النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: العاشق الذي ضحى من أجل حبيبته

  1. #1
    الصورة الرمزية وردة تحت الجليد
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2007
    المشاركات
    18

    Smile العاشق الذي ضحى من أجل حبيبته

    @ للتضحية وجوه كثيرة ، وهذا ما قام به شاب هو وجه من وجوه التضحية ، فقد تزوج فتاة بعد أن بتر ساقاها ، ضارباً عرض الحائط برأي كل من قال له لا أمل في نجاتها ، بعد أن سرت الغرغرينا في جسدها بسبب مرض السكري ، لتموت بعد ثمانية أشهر من الزواج ، ولم تقف التضحية عند هذه الصدمة بل وبعد ثلاثة سنوات على وفاتها لا يزال يعيش على ذكراها ، ثلاث سنوات لم يغير أي شيء في منزلهما حتى مكان فرشاة شعرها .
    داهم الحب قلب الشاب البريء وهو لا يزال مراهقاً حين تعلقت مشاعره بابنة الجيران التي تكبره ببضع سنوات . وعلى مر الإيام توطدت مشاعر الود بين القلبين الشابين ، حتى لم يعد أحد من الجيران وأهل الحي إلا ويعلم بقصة الحب هذه ، التي أغضبت أهل الفتاة واستنكروها بشدة ، بل حاربوا الفتى من القضاء عليها ،
    ولكنه لم ييأس أو يستسلم ، فتقدم لخطبتها مراراً وتكراراً بلا كلل ، فيما كان يقابل طلبه في كل مرة بالرفض ، وبعد أن تدخل البعيد والقريب من أجل التوسط في هذه المسالة رضخ أهل الفتاة أخيراً لطلبه ، ومرت مراسم التجهيز لهذا الزواج سريعاً حيث تمت الخطبة وتلاها عقد القران .
    وفجأة انقلبت الأمور رأساً على عقب وحدث مالم يكن في الحسبان ، بعد أن اكتشف أهل الفتاة إصابتها بمرض السكري ، في مرحلة متقدمة، مما أضطر الأطباء لبتر إحدى ساقيها ، وبعد شهرين لم يلتئم الجرح ، وانتقلت الغرغرينا إلى الساق الأخرى ، فأجبر الأطباء على بتر ساقها الثانية إنقاذاً لحياتها ، وبذلك أصبحت العروس الشابة الجميلة التي كانت تنتظر يوم زفافه لحبيبها بفارغ الصبر ، أصبحت مجرد جسد فتاة معقدة ، عندها طلب أهلها منه أن يطلقها ويبحث عن عروس أخرى ، وكان هذا أيضاً رأي أهله ، ولكنه رفض طلبهم ، واستنكر
    استهتارهم بمشاعرها ، وأصر على إتمام الزواج بعد أن تتعافى وهي مقعدة .
    بداية النهاية

    وللتعرف على المزيد من تفاصيل هذه القصة ، التقينا بالشاب وهو شاب في أواخر العشرينات من عمره ، موظف ناجح في إحدى الشركات الاستثمارية هادئ الملامح ، لطيف الطباع ، تغلف صوته الرقيق نبرة حزن مثيرة للاهتمام ، بدأ حديثه معنا ـ على عكس مما توقعنا ـ عن قصته من نهايتها ، حيث اختلف المشاهد وتطورت الأحداث واختلطت المشاعر وقال : لقد عشت مع من ملكت قلبي ، وملأت علي حياتي في هذا البيت أجمل أيام حياتي ، كانت ولا تزال بالنسبة لي الحبيبة والزوجة ، الأم والصديقة ، بصدقها ورقتها وحنانها وعذوبتها . ويقول البعض عني مجنون وكوني حرصاً على وجودها حتى اليوم ، ولم يخطر في بالي قط أن أتزوج بأخرى تشاركها قلبي وحياتي ومستقبلي أيضاً . ولهم العذر في ذلك فهم لم يعرفوها كما عرفتها . من أجل ذلك كله تحديت الصعاب في حبي لها وصدمت الجميع بزواجي منها ولم أبال فقد كانت تستحق أكثر من ذلك ، ولكن بسبب ظروفها الصحية اختصرنا زفافنا على حفل بسيط في منزل والدي .
    شهر العسل

    وبعد انتهاء حفل زفافنا ، طرنا لقضاء شهر العسل في ماليزيا ، وساعدنا على الحركة كرسيها المتحرك ، وهناك حرصت على تعويضها ما افتقدته من أنوثتها ، و أشعرتها بأنها كأي فتاة تمشي على القدمين ، فكنا نلعب ونسهر كأي زوجين طبيعيين ، إلا أن الأمر لم يكن يخلو من بعض الإحراج الذي كنا نواجهه من بعض الفضوليين لغرابة منظرنا كعروسين ، خاصة في الأماكن العامة . فكثير من الأحيان كانت تخجل من نفسها في طبيعة علاقتها الخاصة بي كزوج.


    وكنت أتألم لألمها وأنا أحاول إفهامها باني سعيد بوجودها بقربي ، وأن مرضها لا يشكل عائقاًً بالنسبة لي .
    بعد عودتنا من السفر استقر بنا العيش في شقتنا التي جهزناها مسبقاً ، وفضلنا السكن بوار أهلها تحسبا لأي طارئ قد يحدث لها ، ومرت الأيام هادئة وبسيطة .
    أذهب كل يوم جامعتي حيث ما أزال طالباً في سنة التخصص ، بينما تهتم زوجتي بشؤون المنزل وإعداد الطعام على قدر استطاعتها ، وتساعدها على الحركة خادمة وكرسيها التحرك ، ثم تجلس تنتظر عودتي . قد كانت فتاة مرحة ذكية ومستمعة جيدة لمشاريعي وأحلامي ، فخورة جدا بي تشجعني وتتوقع لي مستقبلا باهرا في مال تخصصي . حتى اصبح هاجسي في الحياة أن اصل ما تطمح إليه ، وان لا أخيب آمالها يوما ما . كما كنت رغم المرض تحرص على إرضائي كرجل ، تعرف كيف تتجمل له وتتدلل عليه ن هذا للأسف ما يفقده الكثير من النساء . بعد مرور عدة أشهر على زواجنا بدأت حالتها الصحية تزداد سوءا ، ولم تعد للعلاج قدرة على التخفيف من حدة انتشار المرض في جسدها ، ولم يبق لي أمل سوى رحمة الله . ومن ثم الحرص على عدم أصابتها بأي حوادث . أما هي فقد أخذت معنوياتها في الانهيار شيئا فشيئا ، وساءت حالتها النفسية كثيرا حتى استسلمت تماما للمرض.
    وفي إحدى الليالي حدثتني عن القضاء والقدر ، والأيمان بالله ، وان غيابها يجب أن لا يؤثر في حياتي ومستقبلي ... لقد كانت هادئة ورقيقة كعادتها ، لكنها كانت حزينة وترفض أن أقاطع حديثها وكأنها تودعني . فطمأنتها أنها بخير وأنني سأظل بجوارها احتضنتها بجنون ونمنا ليلتها نومة طويلة كأننا لم ننعم بنعمة النوم من قبل ، لكني استيقظت في الصباح التالي وحيدا ، بينما ظلت نائمة في سكون للأبد . لقد ماتت بعد أن داهمتها غيبوبة السكر أثناء نومها ـ فغابت عني .
    بنت الجيران

    · وعن تفاصيل القصة من بدايتها استرجع الشاب ذكرياته المليئة بالمشاعر والصراعات ، قائلا : عشنا وتربينا حتى كبرنا أنا وحبيبتي دائما متلازمين ، حيث كانوا جيراننا في نفس الحي المتواضع . كانت تربط بين عائلتينا علاقة صداقة قوية وكأننا أهل . وكنا نحن الصبية والفتيات أطفالا نجتمع يوميا لنلهو ونمرح في أزقة الحي ، وعندما كبرنا قليلا وبدأت ملامح الرجولة المبكرة تظهر على معظمنا . تباعدنا بحكم الدين والعادات والتقاليد التي لم ندرك حينها ، ولكن صورة صديقتي الحميمة التي طالما لعبت وضحكت معها لم تغب عن مخيلتي لحظة واحدة . وكثيرا ما كنت أشكو لوالدتي بعقلية الطفل البريء عن اشتياقي لها ورغبتي في العودة للعب معها ، ولكنها كانت دائما تفاجئني بقولها إنني كبرت وأصبحت رجلا كما كبرت البنت أيضا ، ولم نعد أطفالا لنلهو ونلعب ، وهكذا أخذت أتحين الفرص كي أراها أو أتحدث معها كسابق عهدنا . اقف عند باب مدرستها أنتظر خروجها ، أتطوع دوما لايصال أي شيء تريد أمي إرساله لبيتها ، أزورهم دوما لاسلم على اخوتها ، أو أسال عما يحتاجونه ، واقضي بقية يومي أدور حول بيتهم لعلي أحظى برؤيتها . إني أحبها فعلا هذا ما أدركته بمرور الأيام . وازداد اهتمامي بها وشوقي لها ، كما كانت هي الأخرى تبادلني نفس الشعور ولكن لم يكن بيدها أن تفعل أي شيء .
    العاشق

    لم يمضي وقت طويل حتى علم الحي بأسره بقصتنا . وأخذ البعض يتغامزون بسخرية علي فيرثون لحال العاشق الولهان الذي سيقتله الفراق ، حتى وصل هذا الاحاديث لمسامع أهلها وإخوتها على هذا الوضع ، وشكوا لوالدي أفعالي متهمينني بالاساءة اليهم .


    كما منعوها من الخروج للمدرسة لفترة طويلة ، وهكذا حرمت حتى من محاولة رؤيتها ، ولطالما أنبني أهلي على ذلك . ولكني لم أستطع نسيانها أو مجرد التفكير في الابتعاد عنها ، وكنت متأكد من أنها تعاني مثلي فساءت صحتي كثيرا ، وأصبعت هزيلا خائر القوى شارد الذهن على الدوام ، واقترحت والدتي علي أن نتقدم لخطبة حبيبتي ، حينها فقط دبت الحياة في جسدي من جديد، وبالفعل تقدمت لأسرتها أطلب الزواج منهم ولكنهم صدموني برفضهم هذا الزواج ، فعلى حد قولهم كيف يزوجون ابنتهم بشاب مستهتر بل هددوا بضربي لو تعرضت لهم ثانية ، وعدت لتكرار طلبي مرارا كما توسط لي عندهم العديد من كبار العائلة والاصدقاء حتى تمت الموافقة وعقدنا القران ، وكدت أجن من فرط سعادتي ، فها أنا يسأجتمع أخيرا بحبيبة العمر .
    في المستشفى

    وفي أحد الايام فوجئت بشقيق خطيبتي يخبرني بأنها مريضة ، وقد أغمي عليها وتم نقلها للمستشفى، عندها جن جنوني وطرت مسرعا إلى المستشفى، وقد شل تفكيري ، وكاد قلبي يتوقف عن النبض ، وعندما وصلت منعوني من رؤيتها بزعم أن حالتها لا تسمح بذلك ، وتكررت زيارتي للمستشفى عدة ايام على أمل السماح برؤيتها ، حتى فوجئت بوالدها يخبرني بعدم امكانية رؤية خطيبتي ، ويجب أن أصرف النظر عن مسألة ارتباطنا ، لأنها لم تعد قادرة على الزواج.
    فعرفت الحقيقة المرة وهي أن زوجتي مصابة بسكري لدرجة متقدمة لم ينتبه لها أحد، وأنهم اضطرو لقطع ساقها التي تلفت من مضاعفات المرض بينما بدأت الساق الاخرى تعاني ايضا، وقد تلقى نفس المصير.
    ورغم كل ما قيل وما حاول الجميع إقناعي به للتخلي من حبيبتي ، إلا أنني لم أهتم ، وزاد إصراري على التمسك بها ، فانا لم أحب فيها الجسد لكي أتركها عندما أعتل . وامام اصراري على إتمام الزواج بعد
    خروج حبيبتي من المستشفى ، رضخ الجميع بمن فيهم هي لرغبتي بعد أن وصفوني بالجنون لتمسكي بها .
    وعشت معها ثمانية أشهر قضينا أيام كثيرة منها في التردد على المستشفى . ولكن كانت مشيئة الله قبل ثلاث سنوات بأن تصاب بغيبوبة سكر كانت القاضية... حيث توفيت على سريرها أثر نوبة السكر التي لم تمهلها لتودعني. فاستيقظت صباحا لأجدها جثة هامدة بعد أن فاضت روحها للخالق ـ عز وجل ـ لذا قررت أن أبقى منزلي وأغراضها كما هي تخليدا لذكراها ، فبا الرغم من مرور ثلاث سنوات على وفاتها إلا أنني أشعر بأنها معي . فقد منعت أهلي من تغيير أي شيء في المنزل كي أراها في كل مكان ، وكم تمنيت أن تنجب لي طفلة تكون إمتداداًَ لها ، ولكن قدرها سبق إرادتي .
    قصة حزينة ومؤلمة ولكنها تحمل معنى الحب الحقيقي.
    نعم التضحية والحب والإخلاص .
    صحيح نادر وجود مثل هؤلاء الرجال....

  2. #2
    مساء الورد وردة
    قصةجميلة....وحزينة في نفس الوقت!
    اماعن الرجال فاذا خليت خربت !

    تحياتي

  3. #3
    الصورة الرمزية زنبقةُ الحرف
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    06- 2007
    العمر
    38
    المشاركات
    2,250
    قصة جميلة ومعبرة
    ومؤثرة
    رائعة..جدا
    هذا هو الحب الحقيقي
    سلمت يداك وردة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML