظ بــهـا ..


    الفوائد

    من شرح شيخنا ابن عثيمين,, رحمه الله ,,

  3. #3
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    رد: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله

    الحــــــديث الـثـاني


    عن عمر رضي الله عنه أيضاً، قال: بينما نحن جلوس عـند رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثـر السفر، ولا يعـرفه منا أحـد، حتى جـلـس إلى النبي فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه، وقـال:



    ( يا محمد أخبرني عن الإسلام ).


    فقـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
    { الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأن محـمـداً رسـول الله، وتـقـيـم الصلاة، وتـؤتي الـزكاة، وتـصوم رمضان، وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبيلاً }.



    قال: ( صدقت )، فعجبنا له، يسأله ويصدقه؟ قال: ( فأخبرني عن الإيمان ).



    قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم::
    { أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره }.



    قال: ( صدقت ). قال: ( فأخبرني عن الإحسان ).



    قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
    { أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك }.



    قال: ( فأخبرني عن الساعة ).



    قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
    { ما المسؤول عنها بأعلم من السائل }.



    قال: ( فأخبرني عن أماراتها ).



    قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
    { أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان }.



    ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال:
    { يا عمر أتدري من السائل ؟ }.



    قلت: الله ورسوله أعلم.



    قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
    { فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم }.



    [رواه مسلم:8].








    شـرح الحــديث


    هنــا وضـح عليه الصلاة والــسلام .. بين الايمـان والاسـلام
    فالإيمـان عبـارة عن تصديق مـطلق ، وهو التصديق بالله ، وملائكته وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره .


    وأما الإسلام فهو عبارة عن فعل الواجبات، وهو الانقياد إلى عمل الظاهر .
    قد غاير الله تعالى بين الإيمان والإسلام كما في الحديث ، قال الله تعالى :
    { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤِْمُنوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا }
    [الحجرات :14].


    فـيكون التفريق بين الإسلام والإيمان، عند ذكرهما جميعاً فإنه يُفسر الإسلام كما قلنا بأعمال
    الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منها شاملاً للآخر
    فقوله تعالى: [ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ]
    [المائدة:3]
    وقوله: [ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً ]
    [آل عمران:85] .

    فالأسلام في هذه الحالة يشمل الإسلام والإيمان معا .


    قوله صلى الله عليه وسلم : (( الأحسان أن تعبد الله كأنك تراه ))



    الإحسان هو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه، وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل،
    فإن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية:
    أن يعبد الله عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبي :
    { فإن لم تكن تراه فإنه يراك } أي فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك.


    قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل )) .
    هذا الجواب على أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى الساعة؟
    بل علم الساعة مما استأثر الله تعالى به ،
    قال الله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة }
    [لقمان:34].


    الأمارات: جمع أمارة وهي العلامة. اي علامات الساعة واشراطها .


    وقسّم العلماء علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام:
    قسم مضى وقسم لا يزال يتجدد، وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماماً
    وهي الأشراط الكبرى العظمى , كنزول عيسى ابن مريم عليه السلام والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها.


    الأمة: هي المرأة المملوكة بملك اليمين، والتي أخذت في أسارى الحرب في المعركة؛ لأنه لا إماء إلا بقتال، أو متولدةً من أمة اي تكون امها من قبل أمة .


    ( ان تلد الأمة ربتها ): وقيل في بعض الروايات ربها اي سيدها والمعنى
    أن من أشراط الساعة أن تكثر السراري بين الناس حتى تلد المملوكة سيدتها أي تحمل من سيدها وتلد سيدتها؛ لأن بنت السيد سيدة وابن السيد سيد .



    ( وأن ترى الحفاة العراة العالة ، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )
    العالة هم الفقراء.
    والرعاء بكسر الراء: معناه أن أهل البادية وأشباهم من أهل الحاجة والفاقة يترقون في البنيان والدنيا تبسط لهم حتى يتباهوا في البنيان


    وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم )) ،
    فيه دليل على ان الإيمان ،و الإسلام ،و الإحسان ، تسمى كلها ديناً





    ومن فوائد هذا الحديث:


    أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر؛
    لأن جبريل عليه الصلاة
    والسلام طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد
    بياض الثياب لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد



  4. #4
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    رد: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله


    الحديث الثالث



    عن أبي عـبد الرحمن عبد الله بن عـمر بـن الخطاب رضي الله عـنهما، قـال:
    رسول الله يقـول:
    { بـني الإسـلام على خـمـس: شـهـادة أن لا إلـه إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيـتـاء الـزكـاة، وحـج البيت، وصـوم رمضان }.



    فــائدة مــهمة

    سؤال:
    ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى مع أنه ذكر في سياق حديث عمر بن خطاب
    ( الحديث الثاني )؟

    الجواب:

    الفائدة أنه لأهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من جهة ومن جهة أخرى
    أن في حديث عبدالله بن عمر التصريح بأن الإسلام بني على هذه الأركان الخمسة أما حديث عمر بن الخطاب فليس بهذه الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك، لأنه قال:
    { الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. } إلخ.



  5. #5
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    رد: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله



    الحديث الرابع




    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله
    - وهو الصادق المصدوق:

    { إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مـضغـةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويـؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار
    فـيـدخـلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها }.

    [رواه البخاري:3208، ومسلم:2643].


    شــرح الحــديث


    ( حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق ) الصادق في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قال عبدالله بن مسعود هذه المقدمة، لأن هذا من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بوحي فقال: { إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ... الخ }.


    ففي هذا الحديث من الفوائد..


    1- بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه، وأنه أربعة أطوار.

    الأول: طور النطفة أربعون يوماً ...

    والثاني: طور العلقة أربعون يوماً ...

    والثالث: طور المضغة أربعون يوماً ...

    والرابع: الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه..

    فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار.



    2- أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بأنه إنسان حي،

    وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة أشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه،

    لأنه لم يكن إنساناً بعد.


    3- أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي،

    فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر.


    4- أن للأرحام ملكاً موكلاً بها لقوله: { فيبعث إليه الملك } أي الملك الموكل بالأرحام.


    5- أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله .. شقي أم سعيد،

    ومنها بيان حكمة الله عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب لا يتقدم ولا يتأخر.


    6- أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة، لأن رسول الله أخبر

    { إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب

    فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }.


    وعلى أن الشخص لا يتكل على عمله ولا يعجب به لأنه لا يدري ما الخاتمة .

    وينبغي لكل أحد أن يسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة ويسعيذ بالله تعالى

    من سوء الخاتمة وشر العاقبة.


    7- أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهراً طويلاً

    ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره.


    ســؤال مهـم


    فإن قال قائل: ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار؟


    فالجواب: إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة

    إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلا فهو في الحقيقة

    ذو طوية خبيثة ونية فاسدة،

    فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك.

    وعلى هذا فيكون المراد بقوله: { حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع } قرب أجله لا قربه من الجنة بعمله.


  6. #6
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    رد: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله


    الحــــــديث الـخـامــس


    عن أم المؤمنين أم عبد الله عـائـشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله :
    { من أحدث في أمرنا هـذا مـا لـيـس مـنه فهـو رد }.
    [رواه الـبـخـاري:2697، ومسلم:1718 ].
    وفي رواية لمسلم : { مـن عـمـل عـمـلاً لـيـس عـلـيه أمـرنا فهـو رد }.




    شــرح الحــديـث

    هذا الحديث قال العلماء: إنه ميزان ظاهر الأعمال
    وحديث عمر الذي هو الحـديث الأول { إنما الأعمال بالنيات } ميزان باطن الأعمال،
    لأن العمل له نية وله صورة فالصورة هي ظاهر العمل والنية باطن العمل.


    أن من أحدث في هذا الأمر - أي الإسلام - ما ليس منه فهو مردود عليه ولو كان حسن النية، وينبني على هذه الفائدة أن جميع البدع مردودة على صاحبها ولو حسنت نيته.


    أن من عمل عملاً ولو كان أصله مشروعاً ولكن عمله على غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردوداً بناءً على الرواية الثانية في مسلم.


    وعلى هذا فمن باع بيعاً محرماً فبيعه باطل ,
    ومن صلى صلاة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلاته باطلة
    ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم جرا،
    لأن هذه كلها ليس عليها أمر الله ورسوله فتكون باطلة مردودة.


  7. #7
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    رد: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله


    الحــــــديث الـســادس

    عن أبي عبدالله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما، قـال: سمعـت رسـول الله يقول:

    { إن الحلال بيّن، وإن الحـرام بيّن، وبينهما أمـور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه، ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام، كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه،ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله، وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه، ألا وهي الـقـلب }.

    [رواه البخاري: 52، ومسلم: 1599].



    × شــرح الحــديـث ×



    قسّم النبي الأمور إلى ثلاثة أقسام:

    قسم حلال بيّن واضح لا اشتباه فيه، وقسم حرام بيّن لا اشتباه فيه،
    وهذان واضحان أما الحلال فحلال ولا يأثم الإنسان به، وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به.

    مثل الأول: حل بهيمة الأنعام ... ومثال الثاني: تحريم الخمر.

    أما القسم الثالث فهم الأمر المشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم من الحرام؟
    ويخفى حكمه على كثير من الناس، وإلا فهو معلوم عند آخرين.

    فهذا يقول الرسول الورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال:
    { فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه }

    فمـن اتقـى الشبهـات : أي ابتـعد عــنها
    استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله،
    واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون: فلان وقع في الحرام،
    حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه .





    ثم ضرب النبي مثلاً لذلك { بالراعي يرعى حول الحمى }
    أي حول الأرض المحمية التي لا ترعاها البهائم فتكون خضراء، لأنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها،
    { كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه }

    ثم قال عليه الصلاة والسلام:
    { ألا وأن لكل ملك حمى }
    يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئاً من الرياض التي يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير { ألا وإن حمى الله محارمه }
    أي ما حرمه على عباده فهو حماه، لأنه منعهم أن يقعوا فيه.

    ثم بين أن { في الجسد مضغة } يعني لحمة بقدر ما يمضغه الآكل
    إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله: { ألا وهي القلب }
    وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي ما في قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات.


    فــبيـن أن المدار في الصلاح والفساد على القلب
    وينبني على هذه الفائدة أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائماً وأبداً
    حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه.



    و أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن
    لقول النبي :
    { إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله }
    ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن.

  8. #8
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    رد: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله


    الحــــــديث الـســابـع


    عن أبـي رقــيـة تمـيم بن أوس الـداري رضي الله عنه، أن النبي قـال:
    { الـديـن النصيحة }.
    قلنا: لمن؟
    قال:
    {لله، ولـكـتـابـه، ولـرسـولـه، ولأ ئـمـة الـمـسـلـمـيـن وعــامـتهم }.
    [رواه مسلم:55].




    شــرح الحــديـث



    أهمية الحديث:

    هذا الحديث من جوامع الكَلِم التي اختص الله بها رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهو عبارة عن
    كلمات موجزة اشتملت على معانٍ كثيرة وفوائد جليلة، حتى إننا نجد سائر السنن وأحكام الشريعة
    أصولاً وفروعاً داخلةً تحته، ولذا قال العلماء:هذا الحديث عليه مدار الإسلام.


    حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين في النصيحة لقوله : { الدين النصيحة }.


    فالنصيحة لله عزوجل:
    هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره
    والإنابة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه.

    والنصيحة لكتابه:
    الإيمان بأنه كلام الله وأنه مشتمل على الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة
    وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع شئوننا. والمداومة على تلاوته وتدبر آيــاته ..

    والنصيحة للرسول :
    الإيمان به وأنه رسول الله إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره
    وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع ونحو عن دينه.

    والنصيحة لأئمة المسلمين:
    مناصحة حكام المسلمين ببيان الحق وعدم التشويش عليه
    والصبر على ما يحصل منهم من الأذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم
    ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع الأعداء ونحو ذلك.

    والنصيحة لعامة المسلمين:
    أي سائر المسلمين هي أيضاً بذلاً للنصيحة لهم بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف
    والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وما أشبه هذا، ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما يدخل
    في عامة المسلمين نفس الإنسان أن ينصح الإنسان نفسه.


    قال الفُضَيْل بن عِيَاض: ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنُّصْح للأمة.

    وقال ايـضـا: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يَهْتِك ويُعَيِّر.

  9. #9
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    رد: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله

    الحــــــديث الـثــامـــن

    عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قـال:
    { أُمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويـقـيـمـوا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛
    فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى }.


    [رواه البخاري:25، ومسلم: 22 ].


    شـــرح الحــديث



    الحديث عظيم جداً لاشتماله على المهمات من قواعد دين الإِسلام وهي:
    الشهادة مع التصديق الجازم بأنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة على الوجه المأمور به، ودفع الزكاة إلى مستحقيها.



    { أُمرت }: أي أمره الله عزوجل وأبهم الفاعل لأنه معلوم فإن الآمر والناهي هو الله تعالى.

    { أقاتل الناس حتى يشهدوا }
    هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى:

    قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ
    مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
    [التوبة:29].



    وكذلك السنة جاءت بأن الناس يقاتلون حتى يسلموا ويعطوا الجزية.

    " عصمو ا": حَفِظُوا ومنعوا

    " وحسابهم على الله ": حساب بواطنهم وصدق قلوبهم على الله تعالى، لأنه سبحانه هو المطلع على ما فيها.


    .
    .


    فـــوائد الحــديث


    1- وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا في دين الله أو يعطوا الجزية لهذا الحديث وللأدلة الأخرى التي ذكرناها.


    2- أن من امتنع عن دفع الزكاة فإنه يجوز قتاله ولهذا قاتل أبوبكر الذين امتنعوا عن الزكاة.

    3- أن الإنسان إذا دان الإسلام ظاهراً فإن باطنه يوكل إلى الله، ولهذا قال:
    { فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله }.

    4- " وحسابهم على الله " : فالله سبحانه وتعالى يعلم السرائر ويحاسب عليها،
    فإن كان مؤمناً صادقاً أدخله الجنة، وإن كان كاذباً مرائياً بإسلامه فإنه منافق في الدَّرْكِ الأسفل من النار.


    أما في الدنيا فإن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم التذكير،

    وفي البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد:
    " إني لم أؤمر أن أُنَقِّب عن قلوب الناس، ولا أَشُقّ بطونهم ".


  10. #10
    الصورة الرمزية حبيبها انا قبلك
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2011
    المشاركات
    478

    رد: الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله

    الحــــــديث الـتـــاســع






    عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله يقول:
    { ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم

    كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم }.

    [رواه البخاري:7288، ومسلم:1337].





    سبب ورود هذا الحديث



    ما رواه مسلم في صحيحة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه
    وسلم فقال : " أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجّوا ".
    فقال رجل : أَكُلَّ عام يا رسول الله ؟. فسكت،
    حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " لو قلتُ نعم لوجبت، ولما استطعتم ".
    ثم قال: " ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم،
    فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه ".
    وورد أن السائل هو الأقرع بن حابس رضي الله عنه.




    شـــرح الحــديث

    { ما } في قوله: { ما نهيتكم } وفي قوله: { ما أمرتكم } شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه
    اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئاً، لأن الاجتناب أسهل من الفعل كل يدركه،

    وأما المأمور فقال: { وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم } لأن المأمور فعل وقد يشق على
    الإنسان، ولذلك قيده النبي بقوله: { فأتوا منه ما استطعتم }.

    { فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم }

    المقصود بـ قبلكم .. اي الامم السابقة
    وكانت اليهود أشد في كثرة المسألة
    ولذلك لما قال لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم وهو موسى :
    { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } ماذا صار ؟
    جعلوا يسألون : { ما هي } ، { ما لونها } ، ما عملها ؟!!!

    و قوله : ( وكثرة مسائلهم ) : جمع مسألة ، وهي : ما يُسأل عنه.

    لقد بين الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، أن من أسباب هلاك الأمم
    وتلاشي قوتها واستحقاقها عذاب الاستئصال - أحياناً - امرين اثنين هما :


    1-كثرة السؤال والتكلف فيه..
    2-والاختلاف في الامور وعدم الالتزام بشرع الله .


    لقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عامة أن يكثروا عليه من الأسئلة،
    خشية أن يكون ذلك سبباً في إثقالهم بالتكاليف، وسداً لباب التنَطُّع والتكلف والاشتغال بما لا
    يعني، والسؤال عما لا نفع فيه إن لم تكن مضرة،

    إن السؤال على أنواع: مطلوب ومنهيٌّ عنه

    أ- أما المطلوب شرعاً، فهو على درجات:

    فرض عين على كل مسلم : بمعنى أنه لا يجوز لمسلم تركه والسكوت عنه،
    وهو السؤال عما يجهله من أمور الدين وأحكام الشرع، مما يجب عليه فعله ويطالَب بأدائه،
    كأحكام الطهارة والصلاة إذا بلغ، وأحكام الصوم إذا أدرك رمضان وكان صحيحاً مقيماً،ونحو ذلك مما يسأل عنه المكلف، وفي هذا يقول الله تعالى:
    {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
    وعليه حمل ما رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، من قوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

    فرض كفاية : بمعنى أنه لا يجب على كل مسلم، بل يكفي أن يقوم به بعضهم، وهو السؤال
    للتوسع في الفقه بالدين، ومعرفة أحكام الشرع وما يتعلق بها، لا للعمل وحده، بل ليكون هناك
    حَفَظَة لدين الله عز وجل، يقومون بالفتوى والقضاء، ويحملون لواء الدعوة إلى الله تعالى.
    وفي هذا يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ
    لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].

    مندوب: معنى أنه يستحب للمسلم أن يسأل عنه،
    وذلك مثل السؤال عن أعمال البِرِّ والقربات الزائدة عن الفرائض.

    ب- سؤال منهي عنه، وهو على درجات أيضاً:

    حرام: أي يأثم المكلف به، ومن ذلك:
    - السؤال عما أخفاه الله تعالى عن عباده ولم يُطلعهم عليه، كالسؤال عن وقت قيام الساعة،
    وعن سر القضاء والقدر، ونحو ذلك.

    - السؤال على وجه العبث والتعنت والاستهزاء.

    - سؤال المعجزات، وطلب خوارق العادات عناداً وتعنتاً، أو إزعاجاً وإرباكاً،
    كما كان يفعل المشركون وأهل الكتاب.

    - السؤال عما سكت عنه الشرع من الحلال والحرام، ولم يبين فيه طلباً أو نهياً،
    فإن السؤال عنه ربما كان سبباً للتكليف به مع التشديد فيه،
    فيترتب على ذلك وقوع المسلمين في حرج ومشقة، كان السائل سبباً فيها،
    وهذا في زمن نزول الوحي.


    والذي يتعين على المسلم أن يهتم به ويعتني هو:


    أن يبحث عما جاء عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم يجتهد في فهم ذلك والوقوف

    على معانيه، فإن كان من الأمور العلمية صدق به واعتقده، وإن كان من الأمور العملية بذل وسعه
    في الاجتهاد في فعل ما يستطيعه من الأوامر واجتناب ما ينهى عنه،
    فمن فعل ذلك حصل السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة

    :: فائدة ::

    من قوله صلى الله عليه وسلم: (فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم...)

    قال ابن وهب: سمعت مالكاً يكره الجواب في كثرة المسائل..

    وقال: قال الله عز وجل:

    (( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ))

    فلم يأته في ذلك جواب.

    وكان مالك يكره المجادلة عن السنن أيضاً..

    قال الهيثم بن جميل: قلت لمالك: يا أبا عبدالله الرجل يكون عالماً بالسنن يجادل عنها؟

    قال لا ولكن يخبر بالسنة،فإن قبلت من وإلا سكت

    قال إسحاق بن عيسى : كان مالك يقول:

    المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب الرجل.

    وقال ابن وهب:سمعت مالكً يقول:

    المراء والجدال في العلم يقسي القلب ويورث الضغن..


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML