همسة سرية جهرية عامة ثقافية أدبية نثرية شعرية لأرواح مبعثرة
أعزائي سأتحدث عن بعض الأرواح والنقاط والمواقف وأولها روحي العنيدة كما شاع عنها وعني ولكم حاولنا نرضي الأحباب وربنا يهدي للصواب.
فأبحرُ هذه المرة َ بيراع الحب بكم إلى ما إجتاجني من إعصارِ الكلمات ِ بعد ما حطم جونو المشاعر لي في الشعر والنثر كل شراع ، وبعدما رأيت مستغربا مما ينوء ُ به الشخص فكرا ، ويضيق عنه الصدر الرحب صبرا ما جعلني كأنما أنحطُّ من صبب ِ الصبابة إلى نثر الكتابة . وحتى لا أطيل عليكم أفصح عن رؤيتي فإما أن تكون رؤيا تؤذن بواقع ٍ واقِع - فالأمر العظيم والأمر الخطير كان الله سبحانه وتعالى يهيأ رسله برؤياه مناما قبل تحققه لئلا يأتيه بغتة ً حقيقة فلا تقواه قواه - ، وأواصل احتمالي للإفصاح وأقول وأما أن تكون فِريدة ُ الفرائد في سبك تلك القوالب والصكوك الشعورية بيننا وبين أنفسنا وكاستراحة ٍ لنا مع أنفسنا بعد أن رحلنا أن في رحلة لا نهاية لها مبتعدين بأرواحنا عن قوله تعالى وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.
أمس قرئت هنا شكوى شخص من حاله المدقع ، ويطلب لجني المال في الأنترنت كل موقع ووقع نهاية عريضته للحاجة ؛ فدللته على آيات ٍ من القرآن الكريم كقوله تعالى : (( وإذا سألك عبادي عني )) وقوله تعالى : (( قل ما يعبأ بكم ربي لو دعاؤكم)) فأتى كلَّ جواب بعدها يقول إن خطأ المسلمين هو اعتمادهم على الدعاء وعدم انغماسهم في معمة الحياة لجلب الرزق . فقلت في نفسي : سبحان الله وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لو أنكم تتؤكلون على الله حقَّ توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا )) وقول الإمام الشافعي : أتهزأ بالدعاء وتزرديه //وما تدري ما فعل الدعاء // سهام الليل لا تخطئ ولكن // لها أمد وللأمد انقضاء واليوم توقفت بين ركيزتين اثنتين فنحن غارقون بين انغماس مادي ٍ بحث أو روحي يشوبه حب الدنيا ولم نتخذ الوسط ولم نذهب للروحي فقط.
نعم إن الأمر كذلك وأجزم على ذلك لما مرَّ بنا سابقا أن رجلا أتى للنبي صلى الله عليه وسلم يخبره إن بطن أخيه يوجعه ، فأمره النبي أن يسقيه عسلا ولم يشف َ أخاه فأتى للنبي المرة الثانية والثالثة بنفس النتيجة فقال له المصطفى في الثالثة : صدق الله ورسوله وكذب بطن أخيك اسقه عسلا فشفى . وأؤمن أن الشيطان يجتهد ليبعدنا عن التصديق والتسليم اللذان هما روح التوحيد فإذن تعين علينا أن نعمل بإخلاص نراقب به الله في ذلك ولا نقول أن العمل عبادة بل نقول أن الإخلاص في العمل دليل وأمارة على أننا نخشى الله ونتقه حق تقاته وأن مراقبتنا لله سبحانه وتعالى صادقة وإيماننا به قوي وما أمروا إلا ليعبدوا الله .. وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون....
ثم نأتي لموقف آخر وهو إلا سوء فهم البعض بين حرية المرأة في العمل وقمعها وإلى انطلاقها دون ضوابط ولا روابط وإلى تضحية الأهل بها وتطبيق ثقافة من أوجب أن تحرق ذاتها لذاتها ولغيرها فهي شمعة واستبدالها بعد انطفائها واجب نفسي واجب تطبيق مواده .. فأمس مثلا عكس لنا أحد المسلسلات السورية حكاية رجل اختفى في ظروف الحرب ليعود ليجد أن ابنه الذي حتى لم يعلم بحمله صار كبيرا وعمره خمسة وعشرين سنة ونيف ولم تكاد تنطفي فرحته إلا لما علم أن زوجته تزوجت بعد اختفائه بسنوات فكان الشرارة لا يخمدها إلا ثورة البركان ............
لن أطيل في النقطة هذه لأسباب خاصة ولن أتتطرق إلى أبعداد حديث المصطفى لن يفلح قوم ولوا أمرهم أمره )) لأبعاد ٍ مترامية الأطراف قد يخوض بها أحد من دون رؤية ٍ ولا روِيَّة ٍ ولكن أقول لكل من شمتلهم نقطتي ونفسي أولا ً أننا لو استشعرنا قوله تعالى ))فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي )) سننال الجائزة التي أعدت لمن استشعر هذه الروح ((فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ)).
قبل الختام :-
أحب أقول لمن صفت أرواحنا وأرواحهم في شهر رمضان عندما ضيقنا مجاري الشيطان بالصوم وطبقنا (( فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)) من كان يعبد رمضان فرمضان سيذهب ومن كان يعبد الله فإنه سبحانه يقول :-
[قرآن]" وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ " (الأنعام، 3)[/قرآن]
[قرآن]" وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " (القصص، 70)[/قرآن]
[قرآن]" هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ " (الحشر، 23)[/قرآن]
[قرآن]" هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ " (الحشر، 23)[/قرآن]
وإلى غير ذلك من الآيات القرانية ولي عودة متجددة إلى ذلك الحين استودع الله دينكم وأمانتكم وأسألكم دعاؤكم ورمضان كريم