ذلـــك
يعتمد فمن يكدس أمواله في البنوك لأجل الحصول على الجوائز التي تضعها البنوك التجارية
أو لأجل الفوائد الربويه وأهله جياع ولا ينفق عليه وعلى نفسه إلا الشيء اليسير هو ظالم لنفسه
ومن يعمل ويكد ليل نهار وقد وهبه الله من المال , ولا يعلم بما يدور في بيته من تغييرات سواء
على مستوى الزوجه أو الأبناء , وحين ينشد أبنائه وجوده يقول لهم إنني اتعب وأشقى لأجلكم
ولذلك لا تروني في البيت هو ظالم لنفسه ولأهله , ومن يصرف أمواله في الملاهي والقمار وشرب الخمر وما شابه ذلك هو ظالم لنفسه , فأي سعاده تغمر ذلك البيت في ظل غياب صاحبه , أذكر قصة قرأتها
ذات مره عن طفل لا يرى والده إلا نادرا وفي كل يوم يعطيه ريال وعندما قال له إبنه إننا نريدك بجانبنا قال الأب إنني اجمع الأموال هذه لأجلكم , فقال له الطفل أريدك بجانبي ولو يوم واحد فقال الأب إن هذا اليوم الذي أقضيه بجانبك أخسر فيها 100 ريال فسكت الأبن وفي يوم من الأيام أعطى الأب إبنه المبلغ المعتاد فرفض الإبن وقال للأب أنت في كل يوم لا تجلس فيه معنا تخسر 100 ريال وهاهي حصالتي قد جمعت لك فيها 100 ريال من مصروفي .... خذها يا أبي .... خذها ... وكن معنا في هذا اليوم .
يعني الأسره اللي ما يكون هم صاحبها إلا جمع المال وحرمان أهله منه كيف تصبح؟
وكذلك الأسره التي يقضي صاحب المنزل في تجوال دائم لشؤن الفسق والفساد , والأسرة التي يحصل الطفل فيها على مبلغ كبير من المال يوميا ترى كيف تكون أحوالها في المستقبل , ألا يشب الطفل فيها على الدلال والضياع , وعلى النقيض من ذلك فالمال في أيدي الصنف الآخر من البشر هو أمانه يراعى حق الله فيها , فلا يصرف مبلغ إلا في مكانه الصحيح وليس ذلك من البخل غذا ما تم أيداع الأموال بشكل صحيح فلا إسراف ولا شح , وإنما هي نظرة لمال يجب أن يجلب السعاده إذا ما إستخدمناه بشكل صحيح , والكاتب عمرو أديب يعبر من خلال مقاله عن قناعته الشخصيه بما يدور في ذهنه ولربما سبل العيش قد لعبت دورا في طريقة تفكيره الدنيويه
فالأخلاق والسماحة وكل الصفات النبيله هي عامل دفع لإرتقاء البشر ولو كان تفكيرنا كتفكير الكاتب عمرو أديب لأصبحت حياتنا مادية مائة بالمائة لا نصافح شخصا إلا لأجل مصلحة و لا نزور مريضا إلا لمصلحة , لا نتزوج إلا لمصلحة وكأن المال يجري في عروقنا مجرى الدم فكل شيء بحساب , وإلا ماذا نتوقع غير ذلك في ظل غياب الأخلاق والوازع الديني .
إن المال يا أصدقائي لا يغير في نفس الإنسان من شيء إلا إذا كان ذو طبيعة مادية ولن نراه بالشكل الصحيح , فالنفوس مثل المعادن وكما يقال ليس كل ما يلمع ذهبا , وهناك من الذهب من يملؤه الغبار ولا تعرفه إن كان ذهبا أم لا إلا إذا نفضت الغبار عنه , إذا صاحب المعدن الأصيل سيظل أصيلا ولا تغيره الأموال ...... والأموال تكشف قناع الشخص فتعرفه وتحكم عليه من خلال تصرفه في أمواله ... هل يزكي ... هل يتصدق ... هل أعطى أهل بيته حقوقهم ووووووووو...؟
أخي النادر :
بارك الله فيك وجعل سائر أعمالك في ميزان حسناتك .