النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أفكارنا وأحلامنا بين الواقعية والتنظير

  1. #1
    الصورة الرمزية hedaya
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2003
    المشاركات
    281

    أفكارنا وأحلامنا بين الواقعية والتنظير

    [align=center]

    [/align]

    بسم الله .. والحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله ....


    انها إحدى الآفات التي لو تدبرنا واقعنا لوجدناها حجر عثرة في طريق طموحاتنا وغاياتنا وأحلامنا
    آفة جعلت منا أمة لا يتخطى جهدها وواقعها بضع كلمات في كتاب أو جريدة أو حتى مدونة
    آفة تتلخص باختصار في أننا أمة شديدة التميز في تشخيص أمراضها، وعظيمة الإبداع في صياغة مشاكلها صياغة تعبيرية مبهرة يعجز المجنون عن عدم فهمها .. ولكنها (بلا فخر) تحصل على درجة الصفر في ترجمة هذه الصياغة إلى واقع عملي محسوس يخرجها من أزمتها أو مخاضها إن صح التعبير




    يمكنك أن تدخل أي مكتبة في بلادنا المنكوبة، فتفاجأ بهذا الكم الهائل من كتب الفكر وتلك الكتب التي تعتني بالتحليل ووضع النظريات .. فهذا كاتب يحلل واقعنا السياسي وذاك آخر يحلل واقعنا الإجتماعي وآخر يحلل واقعنا الإقتصادي ... الخ



    فإذا ما فتحت أي كتاب من هذه الكتب فإنك لا تملك إلا أن تنبهر من روعة أسلوبه وبيانه، وتسحرك منطقية تحليله وعرض حلوله



    وإذا قرأت أي جريدة في عالمنا العربي فإنك تجد أروع ما فيها صفحة الفكر والرأي ( بعد صفحة الجرائم والحوادث بالطبع )



    حين تدخل على شبكة الإنترنت فتطالع منتدياتنا ومدوناتنا فإنك تجد شبابا واعيا يجيد عرض أفكاره وانتقاداته وأحلامه



    حين تشاهد فضائياتنا ( المحترم منها طبعا ) تجد تفننا وإبداعا في عرض الرأي والرأي الآخر واستخلاص النقاط التي تتجمع عندها الآراء

    وبعد أن تفرغ من كل هذا تحسب أننا أمة رائدة ليس لها نظير ولا منافس لريادتها

    فإذا خرجت من بوتقتك وصومعتك التي اعتزلت فيها فإنك تذهل وتصدم مما تراه من هذا الكم الهائل من التخلف الحضاري والسياسي والإجتماعي والأخلاقي .... الخ
    وحينها تعجز عن فهم تلك المعادلة الغريبة التي توافرت أغلب معطياتها ولكنها لا تجد سهما يوصلها إلى نواتجها





    من الجميل أن تعرف أن لديك مشكلة
    ومن الأجمل أن تحدد تلك المشكلة
    ومن الرائع أن تنجح في تحليل تلك المشكلة
    ومن الأروع أن توفق في صياغة حلول تلك المشكلة صياغة منهجية منطقية
    ولكن الغريب كل الغرابة أن تعجز عن حل تلك المشكلة!


    لماذا لا نتزحزح للأمام مع أننا أمة لا تتوقف عن التفكير ولا تنقصها الفكرة ؟؟؟
    لماذا لا نتحرك قدما مع أننا أمة تحسن عرض الفكرة ؟؟؟؟
    لماذا لا تأتي الفكرة بالخطوة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ما السبب يا ترى ؟؟


    وإذا سألت أصحاب الأفكار والأحلام عن السبب بطل العجب .. فهذا ينسب السبب إلى نظام فاسد، وذاك يعزيه إلى عقول لا تحتمل أفكاره وذاك يفسره بزمن موبوء لا يتسع للأفكار والأحلام الجديدة .. فلا تملك وأنت تسمع تلك الأسباب إلا أن ينطق لسان حالك قائلا

    [align=center]
    نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
    [/align]


    لا ننكر أي سبب من تلك الأسباب بالطبع ولكن علينا ألا ننسى أكبر وأهم سبب وأشدهم خطورة
    إنه نابع من أنفسنا .. إنه نابع من كون أغلبنا لا يحسن إلا فن التنظير والعرض ويرسب بجدارة في امتحان تحويل نظرياته إلى حركة يتحركها وإلى خطوة يخطوها إما لكسل وإما لضعف العزيمة وإما لانخفاض الهمة .


    ببساطة .. لقد أصبحنا (ولا فخر) أمة ثرثارة لا تجيد إلا فن الكلام الذي لا ننكر أن لنا باع طويل وخبرة عظيمة فيه


    إننا نفكر لا لأننا نريد أن نعمل .. بل نفكر لأننا نريد أن نفكر وفقط
    إننا نتكلم ونكتب لا لأننا نريد أن نطور .. بل لأننا نريد أن نتكلم ونكتب وفقط
    إننا نحلم لا لأننا نريد أن نحقق .. بل لأننا نريد أن نحلم .. وفقط




    كل واحد منا تنتابه مشاعر وأحاسيس وأفكار وأحلام تكفي لأن تجعل منه بطلا أسطوريا وتكفي لأن تجعل من واقعنا واقعا مثاليا ... ولكن .. هذا البطل الأسطوري وذلك الواقع المثالي لا يتجاوز مخيلاتنا وإن تجاوزها فهو لا يتعدى أوراقنا وأقلامنا وعلى أقصى تقدير يتحطم عند أول عقبة تواجهه في طريقه
    لقد أصبحنا ولا فخر أمة نظرية يجوز ترميزها بورقة أو قلم أو كتاب ولكننا لسنا أمة عملية على الإطلاق





    وأستحضر في هذا العرض قول الأستاذ الشهيد سيد قطب في رسائله الأروع أفراح الروح " إن كلماتنا وأفكارنا ستظل عرائس من شمع حتى .. إذا متنا في سبيلها دبت فيها الحياة "
    إن الفكرة التي لم يضع صاحبها في حسبانه إستعداده للموت من أجلها وأطلقها فقط لأنه يريد أن يطلق فكرة، هي فكرة ولدت ميتة بالأساس، وهذا ما يوضحه قول الأستاذ الشهيد سيد قطب في رسالة أخرى " إن كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان , أما الأفكار التي لم تطعم هذا الغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا للأمام "




    يا إخوتي ... الفكرة التي تنبع من كونها فكرة وفقط لا تستحق أن نفكر فيها , والحلم الذي لا يمكن إلا أن يكون حلما وفقط لا يرقى إلى المستوى الذي يجعلنا نحلم به .

    لا أريد أن أثرثر أكثر من هذا ولكني أريد أن أوضح نقطتين أخيرتين
    أولهما .. أنني لا أكتب هذا الكلام تشاؤما ولا يأسا من واقعنا ولم أكتبه لكي أحجر على الأفكار والأحلام ولكني أكتبه ترشيدا لتلك الأفكار والأحلام
    ثانيهما .. أنني لا أعمم على الإطلاق في هذا الكلام فهناك الكثير ممن يجيد التفكير والتنفيذ معا وبإصرار يورث العجب




    أتمنى ألا ينضم هذا المقال لمخزوننا التنظيري الضخم ولكني أتعشم في قولبته في إطار عملي لمن يقرأه
    وأخيرا .. أضع سؤالا
    كيف نرقى بأفكارنا وأحلامنا إلى واقعنا العملي ؟؟

  2. #2
    الصورة الرمزية الاصايل انثى
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    11- 2007
    المشاركات
    2,396
    أسلوب رائع وحروف يحق لها أن تلتهب بسطور من نور
    فكر في قوالب النقد
    في صومعة الاستغاثة
    لتتجمد من جديد بين فكي من لا يحسن ترميز الحروف
    عن جد اخرستني عن البوح والهمس ... حتى خلت حروفي
    كلا منها يدفع الأخر لتحدث ومع هذا قد الجمه الأسى
    ولم يعد يفكر من أين نبدأ
    هل مما أنتهى به السطر
    أم مما أبتدا به الحرف
    موضوع دسم قد يكتب في أربع أو خمس مجلدات
    أحلامنا
    افكارنا
    الواقع
    المأمول
    ثم بعد ذلك ترجمتها إلى عمل
    أحببت أن اتوقف لمقولة سيد قطب في رسائله الأروع أفراح الروح
    " إن كلماتنا وأفكارنا ستظل عرائس من شمع حتى .. إذا متنا في سبيلها دبت فيها الحياة "
    هذه المقولة شاهدة في عصر سيد قطب
    ماذا لو رأى حالنا اليوم ...

  3. #3
    الصورة الرمزية elmenani
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    01- 2008
    المشاركات
    186
    لا ننكر أي سبب من تلك الأسباب بالطبع ولكن علينا ألا ننسى أكبر وأهم سبب وأشدهم خطورة
    إنه نابع من أنفسنا .. إنه نابع من كون أغلبنا لا يحسن إلا فن التنظير والعرض ويرسب بجدارة في امتحان تحويل نظرياته إلى حركة يتحركها وإلى خطوة يخطوها إما لكسل وإما لضعف العزيمة وإما لانخفاض الهمة .

    كيف نرقى بأفكارنا وأحلامنا إلى واقعنا العملي ؟؟
    ان جواب هذا السؤال هو
    لب الموضوع
    وقد لا نجد جوابا
    دقيقا

    جزء من هذا الجواب
    يكمن في كوننا
    لا نرى الا عيوب الاخرين
    وكل يرى نفسه الافضل
    وصدقت فينا الاية الكريمة



    أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم }


    بارك الله فيكم
    موضوع جيد
    ينبه الى اخطاء
    نتجاهلها
    وهي بحجم الجبال








معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML