الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما ذكره المؤلف المذكور عن معركة (هرمجدون) صحيح في الجملة، فهي معركة ينتظرها كثير من النصارى، وقد وردت كثيراً في مؤلفاتهم ودراساتهم، وهرمجدون كلمة عبرية مكونة من مقطعين (هر) ومعناها: جبل، و (مجيدو): وادي في فلسطين.
يقول أحد قساوسة النصارى: كنت أتمنى أن أستطيع القول: أننا سنحصل على السلام، ولكني أؤمن بأن (هرمجدون) مقبلة، إن (هرمجدون) قادمة، وسيخاض غمارها في وادي (مجيدو) إنها قادمة، إنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون، إن ذلك لن يحقق شيئاً، هناك أيام سوداء قادمة.
ويقول غيره: إننا نؤمن كمسيحين أن تاريخ الإنسانية ينتهي بمعركة تدعى (هرمجدون) وأن هذه المعركة سوف تتوج بعودة المسيح الذي سيحكم بعودته على جميع الأحياء والأموات على حد سواء.
وما يتضمنه هذا الكلام من قيام معركة كبرى بين المسلمين والروم (النصارى) جاء مصرحا به في السنة الصحيحة، فقد روى أحمد وأبو داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنتم، وهم عدوا من ورائهم فتسلمون وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تلول، فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غلب الصليب، فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله، فيغدر الروم وتكون الملاحم، فيجتمعون لكم في ثمانين غاية، مع كل غاية اثنا عشر ألفاً".
وروى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ.. إلى قوله: فيفتتحون قسطنطينية" الحديث.
والنصارى يرون وقوع هذه المعركة في خريف عام 2001، وليس في السنة تحديد لوقت المعركة، وأهل الكتاب لا يصدقون ولا يكذبون في أخبارهم هذه.

وهذا والله وأعلم

(قلم يتجسد)
____________________________
رأي وتنويه اخر

وسبب خنوع الأمريكان بشكل خاص والغرب بشكل عام لليهود هو مسألة معركة هرمجدون التي تم الزعم بأنها ستحدث في أرض فلسطين.
معركة هرمجدون ..
تقع تلة مجدو في شمال فلسطين بين جنين وحيفا، وهي امتداد لسهول مرج بني عامر، والتلة فيها خربة أثرية تحوي بقايا أسوار وأنفاق وأنظمة مائية وآبار وأدراج، ويعتقد بعض اليهود وبعض الكنائس الغربية المتصهينة بأنها ستكون ميدانٌ لحربٍ كونية هائلة ومحارق نووية وأهوال لم تشهد لها البشرية مثيلاً، ولديهم في ذلك نبوءات ومرويات وفرضيات، وهي عقيدة مسيحية و يهودية مشتركة، تؤمن بمجئ يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير و الشر، و سوف تقوم تلك المعركة في أرض فلسطين في منطقة مجدو أو وادي مجدو، متكونة من مائتي مليون جندي يأتون لوادي مجدو لخوض حرب نهائية.
هرمجدون كلمة عبرية ذكرت في العهد الجديد ، في سفر الرؤيا و تعني " جبل أو هضبة مجدو" أما اصطلاحا فتعني المعركة الفاصلة بين الخير و الشر التى ستدور رحاها في المستقبل و تكون على إثرها نهاية العالم . و تقع هضبة "مجيدو" في منطقة فلسطين على بعد 90 كلم شمال القدس و 30 كلم جنوب غرب مدينة حيفا و كانت مسرحا لحروب ضارية في الماضي كما تعتبر موقعا أثريا هاما أيضا.
ربما تكون هرمجدون أكذوبة جديدة رسَّخها هؤلاء في وجدان الأمة الأمريكية بشكل متدرج، حتى غدت أولوية ذات أحقية في العقل والوجدان عند العموم، وغدت نوعاً من الهوس عند بعضهم الأخر، فهم في سبيل ذلك على استعداد لتدمير الكون دون أن يبالوا، ونسأل الله السلامة للبشرية من هذا العبث والجنون، ونسأله أن يحفظ القدس والأقصى.




تحياتي
)قلم يتجسد)