الأقواس
أجلس على الكرسي و البخار يتصاعد من كوب القهوة
وبعد أن ارتشفت قهوتي تسمرت قدماي عند النافذة أتأمل المساء و الظلمة الكاحلة وتلك القناديل المعلقة على الجدران و كأنها شقوق تعبث بها الرياح أشباح من الضوء تتمايل و تتطاول و تضمحل شيء ما أقتحم تلك النظرات القصيرة فتاة خرجت من المبنى المقابل افترست كل اللحظات السابقة فتاة تكاد تكون غريبة مغلقة العينين و ممدودة اليدين تسير و كأنها تعرف كل ركن دون اصطدام دفعتني الدهشة للحاق بها و بخطى صامتة تبعتها سيراً على الأصابع وبين الفينه و الأخرى أسند ظهري على أحد الجدران أختفي خوفاً من أن أثير الانتباه سارت مسافات طويلة حتى خرجت من المدينة وصلت بعدها إلى أماكن شاسعة تخلو من المباني و البشرية مملؤه بالأشجار تابعت سيرها إلى أن توقفت فجاءة إلى أنها أحست بأن شخصاً ما يلا حقها و أمتلك قلبي خوفاً و غرق به تجمدت أطرافي حتى جلست و فتحت كتاب دفعت بالورقة الأخيرة تصك به كل الأوراق الأخرى حتى هدئت تلك الأوراق المتطايرة إلقت بالكتاب و تابعت المسير وعلى أثر أقدامها وصلت للكتاب الملقى أمسكتة بكلتا يدي أثارني هدوءه فتحتة و إذا بأقواس تدور وتتطاير في الهواء تنبعث منها حروف متطايرة لم أستطع أن أفهم أي شيء منها طارت بالهواء ورحلت بعيداً ألقيت بالكتاب حاولت أن أتبع أثر خطواتها ولكني لم أجد طريقاً يرشدني أليها تبدل لون الكتاب و تأكلت الأوراق وبين دفتي الكتاب خرجت يد تتشبث بأي شيء محاولة الخروج فخرجت تلك الفتاة ممدودة اليدين و مغلقة عينيها ملئت بخروجها قلبي رعباً و كأنها بطلت رواية أماتها الكاتب فأحيت نفسها اقتربت مني ولمست بكلماتها كوامن الشعور أحست بمدى معاناتي أختارتني بطلة أخرى في روايتها فليس من المنطق أن تموت لأعيش أنا هذه حال الروايات لقصر نفس الكاتب يستخدم أسهل طريقة لتهميش الأدوار الموت سبيلاً للخلاص من الأبطال شفتاها تتسأ ل ؟ ما أقصر عمري حينما أكون تحت رحمة القلم }وبنظره عميقة{ أشعر في دواخلك اندهاش و خوف متلاحق كفي عن ذلك إلى متى سيعيش الخوف داخلك ؟؟؟ أن كنتِ تسألين عني فعلمي أني لست نائمة بل أفقد أحدى الحواس الخمس و الحب أعمى كما تعلمين ، سأعود لكتابي و أعيش بطله تحتفظ بتاريخها الأوراق و تحتفظ بسنوات عمري صفحات الكتاب سأعود لأدفن داخل كتابك و الكتاب قلبك فلن تستطيعين أن تتحرري من أبطالك الذين يسكنون توابيت أعماقك سأعود للموت و سأدعك مع الحياة فلا تتجاهلين مشاعرك سقطت داخل فتحت الكتاب و أغلق الكتاب نفسة و أقتحم داخلي بدئت أسير بخطى متثاقلة أقف عند الشاطئ في الهزيع الأخير من الليل و البحر أسود و القمر سفينة فضية تتمايل شيء ما أستوقفني و هزني من أعماق النفس رأيته في الحقيقة و جهاً من نسيان الحياة تكاملت ملامحة في أعماق البدر تجاهلته و ظليت اسير و أجر الخطئ خلفي و آثار الخطوات تلاحقني حتى أصبحت تائهة في مجاهل الحياة ...............

:o :n32: