(4)
السفر ..
حان موعد السفر على نسائم الموت ..
حملت حقائب الذكرى ورحلت محدقة في الكرى ..
وبين الثرى تنتظر موته
محدقة في قيض يحمله المسكين بين أهداج
الحنان والبكاء والموت وفي آخر حوار بينهم
قالت : أتسمح أن أسمع صوتك قبل سفري
قال : لماذا هل ترغبين سماع صوتي المذلول
قالت : عرفتك ملئ المشاعر
قال : لا زلت تجاملين
قالت : لا .. لا أنت فعلا رجل مختلف ..
لازلت أتذكر يدك المرتعشة باردة
وحضنك الدافئ فعلا أنت غريب
قال : يدي كانت باردة لأنها فعلا تشتاق
لأن تلمس خدك وعينك
قالت : هل تحبني ..؟
قال : وكان جسدي دافئ لأن حضني
حين يلف جسدك يسافر به طويلا
قالت : هل تحبني ..؟
قال : وعيناي التي تبرق كثيرا بالنور
زادت نورا حين رأتك
قالت : أتحبني ..؟
قال : هل بالأمكان أعفائي
قالت : أتحبني ..؟
قال : نــ (يصمت كثيرا )
ثم يصرخ ماذا تريدين الآن
قالت : أن اسمع صوتك قبل سفري
ومن على أرض المطار سأتصل بك
قال : لن تسمعيه
قالت أتوسل لك
قال : لا .. هل أتسمحين بطلب
قالت : نعم
قال : هل بإمكانك مسح رقمي من قلبك
قالت نعم بشرط
قال : ما هو
قالت : تمسحني أنت من قلبك أولا
قال : مسحتك يا فاضلة
منذ أن بعتي قلبي وحبي ببضع كلمات
قالت : أنا .. تصمت وتصمت
قال : نعم أنت
قالت : لم تفهمني
قال : لم يفهمك أحد بحياتك غيري
قالت : وظلمتني
قال : لم تظلمك الإ نفسك
قالت : موسى
قال : لعن الله موسى وأخذه اليوم قبل غدا
قالت : حرام عليك
قال : ما تريدين الآن
قالت : سماع صوتك قبل سفري
قال : لن يكون
أتسمحين أريد الأنصراف
الوداع للأبد
قالت : له مناديه سأتصل بك
وحين حان موعد سفرها ومن على أرض المطار
أتصلت به وكررت الاتصال .. وحاولت
عدة مرات ولكنه عزته منعته ..
حتى استقرت في الطائره وقلبه يدعي لها
بالخير وان يحفظها الله دوما
29\4\2009
__________________