الموضوع: كأنهم أغراب في بلادهم!

كأنهم أغراب في بلادهم!
كنت أظن أن المتقاعدين وموظفي القطاع الخاص يحظون بنفس الدرجة من تهميش الدولة لهم من حيث استثناؤهم من الزيادات وبعض المكرمات، لكن يبدو أن بعضهم أشد معاناة من بعض.. فإذا كان موظفو القطاع الخاص محرومين جميعا من تلك الزيادات والمكرمات فإن المتقاعدين ينقسمون إلى قسمين: الأول هم المتقاعدون من الحكومة، وهم رغم حرمانهم من الزيادات الأخيرة في الرواتب فإنهم يحصلون على زيادة تبلغ 3 في المائة من رواتبهم التقاعدية كل عام طبقا لأنظمة التقاعد في القطاع الحكومي، أما القسم الثاني فهم
المتقاعدون من القطاع الخاص، وهؤلاء فوق أنهم محرومون من الزيادات الأخيرة في الرواتب ومن بعض المكرمات مثلهم مثل المتقاعدين من الحكومة فإنهم محرومون أيضا من الزيادة السنوية الاعتيادية البالغة 3 في المائة التي يحصل على المتقاعدون من الحكومة، أي أن مصيبتهم ليست واحدة بل اثنتان قاصمتان! مجموعة من المتقاعدين من القطاع الخاص أرسلوا إليّ رسالة يودون توجيهها إلى والد الجميع سمو رئيس الوزراء، يشكون فيها من هذا الوضع المأساوي الذي يكابدونه.. قالوا فيها: ((إننا جميعا نثمن ما قاله سمو رئيس الوزراء الموقر بالحرف الواحد: (إننا مهتمون بالمستوى المعيشي لكافة فئات المجتمع بمن فيهم المتقاعدون، وإننا نعكف على تطوير وضعهم المعيشي وتحسين دخولهم باستمرار رغم أننا نمتلك واحدا من أفضل الأنظمة التقاعدية الذي يتيح زيادة في الراتب التقاعدي بواقع 3 في المائة سنويا، ومع ذلك فإن طموحاتنا نحو هذه الفئة أكبر).. ولكن يا سيدي هناك مجموعة كبيرة من المتقاعدين حرموا حتى من هذه الثلاثة في المائة، بل حرموا حتى من مكرمتكم البالغة مائتي دينار التي تم دفعها من قبل لمن تقل رواتبهم التقاعدية عن خمسمائة دينار، والسبب هو أن رواتبهم تزيد على ذلك ببضعة دنانير)). وأضافوا: ((إننا نتوجه إلى سموكم بجزيل الشكر والامتنان على اهتمامكم وعنايتكم ورعايتكم لشعب البحرين، خاصة المتقاعدين منهم، لكن لا ندري ما السر في تجاهل المتقاعدين من القطاع الخاص؟! أليسوا محسوبين من شعب البحرين؟! أليسوا مستهلكين للبضائع من أسواق البحرين أسوة بغيرهم؟! أليسوا ممن تأثروا كثيرا بارتفاع الأسعار؟! أليسوا آباء وأجدادا مسئولين عن زوجاتهم وأولادهم بل أحيانا عن أحفادهم أيضا؟ فلماذا لا يحصلون على الأقل على الزيادة السنوية البالغة ثلاثة في المائة أسوة بمتقاعدي القطاع الحكومي؟!)). واختتموا رسالتهم بالقول: ((يا صاحب السمو: إن الجميع يدعون لسموكم بالصحة والعافية والسعادة وطول العمر ويتمنون وينتظرون لفتة كريمة بإصدار أمركم السامي بمعاملتنا نحن متقاعدي القطاع الخاص بمثل معاملة متقاعدي القطاع الحكومي، حتى لا تنطبق علينا قاعدة (مكانك سر) من حيث تجميد الراتب التقاعدي وتتعاظم معاناتنا يوما بعد يوم، فحالنا بات لا يسر صديقا ولا عدوا، رغم أننا بذلنا جُلّ أعمارنا في خدمة هذا الوطن وحكومتنا الرشيدة.. ودمتم مؤيدين موفقين) انتهى. أقول: كل المتقاعدين بلا استثناء يستحقون نظرة إنسانية تنتشلهم من أوضاعهم المأساوية، خاصة المتقاعدين من القطاع الخاص الذين اتضح أنهم مهمشون أكثر من غيرهم، وكذلك موظفو القطاع الخاص الذين باتوا يحسون بأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة، حيث إن الأجانب العاملين في الحكومة باتوا أفضل منهم، فقد حصلوا على الزيادات الأخيرة في الرواتب، وحصلوا من قبل على مكرمة راتب شهر كامل في ذكرى اليوم الوطني، بينما حُرم المواطنون العاملون في القطاع الخاص من كل ذلك، وكأنهم أغراب في بلادهم!