الموضوع: قرية الحميضة بإزكي .. روضة جميلة ومكان مميز للراحة والاستجمام

قرية الحميضة بإزكي .. روضة جميلة ومكان مميز للراحة والاستجمام

11/13/2008
إزكي / سالم بن محمد المسروري:

للريف العماني طابعه الخاص المتميز عن باقي القرى والمناطق من هذه الأرض الطيبة حيث يتمتع فيه زائره بمشاهدة الكثير من المقومات السياحية التي ينشدها لقضاء أوقات من الراحة والاستجمام كما يلاقي فيه الموروثات التراثية الخالدة التي تحكي الكثير عن الماضي التليد لهذا الوطن العزيز وتعد الزيارة للريف العماني بمثابة التأمل والتعرف على ما يحكيه لنا التاريخ العماني العريق الضاربة عروقه في القدم.

**قرية الحميضه بولاية إزكي:

هذه المنطقة الوادعة التي تقع في الجهة الشرقية من ولاية إزكي تبعد عن مركز الولاية بحوالي 17 كيلو مترا وترتبط بمركز الولاية بطريق معبد وهو طريق الشباك ويمر بالحميضة والقريتين إلى أن يلتقي بطريق وادي عندام بولاية المضيبي ويفصلها عن جارتها قرية القريتين التي تحدها من الجنوب والشرق وادي سيما والشباك بينما تجاورها من الشمال قرى سيماء ومقزح ومن الغرب قرى الشباك يبلغ عدد سكانها حوالي 700 نسمة حيث تبدو للسائح وكأنها روضة جميلة هادئة يخترق ذلك الهدوء زقزقة العصافير وهديل الحمام وخرير المياه التي تنساب عبر أفلاجها يتخللها نسمات الهواء العليلة التي تضفي على السائح والزائر الذي يأتيها خلال عطل نهاية الأسبوع والعطل الأخرى جوا من الراحة والاستجمام.

ويقول:

زهران بن سلطان بن زاهر العامري وهو أحد أبناء هذه القرية الجميلة إن سبب تسمية القرية بهذا الاسم الذي ينطق بضم الحاء وفتح الميم حسب ما جاء في موسوعة أرض عمان ( الحميضة جمعها حمض والمحمض الأرض كثيرة الحمض وهو ما ملح ومر من النبات والحميضة تصغير حامضة ويقال سميت بذلك لأنها منطقة صعبة وشديدة على الأعداء) وأيضا جاءت التسمية لكثرة زراعة أشجار الحمضيات فيها وتواجد نبتة الحمض في الجبال المحيطة بها ويواصل الحديث تمثل حارة الحاجر الغربي وحارة مسجد الخطو وحارة السيبة التي نحن الآن فيها أحد أهم المعالم الأثرية بالقرية حيث تحكي عن تاريخ وقدم القرية لما تضمه من منازل قديمة وأسوار منيعة وبروج تاريخية مثل برج القرن الذي يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من خمسمائة عام وبروج الحجرة القديمة وعددها برجان وحول تداول المثل العماني ( كما مطاوعة الحميضة) يقول زهران العامري لقد جاء المثل بسبب تمسك أهالي القرية بالدين الإسلامي الحنيف فانتشرت المساجد بها بشكل واسع أكبر من حجم ومساحة القرية والتي من بينها مساجد الحجرة القديمة ومسجد أولاد حسين ومسجد الخطو الذي تم إعادة بنائه وتوسعته ليكون جامعا لأهالي القرية يقيمون فيه صلاة الجمعة والصلوات المفروضة ومسجد الشباك الأثري القديم.

والذي يقع بجانب شريعة فلج الشباك في وسط القرية والذي كان قديما جامعا لأهالي القرية ومساجد الزامه والسرحة ومخلف سالم والخراب والشاورية والشكيلي والحلة الغربية ويحدثنا بالقول يمارس أهالي قرية الحميضة حرفة الزراعة كحرفة أساسية فهي قرية زراعية في المقام الأول حيث توجد مساحات شاسعة من مزارع النخيل والفواكه والخضروات وتمثل التمور أهم مصادر إنتاجها وخاصة البسر من نخلة المبسلي المشهورة على مستوى الولاية بالإضافة إلى الأنواع المختلفة من أصناف النخيل مثل النغال والخنيزي والخصاب والحنظل والبر شي والخلاص والزبد والمزناج كما تتم زراعة أعلاف الحيوانات مثل القت والغشمر والبازري والخضروات مثل الفجل والخس والطماطم والملفوف والفواكه مثل المانجو والجوافة والفيفاي والحمضيات مثل السفرجل والشاموم والنارنج والبالنج والليمون وتعتمد الزراعة في ريها على مياه الأفلاج والآبار حيث يوجد بالقرية ثلاثة أفلاج هي:

فلج البيسر الذي يسقي مزارع القرية بكاملها حيث منبع الفلج وادي سيماء وفي وقت الخصب تتكون من الفلج شلالات من المياه التي يستمتع بها الزائر للقرية وهناك فلج الشباك الذي يروي الجزء الجنوبي من نخيل وبساتين ومزارع القرية ويتميز هذا الفلج بوجود غراق فلاح أما فلج الرديدة فهو مندثر وكانت مياهه تصب في فلج البيسر ومن المزارات السياحية في القرية سدر حسن والتي تقع شمال القرية على ضفاف وادي سيما ومقزح والتي تعد مرتعا للناس والسائح في أوقات التنزهات في فصل الصيف وهناك أيضا الحجرة القديمة بمبانيها وأبراجها وأبوابها (الصباحات) وأسوارها.

وحدثنا زهران العامري أن أهالي قرية الحميضه يمارسون العديد من العادات والتقاليد العمانية والألعاب والفنون الشعبية الجميلة والصناعات والحرف التقليدية كغيرها من سائر قرى ومناطق السلطنة كما حظيت قرية الحميضه بنصيب وافر من الخدمات الحكومية في هذا العهد الزاهر الميمون لجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه من حيث خدمات الكهرباء والمياه والهاتف الثابت والمحمول والطرق المسفلتة والإنارة وبها العديد من المحلات التجارية ذات الأنشطة المتنوعة.