النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: رواية: شجرة الموز

  1. #1
    الصورة الرمزية الهام بدوي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2010
    المشاركات
    64

    رواية: شجرة الموز

    قطة صغيرة


    كانت ديمة طفلة خجولة جدا ،رغم ذلك فقد كانت تتميز بعناد شديد ،،عنادها ذلك يجعلها تشعر أنها شخص قوي بصمته وعدم الكلام والتعليق،أمها ناديا كانت تعرف ذلك ،وتمعن في إذلالها (أو هكذا كان يخيل لديمة )وتقول :البنت إن كسرت لها ضلعا طلع لها أربع وعشرون ضلعا .
    أما شقيقها الكبير رائد فهو المفضل عند الأم، وأول قطوف أمومتها ،م تنس ناديا أبدا أن حماتها لم تكن تريدها زوجة لإبنها ،تتذكر جيدا نظرات حماتها عندما جاءت لخطبتهم ، جلست بوقارها الشديد ، وقد ارتدت جلبابا أسود، في غاية الاناقة ، من حرارة جو شهر تموز ، ازدادت حمرة وجنتيها ، كان المنزل في غاية النظافة رغم بساطته، فناديا واهلها يسكنون في شقة بسيطة بالمزرعة ، اما حماتها أو الزائرة المبجلة فقد كانت شقتهم أكبر بكثير وواسعة جدا وقريبة من مبنى الجامعة العربية كلية الهندسة ،
    اخذ قلب ناديا يدق نظرت لوجهها في المرآة جيدا ، تبسمت ، نظرت لأسنانها ، كانت شديدة البياض ، زمت شفتيها تاكدت من لون الشفاه الزهري الجميل، نظرت لشعرها بدى في غاية الجمال ، أسود ناعم مسترسل بشكل يغري ، ضحكت ناديا ، أو يغري ، ساغري حماة المستقبل به ، تأكدت من مكياج عينيها البسيط وكحلتها السوداء التي أضفت عمقا على عينيها البنيتين الغامقتين ، ضحكت بسخرية ، أو عيون زرقاء خضراء هذه هي أسرة عمر، وكذلك عيون امه وشقيقاته ، ضحكت عيون ملونة أو مثل عيون القطط، ارتاحت للوضف الساخر، ضحكت ، دق قلبها بعنف، لكن عيون عمر خضراء، حسنا حسنا درجة اخضرار عيون عمر تختلف عنبقية أسرته ، ثم إن بشرة وجهه صارت تميل إلى الإسمرار بعد العمل بالخليج إنه مختلف عنهم ، إقتربت منها شقيقتها الكبرى ، ، ناديا ما بك ؟هيا القهوة بردت، ضحكت أو باردة مثل حماتي، نظرت إليها اختها باستغراب ، وزمت شفتيها بقسوة واصدرت همهمة معترضة وقالت هيا بسرعة ،ضحكت ناديا بدلال، رفعت غرتها بيدها ،بدت كفتاة لعوب ،.
    دخلت الغرفة، بثقة كبيرة اقتربت من حماة المستقبل بكل ثقة ، نظرت لعينيها وبدلال واضح وصوت عذب، تفضلي ، ثم انتقلت لوالدتها ، جلست بكل غنج، وضعت رجلا على لاجل، رفعت بيدها غرتها المسترسلة، نزلت الغرة مرة أخرى ، كفت عن مداعبة شعرها ، نظرت لها حماتها وتنهدت .
    فهي سمراء جدا وقصيرة القامةو عمر أبيض مشرب بحمرة ،وطويل القامة، وذو حضور آخاذ ،،كيف يتزوج تلك النادية ؟ شعرت الحماة بقهر شديد ؟ لا يوجد بك أي صفة تغريني كأم لخطبتك؟ كانت الحماة تحدث نفسها (إني اعرف أسرتهم منذ سنوات ، من أيام الهجرة من فلسطين ، كانت أمها تزورنا دائما ،بينهما عشرة سنوات، لكن أرجوك بلا نسب، هكذا قالت لولدها عمر حين أبدى رغبته بالزواج منها ،هناك العديد من فتيات العائلة الجامعيات، المناسبات، عمر درس في مدارس المقاصد الإسلامية ،فنال المنحة تلو المنحة وجاءت المنحة الأساسية في الجامعة الأمريكية ،فهو محط أنظار فتيات العائلة وجاء اختياره لناديا كالصدمة ،فتاة عادية ،أتمت مرحلة البكالوريا ،عملت فترة كوافيرة نسائية في صالون بالشرقية ،وقد شاهدها مرة تلو الأخرى وهي تذهب لعملها هناك ،وهو صديق لأشقائها سامر ونادر اللذان يدرسان في مصر ،وشقيقها محمود الذي يهوى الفن والتمثيل ،ويعرف كل أخبارمغامراته بمصر ،وكيف بذر وأضاع مبلغ ما كسبه في ورقة اليانصيب ،والذي يتجاوز العشرة آلاف دولار في مصرو ايطاليا ،بحثا عن الشهرة !!وفي كل مرة كان يسهر ليلا في منزلهم من اجل ذلك فقط ؟كانت الأم كثيرا ما تسأل نفسها عن سر العلاقة بين ابنها عمر وعائلة ناديا ؟؟ هذا هو السر؟؟
    سألته أمه معترضة بشدة أنت صديق لإخوانها لا أكثر ولا أقل، أرجوك لا أريدها كنة لي !!ثم إن سلوك أشقائها معيب ، ولا يناسب تقاليد العائلة، إنهم عائلة منفتحة بعض الشئ،
    أصر عمر قائلا أنه يراها أجمل من كل نساء العالم الشقراوات ! وأن سنحة السمار تلك التي في وجهها تعادل كل شقراوات عائلته . سكتت الأسرة و الشقيقات على مضض فما باليد حيلة؟؟لكن ناديا لم تكن لتغفر لهم تلك الزلة القاتلة .
    واستقرت بهما الحال في الغربة بالرياض فكان رائد أول قطاف الحب ،أسمر كوالدته يحمل عينيها و أنفها الصغير ،وشعرها الناعم المسترسل كالحرير الذي عشقه عمر من أول نظرة !!وشعرت هي بسرور شديد، لقد ثبتت طابع أسرتها في أسرة زوجها !!وهاهو ذلك الطفل الأسمر الجميل يرفع رأسها عاليا فحماتها تحب الصبيان بشكل غير طبيعي،
    ثم ما لبثت أن أنجبت ديمة، بيضاء مشربة بحمرة كوالدها و حماتها ،نفس الشفتين المكنزتين ونفس تقاطيع الوجه قالت حماتها أوه إنها لنا يا لجمالهاالأخاذ .وكأن حربا صامتة باردة بين المرأتين ، من يدفع تكاليف الحرب ، اعتقدت ديمة ان عليها أن تقف بجوار أمها ولم تكن تهتم كثيرا لحب جدتها المبالغ فيه امام والدتها ، كانت الجدة صادقة في مشاعرها ، وكذلك ناديا، ولكن ديمة ، تلك الفتاة الضائعة كلما جاءت الإجازة الصيفية إزداد حب امها لرائد ، وبالمثل إزداد اهتمام جدتها بها ، ديمة تقول لنفسها أرجوك أمي أنا أحبك أيضا ، لم تتخلين عني بمجرد وصولنا منزل جدتي، او هكذا كانت تشعر، من احب أكثر جدتي أم أمي، سؤال غبي تظل تطرحه ديما على نفسها ؟ من ؟ طبعا أيتها الغبية امك!!كان ذلك جواب رائد عندما استعانت به !!
    فعلا ديمة كانت تعشق والدتها ،أكثر من أي شيءآخر!! تلتصق بأمها في منزل جدتها في بيروت ، ما تلبث ناديا أن تمسكها وتجلسها بجوارها ،وتحرص على أن يجلس رائد في حضنها .
    تنظر ديمة لذلك الحضن الحلم!! كالقطة الأليفة ،و تظل تمسح بفخذ أمها فتقول لها أمها ،كفي يا ديمة !!فتقوم بقرص رائد في فخذه عله يقوم ،فما يكون منه إلاأن يشد شعرها بهدوء ،فترتد يدها عنه و،تكتفي بدفء الجوار مع أمها !!
    كبرت ديمة ،وصارت تفهم أن أمها تحب شقيقها بشكل جنوني ،لأنه ولد هذا ما اعتقدته ،،وزاد الطين بلة أنها انجبت عقب ديمة فتاتين بنفس المواصفات ،!وكأنهن أبناء ذلك الزوج العاشق ، فلم يبق في المنزل،،إلا هي ورائد كأقارب ،
    والأطراف الأخرى الأعداء السريين !
    ! هيا يا ديمة،، أحضري قميص أخوك!!هل نظفت غرفته!1ماذا تريد يا حبيبي أن نطبخ اليوم ؟ملوخية ورق لأنك تحبها ،لالا داعي للفاصولياء أعرف أنك تكرهها ،حسنا صنعت لك الكيكة التي تحب بالشكولاته البيضاء،، أو أعلم أنك تكره الشوكولا الداكنة! تعبت ديمة ودانة و دينا من محاولات جذب انتباه الأم و استسلمت الصغيرتان ،المشكلة في ديمة!!
    .كبرت ديمة وكبر الحزن في عينيها وقلبها. وفي يوم من الأيام شعرت بألم شديد في بطنها ذهبت للحمام ؟؟ما هذا ؟؟ يا إلهي هذا ما درست عنه في حصة الفقه ؟

  2. #2
    الصورة الرمزية الهام بدوي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2010
    المشاركات
    64

    Cool رد: رواية: شجرة الموز

    همهمة وتمتمة بنات
    خرجت من الحمام مسرعة كلمت صديقتها مها بصوت منخفض جدا ،نعم نعم كما أقول لك ،كان صوت ديمة يرتجف ودموعها تتساقط وبدى وجهها محتقنا،ماذا؟ لن أخبر أمي طبعا ؟؟لماذا؟؟أخاف أن توبخني ؟ماذا؟أنت لا تعرفي أمي يامها ؟؟سوف تحزن وتغضب؟أمك تختلف عن أمي ؟؟ماذا باركت لك وقبلتك أخشى ما أخشاه أن تضربني ولا تكلمني لالالا لن أخبرها تبكي بشدةطبعا لن أخبرها والآن قولي لي ماذا أفعل؟؟كيف أتصرف أشعر أني ضائعة مشتتة والخوف يقتلني!حسنا ؟ماذا أيضا ؟حسنا شكرا لك شكرا لك يامها لا أعرف ما الذي سأفعله من دونك؟
    دخلت الام في تلك اللحظة :ماهذه الهمهمات والسخافات مع من كنت تكلمين ؟؟عرفت عرفت رغم صوتك المنخفض! سقط قلب ديمة بين أضلعها عرفت يا ماما عرفت ؟؟وبدأت عيناها تنظران لأمها بخوف وطلب الرحمة ! ردت الأم:طبعا صديقتك الثرثارة مها كم أكرهها كل أسرارك معها يا لك من غبية أسمعي جيدا ،وبدأ قلب ديمة يدق بعنف اكثر يا إلهي لقد عرفت أمي أسراري يا إلهي ،أعقبت الأم:اسمعي يا ديمة لن أسمح لك بالكلام معها مرة اخرى أفهمت ؟؟؟ تعرفين أني أكره ذلك هيا بسرعة واصنعي لأخيك كأسا من عصير البرتقال الطازج بسرعة؟؟ توجهت للمطبخ تجر آلامها و أنوثتها الجديدة !!هي تحتاج من يعمل لها كأس العصير! قامت بعصر حبات البرتقال وكأها تعصر ذلها و تصهره وتمنت لوأنها تستطيع أن تعصر ألمها و تزيل الخوف الذي يعشعش في قلبها وينسج خيوطا واهية لكنها تخنقها!والأدهى من ذلك نظرات رائد نحوها!!كيف يستمتع بإذلالها وينتشي من منظر والدتها وهي تأمرها بخدمته !!!ليتها تتخلص من ذلك كله كما تقبض بيديها على تلك البرتقالة اللعينة التي تعصرها من أجله!! ليتها تتخلص من ذلك الحقد الدفين نحو أمها كما تعصر تلك البرتقالة بكل جرأة وشجاعة!! صارت تضغط أكثر وأكثر وشعرت برائحة السبيرتو يخرج من قشرة البرتقال أوو أيتها البرتقالة ليت قلبي مثلك فأتخلص من ذلك الماء الآسن الراكد في قلبي المرهق الصغير!!! و الذي بدأ يضغط على بقية أعضائها فكأن نارا توقد في أحشائها إنطفئي أيتها النار ،،،،ابرد أيها القهر أرجوك !!صبت العصير في الكأس وقدمته لأخيها ووالدتها ؟؟ سألتها ؟؟ مابك ؟؟ لم لونك متغير ؟؟ هيا اذهبي للحمام واغسلي وجهك جيدا !!خافت ديمة هل تعلم أمي؟؟هل قالت لها العصفورة كما كانت تقول لنا ونحن صغارا ولكن كيف؟؟عصفورة تلك الشجرة الملعونة أمام منزلنا كم أكرهك أيتها الشجرة وأكره عصافيرك التي لا تكف عن الثرثرة أو الزقزقة والتغريد كما يعلمونا بالمدارس ؟هل يعقل لالا ما هذه الترهات التي أفكر بها !!
    توجهت بسرعة للحمام وكأنه الملاذ الآمن ! كأنه أمها الحنون؟؟ بدأت تبكي و خرجت منها شهقة مكتومة شدت على أسنانها وبدأ تشهق و تبكي ودموعها تنهال على خديها بغزارة ك ؟؟ تمالكي نفسك ديمة كوني قوية !!! لقد أصبحت مثل صديقتي سارة وعلياءومها وكل الشلة كانت في الثالثة عشر من عمرها ؟؟ ؟؟ لالالا لن أخبر أمي هذه هو ردي على حبك وتحيزك لرائد لن أخبرك أسراري !!خبأت أنوثتها و غطتها وقررت الصمت . ،، في المساء جاء والدها احتضنته طويلا ربت على شعرها الأشقر المموج بكل حنان قائلا: أوو يا ديمة أشعر أنك أصبحت كبيرة وصبية يافعة!!
    خافت دق قلبها بقوة حتى كاد أن يخرج من أضلاعها؟؟ ماذا صبية؟؟ رد ضاحكا :أو أقصد لقد صرت أطول ،،،انظري وأشار إلى ما تصل إليه عند احتضانه إياها كنت تصلين الى وسطي فقط !!!وبدأ يضحك يبدو أنك ستكونين طويلة ورشيقة مثل جدتك؟؟ ردت ناديا حسنا حسنا هيا دعك من هذا الكلام وتعال انظر إلى شهادة رائد الرائعة لديه مشلكة صغير ةفي الرياضيات لكنه حصل على امتياز تعال .
    تنفست ديمة الصعداء،ا خفت كثيرا ،من أخبره بأمري كيف عرف؟ الحمد الله .
    بدأت بإعداد طعام العشاء واجتمعت الأسرة كلها لم تأكل ديمة كثيرا !!! لم تعلق ناديا !! عليك الذهاب غدا لمدرسة رائد من أجل الكلام مع أستاذ الرياضيات ؟؟ أعقبت ديمة لقد أحضرت شهادتي حصلت على ممتاز ردت الأم رأيتها رأيتها مبروك .
    رد الأب بفرح أو رائع .
    علقت ناديا: مناهج الأولاد أصعب من مناهج البنات و مدرسات البنات أكثر مهارة يا إلهي كل صديقاتي يقلن ذلك هند ومنى أولادهم مع رائد.
    بعد حوالي سنة كاملة استمرت ديمة بإخفاء الخبر لكنها صارت أكثر احترافا وواقعية سألتها أمها ذات مساء ذهبت عدة مرات للحمام ؟ هل هذا القرف جاءك؟؟
    ماذا أحمر وجهها و،تدفقت الدماء لرأسها بقوة وأحست أنها تغلي ،تلعثمت قليلا شعرت أن حلقها جاف قرف ؟؟ردت: أي قرف؟؟
    الأم: لا تعرفين أي قرف؟؟ قرف البنات ؟؟ واضح أنك صرت إمرأة ،،،حسنا أهم شيء الطهارة إياك أن تلمسي شيئا قبل التأكد من الطهارة هل فهمت جيدا وقامت وتوجهت لغرفتها بحركة سريعة .
    سكتت ديمة وقفت مذهولة طهارة ؟؟قرف؟؟ وشعرت أن عقلها يرفض التفكير أعلن الإستسلام أم الإضراب لا تعرف! مذهولة هي فقط!
    مقهورة مذهولة ؟؟ مذلولة؟؟تمنت لو أن الأرض تنشق وتبلعها في تلك اللحظة !!ما هذا قرف ماذا تعني بذلك ؟؟هل أصبحت الآن فتاة مقرفة يا إلهي لن أستسلم لحقد أمي وكراهيتها لي!!
    عزمت ديمة على تغير كل شيء في حياتها صارت تهتم بأنوثتها و شعرها و ملابسها لكنها تصر على الصمت فلا كلام مع والدتها أبدا بل همهمات ،،،نعم حسنا حاضر وبدأت تلفت انتباه صديقات أمها ،،فكل نساء العالم العربي يعشقن الفتاة البيضاء !!حسنا والسمراء من يخطبها ،هكذا كانت تداعبها زميلاتها بالمدرسةترد صديقتها رنا:السمراء يخطبها سيد الشباب وأزينهن !!إن الجدران لونها بيضاء عزيزتي!
    لم ترد ديمة ،كانت تكره لونها الأبيض ، تتمنى لو أنها سمراء مثل شقيقها رائد ، حتى تنال حب والدتها !!كثيرا ما كانت تجلس في باحة المدرسة ليصبح لونها أسمرا فيزاداد إحمرار وجنتيها !كم ضحكت عندما تغزلت صديقات والدتها من بياض بشرتها ،تقول في سرها ( اللي بعرف بعرف واللي ما بعرف بيقول كف عدس كما تقول جدتي !!)
    رغب عمر بالهجرة إلى أمريكا ،وقدم أوراقه فعلا وجاءه القبول ،وحصل فعلا على الجرين كارد ، كانت فرحة ناديا لا تقدر بثمن، وأخير أميركا هانحن قادمون !!الفرح و الخوف والدهشة هو ما اعترى ديمة ورائد و دينا ودانة فهناك حياة جديدة تنتظرهم هل ستكون مثل مسلسلات التلفاز ؟؟الأمريكية توافدت زميلات الأم لوداع الأسرة ووداع عمر، الذي بدا كأنه امتلك العالم بيديه وبدأت رحلة الهجرة إلى أمريكا ،،،،،،،،،،،،يتبع






    </b></i>

  3. #3
    الصورة الرمزية الهام بدوي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2010
    المشاركات
    64

    رد: رواية: شجرة الموز

    همهمة وتمتمة بنات
    خرجت من الحمام مسرعة كلمت صديقتها مها بصوت منخفض جدا ،نعم نعم كما أقول لك ،كان صوت ديمة يرتجف ودموعها تتساقط وبدى وجهها محتقنا،ماذا؟ لن أخبر أمي طبعا ؟؟لماذا؟؟أخاف أن توبخني ؟ماذا؟أنت لا تعرفي أمي يامها ؟؟سوف تحزن وتغضب؟أمك تختلف عن أمي ؟؟ماذا باركت لك وقبلتك أخشى ما أخشاه أن تضربني ولا تكلمني لالالا لن أخبرها تبكي بشدةطبعا لن أخبرها والآن قولي لي ماذا أفعل؟؟كيف أتصرف أشعر أني ضائعة مشتتة والخوف يقتلني!حسنا ؟ماذا أيضا ؟حسنا شكرا لك شكرا لك يامها لا أعرف ما الذي سأفعله من دونك؟
    دخلت الام في تلك اللحظة :ماهذه الهمهمات والسخافات مع من كنت تكلمين ؟؟عرفت عرفت رغم صوتك المنخفض! سقط قلب ديمة بين أضلعها عرفت يا ماما عرفت ؟؟وبدأت عيناها تنظران لأمها بخوف وطلب الرحمة ! ردت الأم:طبعا صديقتك الثرثارة مها كم أكرهها كل أسرارك معها يا لك من غبية أسمعي جيدا ،وبدأ قلب ديمة يدق بعنف اكثر يا إلهي لقد عرفت أمي أسراري يا إلهي ،أعقبت الأم:اسمعي يا ديمة لن أسمح لك بالكلام معها مرة اخرى أفهمت ؟؟؟ تعرفين أني أكره ذلك هيا بسرعة واصنعي لأخيك كأسا من عصير البرتقال الطازج بسرعة؟؟ توجهت للمطبخ تجر آلامها و أنوثتها الجديدة !!هي تحتاج من يعمل لها كأس العصير! قامت بعصر حبات البرتقال وكأها تعصر ذلها و تصهره وتمنت لوأنها تستطيع أن تعصر ألمها و تزيل الخوف الذي يعشعش في قلبها وينسج خيوطا واهية لكنها تخنقها!والأدهى من ذلك نظرات رائد نحوها!!كيف يستمتع بإذلالها وينتشي من منظر والدتها وهي تأمرها بخدمته !!!ليتها تتخلص من ذلك كله كما تقبض بيديها على تلك البرتقالة اللعينة التي تعصرها من أجله!! ليتها تتخلص من ذلك الحقد الدفين نحو أمها كما تعصر تلك البرتقالة بكل جرأة وشجاعة!! صارت تضغط أكثر وأكثر وشعرت برائحة السبيرتو يخرج من قشرة البرتقال أوو أيتها البرتقالة ليت قلبي مثلك فأتخلص من ذلك الماء الآسن الراكد في قلبي المرهق الصغير!!! و الذي بدأ يضغط على بقية أعضائها فكأن نارا توقد في أحشائها إنطفئي أيتها النار ،،،،ابرد أيها القهر أرجوك !!صبت العصير في الكأس وقدمته لأخيها ووالدتها ؟؟ سألتها ؟؟ مابك ؟؟ لم لونك متغير ؟؟ هيا اذهبي للحمام واغسلي وجهك جيدا !!خافت ديمة هل تعلم أمي؟؟هل قالت لها العصفورة كما كانت تقول لنا ونحن صغارا ولكن كيف؟؟عصفورة تلك الشجرة الملعونة أمام منزلنا كم أكرهك أيتها الشجرة وأكره عصافيرك التي لا تكف عن الثرثرة أو الزقزقة والتغريد كما يعلمونا بالمدارس ؟هل يعقل لالا ما هذه الترهات التي أفكر بها !!
    توجهت بسرعة للحمام وكأنه الملاذ الآمن ! كأنه أمها الحنون؟؟ بدأت تبكي و خرجت منها شهقة مكتومة شدت على أسنانها وبدأ تشهق و تبكي ودموعها تنهال على خديها بغزارة ك ؟؟ تمالكي نفسك ديمة كوني قوية !!! لقد أصبحت مثل صديقتي سارة وعلياءومها وكل الشلة كانت في الثالثة عشر من عمرها ؟؟ ؟؟ لالالا لن أخبر أمي هذه هو ردي على حبك وتحيزك لرائد لن أخبرك أسراري !!خبأت أنوثتها و غطتها وقررت الصمت . ،، في المساء جاء والدها احتضنته طويلا ربت على شعرها الأشقر المموج بكل حنان قائلا: أوو يا ديمة أشعر أنك أصبحت كبيرة وصبية يافعة!!
    خافت دق قلبها بقوة حتى كاد أن يخرج من أضلاعها؟؟ ماذا صبية؟؟ رد ضاحكا :أو أقصد لقد صرت أطول ،،،انظري وأشار إلى ما تصل إليه عند احتضانه إياها كنت تصلين الى وسطي فقط !!!وبدأ يضحك يبدو أنك ستكونين طويلة ورشيقة مثل جدتك؟؟ ردت ناديا حسنا حسنا هيا دعك من هذا الكلام وتعال انظر إلى شهادة رائد الرائعة لديه مشلكة صغير ةفي الرياضيات لكنه حصل على امتياز تعال .
    تنفست ديمة الصعداء،ا خفت كثيرا ،من أخبره بأمري كيف عرف؟ الحمد الله .
    بدأت بإعداد طعام العشاء واجتمعت الأسرة كلها لم تأكل ديمة كثيرا !!! لم تعلق ناديا !! عليك الذهاب غدا لمدرسة رائد من أجل الكلام مع أستاذ الرياضيات ؟؟ أعقبت ديمة لقد أحضرت شهادتي حصلت على ممتاز ردت الأم رأيتها رأيتها مبروك .
    رد الأب بفرح أو رائع .
    علقت ناديا: مناهج الأولاد أصعب من مناهج البنات و مدرسات البنات أكثر مهارة يا إلهي كل صديقاتي يقلن ذلك هند ومنى أولادهم مع رائد.
    بعد حوالي سنة كاملة استمرت ديمة بإخفاء الخبر لكنها صارت أكثر احترافا وواقعية سألتها أمها ذات مساء ذهبت عدة مرات للحمام ؟ هل هذا القرف جاءك؟؟
    ماذا أحمر وجهها و،تدفقت الدماء لرأسها بقوة وأحست أنها تغلي ،تلعثمت قليلا شعرت أن حلقها جاف قرف ؟؟ردت: أي قرف؟؟
    الأم: لا تعرفين أي قرف؟؟ قرف البنات ؟؟ واضح أنك صرت إمرأة ،،،حسنا أهم شيء الطهارة إياك أن تلمسي شيئا قبل التأكد من الطهارة هل فهمت جيدا وقامت وتوجهت لغرفتها بحركة سريعة .
    سكتت ديمة وقفت مذهولة طهارة ؟؟قرف؟؟ وشعرت أن عقلها يرفض التفكير أعلن الإستسلام أم الإضراب لا تعرف! مذهولة هي فقط!
    مقهورة مذهولة ؟؟ مذلولة؟؟تمنت لو أن الأرض تنشق وتبلعها في تلك اللحظة !!ما هذا قرف ماذا تعني بذلك ؟؟هل أصبحت الآن فتاة مقرفة يا إلهي لن أستسلم لحقد أمي وكراهيتها لي!!
    عزمت ديمة على تغير كل شيء في حياتها صارت تهتم بأنوثتها و شعرها و ملابسها لكنها تصر على الصمت فلا كلام مع والدتها أبدا بل همهمات ،،،نعم حسنا حاضر وبدأت تلفت انتباه صديقات أمها ،،فكل نساء العالم العربي يعشقن الفتاة البيضاء !!حسنا والسمراء من يخطبها ،هكذا كانت تداعبها زميلاتها بالمدرسةترد صديقتها رنا:السمراء يخطبها سيد الشباب وأزينهن !!إن الجدران لونها بيضاء عزيزتي!
    لم ترد ديمة ،كانت تكره لونها الأبيض ، تتمنى لو أنها سمراء مثل شقيقها رائد ، حتى تنال حب والدتها !!كثيرا ما كانت تجلس في باحة المدرسة ليصبح لونها أسمرا فيزاداد إحمرار وجنتيها !كم ضحكت عندما تغزلت صديقات والدتها من بياض بشرتها ،تقول في سرها ( اللي بعرف بعرف واللي ما بعرف بيقول كف عدس كما تقول جدتي !!)
    رغب عمر بالهجرة إلى أمريكا ،وقدم أوراقه فعلا وجاءه القبول ،وحصل فعلا على الجرين كارد ، كانت فرحة ناديا لا تقدر بثمن، وأخير أميركا هانحن قادمون !!الفرح و الخوف والدهشة هو ما اعترى ديمة ورائد و دينا ودانة فهناك حياة جديدة تنتظرهم هل ستكون مثل مسلسلات التلفاز ؟؟الأمريكية توافدت زميلات الأم لوداع الأسرة ووداع عمر، الذي بدا كأنه امتلك العالم بيديه وبدأت رحلة الهجرة إلى أمريكا ،،،،،،،،،،،،يتبع

  4. #4
    الصورة الرمزية الهام بدوي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2010
    المشاركات
    64

    رد: رواية: شجرة الموز

    أنا وأخي وأمي والحجاب
    شجعته ناديا كثيرا بقولها إنه أفضل قرار اتخذته في حياتك بعد قرار زواجي، كانت ناديا ترغب بالابتعاد عن أهل زوجها ما أمكن ، بينما كانت تحيطه بيديها وتعانقه ، يلثم شعرها بشفتيه ويستنشق عبيره ، تهمس له ناديا: سيكون لنا حياة خاصة بنا يا عمر، لن يشاركني بك أحد أبدا، سنعيش في الجنة ونحن على الأرض!
    أجابها : لكني خائف جدا على ديمة ، لا تنسي أنها في الخامسة عشر من عمرها وذلك السن هو أصعب سن تمر به الفتاة، وأمريكا بلد مفتوح، أنا خائف جدا عليها ، أخاف أن ينفرط عقد أسرتنا ونفقد أولادنا !!
    ضحكت ناديا : يا لمخاوفك الغريبة يا عمر ، لا تخف، قد احسنت تربية البنات جيدا ، وكذلك الأولاد ، دع قيادة الأسرة لي وتمتع بقيادة قارب هجرتنا (تضحك) هناك سعادة كبيرة بانتظارنا ، لا تخف سأعمل على تزويج ديمة بأسرع وقت ممكن، لقد أخذت أرقام العديد من المغتربين هناك وخاصة ذوي الأصول اللبنانية والفلسطينية ، لا تخف حبيبي ،المهم أن نهاجر !!
    ،وفعلا ما أن انتهى العام الدراسي حتى هاجرت الأسرة كلها إلى هناك،،واستقرت في مدينة شيكاغو على إحدى أجمل بحيرات أمريكا كان المنزل في إحدى الضواحي كبيرا جدا ومن ثلاث طوابق وقريبا من كندا وهو الأهم حيث معظم أصدقاء العائلة هناك والذي شجعوا عمر على الهجرة لكندا وليس أمريكا ولكنه القدر ، بدأت الأم تعتاد الحياة الجديدة وافتتح عمر معرضا للسيارات وآخر لبيع المنتوجات الشرقية من توابل وبهارات وتحف وما شابه ذلك ، وهذا يعني السفر للشرق مرة أخرى وهو ماتكرهه الأم بشدة ولكن لا بأس زيارات خاطفة ، بدأت ديمة بالتأقلم مع ذلك الجو شعرت أنها لا بد أن تتحجب اعترضت والدتها !!أما والدها فقال لها أنت حرة ولكن عليك أن تحافظي على أناقتك فأنا أحب المرأة المرتبة الأنيقة !اما والدتها فقد أجابتها :ما هذا القرف؟حجاب منذ البداية مشاكل يا ديمة لن أسمح لك بذلك أبدا ! ماذا سيقول الجيران وصديقاتي؟؟
    ظلت كلمة والدتها تتردد في عقلها وتجتاحها كالطوفان كالزلزال !!القرف ؟؟ مرة أخرى تكره تلك الكلمة من أمها وكلما سمعتها زاد الإصرار في قلبها وتثبتت بحجابها واعتزت به كما أنوثتها ، في الصباح تحرص الأم على عدم وضعها الحجاب تبتعد قليلا عن المنزل فتضعه ،،شاهدها رائد فأخبر والدتهم فما كان منها إلا أن مزقت كل الإيشاربات !!!فاتفقت مع زميلتها جايما الهندية المسلمة على شراء حجاب آخر تضعه عند دخولها المدرسة ،،
    عمر كان محتارا ،تارة هو سعيد بقرار الحجاب ، وتارة يشعر أنها تلفت الإنتباه إليها وتبدو غريبة، عمر كان من النوع الذي يؤدي صلواته ويحرص عليها ، ويعتقد أن الإيمان هو بالأخلاق أولا وأخيرا ،أما ديمة فتعتقد ان الحجاب هو هوية لها وميزة ،كيف لا وهي التي تربت في مدارس السعودية على وجوب الحجاب !!عكس شقيقها رائد الذي يعتقد أن ما درسه هناك محض عقد ، وأن الحجاب قد يؤذي ديمة ويضرها !!
    اعتقدت ديمة أن معركتها الجديدة مع أسرتها هي الحجاب ، وبدات تستعد لذلك ، بكل قوة وصبر وثبات !هذه هي معركتي الثانية يا أمي !!
    ،شاهدها رائد وهي تضع الحجاب توسلت إليه :أرجوك لا تخبر أمي ،،،حسنا لاتمش بجواري ،هددته قائلة بكل ثبات :إن أخبرت أمي سأخبرها أنك تشرب الدخان!!! رد عليها بعصبية ولؤم :ماذا؟؟ أيتها اللئيمة !!حسنا ولكن إياك أن تمشي بجواري، امشي بعيدا عني



    الحل هو الزواج، هذا ما قرررته الأم ،وديمة معا ولأول مرة تتفقان دون أن حتى كلام !!!مرت شهور وجاء العريس المنتظر إنها أسرة مهاجرة أيضا ومن نفس بلدهم ،،،والدته تعمل مدرسة ووالده كذلك،،، كان ياسر حنونا جدا هوووالدته عكس والدتها ،أمه كانت تعشق البنات فقد رزقت بولدين ثم فتاتين، بعد انقطاع طويل فزاد تعلق الأم بهما ،،واختارت ديمة لهدوئها وفيها ما يريد ابنها ،،فهو أسمر البشرة و يريد بيضاء ،كان يعمل مهندسا كهربائيا ، سرقت قلبه منذ أول نظرةاشترطت عليه الحجاب قال :هذا شيء خاص بك ولا مانع لدي مع أن أمي وشقيقاتي غير محجبات!! اشترطت الصلاة قال أهم شيء في حياتنا الصلاة نحرص على أدائها منذ صغر سننا وتمت خطبتها وافقت فورا
    كان الزواج هو طريق الخلاص من جحيم والدتها ،الأم تريد الخلاص منها ومن مشاكل البنات التي لا تنتهي خاصة في أمريكا .

    أصرت الأم على حفلة كبيرة تدعو لها كبار الشخصيات من المهاجرين وطبعا سيقدم المشروب فيها، شعرت ديمة بالقهر لا أريد أن أبدأ حياتي بالذنوب،,
    والدها أصرقائلا لها :حبيبتي لدينا أصدقاء كثرومن مختلف الأديان ولا بد أن نجاملهم لأنهم جاملونا في أفراح أولادهم !!المشروب هنا شيء عادي وحرية شخصية !1أرجوك ديمة لا تعقدي الأمور حبيبتي!!
    كانت تلك أول حسرة في قلبها ،مشروب في الفرح؟؟ أما الحسرة الأخرى فهو رغبة والدتها بفستان فرح باذخ جدا !ومتكشف وفاضح بعض الشيء! أصرت هي على أن تكون طرحتها مثل القبعة!! رفضت ناديا بسخرية قبعة !!موديل قديم،أصرت قائلة: أريد ذلك، كان هدفها غير واضح لوالدتها ،وهو أن القبعة سوف تغطي كل شعرها ،سوف تحرص أن تكون تسريحة شعرها كلها للخلف !
    خافت أن تقول لها أريد فستان زفاف يليق بحجابي ، أغطي شعري، فاحتالت على الموضوع ،كلما رأت ناديا فستانا رائعا بلا أكمام أو بفتحة صدر واسعة !!كانت تراه في غاية البشاعة لا تعلم لم؟؟
    مرالزفاف على خير!!وكانت ليلة جميلة جدا لدرجة أن صديقتها كاتيا قالت لها بدوت مثل أمنا العذراء ماري ،ما أجملك في تلك الليلة !!كانت تلك العبارة هي التي جعلتها تشعر أنها قد بدأت حياة جديدة بطاعة لله ،لكن أكثر ما يشغل بالها العلاقة القوية التي تربط بين ياسر و أمها و أبيها مرة أخرى، أمي ما السر في ذلك الإعجاب الشديد من ياسر لوالدتها والذي يردد دائما : أمك سيدة عظيمة قوية رائعة متحدثة تجذب الآخرين عندما تتكلم أمك أمك كل هذا في فترة الخطوبة ماذا سيفعل بعدالزواج ؟؟يتبع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML