الموضوع: صومعة النسيان

صومعة النسيان
يكتحل الجو من الظلام الدامس و كأنه عين تحول بصرها إلى بقعة تتوارى خلف الظلام ثم تبددة بضوء خافت يملأها وقع أقدام مسرعة، ونشيج بكاء وصوت متهدج موسيقى وقطرات ندى مشحون بها الهواء ومثقل ولا نعلم أين وطنها ؟
حضرت تحمل أنهارا من انهار دموعها أنها لم تأكل منذ سنوات يتضح ذلك من نحول جسدها !!!
توقفت في هذة البقعة هاربة من الوطن الذي ضاق بها ذرعاً فلم يعد يحتملها عبرت كل الشواطئ و المحيطات و اليابسة تركت خلفها العالم لأنها لم تر ترحيبا يحفل بها تحت البحار لا يوجد هناك مكان لتستنشق الأوكسجين و لا خارجة تبكي بحرارة حارقة تصرخ في وجهة الزمن الذي كشر أنيابه في وجهها و اجبرها على الصمت طويلا ً
والصراخ بدون أصوات هنا تبكي هنا تصرخ هنا تتساقط الدموع حتى تكاثفت و غرقت بها تحاول السباحة تصرخ محاولة النجاة ولكن للأسف برغم أجادتها السباحة لم تستطيع دموعها أكبر من مجرد نهر أو بحر أو محيط تتشبث بالحياة التي سحبت يداها ولم تحاول استعادتها لإنقاذها هي الدموع التي حملتها منذ الولادة تحاول جاهدة إغراقها
يا للعجب !
شئ يخرج من نفسها ويقتلها، عم الصمت، ذابت الأصوات، دب الصمت في جسدها لم يعد يتحرك...
وكذا قلبها و انقطعت أنفاسها طفت على سطح الدموع تثاقلت مع الأيام وتحللت العظام وذابت في أعماق التربة تناقصت الدموع تدريجيا ً و كأنها سراب جفت وتلاشت الأضواء حل الظلام و امتلأت اللوحة باللون الأسود...
سألته: س – هل هذه قصتك ؟
أجاب:ج ــ كلا بل لوحتي............