النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قراءة في فكر ميخائيل نعيمة

  1. #1
    الصورة الرمزية هيثم عساف
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    12- 2008
    المشاركات
    144

    Icons26 قراءة في فكر ميخائيل نعيمة

    قراءة في فكر ميخائيل نعيمة وسفره في عالم الأدب


    تتجاذب الأفكار وتتنافر، يحرن القلم ويستعصي، تتكّشف رياض، تتلبّد غيوم، تتعانق خيالات،
    وتتهادى رؤى......
    كل ذلك وأنت تقف على شاطئ الفكر النعيمي، فتأخذك الحيرة، وتنبت في خاطرك أسئلة وأسئلة،
    وتروح تحمل فكرك في الأجوبة، والمدى رحب، والعين تقصر عن تمام الإحاطة!
    وتتساءل عن مصدر هذا الفكر،
    فإذا أنت أمام نهر هادئ رغم تدفّقه، عميق رغم شفافيته.
    إنه نهر الخلاص الإنساني، بمائه تتعّمد النفوس، فتتطهّر مما علق بها من أدران المادة،
    وتبرأ من أسقام الكراهية والبغضاء.

    رحلة نعيمة مع الأدب طويلة. بدأت بمسرحيّة (الآباء والبنون) التي تمّ طبعها عام 1917،
    ثم أعقبتها معالم تشرئبّ على طريق الأدب باللغتين العربية والإنكليزية،
    كانت كلها أجزاء من روحه ووجدانه، يربطها رابط روحيّ واحد، هو رابط الرسالة الروحية الأدبية
    التي يجتهد نعيمة في أن يؤدّيها في حياته إلى المجتمع الإنساني،
    فكأنّ جميع مؤلفاته كتاب واحد، لا كتب متعدّدة.

    اقترن بالطبيعة، فتمثّلت في عينيه صفاءً كصفاء سماء صنين، وهدوءاً كهدوء نسيمه،
    وعمقاً كعمق البحر. وفي جبهته العريضة كانت ميادين فسيحة للتأملات العميقة التي تتولّد منها حكمة الأجيال
    وبدت في وجهه صوفية مؤمنة راضية هادئة.
    جمال الطبيعة وتناسقها ألهماه فنه الجميل المتناسق، وحكمتها وعمقها ألهماه فلسفته الإنسانية الرحبة
    وفي استلهامها والحديث عنها، يشترك خياله وحسّه، بصره وبصيرته، عقله وقلبه، وكلّ جارحة من جوارحه
    كل هذا وذاك انعكس في كتاباته،
    فكان اهتمامه بالروح قبل الجسد، وبالخالد قبل الفاني، وبذات الإنسان التي لا تموت قبل ذاته الفانية.
    وفي هذا المجال كانت خلاصة أدبه الذي توزّع بين رياض النقد والشعر والمسرحية والقصّة.
    وفي كل ذلك كان يعمّد أدبه بماء المحبة الصافية، ويلبسه لباس الإنسانية الرحبة، فتبرز الحياة أيّما حياة،
    وأينما وكيفما وُجدت بثوب أبيض ينأى بها عن الدنس،
    لأن تدنيس الحياة في عرف نعيمة هو تدنيس للنظام ولله
    (ما قتل إنسان إنساناً إلا كان فعله تصريحاً بأن الله قد أخطأ عندما خلق ذلك الإنسان،
    فهو بقتله يصحّح خطأ الله ) ويقول في موضع آخر:
    ( إنها لأحجية ان تميتَ نبات الأرض وخيرها وحيوانها لتحولها لحماً في جسدك ودماً وعظماً،
    وأن تدعو موتها حياة، وعندما تحوّل الأرض جسدك نباتاً وطيراً وحيواناً أن تدعو ذلك موتاً لا حياة ).
    ويقول على لسان موسى العسكري بطل اليوم الأخير:
    (لكم مددتُ يدي لأقطف زهرة في الحقل فجمدت يدي، ولكم رأيتني أنتقل من زهرة إلى زهرة
    وكأني أنتقل من حبيب إلى حبيب ).

    إنّ كلّ مظاهر الحياة تبدو (عند نعيمة) جديرة بالحماية والتكريم والاحترام،
    وإذا كان الأمر كذلك، فحريّ بالإنسان أن يكون أولاها بالاحترام والتقديس
    (كل ما في الطبيعة ثمين وشريف، ولكن أثمنه وأجمله وأشرفه على الإطلاق هو الإنسان ).
    فالإنسان في أدب نعيمة هو القيمة الأكبر والأهم والتي هي (فوق ما يستطيع الناس تحديده ).

    ولقد يشطّ بنا المدى بعيداً إذا نحن تتبّعنا الإنسان في إنسانية نعيمة.
    فذلك يتطلّب مجلّدات، وإنما رأينا أن نومئ هذه الإيماءة الخفيفة لندل بها على محور كتابات أديبنا
    وهو الإنسان الذي جعله الله خليفة له في الأرض ورفع من شأنه فوق شأن الملائكة حين أمرهم
    أن يسجدوا لآدم كما ورد في القرآن الكريم.


  2. #2
    الصورة الرمزية زنبقةُ الحرف
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    06- 2007
    العمر
    37
    المشاركات
    2,250

    رد: قراءة في فكر ميخائيل نعيمة

    ميخائيل نعيمة أديب عربي عريق ..
    معلومة أدبية قيمة ..
    تحيتي لك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML