رحيل الساحر الصغير ..
تقولين بدهشة : لقد حدث شيء غريب غريب.
تقوولين : إن عيوننا تلتقي الآن فلا يبصر أحدنا
في عين الآخر ملايين الأفلاك والمجرات والعوالم .
تقولين : إن أصابعنا تشتبك الآن دون أن
ينفجر ذلك الحريق المدمر الجميل الأخضر .
تقولين : إننا نتحدث الآن فلا تورق الكلمات
بالبرتقال والعنب والليمون .
تتساءلين : ماذا حدث ؟!
حدث أن ذلك الساحر الصغير الذي كان يسكن
عيوننا وأصابعنا وكلماتنا امتطى بساطه الطائر
ورحل .
فعادت العيون إلى طبيعتها : نوافذ نطل منها
على العالم الخارجي .
واستأنفت الأصابع وظيفتها اليومية : أدوات نستعين
بها على اللمس والالتقاط .
ورجعت الكلمات إلى أبجديتها القديمة : عارية من
الكروم والواحات .
ماذا ستصنع الآن ؟ تسألين بحرقة .
لا شيء !
من العبث أن نحدق في عيون فارغة أو نتلامس
بأصابع باردة أو نتحدث بلغية ميتة .
من العبث أن نطارد الساحر الصغير ونحن نجهل اسمه
وعنوانه وخط سيره ومحطته القادمة .
فلنبتسم ، إذن ونحن نسترجع الأيام التي قضيناها
في صحبة ساحرنا الصغير .
ولنبتسم ، مرة ثانية ونحن نتصور حبيبين آخرين
ينعمان الآن برفقة ساحرنا الصغير .
ولنبتسم ، مرة ثالثة ، ونحن نحلم باليوم الذي يعود
فيه ، دون موعد ، ساحرنا الصغير .
غازي القصيبي ..
قرأتها قبل أن أدخل لتصفح المنتدى ..
فأحببت أن أنثرها هنا ضمن إهدائك أختي الأصايل
نحن بانتظارك .. وترجعين لنا بالسلامة