برو أبائكم تبركم أبنائكم
الصـــراحة تبـــــكي القصة
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) الاسراء

القصة : يتحدثون عن سيدة وقورة تقبع في أحد المستشفيات السعودية، تعيش عزلة وألماً، يعرفها كل من في المستشفى، ويتعاطفون معها، كثيرا ما يجلس معها الممرضات يتحدثون لتروح عن نفسها ببعض الأبيات الشعرية والتي انتشرت عند البعض ...
تقول كنت اسكن مع زوجي وأبنائي السبعة في احد القرى، وذات يوم طلب مني زوجي أن اذهب معه إلى المدينة القريبة من قريتنا وتحديدا لتسوق بعض المشتريات وأوهمني أنها لي فوافقت فرحة ومسرورة من تلك المفاجأة الجميلة وعندما اشترينا كل ما كان يطلب مني ويختاره هو ويعجبني أنا عدنا إلى قريتنا، وعـند وصولنا للمنزل اخبرني أن تلك الأشياء ليست لي وإنما للعروسة الجديدة فصعقت من هول الخبر ودارت بي الدنيا، ثم تأتي الصفعة الثانية عـند ما وجه لي خبر طلاقه لي، فيا الله كل هذا في وقت واحد ؟
بعدها أصبت بجلطة دماغية، وتنومت بالمستشفى، وتزوج زوجي عروسه الجديدة وأنجبت له زوجته الجديدة بنتا وولدا ثم أصيب في حادث مروري فتوفاه الله، -وعندما ترحمت عليه بكت وأبكتنا معها-..! وعندما سألناها، من أحضرك للمستشفى؟ قالت: "يقولون بأنه أخي! ومكثت في العناية المركزة ( ستة أشهر) لا ادري من زارني خلالها لأنني كنت في غيبوبة تامة . ثم مكثت هنا في هذه الغرفة خمس سنوات حبيسة لهذا السرير .
* ثم سألناها وفي هذه السنوات الم يزورك احد ؟
قالت : بلى زارني أخي مرة واحدة وابني الذي أكمل العشرين عاما أيضاً مرة واحدة فقط.
وسألناها وبقية أبنائك وبناتك، أين هم من وضعك؟
قالت :"لا أعلم عنهم شيئا فأنا لدي أربعة أولاد وثلاث بنات "
وسألناها عــن أهلها :
فقالت: "والدي شيخ كـبير وسمعت انه توفي ورايته في الحلم مرة "
ثم أجهشت في البكـاء بصوت مرير وأضافت "والدتي لا اعلم عنها شيئا"
وسألناها عن إخوتك أين هم ؟
قالت :" أخي الكـبير من أعيان قريتنا "فلم تستطع مواصلة الحديث وكانت تبكي وتبكي معها تلك الممرضة السعودية الحنونة وخادمة كانت ترعاها.
ثم سألت الخادمة منذ متى وأنت هنا، فتجيب منذ ثلاث سنوات دخلت المستشفى مع سيدة فأشارت لي على سيدة في نفس الغرفة مصابة بغيبوبة كاملة وقالت "عند ما رأى ابن هذه السيدة تلك المرأة وسأل عنها وعرف قصتها وان لا احد يزورها منذ سنتين ونصف ضاعف لي الأجر وأعطاني مرتب شهرين لأرعى تلك السيدة مع والدته والتي لا تعي شيئا وسألناها في فترة مكوثك معها هذه السنوات الثلاث ألم يزرها احد؟
قالت:"فقط زارها شخص واحد مرة واحدة تقول انه ابنها!
ومن بعد ذلك الوقت لم يزرها احد رغم أنها تنتظر وعيناها مسمرة على الباب دائما"!

إنها لقصة اغرب من الخيال ولا يستوعبها عقل، فأين أبناؤها ومن يراها يتقطع قلبه أسى وحسرة..
أم لا تعرف عن أبنائها شيئا لدرجة أنني شككت أن في الأمر سراً فربما قال احد لأبنائها أن أمكم ماتت ورغم صعوبة هذا الشيء إلا انه ربما يكون اقل ألماً فيما لو كان أبناؤها يعلمون أنها ترقد في المستشفى ويتركونها
ونحن عندها نعرض هذه القصة نرجو ان يقرأها هؤلاء الأبناء أو على الأقل احدهم فيرق قلبه
وهنا ننشر تلك القصيدة التي أبكتنا وأبكت من سمعها تناجي بها الطيور
فإليكم ما قالته:
تكــــفين ياطـــيور حرار افزعي لي ***** ابي عن اديار الاهل منك الاخبــــار
تكــــفين حومي فوقهم وارجعي لي ***** والا ان حصل لك حومة داخل الدار
تكــفين حــول ابيـــوتهم دوري لــي ***** سبعة فــــروخ يوم اخليهم صغــــار
شـــوفي ضناي وعودي وانكفي لي ***** وشــــلونهم ياعلهم صـــــارو كبـــار
نســـيوا دفــاي ونومـهم في شـــليلي ***** وش علمهم ياعلــهم طــول الاعمــار
قــــولي لهم أن امكــم لـه عـــويلي ***** خمســة سنين دمعهـــا دوم مـــــدرار
وقــولي لهـم اني على طـــول ليلي ***** انوح وليــــا قرب الصبــح انهـــــــار
وقــــولي عيونه دايم لــه همــــيلي ***** تبكــــي ليـــاشــافت من الـناس زوار
كل يوم اقول اغدي حديهم يجي لي ***** راحـــــت سنين ما بهـــم واحـــد زار
وانا اللي من سبة سـوات الحــليلي ***** حــــالي تردت كــــل مـاله وتنهــــار
وفـرقى ضناي اللي تردت بحــيلي *****
ياويلي كـــان الله عجــــل رحيــلي *****

يا رب تجعلنا من الابرار بوالدينا