أحداث11 سبتمبر ..وسياسة الأكاذيب !9/14/2008
عيسى بن محمد الزدجالي
يتذكر العالم كله بشرقه وغربه وشماله وجنوبه هذه الأيام ما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية يوم 11 سبتمبر عام 2001م ، والتي اصطلح على تسميتها بأحداث 11 سبتمبر ، وهي الأحداث التي تغير بعدها وجه العالم منذ بدايات الفترة الأولى لحكم الرئيس الأمريكي جورج بوش ، واستمرت التغيرات طوال السنوات السبع التي تلت وقوع أحداث سبتمبر ، لتطول الكثير من دول العالم ومقدرات الشعوب التي وجهت اليها الإدارة الأمريكية أصابع الاتهام في وقوع هذه الأحداث.
وعقب أحداث سبتمبر أخذت الولايات المتحدة في خوض ما أسمته الحرب على الإرهاب ، وبدأت حربها الفاشلة في أفغانستان ، ثم تلتها بحربها الأكثر فشلا في العراق ، وبين أفغانستان والعراق خاضت الولايات المتحدة مغامرات كثيرة في شتى أنحاء العالم وتصرفت على أنها القوة العظمى الوحيدة ، والتي لها الحق في فرض سيطرتها على العالم بعيدا عن كل الهيئات والمنظمات والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول.
وقد كان للعرب نصيبهم الوافر من السياسات الأمريكية المعادية ، وعانت دول عربية عديدة من تدخلات الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية مرة بدعوى نشر الديمقراطية ومرة أخرى بداعي الدفاع عن حقوق الإنسان وثالثة بحجة مكافحة الإرهاب وملاحقة الجماعات الإرهابية التي مازالت حتى يومنا هذا تشكل لغزا محيرا للعالم ولا نعلم مدى مصداقية الروايات التي تنسجها أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول هذه الجماعات وقدراتها وأماكن وجودها.
وبسبب حربها المزعومة ضد الإرهاب ، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل جبهة من حلفائها الموالين لها ولسياساتها ، وقامت بغزو العراق بزعم امتلاكه لأسلحة دمار شامل ، ثم انكشفت اللعبة سريعا عندما فشلت أمريكا وحلفاؤها في اثبات امتلاك العراق لهذه الأسلحة رغم تفتيشهم للأراضي العراقية شبرا شبرا ، ومن أجل عيون اسرائيل قامت الولايات المتحدة بتفتيت قوة العراق العسكرية ، وشردت جيشه ، والآن تحاول تكرار نفس اللعبة مع ايران بإيعاز اسرائيلي أيضا لتضمن أمن وسلامة الدولة العبرية التي ما ان تشير بأصابعها الى أية دولة حتى تصب عليها أمريكا جام غضبها ، سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
ولقد جنت اسرائيل من وراء أحداث 11 سبتمبر مكاسب لم تجنها أية دولة في العالم ، ودفع العرب والمسلمون فاتورة هذه الأحداث التي لم يكن لهم يد فيها ، والتي مازال العالم يشكك في مصداقيتها إلى يومنا هذا ، حتى أن عددا من المفكرين الأمريكيين قد أثاروا مؤخرا فرضيات تشير الى تورط الولايات المتحدة نفسها في تدبير هذه الأحداث من أجل تحقيق مشروعها للهيمنة على العالم.
واعتبر هؤلاء المفكرون أن أحداث سبتمبر كانت أكذوبة كبرى دبرتها أياد وعقول أمريكية ، بل وأشار البعض الآخر الى تورط اسرائيل في أحداث سبتمبر التي ما أن وقعت حتى تفاجأ العالم باتباع أمريكا لسياسة جديدة مبنية على الأكاذيب..وتلفيق التهم للدول دون أي دليل أو اثبات على صحة هذه التهم ، بل إن بعض الدول العربية عانت لمجرد وجود شخص يحمل جنسيتها ضمن المجموعة التي قامت الولايات المتحدة بالقبض عليها وايداعها في معتقل جوانتانامو غير الانساني بحجة انهم من المدبرين لارتكاب أحداث سبتمبر.
أما الآن ..وبعد أن أخذ العالم في التنبه الى عدم مصداقية الرواية الأمريكية حول أحداث سبتمبر ، وتشكك جانب كبير من الدول والشعوب في جدوى ما سمي بالحروب الاستباقية التي خاضتها الولايات المتحدة وحركت أسلحتها وجنودها من أجلها على مدار السنوات السبع الماضية ، فإن الأمل الوحيد الباقي هو أن تأتي الانتخابات الأمريكية المزمعة في شهر نوفمبر المقبل بإدارة جديدة تعيد السياسة الأمريكية الى رشدها ، وتنظر للعالم من منظار التعاون والرغبة في التعايش المشترك ، وليس من منظار الهيمنة والرغبة المسعورة في السيطرة على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتها.