الموضوع: الكأس يا منتخبنا مطلب الشعب العماني

الكأس يا منتخبنا مطلب الشعب العماني

ناصر اليحمدي

1/14/2009
ناصر اليحمدي :

واصل منتخبنا العماني انتصاراته في دورة كأس الخليج التاسعة عشرة لكرة القدم (خليجي 19) ليتأهل بذلك للدور نصف النهائي ويرفع معه بالتالي منسوب الأمل بلقب طال انتظاره إن شاء الله قادر على تحقيقه وهو بطولة الدورة التي فلتت منه مرتين من قبل في المباراة النهائية في "خليجي 17" في الدوحة عام 2004 أمام قطر 4-5 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الأصلي والإضافي 1-1، وفي "خليجي 18" في أبو ظبي عام 2007 أمام أصحاب الأرض أيضا بهدف مقابل لا شيء .. وبما أننا أصحاب الأرض هذه المرة نتمنى أن يكون اللقب من نصيبنا ليس هذه المرة فقط بل والمرات القادمة. لقد أبلى الفريق الوطني بلاءً حسنا في مباراته أمام الفريق البحريني وقدم مباراة أكثر من رائعة وأثبت أنه فريق قوي وند صعب المنال ويستطيع بإذن الله أن ينافس ليس الفرق الخليجية فقط بل العربية والآسيوية والعالمية أيضا.

إن معظم اللاعبين العمانيين يمتلكون مهارة وقدرة على الانتصار وهو ما أعلنه من قبل المدرب التشيكي ميلان ماتشالا الذي قاد المنتخب العماني لأربعة أعوام ووصل معه الى النهائي الخليجي مرتين قبل أن يتسلم لوروا منتخبا جاهزا .. أي أن المنتخب جاهز للانتصار وهو ما أكده أيضا المدرب الفرنسي كلود لوروا المدرب الحالي للفريق الذي يضم مجموعة جيدة من اللاعبين وأبدى فخزه وإعجابه بالعمل معهم.

لاشك أن قلوب العمانيين جميعهم مع المنتخب الأحمر فعندما شعرت بحاجته إلى مساندتها كي يتمكن من مواصلة مشواره لبت النداء واحتشدت في الملعب الذى امتلأ عن بكرة أبيه بالمشجعين لمؤازرة فريقهم في مبارياته وهم لم يتوقفوا عن الهتاف للفريق ونشكر اللجنة المنظمة التى جعلت المباريات بالمجان للجماهير الراغبة في الحضور لمساندة منتخبها. لقد ساهمت الدورات الخليجية بالتطور على مسارات عدة .

فعلى الصعيد الإداري من خلال تراكم خبرات الكوادر التي عملت في التنظيم والإعداد لهذه البطولات، وعلى صعيد المنشآت الرياضية من خلال سعي الدول المعنية إلى توفير الملاعب الجيدة لاستضافة مبارياتها، وإعلاميا أيضا لأنها كانت مكانا مناسبا للظهور واكتساب الخبرات على مر السنوات .. كما كانت دورات الخليج وراء نهضة رياضة كرة القدم في المنطقة إذ أدى التنافس الحاد بين منتخباتها إلى ظهور مواهب عدة في دولها فانطلقت المنتخبات الخليجية تدريجيا إلى الفضاء الأوسع، بفرض قدراتها في كأس آسيا ثم نهائيات كأس العالم.

لاشك أن مستوى المنتخب العماني في تطور وفرض احترامه خليجيا في الأعوام الماضية واستحوذ على الترشيحات كونه يلعب بنفس التشكيلة من اللاعبين تقريبا التي ازدادت خبرة وتريد أن تنتزع اللقب على أرضها وبين جمهورها وكان أداؤه تصاعديا من مواجهة سلبية أمام الكويت المحافظة جدا دفاعيا إلى نتيجة تاريخية أمام العراق بأربعة أهداف نظيفة إلى فوز صريح بهدفين على البحرين التي كان من المفترض أن تبادله الندية والمهارة.

إن ثقتنا باللاعبين كبيرة ونتمنى لهم كل التوفيق والنجاح وتواصل مسيرة الانتصارات لتحل الفرحة على البلاد فالكأس هو الهدف الأكبر للمنتخب ومطلب كل الجماهير العمانية .

** قرار مجلس الأمن فى ظاهره الرحمة وفى باطنه العذاب :

قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1860 الذي صدر مؤخرا - وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه - لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل فوري في ظاهره الرحمة وفي باطنة العذاب لما يحتويه من قرارات المخفي فيها أوضح من المعلن فهو يحتوي على ثلاث نقاط أساسية هي وقف فوري ودائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي جرى احتلالها خلال الأسبوعين الماضيين مع فتح المعابر وفقاً لاتفاقية المعابر الموقعة عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

نحن بكل تأكيد نؤيد وقف بحر الدماء البريئة الذي يسيل في غزة بسبب الاعتداء الوحشي الإسرائيلي ولكننا في نفس الوقت نريد أن نخرج بنتيجة تصب في المقام الأول في الصالح الفلسطيني وليس تجميل الوجه الإسرائيلي .. فهذا القرار بلاشك يهدف إلى إنهاء جميع أشكال المقاومة بنصه على وقف جميع أشكال تهريب الأسلحة والمعدات إلى فصائل المقاومة الفلسطينية مما يعني عملياً وقف المقاومة تماماً !.

كما أن هذا القرار يساوي بين المقاومة المشروعة وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال فهو يربط بين وقف العدوان إذا وقفت أعمال المقاومة مع حظر إدخال السلاح للمقاومة في غزة لمواجهة الاحتلال بالرغم من نص القانون الدولي الذي يقضي بدعم المقاومة المشروعة ضد الاحتلال بالسلاح .. من هنا كان الترويج لما سمي بوقف إطلاق النار بعيدا عن أي إدانة صريحة للعدوان الإسرائيلي وبعيدا عن رؤية المقاومة السياسية .. كذلك يدين القرار كل أشكال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين وكل أعمال الإرهاب دون أن يذكر إسرائيل أو حماس بشكل صريح .. بالإضافة إلى أن القرار أعاد نظرية اتفاقية المعابر المشئومة التي تجعل إسرائيل تتحكم بشكل كامل في معبر رفح وحرمان الشعب الفلسطيني من أي منفذ دولي حر.

لاشك أن المصادقة على القرار جاءت في إطار الخوف على إسرائيل من ناحية، والخوف من تنامي قوة حماس في فلسطين من ناحية أخرى، وبالتالي تنامي قوة حركات المعارضة في المنطقة بشكل كامل وذلك بعد أن حققت المقاومة انتصارا ملحوظا في المواجهة الميدانية عسكريا وأمنيا في ظل الضربات الجوية والهجوم البري وبالتالي فإن القرار يحاول إجهاض انتصار المقاومة ويبدأ بتشجيع الضغط على المقاومة بدلا من الضغط على إسرائيل.

وعلى الرغم من صدور قرار مجلس الأمن إلا أن المدفعية الإسرائيلية واصلت قصفها العنيف لمناطق متفرقة من القطاع مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى وهذا يدل على أن إسرائيل كعادتها لا تحترم أي مواثيق دولية أو قرارات أو عهود فلقد فاقمت قوات الاحتلال الإسرائيلية من جرائمها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة باستخدامها قذائف الفوسفور الأبيض الحارقة ضد المدنيين في القطاع رغم أن المواثيق الدولية حول الأسلحة التقليدية تمنع استخدامها ضد السكان المدنيين أو ضد القوات العسكرية أثناء تواجدها بين المدنيين إلى جانب أنها خرقت القانون الدولي الإنساني بعدم سماحها للمسعفين بالوصول إلى الجرحى لدرجة أنهم ظلوا ينزفون دون مسعف بسبب التعسف الإسرائيلي ومنعه سيارات الإسعاف من الوصول إليهم .. كل هذا يؤكد على أن تعويل الدول العربية على مجلس الأمن الدولي لن يفيد كثيرا.

إن الموقف الآن لم يعد يحتمل أي مماطلة وتسويف لأن الأبرياء الفلسطينيين هم الذين يدفعون الثمن لذا فلا بد من موقف عربي قوي موحد قبل فوات الأوان ينقذ الأطفال والنساء والشيوخ من الوحش الكاسر الذي لا يفرق بينهم وبين المقاتلين .. ولنكن كرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الذي وقف يتكلم بقوة ضد إسرائيل ومدافعا عن حماس دون أن يخشى شيئا متحديا المزاعم الإسرائيلية والأمريكية مساندا الحق الفلسطيني.

لاشك أن المجازر الإسرائيلية الوحشية بحق سكان غزة الآمنين وضرب المدارس المكتظة بالأطفال والنساء الهاربين من لهيب الحرب وقصف الطائرات الإسرائيلية لن يحقق لإسرائيل أهدافها بتصفية حركة المقاومة في غزة وعلى رأسها "حماس" كقوة فلسطينية شعبية تصرّ على المقاومة نهجاً لتحرير الأرض المحتلة .. فلقد تصرفت إسرائيل وكأنها تريد اقتلاع الحركة من القطاع، وتجريدها من سلطتها، والإتيان بسلطة بديلة منها ولكن هيهات أن يتحقق لها ذلك.

نتمنى من المجتمع الدولي والعربي على الأخص أن يبدي مواقف أكثر حزما تجاه مساندة الشعب الفلسطيني الذي يذبح تحت مسامع ونظر المجتمع الدولي ككل وكل ما نفعله هو انتظار صدور قرارات لن تنفذ على أرض الواقع إلا بعد أن تحقق إسرائيل ما تصبو إليه لذا يجب العمل على الحيلولة دون وصولها إلى هذه الأهداف.

كان الله في عون كل فلسطيني مكلوم خائف يعاني من ويلات الحرب وويلات البرد إنه نعم المولى ونعم المعين.

** الالتحاق للتجنيد الأمريكي بألعاب الفيديو :

يبدو أن وزارة الدفاع الأمريكية نتيجة لحروبها التي تخوضها في أفغانستان والعراق لا تجد إقبالا من الشباب على التجنيد في صفوف الجيش الأمريكي لذا فقد ابتدعت ابتكارات عدة تجذب بها الشباب وتشجعهم على التقدم للتجنيد بألعاب الفيديو وخرائط شركة جوجل وهجمات بالمحاكاة على مواقع العدو مدعية أنها تهدف إلى تبديد المفاهيم الخاطئة عن حياة الجيش.

لقد استثمر الجيش 12 مليون دولار في منشأة تبدو كمزيج من صالة استقبال في فندق فخم وقاعة لالعاب الفيديو بدلا من مناخ التجنيد المعتاد بطاولاته المعدنية وجنود في الزي الرسمي داخل مبنى عسكري كئيب فأصبح يضم (مركز تجربة الجيش الامريكي) الواقع داخل مركز (فرانكلين ميلز) التجاري بشمال شرق فيلادلفيا 60 جهاز كمبيوتر شخصي محملة بألعاب فيديو عسكرية خاصة و19 برنامجا لجهاز (اكس بوكس 360) لالعاب الفيديو وسلسلة من الشاشات التفاعلية تقدم وصفا لقواعد عسكرية وخيارات مهنية بكثير من التفصيل .. ويمكن للراغبين في التجنيد تمضية بعض الوقت بالجلوس على الارائك والاستماع الى موسيقى الروك التي تملا الاركان.

الغريب أن المركز تجاوز العدد المستهدف للمجندين وجنود الاحتياط حيث دخل 185 ألف رجل وامرأة الخدمة العسكرية العاملة في السنة الماضية ساعد في ذلك الركود والبطالة المتزايدة.

إن مركز فيلادلفيا يغوي الشبان بغرفة منفصلة يطلق داخلها المجندون المستقبليون النار من سيارة حقيقية على مخيمات للعدو مقامة على ديكور لأرض معركة بارتفاع 4.5 متر مع مؤثرات صوتية تصم الاذان.

وفي غرفة أخرى يستطيع من يميلون إلى شن هجوم المشاركة في غارات بالهليكوبتر حين يخرج الجنود الاعداء من مخابئهم ليقتلوا بنيران أسلحة اوتوماتيكية يطلقها جهاز للمحاكاة على متن طائرة من طراز اباتشي أو بلاك هوك.

يبدو أن أمريكا لا تنوي التخلي عن حروبها الباطلة في أفغانستان والعراق حتى تقوم بتدريب المجندين الجدد على كيفية الهجوم والتدمير والتخريب بأجهزة للمحاكاة وكأنها تقول للجميع احذروا المجندين المقبلين فهم على قدر من المهارة التي تمكنهم من استخدام الآلات الحديثة وهذا يعني أنه لا نهاية للحروب الأمريكية .. ورينا يستر.

** من فيض الخاطر :

الفشل .. إنه تلك الرصاصة التي تطلق على الحلم الجميل فترديه قتيلاً .. إنه الشيء الذي يقبع على الصدر فيكتم أنفاس الأحلام ويحيلها كوابيس مؤرقة .. فيصنع غيمة سوداء تحجب الحقيقة وتحول الحياة إلى ثقب إبرة .. الفشل .. ذلك الاسم الصعب والمعني الأصعب .. المتمثل في نهاية سيئة لكل جهد أو تعب .. فهو يعني خيبة الأمل وحالة من اليأس والإحباط.

العاقل هو من يستفيد من هذا الفشل .. فيعتبره كبوة يستطيع النهوض منها لتحقيق أفضل مما كان يحلم .. ويحولها إلى انتصار ساحق .. المهم هو العزيمة والإصرار على النجاح .

** آخر كلام :

لا بأس من أن تبني قصورا في الهواء على شرط أن تعرف كيف تشيد لها أساسا من الواقع .