النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل الثبات على الحق جميل أم البحث عن الحق أجمل؟

  1. #1
    الصورة الرمزية أسير الظلام
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    المشاركات
    51

    هل الثبات على الحق جميل أم البحث عن الحق أجمل؟

    كان أبو الحسن الأشعري (260-324 هجري) معتزليا قبل أن يتحول لأهل السنة و ينتهي في العقيدة إلى عقيدة الأمام المبجل احمد بن حنبل وقد لازم أبو الحسن الأشعري شيخه المعتزلي أبي علي الجبائي المتوفى سنة 303 هجري مدة اربعين سنة وجرت بينهما مناظرات منها و احد يقال أنها كانت سبب انفصاله عن المعتزله و لحاقة بأهل السنة , وكان موضوعها عن الأصلح وهي فرع من العدل كما سنرى.
    سأل الأشعري أستاذه:(أيها الشيخ ما قولك في ثلاثة: مؤمن وكافر و صبي ؟
    فقال الجبائي المؤمن من أهل الدرجات (في الجنة) و الكافر من أهل الهلكات (في جهنم) و الصبي من أهل النجاة (في الجنة ايضا) .
    فقال الأشعري:فان أراد الصبي أن يرقى إلى أهل الدرجات هل يمكن؟
    قال الجبائي لا يقال له:إن المؤمن إنما نال هذه الدرجة با الطاعة و ليس مثلك
    قال الأشعري فان قال الصبي التقصير ليس مني فلو أحييتني(لو لم امت صبيا) كنت عملت من الطاعات كعمل المؤمن؟
    قال الجبائي يقول له الله: كنت أعلم انك لو بقيت لعصيت و لعوقبت فراعيت مصلحتك قبل أن تنتهي إلى سن التكليف. .
    قال الأشعري فلو قال الكافر: يارب علمت حاله كما علمت حالي فهلا راعيت مصلحتي مثله؟؟
    فا نقطع الجبائي)) المرجع:السبكي طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص250 .
    الإيمان بالتطوّر الطبيعي وضرورته ينطلق من معرفتنا المبدئية لطبيعة العقل البشري وتفاعله مع السياقات الاجتماعية والعلمية التي يعيشها ويهتم بها فهو عقل يبدأ قاصراً ضعيفاً، لا يلبث أن يزداد علما ومعرفة وتجربة تدفعه قسراً للتغيير والتطوير باتجاه الأصلح والأعلم. فهناك كثير من العلماء الذين غيروا من قناعاتهم ولا بأس بالتذكير ببعض الأسماء الكبيرة في تاريخنا العلمي على مستوى العلوم الشرعية مردفة بنوع تحولها، فمن ذلك
    عبدالرزاق بن همام الصنعاني صاحب المصنف كان يتشيّع ثم رجع، ونعيم بن حماد الخزاعي انتقل من مذهب الجهمية إلى مذهب أهل السنة وأبو ثور كان حنفيّاً ثم تشفّع، وابن الحكم كان مالكيا ثم تشفع ثم رجع مالكيا وأبو جعفر الطحاوي كان شافعياً ثم حنفياً، وأبو الحسن الأشعري كان معتزلياً ثم تحول عنهم إلى مذهب آخر وابن حزم كان شافعياً ثم تحول لأهل الظاهر، والقاضي أبو يعلى الحنبلي كان حنفياً قبل ذلك والخطيب البغدادي كان حنبلياً ثم أصبح شافعياً، وابن القيم كان على قول بعض الفرق ثم لحق بالحنابلة وابن تيمية كان على مذهب الآباء -كما يقول- ثم أصبح حنبلياً ثم مجتهداً مطلقاً ، وعمران بن حطان كان سنياً ثم التحق بالخوارج تلك بعض الأسماء وهي قليل من كثير وقد كُتبت في جمع أسماء المتحولين من العلماء بحوث وكتب من أجملها ما كتبه الشيخ بكر أبو زيد في كتابه النظائر.
    ولم يكن لسرد تلك الأسماء من غرضٍ سوى توضيح أن هذه الأسماء الكبيرة في ذاكرتنا العملية لم تكن على صورة واحدة ورأي واحد ومنهج واحد طيلة حياتها بل مرّت بتنقلات وتحولات تعددت أسبابها واتحدت الصورة التي تنقلها لنا بمجموعها وهي أن التطور سمة طبيعية يجب أن نأتسي بها، لنبتعد قليلاً عن تمجيد الثبات المطلق كما يروّج له في أيامنا فلئن كان الثبات على الحق جميلا فإن البحث عن الحق أجمل وتجديد التفكير والنظر في الذات ومناهجها وأفكارها وممارسة نقدها وتطويرها أجمل من ذلك كله.
    والتناقض ليس نقصاً أو خطأً أو ضعفاً، إنه حركة حياة وكينونة، ورؤية عقلية متجددة مستجيبة ببسالة، إنه كالانتقال من الأمس إلى اليوم، ومن اليوم إلى الغد، ومن مرحلة في العمر إلى مرحلة أخرى... ومن شعور إلى شعور، ومن رؤية إلى رؤية، ومن عمل إلى آخر، ومن حالة إلى أخرى... إن الناس يعيبون الذي يتناقضون، ويمتدحون الثابتين على أفكارهم، ومذاهبهم، ونظرياتهم، ومواقفهم، وقد كان العدل والصواب أن يروا العكس.

    تحياتي: أسير الظلام


  2. #2
    الصورة الرمزية قلم يتجسد
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    07- 2008
    العمر
    34
    المشاركات
    621

    رد: هل الثبات على الحق جميل أم البحث عن الحق أجمل؟

    بارك الله فيك يا اسير الحرف
    دائما اجدك متألقا في اي مكان
    حيث اجدك المميز
    ....................
    قلم يتجسد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML