صفحة 2 من 16 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 156

الموضوع: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

  1. #11
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    كانت ضحكاتها تملأ الأجواء ...
    كم هي رائعة هذه الطفلة حين تضحك !
    و كم هي مزعجة حين تبكي !
    اعتقدت أنني لن أثير انتباهها فيما هي سعيدة مع شقيقي ّ و العصفورين ... هممت بالدخول إلى داخل المنزل و سرت نحو الباب ... و أنا ممسك بالكيس الصغير الذي يحوي دفاتر التلوين ...
    " وليــــــــــــــد " !
    وصلني صوتها الحاد فاستدرت للخلف ، فإذا بها قادمة تركض نحوي فاتحة ذراعيها و مطلقة ضحكة كبيرة ...
    فتحت ذراعي و استقبلتها في حضني و حملتها بفرح و درت بها حول نفسي بضع دورات ...
    " صغيرتي ... جلبت لك شيئا تحبينه ! "
    نظرت إلى الكيس ثم انتزعته من يدي ، و تفقدت ما بداخله
    أطلقت هتاف الفرح و طوّقت عنقي بقوة كادت تخنقني !
    بعدها قالت :
    " لوّن معي ! "
    ابتسمت برضا بل بسعادة و قلت :
    " أمرك سيدتي ! "
    اعتقد ... بل أنا موقن جدا ... بأنني أصبحت مهووسا بهذه الطفلة بشكل لم أكن لأتصوره أو أعمل له حسابا ...
    و سأجن ... بالتأكيد ... فيما لو حدث لها مكروه ٌ ... لا قدّر الله ....
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~

    ---------------------
    عند هذا الحد تنتهي الحلقه الثانيه..

  2. #12
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    هذه هي الحلقه الثالثه

    الحلقةالثالثة
    ~ أمنية رغد ~
    أشياء ثلاثة تشغل تفكيري و تقلقني كثيرا في الوقت الراهن
    دراستي و امتحاناتي ، رغد الصغيرة ، و الأوضاع السياسية المتدهورة في بلدتنا و التي تنذر بحرب موشكة !
    إنه يوم الأربعاء ، لم أذهب للمدرسة لأن والدتي كانت متوعكة قليلا في الصباح و آثرت البقاء إلى جانبها .
    إنها بحالة جيدة الآن فلا تقلقوا
    كنت أجلس على الكرسي الخشبي خلف مكتبي الصغير ، و مجموعة من كتبي و دفاتري مفتوحة و مبعثرة فوق المكتب .
    لقد قضيت ساعات طويلة و أنا أدرس هذا اليوم ، إلا أن الأمور الثلاثة لم تبرح رأسي
    الدراسة ، أمر بيدي و أستطيع السيطرة عليه ، فها أنا أدرس بجد
    أوضاع البلد السياسية هي أمر ليس بيدي و لا يمكنني أنا فعل أي شيء حياله !
    أما رغد الصغيرة ...
    فهي بين يدي ... و لا أملك السيطرة على أموري معها !
    و آه من رغد !
    يبدو أن التفكير العميق في ( بعض الأشياء ) يجعلها تقفز من رأسك و تظهر أمام عينيك !
    هذا ما حصل عندما طرق الباب ثم فتح بسرعة قبل أن أعطى الفرصة المفروضة للرد على الطارق و السماح له بالدخول من عدمه !
    " وليـــد وليـــــــــد و ليـــــــــــــــــــــــــد ! "
    قفزت رغد فجأة كالطائر من مدخل الغرفة إلى أمام مكتبي مباشرة و هي تناديني و تتحدث بسرعة فيما تمد بيدها التي تحمل أحد كتبها الدراسية نحوي !
    " وليد علّمتنا المعلمة كيف نصنع صندوق الأماني هيا ساعدني لأصنع واحدا كبيرا يكفي لكل أمنياتي بسرعة ! "
    إنني لم أستوعب شيئا فقد كانت هذه الفتاة في رأسي قبل ثوان و كانت تلعب مع سامر على ما أذكر !
    نظرت إليها و ابتسمت و أنا في عجب من أمرها !
    " رويدك صغيرتي ! مهلا مهلا ! متى عدت ِ من المدرسة ؟ "
    أجابتني على عجل و هي تمد يدها و تمسك بيدي تريد مني النهوض :
    " عدت الآن ، أنظر وليد الطريقة في هذه الصفحة هيا اصنع لي صندوقا كبيرا ! "
    تناولت الكتاب من يدها و ألقيت نظرة !
    إنه درس يعلم الأطفال كيفية صنع مجسم أسطواني الشكل من الورق !
    و صغيرتي هذه جاءتني مندفعة كالصاروخ تريد مني صنع واحد !
    تأملتها و ابتسمت ! و بما إنني أعرفها جيدا فأنا متأكد من أنها سوف لن تهدأ حتى أنفذ أوامرها !

  3. #13
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    قلت :
    " حسنا سيدتي الصغيرة ! سأبحث بين أشيائي عن ورق قوي يصلح لهذا ! "
    بعد نصف ساعة ، كان أمامنا أسطوانة جميلة مزينة بالطوابع الملصقة ، ذات فتحة علوية تسمح للنقود المعدنية ، و النقود الورقية ، و الأماني الورقية كذلك بالدخول !
    رغد طارت فرحا بهذا الإنجاز العظيم ! و أخذت العلبة الأسطوانية و جرت مسرعة نحو الباب !
    " إلى أين ؟؟ "
    سألتها ، فأجابتني دون أن تتوقف أو تلتفت إلي :
    " سأريها سامر ! "
    و انصرفت ...
    اللحظات السعيدة التي قضيتها قبل قليل مع الطفلة و نحن نصنع العلبة ، و نلصق الطوابع ، و نضحك بمرح قد انتهت ...
    أي نوع من الجنون هذا الذي يجعلني أعتقد و أتصرف على أساس أن هذه الطفلة هي شيء يخصني ؟؟
    كم أنا سخيف !
    انتظرت عودتها ، لكنها لم تعد ...
    لابد أنها لهت مع سامر و نسيتني !
    نسيت حتى أن تقول لي ( شكرا ) ! أو أن تغلق الباب !
    غير مهم ! سأطرد هذا التفكير المزعج عن مخيلتي و أتفرغ لكتبي ... أو حتى ... لقضايا البلد السياسة فهذا أكثر جدوى !
    بعد ساعة ، عادت رغد ...
    كان الصندوق لا يزال في يدها ، و في يدها الأخرى قلما .
    اقتربت مني و قالت :
    " وليد ... أكتب كلمة ( صندوق الأماني ) على الصندوق ! "
    تناولت الصندوق و القلم و كتبت الكلمة ، و أعدتهما إليها دون أي تعليق أو حتى ابتسامة
    هل انتهينا ؟
    صرفت ُ نظري عنها إلى الكتاب الماثل أمامي فوق المكتب ، منتظرا أن تنصرف
    يجب أن تنتبه إلى أنها لم تشكرني !
    " وليد ... "
    رفعت ُ بصري إليها ببطء ، كانت تبتسم ، و قد تورّد خداها قليلا !
    لابد أنها أدركت أنها لم تشكرني !
    قلت ُ بنبرة جافة إلى حد ما :
    " ماذا الآن ؟ "

  4. #14
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    " هل لا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ "
    يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا !
    تناولت مفكرتي الصغيرة الموضوعة على المكتب ، و انتزعت منها ورقة بيضاء ، و سلمتها إلى رغد
    أخذتها الصغيرة و قالت بسرعة :
    " شكرا ! "
    ثم ابتعدت ...
    ظننتها ستخرج إلا أنها توجهت نحو سريري ، جلست فوقه ، و على المنضدة المجاورة و ضعت ( الصندوق ) و الورقة ... و همّت بالكتابة !
    أجبرت عيني ّ على العودة إلى الكتاب المهجور ... لكن تفكيري ظل مربوطا عند تلك المنضدة !
    " وليد ... "
    مرة أخرى نادتني فأطلقت سراح نظري إليها ...
    " نعم ؟"
    سألتني :
    " كيف أكتب كلمة ( عندما ) " ؟
    نظرت ُ من حولي باحثا عن ( اللوح ) الصغير الذي أعلم رغد كيفية كتابة الكلمات عليه ، فوجدته موضوعا على أحد أرفف المكتبة ، فهممت بالنهوض لإحضاره ألا أن رغد قفزت بسرعة و أحضرته إلي قبل أن أتحرك !
    أخذته منها ، و كتبت بالقلم الخاص باللوح كلمة ( عندما ) .
    تأملتها رغد ثم عادت إلى المنضدة ...
    بعد ثوان ، رفعت رأسها إلي ...
    " وليد ! "
    " نعم صغيرتي ؟ "
    " كيف أكتب كلمة ( أكبُر ) ؟ "
    كتبت الكلمة بخط كبير على اللوح ، و رفعته لتنظر إليه .
    ثوان أخرى ثم عادت تسألني :
    " وليد ! "
    ابتسمت ! فطريقتها في نطق اسمي و مناداتي بين لحظة و أخرى تدفع إي كان للابتسام !
    " ماذا أميرتي ؟ "
    " كيف أكتب كلمة ( سوف ) " ؟؟
    كتبت الكلمة و أريتها إياها ، صغيرتي كانت مؤخرا فقط قد بدأت بتعلم كتابة الكلمات بحروف متشابكة ، و لا تعرف منها إلا القليل ...
    بقيت أراقبها و أتأملها بسرور و عطف !

  5. #15
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    كم هي بريئة و بسيطة و عفوية !
    يا لها من طفلة !
    رفعت رأسها فوجدتني أنظر إليها فسألت مباشرة :
    " كيف أكتب كلمة ( أتزوج ) ؟ "
    فجأة ، أفقت من نشوة التأمل البريء ...
    هناك كلمة غريبة دخيلة وصلت إلى أذني ّ في غير مكانها !
    حدقت في رغد باهتمام ، و اندهاش ...
    هل قالت ( أتزوج ) ؟؟
    أتزوج !
    ألا تلاحظون أنها كلمة ( كبيرة ) بعض الشيء ! بل كبيرة جدا !
    سألتها لأتأكد :
    " ماذا رغد ؟؟ "
    قالت و بمنتهى البساطة :
    " أتزوج ! كيف أكتبها ؟؟ "
    أنا مندهش و متفاجيء ...
    و هي تنظر إلي منتظرة أن أكتب الكلمة على لوحها الصغير ...
    أمسكت بالقلم بتردد و شرود ... و كتبت الكلمة ( الكبيرة ) ببطء ، ثم عرضتها عليها فأخذت تكتبها حرفا حرفا ...
    انتهت من الكتابة ، فوضعت اللوح على مكتبي ، في انتظار الكلمة التالية ...
    __________________
    انتظرت ...
    و أنتظرت ...
    لكنها لم تتكلم
    لم تسألني عن أي شيء
    رأيتها تطوي الورقة الصغيرة ، ثم تدخلها عبر الفتحة داخل صندوق الأماني !
    ( عندما أكبر سوف أتزوج ((.... )) ؟؟؟ )
    الاسم الذي تلا كلمة أتزوج هو اسم تعرف رغد كيف تكتبه !
    كأي اسم من أسماء أفراد عائلتنا أو صديقاتها ...
    كـ وليد ، أو سامر ، أو أي رجل !
    رغد الصغيرة !
    ما الذي تفعلينه !؟؟
    الآن ، هي قادمة نحوي ...

  6. #16
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    و الصندوق في يدها ...
    " وليد اكتب أمنيتك ! "
    " ماذا صغيرتي ؟؟ "
    " أكتب أمنيتك و ضعها بالداخل ، و حينما نكبر نفتح الصندوق و نقرأ أمنياتنا و نرى ما تحقق منها ! هكذا هي اللعبة ! "
    إنني قد افعل أشياء كثيرة قد تبدو سخيفة ، أما عن وضعي لأمنيتي في صندوق ورقي خاص بطفلتي هذه ، فهو أمر سأترك لكم أنتم الحكم عليه !
    نزعت ورقة من مفكرتي ، و كتبت إحدى أمنياتي !
    فيما أنا اكتب ، كانت رغد تغمض عينيها لتؤكد لي أنها لا ترى أمنيتي !
    أي أمنية تتوقعون أنني أدخلتها في صندوق الأماني الخاص بصغيرتي العزيزة ...؟؟
    لن أخبركم !
    بعد فراغي من الأمر ، طلبت مني رغد أن أحفظ الصندوق في أحد أرفف مكتبتي ، لأنها تخشى أن تضيعه أو تكتشف دانة وجوده فيما لو ضل في غرفتها !
    " وليد لا تفتح الصندوق أبدا ! "
    " أعدك بذلك ! "
    ابتسمت رغد ، ثم انطلقت نحو الباب مغادرة الغرفة و هي تقول :
    " سأخبر سامر بأنني انتهيت ! "
    بعد مغادرتها ، تملكتني رغبة شديدة في معرفة ما الذي كتبته في ورقتها
    كدت انقض وعدي و أفتح الصندوق من شدة الفضول ...
    لكني نهرت نفسي بعنف ... لن أخيب ثقة الصغيرة بي أبدا
    ( عندما أكبر سوف أتزوج .......... ؟؟؟ )
    من يا رغد ؟؟
    من ؟
    من ؟؟
    ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
    في عصر اليوم ذاته ، قرر والدي أخذنا لنزهة قصيرة إلى أحد ملاهي الأطفال ، حسب طلب و إلحاح دانة !
    أنا لم أشأ الذهاب ، فأنا لم أعد طفلا و لا تثير الملاهي أي اهتمام لدي ، إلا أن والدتي أقنعتني بالذهاب من باب الترويح عن النفس لاستئناف الدراسة !
    قضينا وقتا جيدا ...
    وقفت رغد أمام إحدى الألعاب المخيفة و أصرت على تجربتها !
    طبعا لم يوافق أحد على تركها تركب هذا القطار السريع المرعب ، و كما أخبرتكم فإنها حين ترغب في شيء فإنها لن تهدأ حتى تحصل عليه !

  7. #17
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    و حين تبكي ، فإنها تتحول من رغد إلى رعد !
    والدي زجرها من باب التأديب ، إذ أن عليها أن تطيع أمره حين يأمرها بشيء
    توقفت رغد عن البكاء ، و سارت معنا على مضض ...
    كانت تمشي و رأسها للأسفل و دموعها تسقط إلى الأرض !
    أنا وليد لا أتحمّل رؤيتها هكذا مطلقا ... لا شيء يزلزلني كرؤيتها حزينة وسط الدموع !
    " حسنا يا رغد ! فقط للمرة الأولى و الأخيرة سأركب معك هذا القطار ، لتري كم هو مخيف و مرعب ! "
    أعترض والداي ، ألا أنني قلت :
    " سأمسك بها جيدا فلا تقلقا "
    اعتراضهما كان في الواقع على سماحي لرغد بنيل كل ما تريد
    أنا أدرك أنني أدللها كثيرا جدا
    لكن ...
    ألا تستحق طفلة يتيمة الأبوين شيئا يعوضها و لو عن جزء من المائة مما فقدت ؟
    تجاهلت اعتراض والدي ّ ، و انطلقت بها نحو القطار
    ركبنا سوية ذلك القطار و لم تكن خائفة بل غاية في السعادة ! و عندما توقف و هممت بالنزول ،
    احزروا من صادفت !؟؟
    عمّار اللئيم !
    " من وليد ! مدهش جدا ! تتغيب عن المدرسة لتلهو مع الأطفال ! عظيم ! "
    تجاهلته ، و انصرفت و الصغيرة مبتعدين ، ألا أنه عاد يلاحقني بكلام مستفز خبيث لم أستطع تجاهله ،
    و بدأنا عراكا جديدا !
    تدخل مجموعة من الناس و من بينهم والدي لفض نزاعنا بعد دقائق ...
    عمار و بسبب لكمتي القوية إلى وجه سالت الدماء من أنفه
    كان يردد :
    " ستندم على هذا يا وليد ! ستدفع الثمن "
    أما رغد ، و التي كانت تراني و لأول مرة في حياتها أتعارك مع أحدهم ، و أؤذيه ، فقد بدت مرعوبة و
    التصقت بوالدتي بذعر !
    عندما عدنا للبيت وبخني أبي بشدة على تصرفي في الملاهي و عراكي ...
    و قال :
    ( كنت أظنك أصبحت رجلا ! )
    و هي كلمة آلمتني أكثر بكثير من لكمات عمّار
    استأت كثيرا جدا ، و عندما دخلت غرفتي بعثرت الكتب و الدفاتر التي كانت فوق مكتبي بغضب
    لا أدري لماذا أنا عصبي و متوتر هذا اليوم ...

  8. #18
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    بل و منذ فترة ليست بالقصيرة
    أهذا بسبب الامتحانات المقبلة ؟؟
    بعد قليل ، طرق الباب ، ثم فتح بهدوء ...
    كانت رغد
    " وليد ... "
    ما أن نطقت باسمي حتى قاطعتها بحدة :
    " عودي إلى غرفتك يا رغد فورا "
    نظرت إلي و هي لا تزال واقفة عند الباب ، فرمقتها بنظرة غضب حادة و صرخت :
    " قلت اذهبي ... ألا تسمعين ؟؟ ! "
    أغلقت الصغيرة الباب بسرعة من الذعر !
    لقد كانت المرة الأولى التي أقسو فيها على رغد ...
    و كم ندمت بعدها
    ألقيت نظرة على ( صندوق الأماني ) ثم أمسكت به و هممت بتمزيقه !
    ثم أبعدته في آخر لحظة !
    كنت أريد أن أفرغ غضبي في أي شيء أصادفه
    إنني أعرف أنني يوم السبت المقبل سأقابل بتعليقات ساخرة من قبل عمّار و مجموعته
    و كل هذا بسبب أنت أيتها الرغد المتدللة ...
    لأجلك أنت أنا أفعل الكثير من الأشياء السخيفة التي لا معنى لها !
    و الأشياء المهولة ... التي تعني أكثر من شيء ... و كل شيء ...
    و التي يترتب عليها مصائر و مستقبل ...
    كما سترون ...

  9. #19
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    نواصل

    الحلقـــة الرابعة

    ******************

    لم استطع النوم تلك الليلة
    جعلت أتقلب على فراشي و الأمور الثلاثة : الدراسة ، الحرب ، و رغد تآمرت علي و سببت لي أرقا و صداعا شديدا
    أوه يا إلهي ... أنا متعب ... متعب !
    فلتذهب الدراسة للجحيم !
    ولتذهب الحرب كذلك للجحيم !
    و رغد ...
    رغد ...
    فلأذهب أنا إلى رغد !
    قفزت من سريري في رغبة ملحة جدا لرؤية الصغيرة ...
    لابد أنها غارقة في النوم الآن ... كم كنت قاسيا معها ! كم أنا نادم !
    سرت ببطء حتى دخلت غرفة رغد ، و تعجبت إذ رأيت الظلام مخيما عليها !
    صغيرتي تخاف النوم في الظلام الشديد و تصر على إضاءة النور الخافت
    اقتربت من السرير و أنا أدقق النظر بحثا عن وجه الصغيرة ، ألا أنني لم أره
    أشعلت المصباح الخافت المجاور لسريرها ، و أصبت بالفزع حين رأيت السرير خاليا ...
    نهضت مذعورا ... و تلفت من حولي ... ثم أنرت المصباح القوي و دققت النظر في كل شيء ... لم تكن رغد في الغرفة ...
    خرجت من الغرفة كالمجنون و ذهبت رأسا إلى غرفة دانة ، ثم سامر ، ثم جميع غرف المنزل و أنحائه و لم أبق منه مترا واحدا دون تفتيش ... عدا غرفة والديّ
    سرت و أنا أترنح و متشبث بأملي الأخير بأن تكون رغد هناك ...
    توقفت عند الباب ، و رفعت يدي استعدادا لطرقه فخانتني قواي
    ماذا إن لم تكن رغد هنا ؟
    أين يمكن أن تكون ؟
    القلق بل الفزع و الخوف على رغد تملكاني و ألقيا جانبا أي تفكير سليم من رأسي
    طرقت الباب طرقات متوالية تشعر أيا كان بالذعر !
    ثوان ، و إذا بأمي تقف أمامي في فزع :
    " وليد ؟ خير يا بني ؟ "
    التقطت عدة أنفاس متلاحقة ثم قلت :
    " هل رغد هنا ؟ "
    كنت أحدق بعين والدتي و كأنني أريد أن أخترقها إلى دماغها لأعرف الجواب قبل أن تنطق به ...

  10. #20
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    قولي نعم أمي ... أرجوك !
    " نعم ! نامت هنا "
    كأن جبلا جليديا قد وقع فوق رأسي لدى سماعي إجابتها
    ارتخت عضلاتي كلها فجأة ، فترنحت و أنا أعود خطا للوراء حتى جلست على أحد المقاعد
    والدتي أقبلت نحوي ، و ألقت نظرة سريعة على ساعة الحائط ، ثم عادت تنظر إلي بقلق ...
    " وليد ؟ ما بك عزيزي ؟ "
    أغمضت عيني لثوان ، و أنا عاجز عن تحريك أي عضلة من جسمي ...
    ثم نظرت إليها و قلت بصعوبة :
    " قلقت حين لم أجدها في غرفتها ... بل كدت أموت قلقا ... "
    اقتربت مني والدتي ، و مسحت على رأسي و قالت :
    " هوّ ن عليك يا بني ... جاءتني تبكي البارحة و تقول أنك غاضب منها و أخرجتها من غرفتك !
    كانت حزينة جدا ! "
    ربما تريد أمي معاتبتي لتصرفي مع رغد
    أرجوك أمي يكفي فأنا قد نلت من تأنيب الضمير ما يكفي و يزيد ...
    ألا ترين أنني لم أنم حتى هذه الساعة بسبب ذلك ...؟؟
    " آسف لإزعاجك أماه ، تصبحين على خير "
    رغد !
    ما الذي تفعلينه بي !؟
    نهضت متأخرا في الصباح التالي ، و حينما ذهبت إلى المطبخ وجدت أمي مشغولة في إعداد الطعام فيما تلعب رغد ببعض الدمى إلى جوارها
    عندما رأتني رغد ، ابتسمت لها ، ألا أنها قامت و التصقت بأمي ، كأنها تطلب الحماية !
    تضايقت كثيرا من هذا ... هل أصبحت طفلتي الحبيبة تخاف مني ؟؟
    " رغد ! تعالي إلي ... "
    لم تتحرك بل تشبثت بوالدتي أكثر ، الأمر الذي أشعرني بضيق شديد جدا فغادرت المطبخ فورا
    ستنسى بعد قليل ... إنها مجرد طفلة و الأطفال ينسون بسرعة !
    بل من الأفضل ألا تنسى حتى تبقى بعيدة عني و أتخلص من أحد همومي !
    في المساء ، حضرت أم حسام بطفليها حسام و نهلة لزيارتنا
    أم حسام هي خالة رغد الوحيدة و التي كانت ترعاها في السابق ، بعد وفاة والديها
    حسام هو ابنها الأكبر و البالغ من العمر سبع سنوات على ما أظن ، أما نهلة فتصغر رغد ببضعة أشهر
    و يبدو أن ( أخا جديدا ) على وشك الانضمام لهذه العائلة !
    رغد تحب خالتها هذه كثيرا ، و الخالة تتردد علينا من حين لآخر للاطمئنان على رغد
    تحوّل بيتنا إلى ملعب أطفال ... لعب ، ضحك، بكاء ، شجار ، عراك ، هتاف ، صراخ !

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML