النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: عُمان في عيدها الوطني: الإنسان أولا

  1. #1
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    عُمان في عيدها الوطني: الإنسان أولا

    تتجه آفاق العمانيين في الثامن عشر من نوفمبر كل عام الى هذا اليوم التاريخي المهم الذي عبروا من خلاله الى عصر التنمية والاستقرار ليدخلوا عصراً جديداً تُعرف فيه بلادهم على أنها دولة عصرية استطاعت أن تقفز من محيط الأمس الى اليوم بكل ثقة واستحقاق. وما كان لها أن تنجز لولا الرؤية الثاقبة التي حملها السلطان قابوس بن سعيد قائد مسيرة النهضة وراعيها. تلك الرؤيا التي وضعت الانسان في المقام الأول باعتباره مفردة البناء وجوهره، وهو الغاية المنشودة وراء كل تنمية وتحديث. وقد وضعت القيادة العمانية طوال هذه السنوات نصب عينيها توفير الحياة الكريمة للانسان العماني الذي يعتبر هدف التنمية الشاملة وثروتها الحقيقية التي لا تنضب. تلك التنمية التي لم تهتم بالجانب الاقتصادي فقط، بل صبت جزءاً كبيراً من الاهتمام على الجانب الاجتماعي والمتمثل في اعطاء الأولوية لتقدم الانسان من الناحية الاجتماعية وتوفير احتياجاته الأساسية.
    وتعتبر مبادئ حكم وسيادة القانون واستقلال القضاء واحترام حقوق المواطنة وقيم العدل والمساواة من أهم الأسس التي وضعها ورعاها السلطان على امتداد السنوات الماضية تكون أساساً صلباً للعمل الوطني في كل المجالات.
    كما يخطو التعليم العالي في السلطنة خطوات ثابتة نحو إيجاد قاعدة متينة للأجيال القادمة.
    ونجح القطاع الصحي في السلطنة من خلال مؤسساته المنتشرة في كافة أرجاء السلطنة في أن يوفر كافة خدمات الرعاية الصحية الأساسية للمواطن العماني.
    وحظي قطاع الاسكان باهتمام متزايد من قبل الحكومة وذلك من خلال وضع الأسس والقوانين التي توفر البيئة العمرانية المناسبة والمسكن الملائم.
    واستطاع قطاع النقل منذ بزوغ فجر النهضة أن يوفر كافة العناصر الأساسية للبنية التحتية سواء في مجال الطرق والنقل البري أو مجال الطيران المدني أو المواني.
    وتمكنت وزارة القوى العاملة من تنفيذ خطة الحكومة للنهوض بالتدريب المهني والتعليم التقني لتوفير فرص التدريب للشباب خريجي التعليم الأساسي والتعليم العام بغية تأهيلهم بالمهارات اللازمة والمطلوبة في سوق العمل.
    كما أعطى المجال البيئي أولوية خاصة واهتماماً مميزا يعكس رؤية حكومة السلطان الحكيمة بأهمية حماية البيئة من التلوث وصون مواردها الطبيعية.
    وحظي قطاع الزراعة بقدر كبير من اهتمام الدولة لأهمية هذا القطاع ودوره البارز في توفير الغذاء للمواطن العماني. كما تمثل الثروة السمكية في السلطنة أهمية كبيرة في القطاع الوطني.
    أما الأمن والاستقرار فهما مطلبان أساسيان باعتبار أن استقرار الدولة وتمتعها بالمظلة الأمنية هما الركيزتان الأساسيتان للتنمية الشاملة في جميع الأنشطة تحقيقاً للتقدم والازدهار.
    وعمان وهي تنتقل من مرحلة الى مرحلة من التطوير والتعمير وتحقيق الانجازات الكبيرة والعظيمة للشعب العماني بجهد مشترك بين القيادة والشعب. فمنذ 1970م ومسيرة التنمية في عمان تشق طريقها لا تعرف الكلل أو الملل واضعة في أجندتها وإستراتيجيتها فكر وتوجيه السلطان قابوس الذي كان له وما يزال الدور الأكبر في صنع كل هذه المكاسب والانجازات التي تشهدها عمان اليوم من أقصاها الى أقصاها وسط ترحيب شعبي وجماهيري عماني كبير يؤكد على التلاحم والمحبة والتي تجمع القائد والشعب رغم التحديات الداخلية والاقليمية والدولية التي صاحبت كل هذه السنوات من عمر النهضة.
    وتأتي الجولات السنوية للسلطان قابوس لتضيف بعداً مهما في ترسيخ بناء التنمية المستدامة والمتطورة في اشكالها ومضامينها ودلالة على العلاقة المتميزة بين السلطان قابوس والمواطنين وهي من المناسبات التي يراد منها ان تكون نموذجا للشورى يمارس من خلالها المواطنون في مختلف مناطق ومحافظات السلطنة متى ما حل المخيم السلطاني في كل بقعة من أرض عمان دورهم الوطني بكل وضوح وشفافية في مناقشة العديد من الموضوعات التي تتعلق بحاضرهم ومستقبلهم وتسعى خطة التنمية الخمسية السابعة 2006/2010م الى ترسيخ التحولات التي يشهدها الاقتصاد العماني وتحديد ملامح التنمية الوطنية في مختلف القطاعات في اطار التنمية المستدامة وتطبيق الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020م وهو يأتي أيضا في ظل الانفتاح الاستثماري والسياحي المتوازن الذي تسعى السلطنة من خلاله الدخول الى القرن الحادي والعشرين. وقد حققت الكثير من الانجازات سواء فيما يتعلق بتطوير القوانين أو تحديد الاستراتيجيات المستقبلية.
    يواكب هذه النهضة الشاملة في سلطنة عمان إعلام راق على رأس هرمه الوزير حمد بن محمد الراشدي الذي يحرص على جعل هذا القطاع الحساس وجهاً من الوجوه المضيئة لمسيرة الخير على أرض عمان.
    وعلى الرغم من عدم توفر أي من وسائل الاعلام قبل النهضة الحديثة، الا ان الاعلام العماني استطاع، وخلال سنوات معدودة، أن يواكب التطور الكبير في البلاد وان يتحول الى صرح من صروح التنمية الوطنية التي تحقق التواصل الدائم والمستمر بين المواطن ومحيطه العربي والاقليمي والدولي بعيدا عن المبالغة والتهويل، وفي اطار يتحرى الدقة والموضوعية بالتعريف بما يجري من جهود وطنية في الداخل وفي نقل ما يدور من احداث وتطورات على امتداد العالم، حيث يشكل الاعلام العماني جسراً للتواصل ويداً ممدودة بالصداقة لمختلف الدول والشعوب الاخرى التي تبادل السلطنة المواقف نفسها، وما يحقق التفاعل الحضاري مع الاخرين. ويحرص الاعلاميون العمانيون على تعميق السمات المميزة للشخصية العمانية ثقافة وحضارة وانتماء، وبما يحقق تفهم المواطن لابعاد الرؤيا العمانية وتفاعله الايجابي معها، ومشاركته في انجاز مقاصدها وسعيه للاستفادة من الفرص التي تتيحها. ومن المعلوم أن النظام الأساسي للدولة أكد على أن "حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير مكفولة في حدود القانون".
    لقد تطلبت عملية التنمية وبناء دولة عصرية جهداً عظيماً ومتكاملاً ومنتظماً محدد الأهداف والمراحل حيث تم توفير كل أسباب النجاح منذ بدايتها من خلال النهج الاستراتيجي في التفكير والتنفيذ وتسخير الطاقات والواقعية والتدرج واشراك المواطن العماني المعطاء في مختلف أوجه ومراحل التنمية، وهذا ينطبق مع رؤية السلطان حيث يصرح لمواطنيه: "نجدد العزم بمدد متواصل منه تعالى، وسند دائم منكم على دفع المسيرة المباركة نحو مزيد من الازدهار والاستقرار والتطور والعمران يكف لكل ربوع هذا البلد الطيب التقدم والارتقاء ان شاء الله".
    وتأخذ الثقافة والفنون دوراً محوريا في مسيرة التنمية العمانية، فالثقافة هي ركيزة اساسية في بناء الانسان، وتقوم فلسفة الثقافة العمانية الحديثة على احياء الموروث الحضاري لعمان والحفاظ عليه مع تطويره بما يتناغم مع العصر، وذلك في كافة مناحي الحياة من موسيقى وأدب وشعر وتشكيل وعمارة الخ.. ويصب البعد التنموي في الاهتمام بالثقافة والتراث في ترسيخ مفهوم الهوية وفكر المواطنة، وفتح مساحة التنوير لا سيما في مجال الفنون الحديثة التي لم تكن معروفة في الماضي. وقد نجح المجتمع والمثقفون في الأجيال الجديدة في احداث الحراك الثقافي الذي يعمل بموازاة التمثلات المادية للنهضة مما يعمل على تشكيل تراث ثقافي عصري منيع.
    إن ما تحقق في السلطنة في أقل من اربعة عقود يعد زمناً قياسياً في ظل الظروف الموضوعية والتحديات التي كانت سائدة في البلاد، وكان من الطبيعي في ظل تلك الظروف الاستثنائية ان يكون هناك فكر استراتيجي مستنير يضع البلاد على طريق التغيير الشامل ويعيد لعمان توهجه من جديد في ظل معطيات وحقائق تاريخية لا تحتاج الى بيان على دور عمان وشعبها في الاسهام الحضاري والانساني لمئات السنين.
    كان الانسان هو حجر الزاوية في اهتمامات قابوس على اعتبار ان اية تنمية بدون اسهام الانسان تظل ناقصة لاحد اركانها الحيوية، فإقامة البنيان سهل وممكن ولكن بناء الانسان ليتحاور مع عصره على الصعيد المعلوماتي والتقني هو الاهم في اطار الرهان الوطني على التحديث والتطوير في كل مجالات العمل الوطني.
    ويركز السلطان في احاديثه على الانسان والارتقاء بفكره وعطائه حتى يكون اسهامه في خدمة الوطن مميزاً وحاضراً بقوة وليس فقط متفرجاً على ما يدور سلبيا تجاه ما يدور في بلده من تنمية سريعة وشاملة.
    تعتبر النهضة الاجتماعية محور العمل التنموي في الدولة العصرية. وقد أكد السلطان قابوس على أن الانسان هو أداة التنمية وصانعها، وهو الى جانب ذلك هدفها وغايتها. وتتأسس التنمية الانسانية بالتعليم والرعاية الصحية والاهتمام بالمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من عناصر البناء الانساني الفعال. وقد أثمر الاهتمام بالانسان والجانب الاجتماعي عموما نتائج ملموسة ما كانت لتتحقق لولا أولوية الاهتمام بالانسان وأن ينجز هذا الاهتمام بناء على قاعدة الاعتماد على غرس الثقة في نفوس الأجيال الجديدة بأن صياغة المستقبل تتطلب العلم والمعرفة والوعي. وبنظرة عامة فإن النهضة الاجتماعية كانت أبرز مثال لتوظيف منجزات النهضة الاقتصادية في سبيل الانسان العماني.
    مشروع النهضة العمانية التي بزغ فجرها في عام 1970م محاولة انسانية لاحداث توازن بين التراث والمعاصر. فإذا كان الماضي يمثل إرث الانسان، أمسه وذاكرته وتقاليده وقيمه التي لا يمكن تجاوزها بسهولة باعتبارها المرتكز الروحاني لبناء الذات – فإن الحاضر هو موضع هذه الذات المتأثرة بما حولها من تحولات كونية، والتي لا يمكنها بأية حال من الأحوال أن تنفصل عنها، فهي تتأثر بها وتؤثر فيها. بيد أن العقلانية تتطلب من الانسان إيجاد التوازن الموضوعي الذي يحعل الماضي والحاضر يتعايشان في وفاق منيع ومفيد، بإمكانه رفد الحياة نحو الأفضل، بدلا من الخصم من الرصيد الروحاني على حساب المادي الذي تعززه الحياة الحديثة بدرجة واضحة في تمثلاتها الجلية.
    إن ثلاثية "النهضة، التسامح، السلام" التي باتت عنوان عمان محلياً واقليميا ودوليا هي ثلاثية لا تنفصل عن جوهر الاسلام الركن الأصيل، كما يؤكد السلطان في كافة توجهاته. هي قبسات من أضواء منجزات عبر نحو أربعة عقود أكد فيها قابوس وعبر كافة التطورات والظروف التي شملت العالم بكافة وعصفت بمنطقة الخليج بخاصة – أنه من الذين يحتفظون بشموخ القامة الانسانية وينسجون الدفء والطمأنينة والاستمرار المضىء في تاريخ الانسان.


    ======
    ميدل ايست اونلاين
    مسقط - د. حسين شحادة
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  2. #2
    الصورة الرمزية رائد
    Title
    نبض متألـق
    تاريخ التسجيل
    12- 2008
    المشاركات
    3,115

    رد: عُمان في عيدها الوطني: الإنسان أولا

    كل عام و عمان و أهلها بألف خير

    شكرا لك

    يعطيك العافية

  3. #3

    رد: عُمان في عيدها الوطني: الإنسان أولا

    كل عام وعمان وشعبها بألف خير
    في ظل قيادة مولانا صاحب الجلاله

  4. #4
    الصورة الرمزية العنبوري
    Title
    إداري سابق
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    2,173

    رد: عُمان في عيدها الوطني: الإنسان أولا

    كل عام واهل السلطنة بالف خير
    ربنا يحفظ لنا السلطان قابوس ويرعاه وهو فخر لنا

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML