النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: اتريد الطريق سير معي

  1. #1
    الصورة الرمزية ابن الفارض
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2008
    العمر
    43
    المشاركات
    66

    اتريد الطريق سير معي

    لا أدري لماذا نتجاهل دائماً بأن الحقيقة في النهاية هي التي سوف تجلس معنا على طاولة المفاوضات لتحدد القرار النهائي . نمضي السنين ونحن نتحاور مع الأوهام و الأكاذيب و المراوغات النفسية ثم في النهاية ننتظر الحقيقة فتصل لينتهي كل شيء ولهذا يقول المتنبي : " كل شيء ٍ على المرء هين ٌ إذا هو كانا " أي أن الشيء يكون عظيما في أنفسنا حتى يقع علينا أو نقع عليه فنعيشه فنجده ليس بتلك المعضلة التي كانت بالبال قبل وقوعه . يكون هيناً لأنه إذا كان فقد تحقق فإذا تحقق مضت الحقيقة و انقطع دابر المماطلات و التكهنات ! .

    و لهذا قال تعالى حكاية عن قوم موسى " قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون * قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين " .

    فالنصر كان متعلقا بمجرد " دخول الباب ! " فالله كان يريد منهم فقط الامتثال و متابعة الرسول ولو فعلوا لكان النصر من الله , و تستطيع أن تشبه ذلك بإعفاء اللحية و تقصير الثوب , فقط قم بذلك و سيأتي الثبات من الله . و هناك أشياء كثيرة لا يكون فيها النجاح متعلقاً بحذق في الأداء أو حسن تجهيز بقدر ما هو بحاجة إلى مبادرة في الوقت المناسب و اتباع مع توكل لا أكثر وكم هي القصص التي تحدث فيها أصحابها عن سبب تحول حياتهم فذكروا أن ذلك كان بسبب خطوة جريئة على غير موعد و لا ترتيب !. و أحيانا يكون العمل جريئا ً و لكنه جرأة في طيش أو لا مبالاة غير أنه يكون متعلقا ً بأمر " حيوي " أو بشخصية " حيوية " أو بمبدأ أو قضية حية فتنتج عنه أشياء كثيرة كما روى الامام أحمد عن أبي محذورة أنه قال كنت في عشرة فتيان مع النبي صلى الله عليه وسلم خارجين إلى حنين وهو - أي رسول الله - أبغض الناس إلينا فقمنا نؤذن نستهزئ بهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ائتوني بهؤلاء الفتيان فقال أذنوا فأذنوا فكنت آخرهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هذا الذي سمعت صوته اذهب فأذن لأهل مكة !!! . فمن فتى متشدق بآيات الله إلى المؤذن الأول في عاصمة الإسلام أم القرى حتى صار الناس يتناقلون اذانه و يقولون " أذان أبي محذورة ! " الذي تعلمه من رسول الله صلى الله عليه و سلم . قال ابو محذورة : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أأذن لأهل مكة ومسح على ناصيتي . فكان أبو محذورة لا يجز ناصيته و لا يفرقها بعدما مسحها رسول الله صلى الله عليه و سلم .

    الأشخاص الذين يعيشون في برك المجتمع الراكدة الذين كلما رأيتهم شممت رائحة النوم و التخمر , تكاد الأرض تأكل مؤخراتهم من طول ما لبثوا على أمرهم لا يغيرونه و لا يتصورون أنه سيتغير , هؤلاء لا يحسبون إلا أرقاما على المجتمع ليسوا من تنوع الحياة في شئ هم نسخ ممن قبلهم كالتيس الذي جاء من تيس و كالحمار الذي جاء من حمار . قد يقول قائل بأن المطيع لله القائم على طاعته رجل قد لبث على خير فكيف يكون حماراً ؟ . الصحيح أن حتى الملتزمين فيهم من الحماريين فقد هدد النبي صلى الله عليه و سلم المصلين في زمانه فقال :" أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار ؟ " و لكن الذي يتدين بـ " حرفية " أي يجعل الدين حرفته التي تمتلك شغاف قلبه فهذا يكون قد جاء بأرقى أنواع التنوع لأنه مثل الشريحة النادرة في المجتمع وهي التي وصفها النبي صلى الله عليه و سلم بـ " الغربة " و أن أهلها غرباء , هذا الرجل نادر حقا فهو ليس نسخة ً و لا رقماً . لا تتخيل مدى الغربة و أنت تقوم من فراشك إلى صلاة الاستسقاء تستغفر الله لتلال اللحم التي خلفتها خلفك خارج المسجد من قريب و جار و هم نومى و قد أمضوا ليلتهم على الرقص و الإباحية و اللا مبالاة بعطاء الله و منعه و أنت تفرك أنفك في التراب و تقول : " اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .. اللهم اسقنا الغيث و لا تجعلنا من القانطين " فتستغفر لهم و لو استطعت أن تتوب عنهم لفعلت و هم الذين لا يرون فيك إلا " شؤم الأمر و النهي و الدروشة و ضيق الأفق و كل ما يعكر صفو حياتهم المجيدة !" . لو عرضت على أي شخص قائمة بالأشياء التي ستجري له في نفسه و في سلوكه و في تفكيره بعد الالتزام لما التزم !. تخيل نفسك تتحول من أناني تبخل يمينه على شماله , من شهواني سادر في غيه لا يهمه الا ما في حدود جسده و حواسه ثم فجأة تصبح و إذا بك مؤمن تحلم بجنة من ذهب و فضة فوق السماوات السبع و تتألم لأقليات تعيش في الشيشان و الصين تقرأ تاريخها و تتابع أخبارها , تحزن للإسلام و تغضب للإسلام و تفدي عرض أناساً ماتوا قبل أربعة عشر قرناً بمالك وأهلك ! , لك في كل زاوية مترصد و في كل محفل قرد يسخر منك و يقفز فوق كل مسلماتك , الماء لا يدخل بطنك إلا بفتوى و لا يخرج منك الا بعلم و طقوس دينية للطهارة و آدابها , كل شيء شائك , كل شيء محسوب ... تشعر بأن هذه الحياة تحولت إلى عملية جراحية خطيرة أنت طبيبها الوحيد إن أخفقت فيها مت أنت و نجت الحياة بحياتها ! . و لكن مع هذا تشعر بأنك صرت " جزءاً من العالم و جزءاً من الملحمة " و بمجرد ما تقرأ خطاب الله تعالى لك و هو يذكرك بمنه و فضله عليك حيث حفظك من الانقراض في طوفان نوح يقول : ( إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية ) أي في السفينة مع نوح ! في ظهره من ذريته ! , عندها تشعر بأنك لست ابن اليوم و البارحة بل أنت ابن تاريخ طويل اسمه " الهجرة إلى الله ".

    الذين يعيشون في " برامج معلبة " ورثوها عمن قبلهم : ( مال - زواج - اطفال ... مشاركة اجتماعية نفعية تمتعية تقليدية , الخ ) و ليس للدين من كل ذلك شيء ... ثم لا شيء ! . لا هدف لهم سوى ( السلامة ) ! , يرون التلفت كبيرة من الكبائر و التطلع إلى ما وراء المحسوس ضربا من الجنون و العبثية . لا يمكنك أن تستوعب نفسك و أنت تشاكل هؤلاء و ترضى بأن تكون مثلهم فهؤلاء الإنمساخيون ليسوا الا " كائنات قادرة على إدارة أنفسها " بينما استيعاب النفس يحتاج إلى تصور صحيح للعالم من الخارج .. أنظر اليه من السماء كيف ينظر الله إليه ؟ ثم انظر اليه من الداخل كيف ينظر " الإنسان المثالي " إليه ثم انظر للإنسان من السماء ثم انظر لنفسك من داخلها ... هذه الأشياء لا يخوض فيها " كائن علفي " يمارس على نفسه الإيمان البرسيمي حيث إذا رأى الثور البرسيم آمن و إذا لم ير شيئا ً قال " يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول " !. هذا الضعف في استيعاب الذات و صدق التصور لكامل جوانبها يجعل الإنسان عرضة للاستغفال فكم من رجل مرموق المنصب كثير الانجاز يشار إليه بالبنان ظن أنه قد " كان " حتى يتراءى اليه في نفسه أنه صار أعجوبة من أعاجيب الزمان و لعله عند الله لا يساوي جناح ذبابة و إذا سقط المرء عند الله فليس له من قيمة لأن القيمة إنما يحددها الذي تقوم بقيامه كل الأشياء و إن كانت الدنيا وجود و الآخرة وجود فإن الإنسان سلعة لا تصنع إلا في الدنيا و لا تباع إلا في الآخرة !.

    كان لنا لقريب لنا مزرعة فدخلتها شياه رجل بدوي فجاء عامل مزرعتنا فقتل كلب الغنم و طردها فلما جاء صاحب الغنم سأل الراعي عن الكلب فقال : قتله عامل هذه المزرعة ! . فجاء صاحب الكلب و معه سكيناً يريد قتل العامل فهرب ! . جاء صاحب العامل فسأل صاحب الكلب : تقتل رجلاً بكلب يا هداك الله ؟!! فقال صاحب الكلب : كلب ! ولكنه والله يساوي نصف أهل بيتي !. و لكن لو قلت لصاحب الكلب : أقدر شعورك يا كلب ! , لغضب ! . نعم قد يساوي الكلب في نفعه نصف أهل البيت و لكنه يبقى كلباً ... إذا ولغ في الإناء يغسل سبعاً و يعفر الثامنة في التراب !.

    فلا يغرك ثناء الناس على فعالك الظاهرة ...

    أترى هذه المدينة الكبيرة و عماراتها الشامخة ؟

    إنما بناها أضعف من سكن فيها ... عتال و بنّـاء !...



    والله أعلم

  2. #2
    الصورة الرمزية الاصايل انثى
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    11- 2007
    المشاركات
    2,396

    رد: اتريد الطريق سير معي

    لا أدري لماذا نتجاهل دائماً بأن الحقيقة في
    النهاية هي التي سوف تجلس معنا على
    طاولة المفاوضات لتحدد القرار النهائي
    اعتقد انا في حاجة ماسة لمن يذكرنا بأننا
    والحقيقة يوما ما سنكون سواء
    بالفعل فاضلي
    دائما ما نهرب من سماع صوت
    النور داخلنا ...

    فالنصر كان متعلقا بمجرد " دخول الباب !
    هنا نحتاج من يعزز لنا أننا فعلا نسير في المسار الحقيقي
    هل نحن في حاجة إلى من يدلنا على عتبة الباب
    كي نحقق النصر ....

    أذان أبي محذورة ! "
    أشهد هنا أنك أنسان تمتلك كوامن النفس وطرق تيسيرها

    الأشخاص الذين يعيشون في برك المجتمع الراكدة الذين
    كلما رأيتهم شممت رائحة النوم و التخمر
    الذين يعيشون في " برامج معلبة "

    ابن الفارض
    حروفك مدرسة راقية تعلمت منها أصناف من أناس
    تشدقوا بالمدنية وانبهروا بذواتهم المسكونه بهاجس الانا

    وكم تمنيت ان تتوسع قليلا بمجهرك
    لنلتقط صورة اخرى
    اعتقد انك استثرت بها لوحدك
    قلمي ستحق ان نقف له اجلال وتقديرا


















    .

  3. #3
    الصورة الرمزية هـــــــــــتلر
    Title
    نبض متألـق
    تاريخ التسجيل
    05- 2007
    المشاركات
    5,379

    رد: اتريد الطريق سير معي

    بارك الله فيك ولك جزيل الشكر

  4. #4
    الصورة الرمزية ابن الفارض
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2008
    العمر
    43
    المشاركات
    66

    رد: اتريد الطريق سير معي

    الاصايل انثى هـــــــــــتلر</B> وجميع الأحبة الذين مروا من هنا

    جزاكم الله خير ...
    =========
    هذه قصة طريفة ... سأذكرها ... و لكن نحن بحاجة لنزن أنفسنا ...
    لكي نعرف كيف نزن الآخرين ...
    لن تستطيع أن تعيش بلا إصدار أحكام على الناس ... هذا كذا و هذا كذا ..
    على الأقل لتعلم من تأخذ و من تذر ؟؟
    أذكر في بداية دخولي الجامعة أني اشتريت كتاباً يسرد قصة الفلسفة و كان لفيلسوف أمريكي معاصر ذكر فيه قصص جهابذة الفلسفة الأوروبية وكنت أتصور بأن الفلاسفة هم أذكى الناس لأني كنت أراهم هم مقتنعون بأنهم أذكى الناس فالرجل الذي يفكر بالنيابة عن كل الدنيا بل و ينتقد ربه و أحيانا ينكره فلابد أنه رجل خطير كان ومازال هذا التصور سائد عند الكثيرين . كان الكتاب يتحدث عن قصص فلاسفة أوروبا و كان منها قصة فيلسوف يقال له " كنت " قال بأنه لا يتصور أن يكون هذا العالم بلا رب !! فعاب عليه أصحابه من الفلاسفة هذه النظرة الرجعية وناصحوه ! . فقالوا : أين ربه ؟ وأنت ترى المظلوم والظالم والغني والفقير والعدل و الجور ؟ ربه الذي خلقه وصممه لماذا لم يتدخل ليعطي كل ذي حق حقه أم نه صنع هذا العالم لتمارس فيه الفوضى ؟؟ و كان حينها قد خرج فيلسوف فرنسي اسمه " شوبنهور " بنظرية ( عدم جدوى الوجود ) التي تنص على أن الكون هذا تجربة كونية فاشلة يجب أن تنتهي ويجب على الناس أن يسعوا جاهدين الى عدم التوالد و أن يرحموا الأجيال القادمة من عناء هذا الوجود الذي ليس فيه ما يدل على أنه سيصل في يوم من الأيام إلى حالة " الوجود المثالي " لهذا كان يجب أن ينقرض العنصر البشري انقراضاً اختيارياً لكي تنتهي هذه التجربة الفاشلة , بحد زعمه !! . و لنعد إلى " كنت " الذي قال و هو يرد على اعتراض أصحابه : إن رب هذا العالم على ما يبدو لي قد خلقه ثم مات !.
    عندما قرأت هذا تأكدت أن الفلسفة ببساطة ليست الا : التحدث عن معتقداتك بصراحة و ثقة بين أناس ليست لديهم أي معتقدات !.
    ولو قرأ " كنت " صحيح البخاري لوجد فيه حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتأدن الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للنعجة الجماء من النعجة القرناء" و لكن " كنت " لم يقرأ البخاري لأن الذي جاء به رجل من الباديه اسمه محمد !...
    نحن في نعمة نرفل فيها لا يعلمها الا الله ! . العقيدة الباطلة سجن من جهنم أظهره الله إلى الدنيا فكم مات فيه من مساكين لو كان عندهم خمس ما في قلوبنا مما ورثناه عن آبائنا من اسلام لكانوا من أسعد الناس .
    لي صديق يزعم أنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم و لكنه اذا استشهد قال : قال العقاد كذا وكذا ! . قلت في نفسي لو أحب هذا الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ترك كلامه و أخذ كلام العقاد و لكنه يرى العقاد " أكثر فهما ً و إدراكاً لأبعاد الواقع و ربما أصدق اطلاعاً على الخيال الإنساني من رسول الله " . كثير هم الذين يشمون في البخاري ومسلم رائحة البراغيث والتراب و العمامة القديمة و دماء الرجال الذين " فقط " زهدوا في الدنيا وماتوا على ذلك ! . ولذات هذا السبب الذي ترك ذلك الفيلسوف لأجله قراءة مبادئ الاسلام مازال صاحبي يحب رسول الله ولكنه يقرأ للعقاد ! .
    تعال نفتح ( صحيح البخاري ) !... لنعلم أي الفريقين أولى بالعقل و الحكمة وسعة الخيال !...

    عن عمران بن حصين قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعقلت ناقتي بالباب إذ جاءه قوم من بني تميم فقال ( اقبلوا البشرى يا بني تميم ) . قالوا بشرتنا فأعطنا- أي يريدون مالاً - فدخل ناس من أهل اليمن فقال ( اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ) . قالوا قبلنا جئناك لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان ؟ . قال ( كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ) . ثم أتاني رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت أطلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم . رواه البخاري .

    عندما دخل أهل اليمن قالوا جئناك لنتفقه في الدين ... ثم سألوا عن أول هذا الأمر ؟؟ و لو سئل هذا السؤال أحد الفلاسفة ما كان سيتصور أنه يقصد : ما أول هذا الوجود ؟؟ ثم من يسأل عنه من الفلاسفة ؟ رجل يقول بأن الانقراض فرض عين على كل إنسان أم رجل يقول بأن ربه خلق العالم ثم مات ؟!!

    أرض و سماء و بشر و طائر و كائن ماش ٍ وزاحف و شجر و جبال وبحر و حياة و موت واختلاف و تنوع و عالم من الأحاسيس والأفكار والمناهج والتاريخ و غير ذلك !.

    هذا هوالشئ الذي جاء ليسأل عنه : " البدو من صحابة اليمن " .. كيف نشأ هذا العالم ؟!.
    أنا أسألك الآن و أنت في زمن تجرأ فيه الناس حتى لم يبق شيء لم يسألوا عنه :
    هل سبق و أن سألت نفسك كيف نشأ هذا العالم ؟؟
    بجدية و صدق ؟
    حداً يجعلك تترك أهلك و تسافر على الجمال و البغال مئات الكيلومترات في زمن يحكمه قطاع الطرق ؟
    ثم يأتي من يقول : هذا فهم قديم للواقع و العقول القديمة لم تصل في تصورها و خيالاتها إلى ما توصل له العباقرة الحشاشون في هذا الزمان !.

    لم يتساءل النبي صلى الله عليه و سلم ...
    لم يتردد في أن هذا الأعرابي البسيط الذي أمامه جاء ليسأله عن " نشوء الكون !!! " ...
    وكان الرد راقيا ً كما يليق بنبي و بنظرته إلى رقي تفكير أصحابه فكان الجواب : ( كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء ). هذا هو اختصار البداية و هذا هو " أصل العقل " فمن فقد هذا الشيء الذي سأل عنه أهل اليمن فأجزم جزماً أنه لا عقل له و إن تحذلق وتشدق و نام بين الكتب !! . هذا هو أصل " الشخصية الفكرية" لدى كل عاقل أن يعلم " الجذور " التي نشأ منها الكون الذي يعيش فيه ! .
    من هنا يبدأ مشوار العلم والفهم والارتقاء إلى مستوى " الإنسان المكلف " ...
    إن تبصرت في نفسك وجدت أن علمك كله " مكتسب " !!! فأنت لم تأت بشئ لم يسبقك إليه أحد , فلماذا تقاتل دون " مبادئ الآخرين " ؟ إن كان الله يعلم وهم لا يعلمون فلماذا تنفق حياتك مناضلا دون رأي " اكتسبته " بجهلك ممن هو جاهل مثلك ؟؟؟...
    فإذا وزنت نفسك ... عرفت :
    1- من أنت؟ .
    2- أين أنت ؟ .
    3- أين سيكون مكانك غدا ؟
    إذا أدركت هذه الأشياء سوف تجد أن العمر قصير جدا ً قصير ! ...
    و أنك أضعت الكثير منه !
    تخيل أنك في الدوام و قد تذكرت أنك نسيت كل حنفيات الماء مفتوحة ..
    تخيل شعورك و أنت تجلس و خرير الماء في أذنيك ...
    و تنتظر أقرب فرصة لتذهب و تغلق الحنفيات .. ؟؟
    هذا هو الشعور الذي ستصل اليه إذا عرفت من أنت ...
    شعور بأن هناك ثمة حنفية كبيرة مفتوحة بسببك ...و أن ثمة شيء ثمين يضيع !.


    ....................... يتبع



  5. #5
    الصورة الرمزية العنبوري
    Title
    إداري سابق
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    المشاركات
    2,173

    رد: اتريد الطريق سير معي

    ابن الفارض لك جزيل الشكر بارك الله فيك
    لك مني احلى تحية واحلى سلام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML