أي رمضان !
أمرنا ربُّنا " فمن شهد منكم الشّهرَ فليَصُمْه "
سمعنا و أطعنـا !
صُمنا ياربّنا و لكن !
قلّما لِصيامنا أتقنّا .. هكذا نحن في سائر
عباداتنا و معاملاتنا .. قلّمـا نُحْسِن !
نصوم ..
و كم من صائمٍ لا حظّ له من صيامه
إلاّ الجوع و العطش !
أيّتها النّفوسُ الحيرى .. و نفسي أولاكُنّ !
الصومُ منازل .. أدناها ما نفعلُهُ غالباً
صيام البطن .. هذا ما نُحسِنُهُ و
نتنافسُ عليه !
نعم .. يُسقطُ عنّا الفرض .. و نقولُ :
صُمنا مع من صاموا ... و لا والله ليسَ
الصّائمون سواء !
و المنزلةُ الثّانية صومُ الجوارح ..
و هذه مفازةُ المُتّقين .. تُنالُ بها الدّرجاتُ
العُلى !
و أجلّ منها و أعظم و أكملُ ..
صيام القلب !
و كم نحتاجُ حتّى نصلَ
إلى هذه المنزلة .. كم نحتاج !
أي رمضان !
كم من صائمٍ فيكَ أساء لروح الصّيام ..
جوعٌ و عطش .. بل تجويعٌ و استغراقٌ في
العطش ..
و لكن
سُرعانما يزولان ..
و لا أثر للتّقوى !
صيامٌ عن المباحات .. و افطارٌ على
المُحرّمات !!
ما أجهلنا !
ما أجهلنا !
ما أجهلنا !
بل ما أزهَدَنا في حسناتنا !
أي رمضان ..
على جناح الليلِ أرسلتُ من يتقصّى
و يسألُك إذ بلغَك ..
أأنتَ غُرّةُ الحبيب ؟!
صمتُكَ كفيلٌ بكسر قلب الأشواق !
و عودتها عنكَ بانكسار !
اللهمّ بلّغنا رمضان !
ابن الفارض
12
.
.