الفقر ليس عيباً حتى يستحي صاحبه من إظهاره..
وقد رد الله تعالى على من اعتقد أن الغنى إكرام من الله وأن الفقر إهانة بقوله: ((فَأَمَّا الإنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلاَّ...)) [الفجر:15-16
].
فأخبر سبحانه أن الإكرام والإهانة لا تدور على المال وسعة الرزق، فإن الله سبحانه قد يوسع الرزق ويبسط النعم للإنسان لا لكرامته، ويضيق عليه لا لإهانته، بل للاختبار والامتحان، ولهذا روى الامام البخاري عن سهل قال: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تقولون في هذا، قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يستمع، قال ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: ما تقولون في هذا، قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يستمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا.
وينبغي للفقير أن يكون متعففاً قنوعاً غير متطلع إلى ما في أيدي الناس، كما قال الله تعالى: ((وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ))[طـه:131].
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما أتاه.
وفي مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني لأعلم أول ثلاثة يدخلون الجنة، فذكر منهم وفقير عفيف متعفف. زاد في رواية: ذو عيال.
نسأل الله عز وجل أن يغنينا من فضله ويرزقنا من حيث لانحتسب..
إنه ولي ذلك والقادر عليه
أخي عاشق المبادئ
شكرا لطرحك الطيب
تقديري لك