النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: عبدلله الجفرى ...حرف لا يموت

  1. #1
    الصورة الرمزية الاصايل انثى
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    11- 2007
    المشاركات
    2,396

    Icons27 عبدلله الجفرى ...حرف لا يموت

    [frame="1 98"]
    الجفري بين متاعب «الحياة».. ومواجع «الكتابة»

    (1)
    في كثير من الأحيان تبدو الكتابة عن الأشخاص صعبة ومحرجة ومربكة.. خاصة إذا جاءت هذه الكتابة «مديحاً» أكثر مما يجب و«ثناء» أكثر مما ينبغي وذهاباً إلى «الشخصنة» أكثر من ذهابها وغوصها في التقييم والتحليل والدخول في «العمق» لا الوقوف على «السطح»..
    إنها الكتابة التي تقف أمام «المنتج» الفكري والثقافي والإبداعي، وتحاول الابتعاد قليلاً عن «شخصنة» الكتابة.. حتى لا تأتي هذه الكتابة مجانية واستهلاكية ومباشرة.
    وأمام رحيل الأستاذ الكبير عبدالله الجفري أجد نفسي إزاء رجل تعامل مع الكتابة بعشق بالغ وبمحبة كبيرة لافتة وبإخلاص وصل حد التفاني والفناء.
    إنها تلك المسافة بين أن تكون أو لا تكون بين أن تحيا أو أن تموت..
    لقد كانت الكتابة تعني للجفري حياة أو موتاً ولقد كان مخلصاً لهذا العذاب الجميل حتى آخر لحظة في حياته.. حتى وهو يدخل زمن الموت.. لقد مات وهو يكتب وتلك هي القيمة الكبرى لمعنى الحياة.. ومعنى الكتابة.
    لقد كان يتعب من الكلمة إذا جاءت كالسهم من «أحد» كان في داخله يترمد.. يحترق لذلك يتعب من التعب وتعب من الحياة والناس بالرغم من أنه كتب بحبر القلب من أجل أن تكون الحياة.. حياة أكثر جمالاً وبهاءً والناس أكثر انسانية.. وتحضراً.
    (2)
    لقد اختلف كثيرون حول إنتاج وإبداع وأدب الجفري وحول «القيمة» التي يحملها هذا الإنتاج وهذا الإبداع وهذا الأدب.. واختلف كثيرون حول ما كتب في المقالة والقصة والرواية وما الذي سوف يبقى من كل ما كتب ولكن اتفق الكل على أنه يمثل «النموذج» و«المثال» للكاتب والمثقف والمبدع الذي آثر أن يكون صديق الكلمة ورفيق الأبجدية وأحد فرسان الكتابة الجديدة الرائدة وأحد الذين زرعوا بذور الإبداع الجديد في حقل الكتابة النثرية في المملكة مع آخرين في الصفحة السابعة في «عكاظ» في زمن رئاسة الأستاذ/ عبدالله خياط.
    ومن هنا كان الجفري فارس الكتابة «الرومانسية» لقد كتب بحبر القلب فأشعل في الأبجدية تلك اللغة الجديدة والمختلفة وتحول إلى مدرسة و«ظاهرة» في تاريخ الأدب السعودي.. لقد كان حالماً كبيراً حلم بتغيير الناس والمجتمع لكي يكونوا أكثر انحيازاً للحب وأكثر ممارسة فكراً وسلوكاً لهذا الحب وكان محباً وعاشقاً للجمال والقيم النبيلة والجميلة وتمنى أن تكون الحياة أكثر اخضراراً وازدهاراً،
    إنه يكتب بالحبر الأخضر كأنما هو بهذا الفعل -فعل الكتابة- يريد أن يتحول العالم إلى شيء آخر إلى حديقة خضراء من الكلمات والعشق.. والضوء.
    (3)
    أتذكره الآن.. في هذه اللحظة حيث كنت أراسله من جيزان منذ أكثر من عشرين عاماً وكنت أرسل له بعض ما أكتب في تلك البدايات الأولى.. شعراً ونثراً وكان يتفضل بالرد على رسائلي بتلك الكلمات المحفزة والمشجعة.. ثم بعد ذلك صار يعلق على «بعض» مما أكتب في مقالاته خاصة في فترة كتابته في صحيفتي «الحياة« و«البلاد».. ولقد كنت أذّكره بكل البدايات الأولى كلما جمعتني به «مناسبة» أو التقيت به في «مجلس» الأستاذ محمد سعيد طيب، لقد ظلت علاقتي به تحكمها علاقة الأستاذ والتلميذ، حتى وأنا أجاوره في نفس الصفحة، على اختلاف في الفكر واختلاف في الرؤية، كنت أقول له كلما هاتفته أو التقيته ستبقى أحد الكبار الذين أضاءوا لي دروب الكتابة ومنحوني شيئاً مما هو حميمي.. بعض من حبهم وحبرهم، وأنت في المقدمة من هؤلاء الكبار حقاً.
    من «الجدار الآخر» و«حياة جائعة» و«جزء من حلم» إلى «حوار وصدى» و«فقط» وزاويته «ظلال» ظل الجفري غارقاً في أحزانه ومتاعبه في آلامه المغسولة بالعذوبة والعذاب.. وفي قلقه المشتعل وأرقه الطويل والساهر على ما ظل يحلم به ويتمناه وظيفته الكتابة ومهمته زرع سنابل العشق والمحبة والإبداع في أرض الواقع وفي براري الأمل.. والمستحيل أيضاً..
    وإذا كان الشاعر الراحل محمود درويش قد دعا إلى «تربية الأمل» فإن الجفري على مستوى خطابنا الأدبي والإبداعي كان داعية «محبة» لا أحد دعاة الحقد والكراهية، وكان أحد رموز الوعي والتنوير.
    ماذا يبقى من الجفري كاتباً ومبدعاً؟!..
    إنه السؤال الذي ينبغي أن تأتي إجابته عبر قراءة لأعماله وما تركه من آثار أدبية وثقافية وإبداعية ولكي تبقى رسالته في «الحب» هي رسالة إلى كل من يمارسون الكتابة في بعدها الإنساني العميق.. لقد كان الجفري صادقاً مع نفسه ومع الآخرين، وكان وفياً للكتابة حد الموت وحتى حدود وحافة الزمن الأخير.. لقد عاش «حياته» كاتباً «حياته» و«حياة الآخرين» بامتياز.


    منقول من جريدة عكاظ
    لكاتب المتألق احمد عائل فقيهي

    [/frame]

    كم كنت أحبك وسوف أظل أحبك
    رحمك الله وأدخلك فسيح جناته
    وجعل الفردوس الأعلى مثواك
    :
    :
    :
    يبقى حرفك نبض لا يموت

  2. #2
    الصورة الرمزية الاصايل انثى
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    11- 2007
    المشاركات
    2,396

    رد: عبدلله الجفرى ...حرف لا يموت

    [frame="1 98"]
    عبدالمحسن يوسف
    : بوحهُ كان صلحاً جميلاً مع القلب

    إلى عبدالله الجفري في صمته الأخير


    رمى ـ مرّة ًـ حجراً لامعاً في مياه ِ الكتابة،

    أضحى يدندنُ: كيف انطفأت؟ وكيف خبتْ نجمة ٌفيك؟
    كيف ذوتْ وردة ٌ في الحقولْ؟ وماذا أقولْ؟ وقد صرت ِ يابسة ً كالرمال،
    وآسنة ً كنت مثل الوحولْ!... رمى حجرًا، وانبرى يرقبُ الماءَ:ـ هل سوف يسفرُ عن جنّة، عن ملاذ ٍ جميل ٍ من الحبِّ، عن وطن ٍ آمن ٍٍ في أقاصي الفؤاد ِرمى حجرًا فاتنًا غِبَّ هذا السكونْ. رمى حجراً، وانتظرْ: ـ إن حبرَ الصحافة ِ فظٌّ، غليظٌ، ضريرٌ، حجرْ. فهل من سبيل ٍ إلى لغة ٍ كالمطرْ؟ على يده ِ صارَ حبرُ الكتابة ِ بوحاً أنيقاً وحقلاً رشيقاً بشبّاك ِ سيدة ٍ عاشقة. أليسَ ـ إذنْ ـ ذاكَ منجزَهُ العذْبَ رغم الظلام ِ الكثيف ِ المهيمن إذّاكَ، قفزتَهُ الباسقة ْ؟... على يده ِ صارَ حبرُ الكتابة ِ جرحاً وملحاً وصلحاً جميلاً مع القلب ِصلحاً بهيّاً مع الروح صلحاً شهيّاً مع العشق ِ دندنة ً حارقةْ... بهذا تصيرُ الكتابة في عتمة ِ الوقت ِ كالنجمةِ الفارقةْ... حين جاءَ إلى وردة ِ الحبر ِ يوقظها كان ليلُ الهواء ِ ثقيلاً وكان «الهوى» تهمة ً والأغاني معادية ً والسماءُ رماديّةً... حين أثّثَ «زاوية» بالهديل ِالمباغت ِحطَّ الحمامْ على شرفةِ القلب مؤتلقًا، واستعادَ الكلامْ هنالكَ بعضَ اشتعالاته، بعضَ أقمارهِ الآفلة... نباحٌ كثيفٌ بداً يملأُ الأفقَ إذّاكَ لكنّما القافلة ْمضتْ في الطريق ِ الجديد ِ على رسلها من ترى سوف ينحازُ للظلمة ِ المستفزة ِللغة ِ الذابلة؟... أتى بعده من أضافَ إلى اللحن ِ لحناً جديداً وغنّى المغنونَ، دون اكتراث، لما يفعلُ المعتمونْ. ومالتْ على غصنه ِـ بعد لأي ٍـ غصونْ. التقيتُ به، صدفة، عند مصعد ِ«مشفى الأطباءِ» إذْ كان مستعجلاً... بعد حين ٍ من الوقت أبصرتُهُ هادئاً في عيادة ِ صاحبِنا المشتركْ. لم نقلْ غيرَ «أهلاً.. وسهلاً» «وكيفَ هي الصحة ُ الآنَ» « كيف هي الحالُ؟» « كيف هو القلبُ»... قلتُ، فقاطعني كالذي يستعدُّ لما ينتظرهُ وقد خبرَ المعتركْ:
    ـ طائراً متعباً صرتُ يا صاحبي في مهبِّ الشَركْ... ومضى للبعيدْ.
    رحمك الله وادخلك فسيح جنانه

    [/frame]

  3. #3
    الصورة الرمزية الاصايل انثى
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    11- 2007
    المشاركات
    2,396

    رد: عبدلله الجفرى ...حرف لا يموت

    والله أني حزينه
    خمسة عشر شخص حضر
    على الأقل
    قولوا
    يرحمه الله
    وأدعوا له بالمغفره
    أنا زعلانه لا أحديكلمني
    والله أحبه في الله

  4. #4
    الصورة الرمزية الاصايل انثى
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    11- 2007
    المشاركات
    2,396

    رد: عبدلله الجفرى ...حرف لا يموت

    مَنْ يروّي بَعدكَ الفُلّ؟ .. وَمَنْ
    يمنحُ العشّاق عِطَر الياسمينْ؟
    من يغنّي للجميلات؟ وَمَنْ
    يصبغُ الأُفْقَ بألوان الحنين؟
    من يناغى البدْرَ في ليْلِ المنى؟
    من يناجي مهرجانَ السامرينْ؟
    ***
    آه! عبدالله! ما أتعَسَنَا
    من دفينٍ نتمشّى لدفينْ
    يرحلُ الأحبابُ.. يمضي مَعَهمْ
    عمُرٌ كان يسُّر الناظرينْ
    من أماسٍ رقصتْ أنجمها
    وليالٍ رقصتْ للحالمينْ
    وشباب فائر.. ما مسّه
    مخلب الداءِ.. ولا الشيبُ الحزينْ
    وحبيباتٍ كأفكارِ الدُمَى
    يتلذّذن بذبحِ القلبِ.. عينْ
    ***
    آه! عبدالله! يبكي قَلَمٌ
    دفءَ كفّيكَ.. وقرطاس أمين
    الحروفُُ الخضرُُ من يرسُُلها
    في سماء الحُُبّّ.. تقسو وتََلينْْ؟
    وسطور العشق من يكتبها
    بِسوادِ العَينْ.. والقلب الطعينْ؟
    من نعزي فيك؟ أسفار الهوى
    أم شذى الكلمة.. أم أبهى سنينْ؟
    زَمَني بالموت يسخو ما له
    بمواعيدِ الأحباءِ ضنينْ؟!
    بحرف غازي القصيبي
    آه عبدالله ( للكاتب عبدالله الجفري رحمه الله )

  5. #5

    رد: عبدلله الجفرى ...حرف لا يموت

    عذرا سيدتي الأنثى
    فالغياب شغلنا عن الشاعر عبدالله

    يرحمه الله ويجعل مثواه جنة الفردوس الأعلى

    اللهم آآآآمين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML