ابتهاجا بالتشريف السامي بسيح المكارم
ولايتا الرستاق والعوابي ترسمان ملحمة الحب والولاء لباني نهضة عمان

متابعة ـ علي البادي وعبدالله اللويهي ومحمد العلوي:ابتهاجا بالتشريف السامي لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في مستهل جولته السنوية الكريمة لولايات السلطنة والتي تشرفت ولاية صحار بأن تحتضن المحطة الأولى في هذه الجولة السامية، تواصل ولايات منطقة الباطنة إقامة الاحتفالات الشعبية بسيح المكارم في ولاية صحار تجسيدا لمظاهر الحب والولاء لباني نهضة عمان جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وفي هذا الإطار أقامت ولايتا الرستاق والعوابي عصر أمس احتفالا شعبيا في رحاب المخيم السلطاني بسيح المكارم في ولاية صحار، بمشاركة فرق الفنون الشعبية وذلك تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالله بن زاهر الهنائي وزير العدل بحضور سعادة السيد هلال بن بدر البوسعيدي والي صحار وسعادة الشيخ أحمد بن عبدالله الكندي والي الرستاق وسعادة الشيخ محمد بن سالم الأغبري والي العوابي وعدد من أصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والمسئولين والمشايخ والأهالي وجمع من المواطنين من ولايات منطقة الباطنة ، الذين رسموا جميعهم ملحمة شعبية جددوا خلالها الولاء والعرفان لقائد البلاد المفدى ـ حفظه الله ورعاه ـ.
حيث قدمت فرق الفنون الشعبية في ولايتي الرستاق والعوابي مختلف الفنون العمانية التراثية المغناة، الذين حملوا عاليا أعلام السلطنة وصور جلالة السلطان المعظم، فضلا عن اللوحات التي كتبت عليها عبارات الشكر والعرفان والولاء لقائد المسيرة العمانية جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، معبرين في ذلك عن حبهم وشكرهم وامتنانهم لجلالته على ما تحقق على أرض السلطنة بشكل عام من منجزات تنموية وحضارية، جاءت لتلبي احتياجات ومتطلبات الحياة التي يعيشها المواطن والمقيم على أرض عمان الطيبة بعد أن دخلت الفرق الشعبية إلى ساحة الاحتفال وهي تردد مختلف الفنون التراثية المغناة وتلهج ألسنتها شكرا وعرفانا لجلالة السلطان المعظم، أخذت بالمرور أمام معالي الشيخ راعي الحفل وأصحاب السعادة الحضور، قبل أن تأخذ مكانها المخصص لكل فرقة في ساحة الاحتفالات ليرسم الجميع لوحة شعبية تجدد العهد والولاء لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.
شكرا لجلالة السلطان
بدورها عبرت المرأة العمانية في ولايتي الرستاق والعوابي عن شكرها وعرفانها لجلالة السلطان المعظم، حيث قالت علياء بنت سليم الحراصية رئيسة جمعية المرأة العمانية بالرستاق وأمل بنت عبدالله الخروصية رئيسة جمعية المرأة العمانية بالعوابي: إن فيض مكرمات جلالته يأتي متتاليا على المرأة العمانية، فضلا عن تمكينها منذ بداية عهد النهضة المباركة وإلى يومنا هذا، كي تسهم بدورها إلى جانب شقيقها الرجل في بناء الوطن والأسرة والمجتمع، حيث قالت المرأة في ولايتي الرستاق والعوابي: شكرا لجلالة السلطان المعظم على مكرماته السخية ودعمه المستمر للمرأة ورعايته الكريمة لها وهي بدورها تضع ذلك الاهتمام والرعاية كقاعدة تنطلق منها نحو بناء المستقبل وكنور يضيء لها الدرب نحو التقدم والازدهار في مختلف مجالات الحياة.
تأكيد الحب والوفاء لجلالته
وبمناسبة الاحتفال الشعبي الذي أقامته ولايتا الرستاق والعوابي في سيح المكارم بصحار قال سعادة الشيخ أحمد بن عبدالله الكندي والي الرستاق: إن مشاركة ولاية الرستاق ممثلة في فرق الفنون الشعبية جاء في إطار حرص أبناء الولاية وولائهم ومشاركتهم البهجة والسعادة بالمقدم السامي والميمون حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في سيح المكارم ، حيث تأتي هذه المشاركة شكرا وعرفانا من مواطني ولاية الرستاق لما تحقق من إنجازات ومكرمات عديدة جعلت من السلطنة دولة عصرية شاملة لكل ميادين البناء والتطور الحضاري ، مشيرا سعادته إلى أن ما جسده أبناء الولاية من ملحمة الحب والوفاء ، يؤكد على مدى اللحمة بين القائد وشعبه ويؤكد كذلك على الإرث الحضاري والموروث الشعبي التقليدي الذي تزخر به السلطنة من فنون والتي كان لحرص جلالته على المحافظة على هذا التراث الزاخر الأثر الأكبر في المحافظة عليها وتطويرها.
من جانبه قال سعادة الشيخ محمد بن سالم الأغبري والي العوابي: إن احتضان سيح المكارم لهذه الفرق الشعبية وما قدمته من ألوان الفنون الشعبية التقليدية العمانية يعد دليلا على ما يكنه أبناء ولاية العوابي من ولاء وعرفان لقائد هذه المسيرة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ، مشيرا سعادته إلى أن ما اشتملت عليه هذه الأهازيج الوطنية يعكس مدى هذه الملحمة الوطنية وهذه الفرحة بقدوم وتشريف المقام السامي لولايات الباطنة وزياراته الكريمة السامية في الولايات للاطلاع على ما تم إنجازه والوقوف كذلك على متطلبات أبناء شعبه وتلمس احتياجاتهم وهو نهج حميد وفريد اختطته الحكمة السديدة لجلالته ـ حفظه الله ـ منذ بزوغ فجر هذه النهضة المباركة .
فنون تراثية متنوعة
وقد قدمت فرق الفنون الشعبية في ولايتي الرستاق والعوابي خلال الحفل الشعبي مختلف الفنون الشعبية التي تنفرد ببعضها ولايات منطقة جنوب الباطنة فيما تتقاسم بعضه الآخر مع باقي ولايات السلطنة ، ومن بين الفنون العمانية المغناة التي قدمت عصر أمس ، فن الروغ وهو من الفنون العمانية التقليدية الجميلة ويعتبر من الألوان الغنائية ذات الأنغام والإيقاعات المؤثرة ويعتمد بشكل مباشر على آلة الروغ وهي آلة تشبه آلية الناي ولكنها تختلف بتنوع الإيقاعات حيث يتطلب عزف هذه الآلة التي تسحر العقل طربا مرافقة الطبل بأنواعه لتعطي اللحن الصادر عن هذه الآلة وقعا وأثرا لدى مستمعيها وعادة ما يميز هذه الآلة أن تقوم على لحن إيقاعي سريع وآخر بطيء طبقا للأبيات المغناة وطبيعة الموقف وقد انتشر فن الروغ في المناطق الجبلية والريفية ويعد من الفنون التي تقام في مناسبات الأعياد الوطنية والأفراح.
فن الرزحة
وفن الرزحة الذي يعد من أعرق الفنون التقليدية في السلطنة، ذلك الفن التقليدي القديم قدم الإنسان العماني ، والذي يكتسب شهرة كبيرة على نطاق واسع من الرقعة الجغرافية لعمان والرزحة هي فن السيف وفن المبارزة بين الزافنين، وهي فن الشعر والمطارحات الشعرية بين كبار الشعراء ومن أبرز ألوان الرزحة التي قدمها أبناء ولايتي الرستاق والعوابي مساء أمس لون القصافي وهي رزحة سريعة الإيقاع ، يبدأ بها لقاء الرزحة، والإيقاع فيها سريع بسيط سواء كان إيقاعا ثنائيا أو ثلاثياً ، وتؤدى القصافية في صفين متقابلين، فيقوم ضاربو آلات الإيقاع بالحركة بين الصفين ، ويتبادل الصفان الغناء بشلة شعر واحدة يرددها الصفان على التوالي والأصل في القصافية أن يكون لها طبلان ، الكاسر والرحماني ، غير أن ذلك لا ينطبق على كل المناطق ففي ولايات المنطقة الداخلية يشترك فيها أكثر من طبلين ، تصل في بعض الولايات إلى أربعة طبول، وقد تكون هذه الطبول من نوع الرحماني ، والشعر في القصافي قصير البحر والتفعيلة ، وأغراضه عادة ما تكون في الفخر والمدح ، والشجاعة والإقدام ، وقد تكون في النصح والإرشاد.
فن العازي
فن العازي وهو الفن الشهير الذي يسمى كذلك بفن الفخر والمدح، وهو كذلك فن الإلقاء الشعري دون تنغم أو غناء وهو فن فردي في أساسه ، يتولاه شاعر مبدع مجيد لأصول الإلقاء الشعري وفن العازي مرتبط بفن الرزحة ارتباطاً وثيقاً يكاد لا ينفصل فحيثما أقيمت الرزحة يقام العازي ، وعادة يقام بعد الهمبل أو المسيرة أو بعد رزحة اللال العود ـ اللال الكبير ـ كما في بعض ولايات منطقة الباطنة ويتم إقامة فن العازي بمناسبة التحية عند قدوم ضيف رسمي أو زائر كبير ويكون جميع المشاركين في فن العازي دائرة كبيرة مقـفلة ، ويتصدر شاعر العازي جماعته وهو ممسك بسيفه في يده اليمنى وترسه في يده اليسرى ، ويسير وهو يلقي أو ينشد قصيدة الفخر أو المدح ، ويهز سيفه عند كل وقفة في الإلقاء هزة مستعرضة ترسل بنصل السيف في رعشة مرعدة وتشارك مجموعة من الرجال التي تسير وراء شاعر العازي وهم يلفون الساحة في تلك الدائرة المقـفلة التي تحيط بالشاعر وتابعيه وهم يرددون عدة هتافات محددة في نمط ذي موروث أصيل.