النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قصيدة للشيخ الإمام عبدالهادي السودي*

  1. #1
    الصورة الرمزية المنسي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2002
    المشاركات
    55

    قصيدة للشيخ الإمام عبدالهادي السودي*

    قصيدة للشيخ الإمام عبدالهادي السودي*





    حكمتَ بسلطان الجمال على قلبي
    وحققت لي التلقيب بالهائم الصب

    وأظهرتُ وجدا طالما قد كتمته
    وصيرتني في الحب أحير من ضبِ

    أنوح إذا ما الليل أرخى سدوله
    ودمعي له صبٌ فالله من صبِّ

    لقد خانني صبري الجميل وما ارعوى
    وعق وما بالي بلوم ولا عتب

    فمن أين لي صبر يغالب هجركم
    وينجدني هيهات قد بان لي غلبي

    أحبتنا نمتم وطرفي ساهر
    وما حَسَنٌ نوم المحب عن الحب

    وما هكذا كنا لقد كان بيننا
    معاملة عن غير هذا الجفاء تنبي

    سكنتم فوادي لا برحتم سكونه
    فعمرانه في الوصل منكم وفي القرب

    وإني إذا غبتم عن القلب والحشا
    لحيِّ ولكن مثل من هو في الترب

    فدمعي لم أفقد، ونومي لم أجد
    فياليت شعري ما الذي كان من ذنبي

    إلهي لا تحسب ليالي صدودهم
    من العمر والطف بي من الصد يا ربي

    ففي الصد موت دونه كل موتةٍ
    فما الطعن بالأرماح ما الضرب بالقضب

    هنيئا لمن أمسى سمير حبيبه(1)
    تقلبه الأفراح(2) جنبا على جنب

    وطوبى له قد نال كل مراده(3)
    وأصبح ملكا للمشارق والغرب(4)

    وبات نديم البدر(5) يعطيه كأسه(6)
    ويمزجه من ريقه البارد العذب(7)

    وقد غاب واش والرقيب بمعزل
    إلى أن أزاح الفجر(8) منسدل الحجب

    فبالله يا ليل التواصل عد لنا
    بكل الذي نهوى، ويافاتني(9) عج بي

    وواصل كليم الشوق واليين والنوى
    وخل دلال العُجب حاشاك من عجب

    ولا تسمع الواشي(10) فليس مصدقا
    وكل البلاء تصديق من جاء بالكذب

    وإن ذكر السلوان عني فويله
    من الزور والبهتان والسعي في حربي

    فما دأبه إلا السعاية دائما
    ولا سيما بين الأحيباب(11) والصحب

    فلو خطرت في خاطري عنك سلوة
    تمنيت أن أقضي قبيل السلى نحبي

    فيا عرب نجد(12) أنتم كل بغيتي
    وغاية آمالي وحسبي لكم حبي

    وما منيتي إلا اللقاء لا عدمته
    فبعدكم يا سادتي زاد في كربي

    وودي لكم فرضٌ وود سواكم
    علي حرامٌ كيف يوصف بالندب

    وفي كل حين أنتم نصب ناظري
    وأذكركم في حالة الأكل والشرب(13)

    وفي حبكم لي ياظنائين مهجتي
    وسكانها سرب تبارك من سرب

    جرى حبكم مجرى دمي في مفاصلي
    ومازج كلي لم يقف بي على إرب

    فهل عندكم بعض الذي صار عندنا
    وهل ذقتم بالله من ذلك الشِعِب

    فأما فؤادي فهو في أسر حبكم
    على كل حالٍ أنتم منية القلب





    --------------------------------------------------------------------------------

    * الرمز في الشعر الصوفي الرفيع كما في هذه القصيدة العذبة العصماء، للإمام الكبير العارف بالله الشيخ عبد الهادي السودي (المتوفى عام 938 من الهجرة)، أمر معروف ومألوف. لأن علمهم يسمونه بعلم الإشارة، فهم يشيرون إلى القصد والمقصود، حيث لا تستطيع العبارة ذات اللفظ والمعنى المحدود أن تعبر عن المشاعر والمواجيد والفيض اللامحدود. ومن هذا الرمز جاء سوء فهم الكثير ممن أساءوا الظن بهم وبمعانيهم، ودفع دافع الغرور والعجلة ببعض المتعجلين إلى التسرع في الأحكام والارتجال في المواقف. لذا وجدنا في "المنهاج" أنه من الضروري شرح بعض مقاصد ألفاظ هذه القصيدة كما فهمناها بفهمنا الضيق وقدراتنا المحدودة غير مدعين أننا نلنا مقدار ذرة من فهم ومفاهيم ومقاصد القوم، فأين الثريا من الثرى، ولكننا تجرأنا عليهم بدافع المحبة والغيرة راجين من الله المعذرة ومنهم الصفح الجميل، وفعلنا ذلك، "لكي لا يراها المنكرون فيخسروا*** بإنكارها لا عن يقين وحجةِ" كما قال الإمام الحداد رضي الله عنه وأرضاه.

    1) أمسى سمير حبيبه: في مقام "الجمع": أي اجتماع الذهن كله والحواس كلها على الله، والتجرد الكلي عمن سواه. وهو مقام شديد الوطأة على العارفين وإن كان محبوبا لديهم.

    2) الفرح بالله والجمع عليه، وأي فرح أعظم من الفرح بالله والقرب منه. قالوا للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: إن هولاء القوم يصيحون ويتواجدون. فقال: دعوهم يفرحون مع الله ساعة.

    3) تبوأ مقام القرب والتمكين قال تعالى " والسابقون السابقون. أولئك المقربون".

    4) قال أبو علي الفضيل بن عياض رضي الله عنه وأرضاه: لو عرف الملوك ما نحن فيه من السعادة _أي بالمحبة والجمع على الله- لقاتلونا عليها. وقال غيره: ملوك على التحقيق ليس لغيرهم*** من الملك إلا أسمه وعقابه.

    5) المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه لأنه إمام وقدوة من جمع قلبه على الله وتجرد عمن سواه في كل زمان ومكان.

    6) رشفة من كأس اليقين المحمدي الذي حين شرب فارتوى منه سيد المنيبين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: لو كُشِف الغطاء ما ازددت يقينا.

    7) ممزوجا بشريعته صلوات الله وسلامه عليه التي هي الرفيق الملازم في الأساس والسير والغاية.

    8) حق اليقين: وهو أعلى مراتب اليقين قال تعالى " وإنه لحق اليقين. فسبح باسم ربك العظيم".

    9) مقام "الجمع" الذي سرعان ما ينقل الله عبده الشكور منه إلى مقام "الفرق" رحمة به، لأن روحه لم تزل في ذلك الوعاء الجسمي الذي لا يستطيع تحمل أنوار الجمع وفيضه العظيم، لفترة طويلة.

    10) النفس الأمارة بالسوء.

    11) أستعمل رضي الله عنه التصغير هنا، كناية عن قلة العدد، لأنهم صفوة الخلق، وصفوة كل شي أقله، ولأنهم القمم العليا، والقمم في سلاسل الجبال قليلة ومحدودة.

    12) عرب نجد: اصطلاح بين الصوفية الشعراء، وخصوصا صوفية اليمن الميمون، له معنى عام عندهم ويقصدون أهل المكانة العالية عند الله، لأن النجد هو المرتفع من الأرض. وله معنى خاص عندهم ويقصدون به أهل المدينة وفي طليعتهم سيد الأولين والآخرين ساكن طيبه الطيبة ومشرفها سيد وحبينا وقرة أعيينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.

    13) كناية عن كل الأحوال والأوقات، كبيرها وصغيرها.

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    [ALIGN=CENTER]
    مسااااااااااااااااء جميل ..

    اخي المنسي ..

    احييك على جمال الاختيار .. وفقت بصراحة !!
    [/ALIGN]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML