صفحة 16 من 17 الأولىالأولى ... 614151617 الأخيرةالأخيرة
النتائج 151 إلى 160 من 166

الموضوع: حكايات ألف ليله وليله

  1. #151
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة الثامنة والأربعين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب الذي اسمه عزيز قال لتاج الملوك :
    فلما دخلت الزقاق الذي يقال له زقاق النقيب فمشيت فيه فبينما أنا ماش في ذلك الزقاق وإذا بعجوز ماشية وفي إحدى يديها شمعة مضيئة وفي يدها الأخرى كتاب ملفوف فتقدمت إليها وهي باكية العين وتنشد هذين البيتين :
    له در مباشـري لقدومكـم ........ فلقد أتى بلطائف المسموع
    لو كان يقنع بالخليع وهبته ........ قلباً تمزق ساعة التـوديع
    فلما رأتني قالت لي :
    يا ولدي هل تعرف أن تقرأ ?
    فقلت لها :
    نعم يا خالتي العجوز .
    فقالت لي :
    خذ هذا الكتاب واقرأه .
    وناولتني إياه فأخذته منها وفتحته وقرأت مضمونه إنه كتاب من عند الغياب بالسلام على الأحباب فلما سمعته فرحت واستبشرت ودعت لي وقالت :
    فرج الله همك كما فرجت همي .
    ثم أخذت الكتاب ومشت خطوتين وغلبني حصر البول فقعدت في مكان لأريق الماء ثم إني قمت وتجمرت وأرخيت أثوابي واردت أن أمشي وإذا بالعجوز قد أقبلت علي وقبلت يدي وقالت :
    يا مولاي الله تعالى يهنيك بشبابك ولا يفضحك أترجاك أن تمشي معي خطوات إلى ذلك الباب فإني أخبرتهم بما أسمعتني إياه من قراءة الكتاب فلم يصدقون فامش معي خطوتين واقرأ لهم الكتاب من خلف الباب واقبل دعائي لك .
    فقلت لها :
    وما قصة هذا الكتاب ?
    فقالت لي :
    يا ولدي هذا الكتاب جاء من عند ولدي وهو غائب عني مدة عشرة سنين فإنه سافر بمتجر ومكث في الغربة تلك المدة فقطعنا الرجاء منه وظننا أنه مات ثم وصل إلينا منه هذا الكتاب وله أخت تبكي عليه في مدة غيابه آناء الليل وأطراف النهار .
    فقلت لها :
    إنه طيب بخير فلم تصدقني .
    وقالت لي :
    لابد أن تأتيني بمن يقرأ هذا الكتاب فيخبرني حتى يطمئن قلبي ويطيب خاطري وأنت تعلم يا ولدي أن المحب مولع بسوء الظن فأنعم علي بقراءة هذا الكتاب وأنت واقف خلف الستارة وأخته تسمع من داخل الباب لأجل أن يحصل لك ثواب من قضى لمسلم حاجة نفس عنه كربة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    من نفس عن مكروب كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب يوم القيامة وأنا قصدتك فلا تخيبني .
    فقلت لها :
    سمعاً وطاعة .
    وتقدمت فمشت قدامي ومشيت خلفها قليلاً حتى وصلت إلى باب دار عظيمة وذلك الباب مصفح بالنحاس الأحمر فوقفت خلف الباب وصاحت العجوز بالعجمية فما أشعر إلا وصبية قد أقبلت بخفة ونشاط فلما رأتني قالت بلسان فصيح عذب :
    ما سمعت أحلى منه يا أمي أهذا الذي جاء يقرأ الكتاب ?
    فقالت لها :
    نعم .
    فمدت يدها إلي بالكتاب وكان بينها وبين الباب نحو نصف قصبة فمددت يدي لأتناول الكتاب وأدخلت رأسي وأكتافي من الباب لأقترب فما أدري إلا والعجوز قد وضعت رأسها في ظهري ويدي ماسكة الباب فالتفت فرأيت نفسي في وسط الدار من داخل الدهليز ودخلت العجوز أسرع من البرق الخاطف ولم يكن لها شغل إلا قفل الباب .

  2. #152
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة التاسعة والأربعين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
    إن الصبية لما رأتني من داخل الباب بالدهليز أقبلت علي وضمتني إلى صدرها ثم قالت لي :
    يا عزيزي أي الحالتين أحب إليك : الموت أم الحياة ?
    فقلت لها :
    الحياة .
    فقالت :
    إذا كانت الحياة أحب إليك فتزوج بي .
    فقلت :
    أنا أكره أن أتزوج بمثلك .
    فقالت لي :
    إن تزوجت بي تسلم من بنت الدليلة المحتالة .
    فقلت لها :
    ومن الدليلة المحتالة ?
    فضحكت وقالت :
    كيف لا تعرفها وأنت لك في صحبتها اليوم سنة وأربعة شهور أهلكها الله تعالى ، والله ما يوجد أمكر منها ، وكم شخصاً قتلت قبلك وكم عملة وكيف سلمت منها ولم تقتلك أو تشوش عليك ولك في صحبتها هذه المدة ?
    فلما سمعت كلامها تعجبت غاية العجب ، فقلت لها :
    يا سيدتي ومن عرفك بها ?
    فقالت :
    أنا أعرفها مثل ما يعرف الزمان مصائبه لكن قصدي أن تحكي لي جميع ما وقع لك منها حتى أعرف ما سبب سلامتك منها .
    فحكيت لها جميع ما جرى لي معها ومع ابنة عمي عزيزة وقالت :
    عوضك الله فيها خيراً يا عزيز فإنها هي سبب سلامتك من بنت الدليلة المحتالة ، ولولاها لكنت هلكت وأنا خائفة عليك من مكرها وشرها ولكن ما أقدر أن أتكلم .
    فقلت لها :
    والله إن ذلك كله قد حصل .
    فهزت رأسها وقالت :
    لا يوجد اليوم مثل عزيزة .
    فقلت :
    وعند موتها أوصتني أن أقول هاتين الكلمتين لا غير وهما :
    الوفاء مليح والغدر قبيح .
    فلما سمعت ذلك مني ، قالت :
    يا عزيز والله إن هاتين الكلمتين هما اللتان خلصتاك منها وبسببهما ما قتلتك فقد خلصتك بنت عمك حية وميتة والله إني كنت أتمنى الاجتماع بك ولو يوماً واحداً فلم أقدر على ذلك إلا في هذا الوقت حتى تحيلت عليك بهذه الحيلة وقد تمت وأنت الآن صغير لا تعرف مكر النساء ولا دواهي العجائز .
    فقلت :
    لا والله .
    فقالت لي :
    طب نفساً وقر عيناً فإن الميت مرحوم والحي ملطوف وأنت شاب مليح وأنا ما أريدك إلا بسنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومهما أردت من مال وقماش يحضر لك سريعاً ولا أكلفك بشيء أبداً وأيضاً عندي دائماً الخبز مخبوز والماء في الكوز وما أريد منك إلا أن تعمل معي كما يعمل الديك .
    فقلت لها :
    وما الذي يعمله الديك ?
    فضحكت وصفقت بيدها ووقعت على قفاها من شدة الضحك ، ثم إنها قعدت وقالت لي :
    أما تعرف صنعة الديك ?
    فقلت لها :
    والله ما أعرف صنعة الديك .
    قالت :
    صنعة الديك أن تأكل وتشرب وتنكح .
    فخجلت أنا من كلامها ثم إني قلت :
    هذه صنعة الديك ?
    قالت :
    نعم وما أريدك إلا أن تشد وسطك وتقوي عزمك وتنكح .
    ثم إنها صفقت بيدها وقالت :
    يا أمي أحضري من عندك .
    وإذا بالعجوز قد أقبلت بأربعة شهود عدول ثم إنها أوقدت أربع شمعات فلما دخل الشهود سلموا علي وجلسوا فقامت الصبية وأرخت عليها إزاراً ووكلت بعضهم في ولاية عقدها وقد كتبوا الكتاب وأشهدت على نفسها أنها قبضت جميع المهر مقدماً ومؤخراً وأن في ذمتها إلي عشرة آلاف درهم .

  3. #153
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة الخمسين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب قال لتاج الملوك :
    ثم إنها أعطت الشهود أجرتهم وانصرفوا من حيث أتوا فعند ذلك قامت الصبية وقلعت أثوابها وأتت في قميص رفيق مطرز بطراز من الذهب وقلعت سروالها وأخذت بيدي وطلعت بي فوق السرير وقالت لي :
    ما الحلال من عيب .
    ووقعت على السرير وانسطحت على ظهرها ورمتني على بطنها ثم شهقت شهقة وأتبعت الشهقة بغنجة ثم كشفت الثوب حتى جعلته فوق نهديها فلما رأيتها على تلك الحالة لم أتمالك نفسي دون أن أنكحها بعد أن مصصت شفتها وهي تتأوه وتظهر الخشوع والخضوع والبكاء والدموع .
    ثم قالت :
    يا حبيبي أعمل خلاصك فأنا جاريتك .
    ولم تزل تسمعني الغنج والشهيق في خلال البوس والتعنيق ، حتى صار صياحنا في الطريق وحظينا بالسعادة والتوفيق ثم نمنا إلى الصباح وأردت أن أخرج وإذا هي أقبلت علي ضاحكة وقالت :
    هل تحسب أن دخول الحمام مثل خروجه وما أظن إلا أنك تحسبني مثل بنت الدليلة المحتالة إياك وهذا الظن فما أنت إلا زوجي بالكتاب والسنة وإن كنت سكران فأفق لعقلك إن هذه الدار التي أنت فيها لا تفتح إلا في كل سنة يوم قم إلى الباب الكبير وانظره .
    فقمت إلى الباب الكبير فوجدته مغلقاً مسمراً ، فقالت :
    يا عزيز إن عندنا من الدقيق والحبوب والفواكه والرمان والسكر واللحم والغنم والدجاج وغير ذلك ما يكفينا أعواماً عديدة ولا يفتح بابنا من هذه الليلة إلا بعد سنة .
    فقلت :
    لا حول ولا قوة إلا بالله .
    فقالت :
    وأي شيء يضرك وأنت تعرف صنعة الديك التي أخبرتك بها ?
    ثم ضحكت فضحكت أنا وطاوعتها فيما قالت ومكثت عندها وأنا أعمل صنعة الديك آكل واشرب وأنكح حتى مر علينا عام ، إثني عشر شهراً .
    فلما كملت السنة حملت مني ورزقت منها ولداً وعند رأس السنة سمعت فتح الباب ، وإذا بالرجال دخلوا بكعك ودقيق وسكر فأردت أن أخرج فقالت :
    اصبر إلى وقت العشاء ومثلما دخلت فأخرج .
    فصبرت إلى وقت العشاء وأردت أن أخرج وأنا خائف مرجوف وإذا هي قالت :
    والله ما أدعك تخرج حتى أحلفك أنك تعود في هذه الليلة ، قبل أن يغلق الباب .
    فأجبتها إلى ذلك وحلفتني بالإيمان الوثيقة على السيف والمصحف والطلاق أني أعود إليها ثم خرجت من عندها ومضيت إلى البستان فوجدته مفتوحاً كعادته فاغتظت وقلت في نفسي :
    إني غائب عن هذا المكان سنة كاملة وجئت على غفلة فوجدته مفتوحاً يا ترى هل الصبية باقية على حالها أولا فلا بد أن أدخل وأنظر قبل أن أروح إلى أمي وأنا في وقت العشاء .
    ثم دخلت البستان .

  4. #154
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة الحادية والخمسين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن عزيز قال لتاج الملوك :
    ثم دخلت البستان ومشيت حتى أتيت المقعد فوجدت بنت دليلة المحتالة جالسة ورأسها على ركبتها ويدها على خدها وقد تغير لونها وغارت عيناها فلما رأتني قالت :
    الحمد لله على السلامة وهمت أن تقوم فوقعت من فرحتها .
    فاستحييت منها ، وطأطأت رأسي .
    ثم تقدمت إليها وقبلتها وقلت لها :
    كيف عرفت أني أجيء إليك في هذه الساعة ?
    قالت :
    لا علم لي بذلك والله إن لي سنة لم أذق فيها نوماً بل أسهر كل ليلة في انتظار ، وأنا على هذه الحالة من يوم خرجت من عندي وأعطيتك البدلة القماش الجديدة ووعدتني أنك تجيء إلي وقد انتظرتك فما أتيت لا أول ليلة ولا ثاني ليلة ولا ثالث ليلة فاستمريت منتظرة لمجيئك والعاشق هكذا يكون وأريد أن تحكي لي ما سبب غيابك عني هذه السنة ?
    فحكيت لها .
    فلما علمت أني تزوجت اصفر لونها ثم قلت لها :
    إني أتيتك هذه الليلة وأروح قبل الصباح .
    فقالت :
    أما كفاها أنها تزوجت بك وعملت عليك حيلة وحبستك عندها سنة كاملة حتى حلفتك بالطلاق أن تعود إليها قبل الصباح ولم تسمح لك بأن تتفسح عند أمك ولا عندي ولم يهن عليها أن تبيت عند أحدنا ليلة واحدة فكيف حال من غبت عنها سنة كاملة وقد عرفتك قبلها ? ولكن رحم الله عزيزة فإنها جرى لها ما لم يجر لأحد وصبرت على شيء لم يصبر عليه مثلها وماتت مقهورة منك وهي التي حمتك مني ، وكنت أظنك تجيء فأطلقت سبيلك مع أني كنت أقدر على حبسك وعلى هلاكك .
    ثم بكت واغتاظت ونظرت إلي بعين الغضب .
    فلما رأيتها على تلك الحالة ارتعدت فرائصي وخفت منها وصرت مثل الفولة على النار ثم قالت لي :
    ما بقي فيك فائدة بعدما تزوجت وصار لك ولد فأنت لا تصلح لعشرتي لأنه لا ينفعني إلا الأعزب وأما الرجل المتزوج فإنه لا ينفعني وقد بعتني بتلك العاهرة والله لأحسرنها عليك وتصير لي ولا لها .
    ثم صاحت فما أدري إلا وعشر جوار أتين ورمينني على الأرض فلما وقعت تحت أيديهن قامت هي وأخذت سكيناً وقالت :
    لأذبحنك ذبح التيوس ويكون هذا أقل جزاء لك على ما فعلت مع ابنة عمك .
    فلما نظرت إلى روحي وأنا تحت جواريها وتعفر خدي بالتراب ورأيت السكين في يدها تحققت الموت .

  5. #155
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة الثانية والخمسين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
    ثم إن الشاب عزيز قال لتاج الملوك :
    ثم استغثت بها فلم تزدد إلا قسوة وأمرتهن أن يكتفنني فكتفنني ورمينني على ظهري وجلسن على بطني وأمسكن رأسي ، وقامت جاريتان فأمرتهما أن يضرباني فضرباني حتى أغمي علي وخفي صوتي فلما استفقت قلت في نفسي :
    إن موتي مذبوحاً أهون علي من هذا الضرب .
    وتذكرت كلمة ابنة عمي حيث قالت :
    كفاك الله شرها .
    فصرخت وبكيت حتى انقطع صوتي ثم سنت السكين وقال للجواري :
    اكشفن عنه .
    فألهمني الله أن أقول الكلمتين اللتين أوصتني بهما ابنة عمي وهما :
    الوفاء مليح والغدر قبيح .
    فلما سمعت ذلك صاحت وقالت :
    رحمك الله يا عزيزة سلامة شبابك ، نفعت ابن عمك في حياتك وبعد موتك .
    ثم قالت لي :
    والله إنك خلصت من يدي بواسطة هاتين الكلمتين لكن لابد أن أعمل فيك أثراً لأجل نكاية تلك العاهرة التي حجبتك عني .
    ثم صاحت علي .

  6. #156
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة الثالثة والخمسين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن عزيز قال :
    وصاحت على الجواري وقالت لهن :
    اركبن عليه .
    وأمرتهن أن يربطن رجلي بالحبال ففعلن ذلك ، ثم قامت من عندي وركبت طاجناً من نحاس على النار وصبت فيه سيرجاً وقلت فيه جبناً وأنا غائب عن الدنيا ثم جاءت عندي وحلت سروالي وفعلت بي ما منع رجولتي .
    وبقيت مثل المرأة ثم كوت موضع القطع وكبسته بذرور وأنا مغمى علي .
    فلما أفقت كان الدم قد انقطع فأسقتني قدحاً من الشراب ثم قالت لي :
    رح الآن لمن تزوجت بها وبخلت علي بليلة واحدة رحم الله ابنة عمك التي هي سبب نجاتك ولولا أنك أسمعتني كلمتيها لكنت ذبحتك فاذهب في هذه الساعة لمن تشتهي ، وأنا ما كان لي عندك سوى ما قطعته والآن ما بقي لي فيك رغبة ولا حاجة لي بك فقم وملس على رأسك وترحم على ابنة عمك .
    ثم رفستني برجلها فقمت وما قدرت أن أمشي فتمشيت قليلاً قليلاً ، حتى وصلت إلى الباب فوجدته مفتوحاً فرميت نفسي فيه وأنا غائب عن الوجود وإذا بزوجتي خرجت وحملتني وأدخلتني القاعة فوجدتني مثل المرأة فنمت واستغرقت في النوم فلما صحوت وجدت نفسي مرمياً على باب البستان .


  7. #157
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة الرابعة والخمسين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندن قال للملك ضوء المكان :
    ثم إن الشاب عزيز قال لتاج الملوك :
    فلما صحوت وجدت نفسي مرمياً على باب البستان فقمت وأنا أتضجر وتمشيت حتى أتيت إلى منزلي فدخلت فيه فوجدت أمي تبكي علي وتقول :
    يا هل ترى يا ولدي أنت في أي أرض ?
    فدنوت منها ورميت نفسي عليها فلما نظرت إلي ورأتني وجدتني على غير استواء وصار على وجهي الاصفرار والسواد ، ثم تذكرت ابنة عمي وما فعلت معي من المعروف وتحققت أنها كانت تحبني فبكيت عليها وبكت أمي ، ثم قالت إلي :
    ولدي إن والدك قد مات .
    فازددت غيظاً وبكيت حتى أغمي علي . فلما أفقت نظرت إلى موضع ابنة عمي التي كانت تقعد فيه فبكيت ثانياً حتى أغمي علي من شدة البكاء وما زلت في بكاء ونحيب إلى نصف الليل فقالت لي أمي :
    إن لوالدك عشرة أيام وهو ميت .
    فقلت لها :
    أنا لا أفكر في أحد أبداً غير ابنة عمي لأني أستحق ما حصل لي حيث هملتها وهي تحبني .
    فقالت :
    وما حصل لك ?
    فحكيت لها ما حصل لي .
    فبكت ساعة ، ثم قامت وأحضرت لي شيئاً من المأكول فأكلت قليلاً وشربت وأعدت لها قصتي ، وأخبرتها جميع ما وقع لي فقالت :
    الحمد لله حيث جرى لك هذا وما ذبحتك .
    ثم إنها عالجتني وداوتني حتى برأت وتكاملت عافيتي فقالت لي :
    يا ولدي الآن أخرج لك الوديعة التي أودعتها ابنة عمك عندي فإنها لك وقد حلفتني أني لا أخرجها لك حتى أراك تتذكرها وتحزن عليها وتقطع علائقك من غيرها والآن رجوت فيك هذه الخصال .
    ثم قامت وفتحت صندوقاً وأخرجت منه هذه الخرقة التي فيها صورة هذا الغزال وهي التي وهبتها لها أولاً فلما أخذتها وجدت مكتوباً فيها هذه الأبيات :
    أقمتم عيوني في الهوى وأقعدتم ........ وأسهرتموا جفني القريح ونمتم
    وقد حملتوا بين الفؤاد وناظـري ........ فلا القلب يسلوكم ولو ذاب منكم
    وعاهدتموني أنكم كاتموا الهـوى ........ فأغراكم الواشي وقال وقلتـم
    فبالله إخوانـي إذا مـت فاكتبـوا ........ على لوح قبري إن هذا متـيم
    فلما قرأت هذه الأبيات بكيت بكاء شديداً ولطمت على وجهي وفتحت الرقعة فوقعت منها ورقة أخرى ففتحتها فإذا مكتوب فيها :
    اعلم يا ابن عمي أني جعلتك في حل من دمي وأرجو الله أن يوفق بينك وبين من تحب ولكن إذا أصابك شيء من دليلة المحتالة فلا ترجع إليها ولا لغيرها وبعد ذلك فاصبر على بليتك ولولا أجلك المحتم لهلكت من الزمان الماضي ولكن الحمد لله الذي جعل يومي قبل يومك وسلامي عليك واحتفظ على هذه الخرقة التي فيها صورة الغزال ولا تفرط فيها فإن تلك الصورة كانت تؤانسني إذا غبت عني .

  8. #158
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة الخامسة والخمسين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
    ثم إن الشاب عزيز قال لتاج الملوك :
    إن ابنة عمي قالت لي :
    إن قدرت على من صورت هذه الصورة ينبغي أنك تتباعد عنها ولا تخلها تقرب منك ، ولا تتزوج بها وإن لم تقدر عليها ولا تجد لك إليها سبيلاً فلا تقرب واحدة من النساء بعد واعلم أن التي صورت هذه الصورة تصور في كل سنة صورة مثلها وترسلها إلي إلى أقصى البلاد لأجل أن يشيع خبرها وحسن صنعتها التي يعجز عنها أهل الأرض وأما محبوبتك الدليلة المحتالة ، فإنها لما وصلت إليها هذه الخرقة التي فيها صورة الغزال صارت تريها للناس وتقول لهم :
    إن لي أختاً تصنع هذا مع أنها كاذبة في قولها هتك الله سترها وما أوصيتك بهذه الوصية إلا لأنني أعلم أن الدنيا قد تضيق عليك بعد موتي وربما تتغرب بسبب ذلك وتطوف البلاد وتهيم بصاحبة هذه الصورة فتتشوق نفسك إلى معرفتها واعلم أن الصبية التي صورت هذه الصورة بنت ملك جزائر الكافور .
    فلما قرأت تلك الورقة وفهمت ما فيها بكيت وبكت أمي لبكائي وما زلت أنظر إليها وأبكي إلى أن اقبل الليل ولم أزل على تلك الحالة مدة سنة وبعد السنة تجهز تجار من مدينتي إلى السفر وهم هؤلاء الذين أنا معهم في القافلة فأشارت علي أمي أن أتجهز وأسافر معهم وقالت لي :
    لعل السفر يذهب ما بك من هذا الحزن وتغيب سنة أو سنتين أو ثلاثاً حتى تعود القافلة فلعل صدرك ينشرح .
    وما زالت تلاطفني بالكلام حتى جهزت متجراً وسافرت معهم وأنا لم تنشف لي دمعة مدة سفري وفي كل منزلة ننزل بها أنشر هذه الخرقة قدامي وأنظر إلى هذه الصورة فأتذكر ابنة عمي وأبكي عليها كما تراني فإنها كانت تحبني محبة زائدة وقد ماتت مقهورة مني وما فعلت معها إلا الضرر مع أنها لم تفعل معي إلا الخير ومتى رجعت التجار من سفرهم أرجع معهم وتكمل مدة غيابي سنة وأنا في حزن زائد ، وما زاد همي وحزني إلا لأني جزت علي جزائر الكافور وقلعة البلور وهي سبع جزائر والحاكم عليهم ملك يقال له شهرمان وله بنت يقال لها دنيا فقيل لي إنها هي التي تصور صورة الغزلان وهذه الصورة التي معك من جملة تصويرها .
    فلما علمت ذلك زادت بي الأشواق وغرقت في بحر الفكر والاحتراق ، فبكيت على روحي لأني بقيت مثل المرأة ولم تبق لي آلة مثل الرجال ولا حيلة لي ومن يوم فراقي لجزائر الكافور وأنا باكي العين حزين القلب ولي مدة على هذا الحال وما أدري هل يمكنني أن أرجع إلى بلدي وأموت عند والدتي أو لا وقد شبعت من الدنيا .
    ثم بكى وأن واشتكى ونظر إلى صورة الغزال وجرى دمعه على خده وسال وأنشد هذين البيتين :
    وقائل قال لـي لا بـد مـن فـرج ........ فقلت للغيظ كم لا بد مـن فـرج
    فقال لي بعد حين قلت يا عجـبـي ........ من يضمن العمر لي يا بارد الحجج
    وهذه حكايتي أيها الملك .
    فلما سمع تاج الملوك قصة الشاب ، تعجب غاية العجب وانطلقت من فؤاده النيران حين سمع بجمال السيدة دنيا .

  9. #159
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة السادسة والخمسين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير دندان قال لضوء المكان :
    ثم إن تاج الملوك قال للشاب :
    والله لقد جرى لك شيء ما جرى لأحد مثله ، ولكن هذا تقدير ربك وقصدي أن أسألك عن شيء .
    فقال عزيز :
    وما هو ?
    فقال :
    تصف لي كيف رأيت تلك الصبية التي صورت الغزال .
    فقال :
    يا مولاي إني توصلت إليها بحيلة وهو أني لما دخلت مع القافلة إلى بلادها كنت أخرج وأدور في البساتين وهي كثيرة الأشجار ، وحارس البساتين شيخ طاعن في السن فقلت له :
    لمن هذا البستان ?
    فقال لي :
    لابنة الملك ، تخرج في البستان فتشم رائحة الأزهار .
    فقلت له :
    أنعم علي بأن أقعد في هذا حتى تمر علي أن أحظى منها بنظرة .
    فقال الشيخ :
    لا بأس بذلك .
    فلما قال ذلك أعطيته بعض الدراهم وقلت له :
    اشتر لنا شيئاً نأكله .
    ففرح بأخذ الدراهم وفتح الباب وأدخلني معه وسرنا وما زلنا سائرين إلى أن وصلنا إلى مكان لطيف وأحضر لي شيئاً من الفواكه اللطيفة وقال لي :
    اجلس هنا حتى أذهب وأعود إليك .
    وتركني ومضى فغاب ساعة ثم رجع ومعه خروف مشوي فأكلنا حتى اكتفينا وقلبي مشتاق إلى رؤية الصبية فبينما نحن جالسون وإذا بالباب قد انفتح ، فقال لي :
    قم اختف .
    واختفيت وإذا بطواشي أسود أخرج رأسه من الباب وقال :
    يا شيخ باب البستان .
    وإذا بالسيدة دنيا طلعت من الباب فلما رأيتها ظننت أن القمر نزل في الأرض فاندهش عقلي وصرت مشتاق إليها كاشتياق الظمآن إلى الماء وبعد ساعة أغلقت الباب ومضت .
    فعند ذلك خرجت أنا من البستان وقصدت منزلي وعرفت أني لا أصل إليها ولا أنا من رجالها خصوصاً وقد صرت مثل المرأة فقلت في نفسي :
    إن هذه ابنة الملك وأنا تاجر فمن أين لي أن أصل إليها .
    فلما تجهز أصحابي للرحيل تجهزت أنا وسافرت معهم وهم قاصدون هذه المدينة ، فلما وصلنا إلى هذا الطريق اجتمعنا بك وهذه حكايتي وما جرى لي والسلام .
    فلما سمع تاج الملوك ذلك الكلام اشتغل قلبه بحب السيدة دنيا ثم ركب جواده وأخذ معه عزيز وتوجه به إلى مدينة أبيه وأفرد له داراً ووضع له فيها كل ما يحتاج إليه ، ثم تركه ومضى ودموعه جارية على خدوده لأن السماع يحل محل النظر والاجتماع وما زال تاج الملوك على تلك الحالة ، حتى دخل عليه أبوه فوجده متغير اللون فعلم أنه مهموم ومغموم فقال له :
    يا ولدي أخبرني عن حالك وما جرى لك حتى تغير لونك .
    فأخبره بجميع ما جرى له من قصة دنيا من أولها إلى آخرها ، وكيف عشقها على السماع ولم ينظرها بالعين ، فقال له والده :
    يا ولدي إن أباها ملك وبلاده بعيدة عنا ، فدع عنك هذا وادخل قصر أمك .

  10. #160
    الصورة الرمزية عازف الاحزان
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    305

    رد: حكايات ألف ليله وليله

    تكملة حكاية العاشق والمعشوق

    الليلة السابعة والخمسين بعد المئة

    قالت شهرزاد :

    بلغني أيها الملك السعيد أن والد تاج الملوك قال له :
    يا ولدي إن أباها ملك وبلاده بعيدة عنا فدع عنك هذا وادخل قصر أمك فإن فيه خمسمائة جارية كالأقمار فمن أعجبتك منهن فخذها وإن لم تعجبك منهن نخطب بنتاً من بنات الملوك تكون أحسن من السيدة دنيا .
    فقال له :
    يا والدي لا أريد غيرها وهي التي صورت صورة الغزال التي رأيتها فلا بد منها وإلا أهجج في البراري واقتل روحي بسببها .
    فقال له :
    يا ولدي أمهل علي حتى أرسل إلى أبيها وأخطبها منه وأبلغك المرام مثل ما فعلت لنفسي مع أمك وإن لم يرض زلزلت عليه مملكته وجردت عليه جيشاً يكون آخره عندي وأوله عنده .
    ثم دعا الشاب عزيز وقال :
    يا ولدي هل أنت تعرف الطريق ?
    قال :
    نعم .
    قال له :
    أشتهي منك أن تسافر مع وزيري .
    فقال له :
    سمعاً وطاعة .
    ثم جهز عزيز مع وزيره وأعطاهم الهدايا فسافروا أياماً وليالي إلى أن أشرفوا على جزائر الكافور فأقاموا على شاطئ نهر وأنفذ الوزير رسولاً من عنده إلى الملك ليخبره بقدومهم ، وبعد ذهاب الرسول بنصف يوم لم يشعر إلا وحجاب الملك وأمراؤه قد أقبلوا عليهم ولاقوهم من مسيرة فرسخ فنقلوهم وساروا في خدمتهم إلى أن دخلوا بهم على الملك فقدموا له الهدايا وأقاموا عنده أربعة أيام وفي اليوم الخامس قام الوزير ودخل على الملك ووقف بين يديه وحدثه بحديثه وأخبره بسبب مجيئه فصار الملك متحيراً في رد الجواب لأن ابنته لا تحب الزواج وأطرق برأسه إلى الأرض ساعة ثم رفع رأسه إلى بعض الخدام وقال له :
    اذهب إلى سيدتك دنيا وأخبرها بما سمعت وبما جاء به هذا الوزير .
    فقام الخادم وغاب ساعة ثم عاد إلى الملك وقال له :
    يا ملك الزمان لما دخلت على السيدة دنيا أخبرتها بما سمعت فغضبت غضباً شديداً ، ونهضت علي بمسوقة وأرادت كسر رأسي ففررت منها هارباً وقالت لي :
    إن كان يغصبني على الزواج فالذي أتزوج به أقتله .
    فقال أبوها للوزير وعزيز :
    سلما على الملك وأخبراه بذلك وإن ابنتي لا تحب الزواج .


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML