بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أداب عيادة المريض والاحاديث الوارده


أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم؛ أن يشفيك تكرر سبعا عند كل زياره
وقراءة الفاتحه والمعوذتين والاخلاص

الثلاثاء 22 صفر 1430 الموافق 17 فبراير 2009

سالم بن مبارك المحارفي

يراد بعيادة المريض زيارته والاطمئنان عليه, وتخفيف آلامه ومصابه, برؤية أحبابه وأصحابه, وهو خلق عظيم, وسمة للمجتمع المتراحم, وكان خلقاً محموداً في الجاهلية, فجاء الإسلام ليقوي من هذا الخلق ويحث عليه, ويجعله حقاً من حقوق المسلم على أخيه المسلم إذا علم بمرضه وتدهور صحته أن يعوده, وفي الحديث: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع ، أمرنا باتباع الجنائز ، وعيادة المريض ، وإجابة الداعي ، ونصر المظلوم وإبرار القسم ، ورد السلام ، وتشميت العاطس ، ونهانا عن آنية الفضة وخاتم الذهب ، والحرير ، والديباج ، والقسي ، والإستبرق . متفق عليه . ولم تكن العيادة مجردة من الأجر الأخروي, بل إن لها أجراً كبيراً حتى إذا علم بذلك العائد لأخيه المسلم المريض عاده وهو في غاية السرور والغبطة من أن هذه الخطوات لم تذهب هدراً بل كتب له بها حسنات, كل هذا من أجل أن يصحح المرء نيته في زيارته للمريض, فعن ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع ) . أخرجه مسلم. وخُرفة الجنة أي جناها. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من عاد مريضاً ، أو زار أخاً له في الله ناداه منادٍ أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلاً ) . أخرجه الترمذي وابن ماجه . وحين تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود المرضى ويتفقد أحوالهم, سواء من المسلمين أو من غيرهم ترغيباً في الإسلام, وتعليماً لهم أن المرء مهما كان عنده من أشغال وارتباطات لا تشغله ولا تلهيه عن عيادته للمريض, وأنه سيجد وقتاً يعود فيه مريضاً, قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: (إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير. وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم عاد بعض أصحابه حين مرضوا، وثبت أنه عاد غلامًا يهوديًا ودعاه إلى الإسلام فأسلم. وينبغي أن يتعلم المسلمون هذا الخلق، حتى الكبراء منهم، فإنه لا يعيبهم أن يعودوا آحاد الرعية. وكان السلف رضي الله عنهم يهتمون بعيادة المريض، فكانوا إذا فقدوا الرجل سألوا عنه، فإن كان مريضًا عادوه. وانظر إلى الإمام الشافعي – رحمه الله – يبين أثر عيادة المريض على كل من الزائر والمزور:

مرض الحبيب فعُدْته***فمرضتُ من حذري عليه

فأتى الحبيب يعودني***فشُفيتُ من نظري إليـه

وأما آداب عيادة المريض فألخصها في الآتي:


1. أن يلتزم بالآداب العامة للزيارة، كأن يدُقَّ الباب برفق، وألا يُبهم نفسه، وأن يغُضَّ بصره، وألا يُقابل الباب عند الاستئذان.
2. أن تكون العيادة في وقتٍ ملائم، فلا تكونُ في وقت الظهيرة صيفًا ولا في شهر رمضان نهارًا، وإنما تُستحبُّ بكرةً وعشيةً وفي رمضان ليلاً.
3. أن يدنو العائد من المريض ويجلس عند رأسه ويضع يده على جبهته ويسأله عن حاله وعمَّا يشتهيه.
4. أن تكون الزيارة غِبًّا، أي يومًا بعد يومٍ، وربما اختلف الأمر باختلاف الأحوال، سواء بالنِّسْبَة للعائد أو للمريض، فإذا استدعت حالةُ المريض زيارتَه يوميًا فلا بأس بذلك، خاصة إذا كان يرتاح لذلك ويهشُّ له.
5. ينبغي للعائد ألا يُطيل الجلوس حتى يُضجر المريض، أو يَشُّقَّ على أهله، فإذا اقتضت ذلك ضرورةٌ فلا بأس.
6. ألا يُكثر العائد من سؤال المريض، لأن ذلك يثقُل عليه ويُضْجِرُهُ.
7. من آداب العيادة أن يدعو العائد للمريض بالعافية والصلاح، وقد وردت في ذلك أدعية عديدة منها: (أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم؛ أن يشفيك [سبع مرات]). وأن يقرأ عنده بالفاتحة والمعوذتين والإخلاص.
8. ألا يتكلم العائد أمام المريض بما يُقلِقُهُ ويُزعجُهُ، وأن يظهر له من الرِّقة واللطف ما يُطيبُ به خاطره.
9. أن يُوسع العائد للمريض في الأمل، ويشير عليه بالصبر لما فيه من جزيل الأجر، ويحذِّره من اليأس ومن الجزع لما فيهما من الوزر.
10. ألا يكثر عُوَّادُ المريض من اللغط والاختلاف بحضرته، لما في ذلك من إزعاجه، وله في هذه الحالة أن يطلب منهم الانصراف.
11. يُسنُّ لمن عاد مريضًا أن يسأله الدُّعاء له. ويستحب لمن زار مريضاً أن يرقيه من تلقاء نفسه, ولا يحوجه أن يسأله الرقية, وأن يقول له ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله إذا زار مريضاً, فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضًا أو أُتي به إليه قال عليه الصلاة والسلام: أذْهِب الباس، رب الناس، اشفِ وأنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقما. أسأل الله تعالى أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين إنه جواد كريم.


حديث ما جاء في ثواب من عاد مريضا‏

((عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"مَنْ أَتَى أَخَاهُ الْمُسْلِمَ عَائِدًا مَشَى فِي خَرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى
يَجْلِسَ فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ
سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ".))

أخرجه أحمد (1/81 ، رقم 612)
وقال : إسناده صحيح. وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3 / 353).

قال العلامة السندي في "شرح سنن ابن ماجه":
( مَشَى فِي خِرَافَة الْجَنَّة ): أَيْ فِي اِجْتِنَاء ثِمَارهَا، قَالَ أَبُو بَكْر
اِبْن الْأَنْبَارِيّ يُشَبِّه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُحْرِزهُ
عَائِد الْمَرِيض مِنْ الثَّوَاب بِمَا يُحْرِزهُ الْمُخْتَرِف مِنْ الثَّمَر
وَحَكَى أَنَّ الْمُرَاد بِذَلِكَ الطَّرِيق فَيَكُون مَعْنَاهُ أَنَّهُ فِي طَرِيق تُؤَدِّيه إِلَى الْجَنَّة.

وللترمذي (2008) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ :
أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلا ) حسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ , فَإِذَا جَلَسَ اغْتَمَسَ فِيهَا )
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2504) .
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ (969)

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ ,
وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ
) صححه الألباني في صحيح الترمذي .
والخريف هو البستان .
وليست عيادة المريض خاصة بمن يعرفه فقط ،
بل هي مشروعة لمن يعرفه ومن لا يعرفه .
قاله النووي في "شرح مسلم" .


ما يدعى به للمريض

في شرح حديث عائشة -رضي الله عنها-أن النبي - صلى الله عليه وسلّم-
كان يعود بعض أهله يـمسح بيده اليمنى ويقول:

((اللَّهُمَّ رَبَّ النّاس، أَذْهِبِ البَاسَ، واشْفِ أَنْتَ الشافي، لا شِفاءَ إلا شِفَاؤُك، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمَا))
متفق عليه.

(أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم؛ أن يشفيك [سبع مرات]).
وأن يقرأ عنده بالفاتحة والمعوذتين والإخلاص.


رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا


أما والله لو علم الأنام .... لما خلقوا لما غفلوا وناموا

لقد خلقوا لما لو أبصرته .... عيون قلوبهم تاهوا وهاموا

مـماتٌ ثم قبر ثم حشر .... وتوبيخ وأهوال عظـام

ليوم الحشر قد عملت رجال ... فصلوا من مخافته وصاموا

ونحن إذا أمرنـا أو نهينا .... كأهل الكهف أيقاظ نيام


منقول للفائده
ومضاف اليه اثراء للموضوع ومن لديه احاديث اخرى فليطرحها مشكورا

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه
ومداد كلماته، اللهم ارحم المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات، لا إلـه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

(حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
(رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا)
(رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)

وصلى اللهم وسلم على اشرف الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

أختكم : شمس الإمارات

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك