ضاع في صفحات الذكريات
ضاع كباقي أيامي الجميلة النادرة
كل شي كان رائعا بل كان كاملا
أمواج هادئة تداعب صخور الشاطئ القريب من بيتنا الصيفي
نسائم دافئة تحمل معها روائح البحر الندية
أفكار وأمنيات جالت بخاطري وأنا جالسه على أحدى تلك الصخور
تمنيت ان اراه من جديد
يعود بزورقه الصغير من ذلك الأفق البعيد
وجلست أراقبه إلى أن بدأت الشمس تغوص في عمق البحر
وحلقت النوارس بعيدا بعيدا إلى حيث لا وجود إلى حيث ذهب هو تاركا قلبي المكلوم
صوتا دافئا انساب إلى مسامعي من خلف اشجار السنديان
صوتا حنونا أعاد فتح صفحات الماضي
ترى هل أحلم؟؟؟
هل هو فعلا؟؟
هل استحق عودته؟؟هل عاد لأجلي؟؟؟ أم ليأخذ ما تبقى من ذكرياته؟؟
اسرعت بالإلتفات خوف أن يختفي من جديد
كان هو بالفعل امعنت النظر فيه بعينين جاحظتين علها مجرد أمنية تجسدت بضباب المساء
"اشتقت إليك"
قالها ليكسر الصمت وليدير عقارب ساعة الزمن التي توقفت دهورا منذ رحل
تردد صدى كلمته في اعماق صدري ليحرر قلبي من قضبان سجنه الأبدي
ليطير ويحتضن ذلك الشخص الذي تربع على عرشه منذ زمن بعيد
ولكني بقيت صامده واقفة فوق تلك الصخره لم اتحرك حتى لا أخيف طيفه الواقف امامي
مد ذراعيه يدعوني أن ارتمي في حضنه ولكني لم أتحرك سقطت دمعة من عيني أذابة جليد الحرمان الذي أطبق علي منذ رحيله
بدأ بالأقتراب مني وهو يقول
"مهجتي اشتقت إليك كثيرا"
آآآآه كم اشتاق إليه
استمر بالإقتراب لم يعد بيننا سوى بضع خطوات
بدأت ألمح سوار الياسمين الذي ربطته بنفسي حول معصمه عندما ودعته
والغريب ما زال نابضا بالحياة لم يذبل رغم المدة التي قضاها بعيدا عني
وقتها فقط أدركت انه مجرد طيف وسيرحل كصاحبه
اسرعت احتضنه ودموعي تنذر بليلة حزينة أشد وحشة من سابق الليالي البارده
يتبع>>>>>>>