النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: علمتني الحياة

  1. #1
    الصورة الرمزية نهر العطاء
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    07- 2007
    العمر
    35
    المشاركات
    552

    Red face علمتني الحياة

    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

    بالرغم من مشاركاتى المحدودة فى هذا المنتدى الغالى على قلبى،
    إلا أن الإستفادة كبيرة جدا ...أمرّّ فى بعض الأحيان على إحدى المواضيع ، تكون إما فى غاية الأهمية أو أثرت في ، وأتمنى أن أشارك للتعليق لكن ..ضيق الوقت يمنعنى... اليوم بعون الله أنقل لكم موضوعا أعجبنى كثيرا
    أضعه بين أيديكم ... و بارك الله فيكم على كل ما تقومون


    به من جهود ...شكر الله لكم وجمعنا و إياكم فى الأجر ...





    علمتنى الحياة





    علمتني الحياة أن مقياس ايمان العبد صبره على البلاء و الابتلاء , فكم نرى من أناس تابوا و التزمو و لكن ما إن أختبروا حتى سقطوا على أعقابهم الا من رحم الله. فالعبد يبتلى على قدر ايمانه. و من الملحوظ أن الله يبتلي العبد المؤمن بأحب شيء لديه أو بأصعب الفتن على قلبه, مثالا على ذاك فتنه الرجل بماله ان كان ذو تجارةٍ و حبٍ للمال, و فتنة الرجل بامرأه ان كانت تغلبه شهوته سواء من نظر أو غيره و الأمثله كثيره. فطوبى لمن حفظ حديث الرسول –صلى الله عليه و سلم- و جعله نصب عينيه بأن أمر المسلم كله له خير, ان أصابته ضراء صبر فكان خيراً له, و إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له و هنيئاً لمن استشعر أجر الصبر في أول البلاء خاصه, فان الصبر عند الصدمه الأولى. و ان استشعاره نعيما و جنه و حلاوة في القلب و ان ضاقت عليه الأرض بما رحبت علماً بأن الهم عظيم, و الحزن سقيم, و العقل مأسور, و الهوى مأثور, و النفس أماره و الدنيا غماره و ان سلعة الله غاليه, و ان داره باقيه ................فالبدار البدار, و الملتقى الجنه انشاءالله




    فلو علم الانسان ثواب الصبر على الابتلاء و ما فيه من تكفير الذنوب و رفع للدرجات و المقامات لتمنى كل انسان أن تكثر محنه و تزيد ابتلاءاته , و ما يشعر بذلك الا المؤمن الحق. و من هذا الباب نرى أن نعيم الله للعبد المؤمن لا يقتصر فقط على موته و دخوله الجنه بل يؤجل لهم هذا النعيم في الدنيا, و شتان بين النعيمين فان لكل نعيم مقياس, فنعيم الدنيا منهسعة النفس و راحة البال و هدوء الجوارح و الاعصاب و الاستكثار من الخير و البعد عن الرذيله و العزه رغم الفقر و أعظم من هذا كله , التضرع و الانكسار للواحد الديان, و مناجاة الخالق المنان , و الذل بين يدي الرحمن, و الاقبال على دار الحيوان. حتى ان رجلا من السلف يقول : و الله لو علم الملوك ما نحن فيه من نعيم لجالدونا عليه بالسيوف" و يقول آخر " و الله لو ان نعيم الآخره كالنعيم الذي نحن فيه لكفى.". و أما نعيم الآخره , و ما أدراك ما نعيم الآخره . فلو جلس الانسان مختليا بنفسه و سرح في قصور الجنه لوجد العجب العجاب, فيرى الحور المقصورات, و الأواني المصفوفات, ثم يرى النخل و الرمان, و الياقوت و المرجان, و لهم الولدان المخلدون, و لحم طير مما يشتهون, ثم يتذكر قول الصادق المصدوق بأن فيها مالا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر. فيتوقف العقل عن التفكير و ما يزداد الا نعيماً على نعيم.



    فليعلم كل مؤمن بأنه مبتلى, لأن الله يصطفي من عباده الذين صدقوا و صدقوا , و قاربوا و سددوا, و حملوا و استحملوا. و لو ان هناك مؤمن ناجي من ابتلاء الله لكان خير البشريه –صلى الله عليه و سلم-, و لكن الله رؤوف بعباده حيث يبين لهم ان الابتلاء واقعُُ و لابد. يقول الله تعالى:" أم حسبتم أن تدخلو الجنه و لما يأتكم مثل الذين من قبلكم, مستهم البأساء و الضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله, ألا ان نصر الله قريب". فبأبي هو و أمي حمل أثقال أمه كامله, فؤوذيو دمي،وكذبوضرب، ثم حوصر و سحر، و بوعد و طرد, و سم و أغتم، و شج راسه و كسرت رباعيته، فما كان منه الا أن صبر, فكانت له الدنيا بأجمعها و مفتاح الجنه يستفتح بها . فصلاة الله و سلامه عليه.




    فيا عبد الله اصبر و احتسب ماهي الا ساعات بل دقائق بل ثوان ثم الى الرفيق الأعلى. فهناك يكرم المرء أو يهان. فالواجب على العبد الثبات في الدنيا و الاستمساك بكتاب الله و شرعه و سنة نبيه. و ان هناك عوامل تساعد العبد على الثبات في الأزمات نذكرها انشاءاالله.






    أما الابتلاءات فتنقسم الى قسمان: الأول ابتلاء بالفتن و الشهوات, و الثاني ابتلاء بالمصائب و الكربات. فكلاهما يزيغ النفس و يضعف البأس و يبدد الآمال ويهدي الى الضلال. فقلما تجد انسانا بعيدا عن الدين ينجوا من هذه أو تلك, لأن القوه البشريه محدوده, و الطريق للخلاص منها مسدوده, إلا ان تسند بقوه الاهيه تنقذ الانسان في دنياه و آخرته.




    أما الابتلاء بالفتن و الشهوات, فهذا اول مراحل الابتلاء, و هو مخصص للتائبين الجدد و حديثوا الايمان و ضعفاء النفس و العزيمه, ففيه يبان من صدقه توبته و عليت همته و قوي ايمانه, وبانت انيابه, و أن من صفات هذا النوع من الابتلاء أنه قد يطول زمانه و يستنفذ العبد طاقاته و لكن جهاد النفس فيه عظيم, فهو اعظم الجهاد عند الله تعالى. و ما كان أعظم الجهاد الا لأن العبد يواجه فيه ثلاثه خصوم كل واحد منهم أشد بأساً من الآخر وهم الشيطن و النفس الأماره و الدنيا.








    فأما الشيطن فهو أخبث خلق الله و أبعدهم عن مرضاة الله ،و أشدهم وسوسه للمؤمنين و أكثرهم تنكيلا للصالحين و هو القائد الى الجحيم و المبعد عن دار النعيم المقيم, فيا عجبا لمن آخاه و طاع أمره, و تبعه و انصاع خلفه, ألا تعلم ان المرء مع من أحب و ان الشيطان من لهب, فاتق الله أخي و لا تصحب من ردي, و اظفر بمن هدي, لتأنس يوم الموعد.




    أما النفس الأماره, فحالها كحال الخيل أو الزوجه, ان لم تسيرها طغت و تكبرت ثم علت فتهيمنت. فالواجب على المؤمن أن يكسر رغباتها و شهواتها وان لا يسعى بارضائها الا بما احل الله, و ان لا يسرف في ارضائها, فان كثرة المباح يسقطها في فخ الشيطان. فان وفق الله تعالى العبد بانتصار أبدي على النفس كان له صلاح الدنيا و الآخره, فتصبح نفسه أمارة لكل خير, زاجره لكل شر, عاملة لكل بر, فلا يضرها الشيطان و لا يقهرها السلطان و لا تحرقها النيران.




    و ان من أعظم نعم الله على العبد, أن ينصره على شيطانه و هواه, فان كان ذاك صارت الدنيا جميلة مليحه , كالعذراء ليلة عرسها, بل أجمل و أطيب. و لكن ان كان العبد مكبلا بسلاسل الشيطان, و معذبا بصياط الهوى, صبت الدنيا على ظهره الحميم فزادته هما على هم, و ألما على ألم فلا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم.




    على المؤمن ان يعلم بأن الايمان يزيد و ينقص, و ان الهمه تقوى و تضعف فهذه سنة الله في العباد, و ليس هناك حرج على من ضعف أو نقص ايمانه و لكن الحرج على من أطلق لنفسه العنان في السقوط, و اتبع السيئه بالسيئه و أحل ضعفاً مكان قوه, فهذا مصيره مصير المنتكسين الا من رحم الله. فالمؤمن الحق, هو الذي ان عصى استغفر, و من الدعاء استكثر, و برحمة الله استبشر, و بالجنه استشعر و شمر, و من النار فر و ضجر, و من الخوف بكى و سهر, وبالرجاء تضرع و انكسر, و من الشهوات كف و هجر. فهذا رجل عن الف رجل, قد حط يمينه في جنة العلا. فليسأل الباري الثبات و ليكثر دعائه بالأسماء و الصفات. فما سمي القلب بالقلب الا لكثرة تقلبه و ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف شاء, فنسأل الله الثبات. قال تعالى:"يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنياو في الآخره و يضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء".






    و أما الابتلاء الثاني فهو الابتلاء بالمصائب و الكربات, فهذا ابتلاء من نوع فريد, لأن الصبر فيه شديد. ففيه قد يطول الزمان أو يقصر, و تبكي العين و تهمر. ففيه تنهال الكلمات من كل جانب, و يتخلى عنك كل صاحب. فكيف يصبر الانسان على موت ولد و ضيق بلد أو فقراً منسيا و مرضاً مفسدا أو جور السلاطين و بعد الصالحين. فتلك كربات تنهد منها الجبال الراسخات, و تنشق بها الأراضي اليابسات. فتنبثق ههنا معادن الرجال و تظهر صفات الاخلاص و الكمال. فمثل هذه الفتن كمثل سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما سأل الله تعالى أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه. و لله المثل العلى فهو سبحانه يطمئن على عباده الذين بجلوه و بالأسحار سبحوه و بالمجالس ذكروه و بالجهاد نصروه. فهذا يوم التمحيص الذي تبيض فيه وجوه و تسود وجوه. هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم و تعلو فيه منزلتهم و تقر به اعينهم. قال الله تعالى:" ان أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون". أما في الدنيا, فتكون لهم معية الله, فيصبح سمعهم الذي يسمعون به, و بصرهم الذي يبصرون به, و ايديهم التي يبطشون بها. فأي كرامه أعلى, و أي نعمة أسمى. اما في الآخره, فحدث و لا حرج.




    فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك و يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على دينك. اللهم بلغنا ما بلغ به عبادك الصالحون و بالله التوفيق و
    منقول




    منقووووووووووووووول

  2. #2
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428
    نهر العطاء ...

    شكرا على هذا الموضوع ومحتواه المفيد جدا ...
    نعم فالحياة تعلم الكثير لمن أراد ان يتعلم ويتفقه

    تحياتي
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  3. #3
    الصورة الرمزية نهر العطاء
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    07- 2007
    العمر
    35
    المشاركات
    552
    اسعدني مروووووووووووورك
    اخوي ضيف

  4. #4
    الصورة الرمزية الاصايل انثى
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    11- 2007
    المشاركات
    2,396
    درر منقولك غاليتي

    نحتاج أحيانا إلى بعض الحروف لنعيد توازننا من جديد

    أرق المنى

  5. #5
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    (( مساء جميل !! ))

    العطاء نهر .. لا يجف !!
    ..
    ايتها الطيبة ..
    شكرا لك .. على مشاعرك الجميلة !!

    ... تقديري !!

  6. #6
    الصورة الرمزية هـــــــــــتلر
    Title
    نبض متألـق
    تاريخ التسجيل
    05- 2007
    المشاركات
    5,379
    مشاعر جميلة
    اختي نهر العطاء..
    فالحياة جميلة منها نتعلم العبر

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML